قرية في شمال قارة آريان العظمى ، في منزل بسيط سمع صوت إمرأة عجوز سعيدة تقول " سيده صوفيا لقد خرج ،و أنه ولد...و بصحة جيدة"

كانت امراة تستلقي بتعب على فراش ، أعين مجهدة ، جبهة مليئة بالعرق و انفاس ثقيلة ، رفع رأسها حتى ترى ثم مدة يديها و قالت " أيتها الكبيرة دعيني أراه..... لماذا لا يبكي...هل به شيء ما "

تقدت العجوز و قدمت الفتى الملفوف بقطعة قماش بيضاء الذي بين ذراعيها و قالت بطمأنينه " لا تقلقي ، هو بصحة جيدة ، نبضه معتدل "

حملت الأم الفتى الصغير و ضمته إليها بحنان و نظرت إليه بإستغراب ، كان هزيلا قليلا و بشرة وردية محمره و القليل من الشعر الأسود على رأسه و لكن اغرب ما فيه هي تلك العيون الزرقاء اللامباليه ، كأنه لا يهتم أين هو او ماذا يجري من حول ، رغم حديث العجوز و مساعدتها و أيضا صوت أمه القلق ، كل هذا لا يزعجه و هذا ما يجعله غريبا بالنسبة لرضيع ولد منذ دقائق ، ان تصرفه يفزع والدته أكثر فأكثر

ولكن في ذلك الوقت فتحت الباب بقوة و دخل رجل قوي و عضلي قليلا بشعر أسود و أعين بنية ، كانت ملابسه متسخة و متعرقة و هو يلهث و يحاول التحدث " صوفيا...لقد سمعت...سمعت انك تلدين و...و اضررت لركض لنصف يوم من الغابة حتى أصل.."

كانت انفاسه تنقطع مع كل كلمت يقولها ، ثم رفع عينيه و حدق في المرأة على سرير و الرضيع في حضنها و ظهرت علامات السعادة على محياه و بدأ بالصراخ و التقدم بسرعة نحيتهما و هو يقول " ولد...أنه ولدي...لقد انجبتي.."

لكن قبل أن يصل أليهما جائته ضربة قوة على رأسه بعصى من العجوز و صرخت في وجهه " آكان ألا ترى حالتك...اذهب و اغتسل أولا ، لا يسمح لك حمل الرضيع بهذا الجسد المتسخ و أيضا لم انتهي من العناية بزوجتك هي مازلت تحتاجني "

لاحظ آكان حالته ، و حالة زوجته فضحك قليلا و إحمر خجلا ثم قال " انا آسف ايتها الكبيرة ، كنت متحمسا و نسيت نفسي ، سأغادر... " ثم نظر الى زوجته و قال " انتظري عزيزتي ، سأغتسل و أعود ، تشجعي "

ابتسمت زوجته له و هزت رأسها ، لاحظ آكان ذلك فإبتسم ثم حمل نفسه و اغلق الباب و ذهب للإغتسال

هزت العجوز رأسها و تنهدت ثم قالت " زوج طائش ، لو علم معاناتك في نصف اليوم الماضي لما جرأ على ان يتنفس من حولك خوف من ازعاجك و لكن...آآه " تقدمت العجوز و مدت العصى التي في يدها و بدأت تقول بضعت كلمات غريبة ثم بعد ثواني بدأت العصى باللمعان و بدأ الضوء يغلف الزوجة و يساعدها على الشفاء ، بدأت ملامحها ترتاح أكثر و عاد وجهها الوردي قليلا و اختفت انفاسها الثقيلة.....

في هذه الأثناء كان الرضيع ينظر باستعجاب و حماسة الى تلك العملية " أنه سحر...انا لا أهلوس ،صحيح " فتح الرضيع عينيه على آخرهما و ظهرت تلك الملامح المختلطة على وجهه الصغير....

قبل بضعة ساعات كان هذا الرضيع شخص من كوكب الأرض اسمه آدم ، حياته كانت قاسيا جدا و حظه كان الأسوء ، توفيت والدته عند الولادة و إعتنى به والده ذو النظام العسكري – لا لعب مسموح – حتى سن العاشرة ثم أدخله الى المدرسة العسكرية فدرس هناك و تخرج ثم بدأ اداء مهمات خطيرة في سن 18

كان يفلت من قبضت الموت في كل ثانية في تلك المعارك القاسية ، اصبحت ساحة المعارك منزله ، وصوت القذائف و الرصاص موسيقى في أذنيه ، رائحة الدم هي عطره ، الشيء الوحيد الذي كان يبقيه مستيقظا هو الألم و الخوف و الحسره

جسده و عقله تعبى من كل تلك المعارك و الآلام فتقاعد من جيش في سن 35 و قرر التجول في العالم و اكتشاف كل ما حرمه والده منه ، لقد اعاد عيش طفولته في سن 35 لعب الألعاب و قرأ القصص و خرج في مواعد مع فتيات و غيرها الكثير ، ولكن مع الأسف استدعي مجددا من طرف الجيش للقتال من أجل الأمة بسبب غزو غير متوقع و توفي في 42 سنة في عيادة الجيش بسبب تفاقم جراحه ولكن تم إعادة احيائه هنا في شكل هذا الرضيع....

“ هل أنا أحلم ام ماذا !!...هذا مستحيل " نظر الرضيع الى العجوز تمارس التعويذة السحرية بكل بساطة و بدون مجهود ، فقد كل حس المنطق في عقله و بدأ يغمغم بكلمات غريبة و لكن الصوت الذي خرج من فمه كان مضحكا جدا لانه لا يستطيع الكلام بعد ، ضحك الجميع عليه و اصبحت تلك الوجوه المتعبة و الكئيبة مرحة و حيوية ، وزال كل شكوك الأم عن حالة رضيعها....

مره بعض الوقت و عادت الزوج بعد ان اغتسل ، كانت العجوز و مساعدتها قد غادرا و وجد زوجته تستريح في فراشها و الرضيع في فراش لصغار فحمله بفرح و سعادة ثم سماه بإسم " اشفند " { معناها الملك } " سأسميك أشفند " قال ذلك و هو يداعب صدر الرضيع بيده ، ثم أضاف " أنه أسم يليق بملكي الصغير...هاهاها " كان الزوج يضحك بصوت عال من الفرح و بهجة و يهز الرضيع بقوة و بدون مبالاة

كان اشنفد الرضيع قد بدأ يشعر بالغثيان و الدوار و تغيرت ملامح وجهه الصغير فقال في نفسه " هذا الغوريلا لديه حيوية زائدة عن لزوم ، أنا لست كرة قدم ايها الأحمق توقف عن هزي "

و هذا عندما لاحظت صوفيا ذلك الوجه المنزعج لطفلها فقالت بصوتها المتعب " انت تخيف الصغير ، توقف عن هزه بتلك الطريقة أنه ليس لعبة ، انظر إلى حالته "

نظر آركان الى زوجته التي قاطعت نوبة حماسه باستغراب ثم الا ابنه الذي على وجهه ملامح الانزعاج فضحك و توقف عن هزه بقوة و أعاده الى سريره الصغير و جلس بجانب زوجته و بدآه بحوار حماسي ، ثم خرج بعد مدة بنشاط من المنزل و بدأ بالإحتفال مع أهل القرية لمدة دامت لأسبوع كامل بسبب تلك المناسبة السعيدة ، لم يكن والد أشفند غنيا و لكنه كان يعمل كحارس و صياد في القرية و والدته كانت تعمل كمساعدة مع طبيبة القرية العجوز لذلك دخلهم كان جيدا ، و انفاق بضعة عملات على هذه المناسبة لم يكن شيء كثيرا.

طول الأسبوع كان الرضيع أشفند ينام و يرضع و يفكر في حياته الجديدة ، لقد اخد بعض الوقت حتى يستوعب ان ما يمر به الآن حقيقي مئة بالمئه و هذا ما اسعده قليلا ، رغم أنه عاد الى ايام الحفاضات إلا أنه سعيد ببداية حياة جديدة و خاصتا في عالم فيه السحر ، أنه حلم كل شخص على الأرض ان يتعلم السحر و حلمه أيضا ، لذلك كان عليه ان يتحمل تلك الأيام المزعجة أولا....

................................

مرت 3 سنوات و نصف منذ ان وصل أشفند الى هذا العالم ، لقد بدأ يتحدث عندما وصل الى 6 أشهر رغم انها كلمات متقطعة قليلا و لكنها مفهومة و استطاع القرأءة و الكتابة في سن العام ،و قرأ العديد من الكتب حول هذا العالم و تاريخه و أشياء كثيرة ، و كانت والدته متحمسة جدا بإنجازاته في تلك السنوات 3 ، اما والده فقط كان يتفاخر به في جميع انحاء القرية بشكل مستمر و مزعج

ولكنه لم يملك أصدقاء ولم يحب اللعب مع اي شخص من اقرانه و كانت ملامحة جدية دائما و غير مبتسمة كثيرا و هذا ما كان يشعر والدته بالتوتر دائما و لكنها لم تمانع ان ابنها كان عبقريا صغير و هكذا تتصرف العباقرة عادتا .

كان اشنفد يقضي ايامه في مكانين إما في المنزل يقرأ الكتب او مع والده عندما يجري الدوريات حول القرية حتى يتعرف على مناخ و طريقة عيش الناس في هذا العالم ، ولقد لاحظ ان العالم هنا يشبه العصور الوسطى مع سيوف و سحر

و لقد عرف أنه في سن 5 بالضبط في يوم الميلاد يستطيع كل فرد في العالم ان يمر بلحظة تسمى الإستيقاظ و هي لحظة صحوة القوة السحرية في الشخص ، وهي تختلف من شخص لآخر بعضهم يصبحون سحرة او سيافين أقوياء و بعضهم فقط يستطيع ان يفعل بضعة خدع بسيطة

فمثال : والدته إستيقظت بقوة سحرية ضعيفة نسبيا و قدرت اسمها الساحر الصغير وكل ما تستطيع فعله هو إلقاء سحر شفاء بسيط و السحر المنزلي لذلك تعمل كمساعدة مع طبيبة القرية ، على عكس والده الذي استيقظ بقوة كبيرة ، و قدرت اسمها السياف السحرية لذلك هو يشبه الغوريلا و قوي جدا....... وفي هذا اليوم كان اشنفد سيسأل والده ان يعلمه المبارزة او فن إستعمال السيف

فعلى طاولة الغداء ، جلست العائلة ككل و هم يتناولون الطعام ، عندما توقف أشفند عن الأكل ووضع ملعقته ثم رفع رأسه و حدق في والده ثم قال بحزم " أبي "

رفع آكان رأسه و لاحظ وجه ابنه الجاد ، فقال " ماذا ؟ هل تريد كتاب آخر ؟ " كانت عادة أشفند ان يطلب كتاب جديد بين الحين و الآخر و قد اعتاد والده على ذلك ،لذلك كان يأخذ عادة الكتاب القديم الذي انهاه أشفند و يبيعه ثم يشتري واحد جديد بتلك الأموال

لكن هذه المره هز أشفند رأسه بالرفض و قال بحزم " لا أريد اي كتاب ، لقد قرأت كل الكتب في القرية و كنت تضطر الى السفر الى القرية الأخرى حتى تعثر على واحد جديد لي و لم اعد بحاجة لهم الآن و لكن أريدك ان تعلمني فن السيف "

توقف كلى الزوجين و حدقا في ابنهما بعدم تصديق و فزع ، و قالت أمه فزعة " أشفند لماذا تريد تعلم ذلك ؟ هل هناك من يتنمر عليك ؟ اخبر والدتك ، ستحل تلك المشكلة لك " كانت والدته خائفة من أنه كان يتعرض لتنمر من قبل اطفال القرية الأكبر سنا و لذلك يريد ان يتعلم فن المبارزة

أشفند هز رأسه وقال " من يجرأ ، ابي أقوى شخص في القرية..."

ارتاحة امه من هذه الناحية ولكن هذا زادها فضولا لماذا ابنها يريد ذلك ، وفي هذه الأثناء فتح آكان فمه و قال متسائلا بجدية " اذن لماذا تريد تعلم ذلك ، انت صغير على حمل عبأ السيف " و نظر مباشرة في عيني أشفند بجديه و ثبات

فقال أشفند بجدية " انا في سن 3 و نصف وكل ما تبقى لي حتى الإستيقاظ هو عام و نصف فقط ، وقد قرأت في إحدى الكتب ان التدريب المكثف يمنح فرصة أكبر في استيقاظ قدرة قوة وانا لا أريد اي نوع من التدريب الذي يزيد من حجمي فقط ، لذلك أريد أن تدربني على فن السيف"

تفاجئ آكان من رد أشفند و أيضا ذلك الوجه الجاد و الأعين المتحمسة ، وشد قبضته و بقي ينظر في ابنه و يفكر : ابنه لم يكن يوما مثل باقي الأطفال في سنه ، في كل مرة يراه يرى فيه نظرات شخص بالغ بخبرة و تجربة عميقة في الحياة و أيضا عبقريته و تلهفه للقوة و المعرفة ، باقي الأطفال يطلبون ألعابا و حلوى و يريدون اللعب و المرح و غيرها من سخافات الصغار و لكنه كان يطلب الكتب و يجمع المعلومات و يكتسب الخبرات كمحارب قديم في ميدان حرب جديدة ، حدسه كمحارب يخبره ان ابنه سيصبح شخصا عظيما اذا منحة له الفرصة ولكن جانبه الأبوي يخبره ان لا يجر ابنه ذو ثلاث سنوات الى ذلك العالم الخطير و المملوء بالعنف و الدماء و الحرب بالإضافة الا انه لا يعلم اي قدرت سيحصل عليها عندما يصل الى سن الخامس

لذلك فكر ثم قال له " تعليمي لك ليس مستحيلا..." توهجت عيني أشفند عند سماع ذلك ، ثم أضاف آكان " لكنني لن افعل ذلك ، ليس بدون شرط " اختفى توهج عيني أشفند وحل محله بعض من خيبت الأمل و الإصرار ثم قال " اخبرني ماذا علي فعله "

رد عليه آكان " تناول طعامه سنحدث بعد ذلك في الخارج " توقف كلاهما عن التحديق و تابعا تناول طعامهما و كل منها منغمس في افكاره ، اما الأم فقط بقت في حيرة من أمرها ، لا تستطيع ان تفهم ان هذه المناقشة كانت بين ولد في الثالثة و رجل بالغ في رابعة و العشرين ، هي تثق في قرارات زوجها و لكن القلق يعتريها من هذه المسألة الكبيرة و الغير متوقعة لذلك نتهدت و اكملت تناول طعامها في صمت.

بعد الغداء خرج آكان الى فناء منزلهم و اشار الى أشفند للتبعه ، و في فناء توقف امام بئر و قال لأشفند " اترى هذا البئر " و اشار الى البئر بجانبه دلوان من الماء ، ثم أضاف " أريدك ان تخرج منه دلوين من الماء كل يوم و تحملهما و يديك افقيتين حتى تكون مثل علامة الزائد و تركض حول القرية لثلاثة مرات كل يوم لمدة شهر كامل ، اذا توقفت عليك ولوا لمره عليك بالبدأ من جديد و اذا انسكبت مياه الدلوين عليك تعبأتهما و البدأ من جديد و اذا لم تكمل هذه المهمة كل يوم فلا تسألني مجددا عن تعليمك فن السيف هذا هو شرطي "

عندما كان آكان يتحدث كان أشفند يفكر بعمق في شرط والده " طريقة قاسية لتدريب و لكنني افهم قصده من هذا ، انها معركة اراده و تحصيل للقوة في نفس الوقت ، اخراج الدلوين من البئر و أيضا حملهما أفقيا يقوي الجهة العلويه من الجسد ، و الركض بهما لثلاثة دورات حول القرية التي طولها ألف متر تقريبا يقوي الجانب السفلي و أيضا عدم خسارة ذلك الماء يحقق التوازن في الحركة و التنسيق بين الجسد السفلي و العلوي و أيضا تعزيز الحواس و في الأخير معركة التحمل و الإرادة فبدونها سيتوقف الفرد في منتصف الطريق و بعجز عن المتابعة ، تدريب على شكل شرط ، عبقري "

اعجب أشفند بذكاء والده و فطنته ، كان يعتقد في الأول أنه مجرد رجل صاخب بعقل بسيط و افكار محدودة و لكن الآن اقتنع أنه ليس عضلات بلا عقل ، بل هو على العكس تماما ، أنه يخفي عظمته تحت قناع السخف و السذاجة " مرعب ، اذن هذا هو السياف السحرية آكان أقوى رجل في القرية " نظر أشفند الى والده برهبة ثم ابتسم و قال " موافق ، و سأبدأ الآن " ، تقدم و ملئ الدلوين تحت انظار والده غير المصدقة و حملهم و بدأ بالركض كالمجنون

... ... .....

و مرة الأيام ، اليوم الأول قضى باقي اليوم في المحاوله و أعاد العملية 6 مرات بسبب انه اسقط الدلوين او توقف عن ركض و أيضا خسر غدائه بسبب التقيئ الشديد و أحس بألم في جسده كله عندما انتهى ، الايام من الثاني الى الثامن كانت الاسوء لأنه اعاد العملية لعشرات المرات ولكن عقله بقي مركزا ، المشكلة في جسده الصغير الذي يرفض اوامر عقله في كل مره يسقط الدلوين او تتوقف ساقيه عن الحركة ، الأيام من التاسع حتى الخامس عشر كانت جيدة نسبيا و لكنه ما يزال في نفس المشكله التحسن الوحيد كان جسده الذي اصبح أكثر قوة و اكثر تحملا ، الأيام من السادس عشر الى العشرين كانت معركة تحمل و ارادة مطلقة لأن جسده اصبح أثقل فأثقل بسبب ذلك التدريب اليومي ، أي أنه وصل الى حدوده فإما تجاوز تلك الحدود او توقف و أيضا فقد الشهيته في هذه الأيام و أصبح نومه متقطعا و سيئ بسبب آلام العضلات ، الأيام من الواحد والعشرين الى السادس و العشرين كانت جنونا مطلقا ، جسده كان يرفض التحرك ولوا بإنش حتى محاولة تناول طعام اصبحت مزعجة وصعبة جدا و مزاجه أصبح متقلبا على أتفه حاجة يدخل في نوبة من الغضب الشديد و لا يمكنه النوم الآن و لكنه تابع القيام بذلك رغم أنه كان يتحرك بسرعة السلحفاة ولكنه كان يفعل تلك العملية و أيضا ساعدة بضعة أعشاب خاصة اشترتها له أمه في تخفيف من حدة آلامه و تجديد خلايا جسمه

في تلك الأثناء أعجب القرويون بمثابرته بعد ان سمعوا القصة وراء ما يفعله ، بعضهم شجعه عندما يمر بهم و بعضهم شمت منه و أزعجه

ثم أوقفه والده عن القيام بذلك لمدة 3 أيام بحجة ان الجو مثلج كثيرا و عاصف و سيكون خطيرا عليه القيام بذلك في جو مثل ذلك و لكنه يعرف ان والده قصد القيام بذلك بعد ان رآى ابنه على شفى الإنهيار و هذا آخر شيء يريده ، خاصتا ان زوجته معارضة لفكرت شرط الشهر هذا

بعد ان مرة تلك الأيام استعاد أشفنذ قوته الجسدية و تركيزه و لاحظ ان جسده أصبح أقوى و أكثر صلابه و هناك عضلات بدأت تظهر

واصل جحيمه من اليوم السابع والعشرين الى التاسع و العشرين بقوة و لكنه ما يزال يسقط الدلوين او يتوقف ، و عندما انتهى اليوم الثلاثين لاحظ ان والده قد خرج في رحلة صيد من أجل إطعام القريه ، لذلك وضع جدول تدريب جديد لنفسه ، و وازنه بين تدريب والده و بضعة تدريبات تعلمها من الجيش و أيضا أضاف أيام لي الراحة و جدول طعام جيد بمساعدة والدته

ومر شهر آخر عندما عاد والده و لكن أشفنذ لم يطلب منه تعليمه فن السيف او أي شيء بل ركز على تدريبه ، لأنه بطريقة ما لاحظ أنه ضعيف جسديا رغم عقله الثابت ، لذلك لم يتسرع من طلب التعليم من والده بل وضع كل أهتماماته في تطوير جسده حتى يخترق حدوده

……………….

لقد مرة الآن ستة اشهر منذ شرط والده و تغير أشفند كثيرا ، جسده الآن أطول كثيرا و أكثر صحتا و أيضا عضلاته قوية و بارزة و هذا يجعله وسيما جدا مع الملامح التي و رثها من أمه و عينيه الزرقاوين اصبح لديه حتى نادي معجبين سري صغير بين فتيات القرية ، ولكن اهم شيء له أنه اخترق حدود جسده في الشهر الرابع و أصبح الآن أسرع و أقوى و أكثر دقة و متانة ،حركات جسمه السفلي منسقة جدا مع جانبه العلوي و لم يعد يسقط الدلوين ولا حتى قطرت واحدة ، سيطرته كانت مطلقة ، و أيضا إحساسه بالمساحة من حوله اصبح أكثر دقة حتى لو كان يركض في ليلة مظلمة من دون قمر سيظل يعرف طريقه و الأشياء المحيطة به

و أما الآن فقد طلب من والده ان يعلمه فن السيف بشكل رسمي....

في الصباح الباكر تقدم آكان مع سيفين من الخشب القوي الذي أحضرهم معه من الغابة في إحدى رحلاته و سلم واحد الى أشفند و قال شارحا " السيف الخشبي في يدك من أقصى انواع الخشب لذلك سنتدرب به " توقف قليلا حتى يحمل ابنه السيف تم وضع مساحة بينه و بين إبنه و قال " فن السيف يعتمد على اشياء كثيرة هو ليس مجر تلويح بالسيف...القوة و الدقة و السرعة و أيضا الحدس و الغريزة و أيضا الخبرة في المعارك "

توقف قليلا حتى يستوعب ماذا قاله له ثم أضاف " هناك مقولة مشهورة بين السيافين : " السيف هو انا وانا هو السيف ، سيقطع من اريد و يتجنب من اريد " هذه المقولة عميقة جدا ، فن السيف يعني دمج السيف مع الجسد حتى يصبح كأنه يدك او رجل ، فهناك سيافون بارعون يستطيعون ان يقطعوا رجلا من بين ألف شخص دون ان يمسوا الألف الباقين و تلك المهارة تسمى قلب السيف ، أنا أقطع من أريد و أتجنب من أريد و عندما تتعلم تلك المهارة تكون قد دخلت الى عالم المبارزة رسميا و سيطلق عليك لقب سياف و لكن قبل ذلك عليك تعلم كيف تقاتل بسيفك ، لذلك إستعد سأهاجمك و حاول التصدي لي او مراوغتي او مهاجمتي ستتعلم بالخبرة العملية مباشرة..."

تقدم آكان بسرعة شديدة و لوح بسيفة بطريقة مائلة على جهة اليمين محاولا قطع أشفند و لكن الأخير صد ذلك بخفة و قال في نفسه " وحشي جدا ، ضربته تكاد تخذر يدي ، لا تردد ولا حركات مسبقة كأنه لا يفكر بالهجوم "

بعد التصادم الأول العنيف حاول أشفنذ الإبتعاد و منح نفسه بعض المسافة و لكن والده لم يسمح بذلك و هاجمه من الجهة اليسرى و بسرعة كبيرة ، لن يستطع صدها هذه المره و لكنه اندفع الى الأمام و إرتطم بوالده من أمام مما خفف من زخم تلويحته كثيرا و لكن لازالت هجمه قوية و أحسته كأنه هوجم بمطرقة حديدية على جنبه

لكنه صر على أسنانه و نظر الى والده بعنف و كان سيحرك جسده في هجوم عمودي مائل عندما إختفت صورة والده من أمامه و أحس بألم فضيع على ضهره يدفعه على الأرض بقوة ، فإرتطم بالأرض بقوة و أحس بالسيف الخشبي على مؤخرة رأسه

فقال والده " لديك جسد متين و لكن لديك الآلاف من الثغرات و حركات ساقيك ثقيلة قليلا ، عليك ب..."

عندما كان آكان يشرح أخطاء أشفنذ كان الأخير يفكر في قوة والده الوحشية و خبرته ، ولكن لم يكن هو الوحيد الذي كان يفكر بهذه الطريقة فكان والده متفاجئ جدا من حركات ابنه " حركات جسده ثقيلة قليلا و لكن اي وحش هو ، دقة قراراته و ثباثه عند الهجوم و الدفاع و أيضا قراره بوضع مساحة بيننا و ذلك الإندفاع المجنون للأمام لتصدي لهجومي ، وعدم تردده في الهجوم ، افكاره انسيابة جدا و انا ألاحظ علامات سياف عبقري و لكن المشكلة في ان جسده لا يتبع تسارع أفكاره " تنهد ثم أضاف" آآآه يبدوا ان فكرتي في إستعمال 30% من قوتي لهزيمته بحركة واحدة ثم التفاخر امامه جعلتني محرجا الآن ، أنه وحش في طول التطور "

ابتسم آكان بسعادة لأبنه ثم قال " مجددا " دخل الإثنان في العديد من الإلتحامات ، مجددا و مجددا حتى اصبح جسد أشفنذ أحمر من علامات الضرب المتكررة و لكن خبرته اصبحت أكبر و فهم مبادئ المبارزة قليلا ....و أصبحت تلك المبارزة روتينية كل صباح مع تدريبات أشفنذ الخاصة لبقية العام

2022/02/05 · 528 مشاهدة · 3354 كلمة
K
نادي الروايات - 2025