•✿| ━━❪• ⊱≼❀≽⊰ •❫━━━ |✿•

ستونهارت:

إلى لينك To Link


كان النوم لا يزال يشوش الموجودات أمام عينيه حينما وقف بالخارج رفقة السير ميرين فوت و رجاله الآخرين في سَحرِ الفجر البارد. كانوا في انتظار فتى آل ميتز ذي الشعر الأشقر المجدول "ثاندر" بينما يتم تجهيز آخر الخيول في حين أحاط بهم رجال بدورع قرمزية أصدرت صريرا معا كل حركة يفتعلونها.


تجمدت ملامح الفارس المعدني السير "ميرين فوت" مع النسيم البارد يبينما غلب التثاؤب "ماكون" الذي راح يسد فمه بظهر يده و يفرك عينيع ليطرد النوم عنهما، فكر في أنه ماكان ليقبل بأن يحل محل والده لو أنه علم أنه سيكون مجبرا على مفارقة سريره الدافئ في مثل هذا الوقت المبكر من اليوم حيث عرف عنه كسله و حبه للنوم بيد أن شيئا من دوار الأمس لايزال يلازمه، و لمعة الحجر الأخضر الذي رآه عند التاجر البدين لا تزال تشوش حاسة البصر لديه لكن قبل كل هذا فقد كان سببا في التأخير الذي وقع لهم حيث كان مفترضا أن يغادروا ظهيرة الأمس.


توقف حصان ثاندر ميتز و طفق أحد حراسه يمسك زمامه مستعدا ليقتاده إلى مربطه بينما قفز الشاب الأشقر ببراعة من على السرج، كان منظره أقل ترتيبا عن المعتاد و شعره مفرود و مبعثر، زاد بريقه بما تبقى من ضياء القمر المنعكس عليه. اصطف الفرسان ذوي الدروع القرمزية متأهبين لحضرته، كان ذلك يعكس الإنضباط التام لهؤلاء الرجال العتاة.

هدر ماكون و البخار يخرج مع أنفاسه مع كل كلمة: أرى أنك قد أبكرت لتوديعنا أيها اللورد.


لوهلة، لاحظ السير ميرين فوت كيف أن ماكون ختم كلامه الموجه لثاندر بعبارة "أيها اللورد" طمعا في أن يعيدها ثاندر إليه فعقد حاجبيه دون أن ينبس ببنت شفة.

أجاب ثاندر: أجل يتعين علي توديعكم ثم الإنضمام لوالدي السيد "ألفرد ميتز"


- صحيح ذكرت أن السيد والدك منشغل عن لقائنا، كما قلت أن الموارد قليلة، هل الخطب لا يزال مستمرا؟

- أجل لازال قطاع الطرق يفتعلون المشاكل، لقد أحرقوا مساحات شاسعة من الأرضي الزراعية خارج "هالف-بثور" و أرعبوا المزارعين و منعوهم من الزراعة ما أثر علينا سلبا، كان والدي يتتبعهم لأسابيع لكن سكان المزارعين لم يطلعوه على شيئ.

- سكان "هالف-بثور" يزرعون ما يأكلونه بأنفسهم إذا، حتى الملك قد أمر باستصلاح الأرضي في الشمال لحل مثل هذه المشاكل، أعتقد أن الأمر برمته سيحل لو توفرت قوة خاصة تحمي المحاصيل.

في هذه اللحظة لمعت فكرة في ذهن ماكون الذي راح يستأنف كلامه بينما ضيق الفارس المعدني عينيه محدقا: أعتقد أن الحل يكمن في حماية المزارعين بالدرجة الأولى و تعويضهم لابد و أنهم يدفعون لقطاع الطرق ليفعلو ذلك، إذا توفر الأمن لديهم فلن يجرؤوا على فعلتهم الشنيعة أما المزارعون فيخشون أن يدفعوا حيواتهم ثمنا لمخالفة أوامرهم.


همهم اللورد الشاب ثاندر ميتز و قال معلقا: أجل، حتى والدي فكر بنفس الشيئ و لكن قائد قطاع الطرق مجرم مطلوب بالفعل إنهم يلقبونه بالحثالة و "القمامة" رغب والدي كثيرا في إمساكه و تقديمه إلى عدالة الملك.


بالتوفيق إذا، لديكم رجال أقوياء و أشداء قادرون على ردع أي كان و أنا واثق في نجاحكم. قال ماكون و أضاف: سنتجه إلى "لينك" و ننطلق من هناك إلى العاصمة "يورك-شير" لتلبية نداء الملك، شكرا على ضيافتكم و آمل أن نستطيع ردها عندما تقومون بزيارتنا في "سكيليك"

- سعدت بعرفتكم أيضا أتمنى لكم حظا موفقا، ليكن طريقكم يسيرا، لقد شرحت للسير "ميرين" الطريق الذي ستسلكونه، ستتجهون غربا نحو المرفأ و ستكون القوارب التي ستقلكم هناك إضافة إلى سفينة تنقل البضائع ستتكفل بأمر الخيول.

- شكرا لك.


كان هذا آخر ما قاله الإثنان قبل أن يفترقا و انطلقوا مستأنفين رحلتهم.


كانوا يمضون على طريق يشبه الربوة المرتفعة بينما يقع المرفأ أسفله على مستوى منخفض، قطعوا الطريق من الفجر إلى الغسق يمرون بالغابات و البساتين و الحقول بالغة الجمال، فكر ماكون أن آل ميتز محظوظون بمثل هكذا مناظر فهو لم يعتد رؤتها من قبل ف"سكيليك" ذات طبيعة جبلية متحجرة لكن في هذا المكان هواء الحرية و الطبيعة الخلابة يداعب تفاصيله ليجعله يشعر كما لو أنه طائر كان محبوسا و الآن صار طليقا.


كانت قوارب الصيد قد اصطفت على خط المرفأ في نظام و ارتخت أشرعت السفن المتأهبة للإبحار بينما هواء البحر العليل يعبر بين قوام الرجال و يداعب جدائل الخيول، إعتلت بوابة المرفأ راية الأسرة الملكية و الأسرة الحاكمة "دي روز" و "ميتز" على حد سواء بينما تحرك فرسان الدرع القرمزي هنا و هناك و ٱعجب ماكون بكل الذي رآه، تنظيم في غاية الإتقان و إخلاص الرجال في عملهم دليل مكانة و تقديس الأسرة الحاكمة في قلوبهم.


طفقوا يعبرون بوابة المرفأ بعد التأكد من حجزهم للرحلة عبر سفينة البضائع المخصصة لهم، كان السير "ميرين فوت" متجهما طوال الوقت و لم يخض في أي حديث، رغبة "ماكون" في المبيت ليلة أخرى عكرت صفو مزاجه لقد كان يريد أن يصل إلى المحطة الأخيرة التي هي العاصمة "يورك-شير" في أسرع ما يمكن لأنه ملتزم بنظام الوقت أولا و لأنه مكلف بمرافقة "ماكون" من طرف والده ولا يريد أن يكون آخر الواصلين فلا الملوك لهم شيم الإنتظار ولا توبيخ اللورد "ستونهارت" و صراخه يحتملان.


ترجل المرافقون من على أحصنتهم و بمساعدة أعوان السفينة ساقوها إلى الداخل حيث أعدت المرابط مخصوصة لها و وقف رجل شامخ القامة غلبت عليه البدانة أكثر من الرشاقة قبالة مركب السفينة و قد اعتلت رأسه عمامة سوداء غطت بسوادها ملامح وجهه المسمرة و لحيته السوداء الشائكة بينما توشح بسيف طويل على حزام سرواله الأسود الذي خيط من قماش خفيف يساعد على الحركة و معطف جلدي أسود، إنه ربان سفينة نقل بضائع معروف باسم "الغراب".


تقدم السير " ميرين فوت" نحوه بوجهه المتجهم المعتاد، بدا كما لو أنه ينظر في مرآة متسخة فقد قابله "الغراب" بنفس النظرة على الوجه، أحس "ماكون" الذي كان خلف الفارس الحديدي "ميرين فوت" باضطراب في الأجواء و تقدم ليبرز نفسه كما يحاول أن يفعل دائما و هو يقول: هذه السفينة محجوزة لنا أيها السيد!


تجاهل الرجل المدعو ب "الغراب" كلام "ماكون" الذي عقد حاجبيه بينما تسمرت عينا الفارس المعدني بجمود في وجه "الغراب" الذي قال: كان الأمر باصطحاب الرجال إلى "لينك" لم يذكرو لي وجود أطفال.


أطفال؟ قال "ماكون" في نفسه و لم يكتم غيظه طويلا و راح يرد على كلام الغراب بيد أن السير "ميرين فوت" استبقه بقوله: عليك أن تحترم ضيوفك و أن لا تكون بغيضا إنه اللورد قائد الرجال.


رد الغراب في ازدراء: هه و إن يكن أطفال اليوم مدللون أكثر من اللازم، لورد؟ يال الدعابة.


أكمل كلامه و انطلقو ثلاثتهم يصعدون إلى السفينة و كتم ماكون غيظه بينما ضيق الفارس المعدني عينيه متجاهلا كلام ربان السفينة و فكر أنها لابد و أن تكون رحلة بغيظة للغاية.




2020/10/06 · 161 مشاهدة · 1028 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024