20 - جاهز للرقص Ready to dance

•✿| ━━❪• ⊱≼❀≽⊰ •❫━━━ |✿•

دي روز:

جاهز للرقص Ready to dance




توشح الفتى "إلين" بسيفه بينما لم تكن أشعة الشمس قد كشفت عن ملامح اليوم الجديد، إنطلق عبر الساحة التي توسطتها النافورة و هو يشق طريقه نحو الخارج، كان سيعبر السلالم لكي يصل إلى مكان التدريب الموعود. و أخيرا سيبدأ تدريب السيف الخاص به، إنه يرى مكانه كقائد للجيش منذ الآن حيث وعده والده الملك بأن يمنح له مكان في مقدمة جيشه إذا أكمل تدريباته و أبان عن موهبة إستثنائية في المبارزة، لكن ما كان يتطلع إليه هو البطل الشهير الذي لم يهزم في حياته، أعظم فارس سار تحت السماء و أقوى سياف عاش فوق الأرض إنه فارس لا يشق له غبار و المعروف باسم "جيرد لانسل"


كانت ألوان السماء القاتمة تداعب أول خيوط الشمس حينما لاح قائد الحرس الملكي اللورد "جريجور تانيس" في منظره المهيب قاطعا الرواق بخطوات كبيرة و داعبت النسمات شعره الأسود الممتزج بالشيب بينما غطت قلنسوة علت رأسه صلعته، تغيرت نظرته الحادة حينما رآى الأمير "إلين" قد حظر مبكرا و أوحى له ذلك بالإنظباط و برغبة الفتى المستعرة، لابد أن دافعه للتعلم هو الشغف و الرغبة.


كسر قائد الحرس اللورد "جريجور" الهدوء الذي كان مخيما على المكان بقوله: أرى أنك قد جئت باكرا من أول يوم أيها الأمير "إلينيس"، أنا بالفعل أقدر هذا الأمر.

لم يكن معتادا على أن تتم مناداته باسمه كاملا "إلينيس" نفس الأمر بالنسبة لأخويه "ألكسندر" تتم مناداته ب "ألكس" و "ساره روز" تنادى ب "ساره" كانت طريقة اللورد في الحفاظ على المسافة التي تفصلهما من حيث المكانة كما اللورد "جريجور" يعرف أن الأمير الذي هو مقبل على تدريبه هو ولي العهد للملكة و لن يدع فضل تدريبه لأحد معلمي السيوف لأنه بجانب لإنجازات العظيمة يذكر معلمو الملوك كذلك في كتب التاريخ و لو كان ذلك على الهامش فقط.


شهق "إلين" بضحكة مخفية و أجاب في هدوء مصطنع: أرى أنك فعلت العكس و لكن لا بأس بذلك، أريد منك أن تعلمني كل شيئ لأصير أقوى سياف في كل مملكة "روز"


أرى أنك قد تتفوق علي بمثل هذه الإرادة سموك. رد قائد الحرس بتعجرف.


منحه "إلين" إبتسامة واثقة و صحبها بنظرة حازمة و راح يقول مجيبا: ليس أنت! بل "جيرد لانسل" لقد سمعت أنه الأعظم في السيف على الإطلاق، يقولون أنه لم يهزم أبدا في نزال.


قال اللورد "جريجور" بينما هم يسحب سيفه ليبرق في ضوء الشمس الفتي: أجل هذا ما يقولونه، لكن لا أحد يعلم إن كان يخوض نزلات أصلا.


ثم أردف: سأعلمك كيف تحمل السيف أولا ثم تستطيع أن تتجاوز من تشاء. و أكمل كلامه و وضع سيفه جانبا بينما تقدم أحد الحرس يحمل عصي التدريب.


كشر "إيلين" قائلا في ملل: عصي تدريب؟ لقد شحذت سيفي الليلة الماضية خصيصا لتدريب اليوم.


قاطعه اللورد "جريجور" بقوله: لهذا يسمى تدريبا، أكاد أجزم أن بطلك "جيرد لانسل" قد استعملها في بداية تدريباته، بجانب ذلك يحتاج التعود على السيف وقتا طويلا و إضافة إلى هذه العصي ستتعلم استعمال السهم و القوس كذلك، القاعدة الأولى للسياف الناجح، السيف ليس دائما الخيار الوحيد، عبر حياتي الطويلة رأيت أشخاصا يستعملون أساليب و معدات مختلفة للقتال و في معركة متغيرة المعطيات السيف قد لا يكون خيارنا الوحيد، لقد كسرت خمسة سيوف في يدي يوم غزونا للشمال و اضطررت لاستخدام الخناجر أيضا تحتاج للتمتع بالحنكة و الخفة أيضا و أن تستمع لما أقوله بتركيز فالملك قد منحني كامل الصلاحية لأفعل ما أريد.


بدا هذا الكلام مطولا للغاية بالنسبة للأمير، شعر أنه يتم إلقاء محاضرة عليه، لقد جاء ليتعلم استعمال لكن هذا الرجل العجوز بدأ يتبجح بتاريخه منذ البداية.


كان إلين برغم طيشه فتى ذكيا محبا للمقالب و لكنه أيضا كان يعتبر نفسه منافسا شرسا على أي شيئ يدخله كان يعلم أنه يتعين عليه ذات يوم أن يقود جيش والده فالمملكة غير مستقرة بعد و قد يظهر متمردون أو ثائرون و الملك لن يعترف به وليا للعرش إلا إذا أثبت نفسه رغم ذلك يخالجه بعض الشعور بالراحة فشقيقه الأصغر لن ينافسه على العرش لأنه ببساطة غير كامل النمو ينفرد دائما بنفسه يميل للسكون بدل العدوانية ولا يظهر أي علامات على رغبته في التواصل مع غيره شخص كهذا لن يكون مناسبا للحكم على حد تفكير "إلين" الذي أصبح يرى نفسه قائد نبيلا و ملكا عظيما منذ الآن و لا شيئ سيحول بينه و بين أن يكون كذلك. تناول عصا التدريب بعد أن وضع سيفه جانبا هو الآخر و قال في تحد: لنبدأ الرقص إذا.


غمغم اللورد "جريجور" قائلا: في أي رقصة عليك أن تتعلم طريقة الوقوف الصحيحة أولا، إنها تمنحك عددا من الخطوات الجيدة و التي تسمح لك أن تنهي رقصتك بأفضل شكل، أولا عليك أن تستدير نحو جانبك و من ثم قم بتقديم رجلك على الأخرى هذا يمنحك الثبات اثني ركبتيك قليلا سيسمح لك ذلك أن تكون أكثر مرونة لذا تلقي الضربات، المراوغة مهمة أيضا و الثبات بغض النظر عن طبيعة أرضية النزال، إنها أساسيات يجب على كل مبارز أن يتقنها و ستفعل ذلك بدورك إذا أردتك أن تكون راقصا بارعا.


قال الأمير في ملل: لا أريد أن أكون راقصا أريد أن أكون سيافا و مبارزا قويا بالسيف، أريد أن أكون الطرف الذي يضرب أولا بلا هوادة، قائد يريد الرجال أن يثقوا و يستطيعون الإعتماد عليه.


قال اللورد "جريجور": كلماتك جميلة رغم أنك لا تزال في سن مبكرة سموك. و أردف قائلا: كل ما ذكرته ينبغي أن يمر عبر الأساسيات، أنت لا تريد أن تتعثر أو يسقط منك السيف بينما تخوض نزال حاسما على مرآى من رجالك أليس كذلك؟


- بلى! أجاب الأمير.


إذا لنجعل منك محاربا لا يخسر.

إتخذ " أيلين" الوضعية التي شرحها له اللورد "جريجور" و راح هذا الأخير يصحح أخطاءه، بينما أبان الأمير عن تركيز بالغ، قال اللورد: أحسنت لقد توصلت للطريقة الصحيحة في الوقوف، الآن مسكة السيف.


زخر "إلين" بضحكة مكتومة و قال: تقصد العصا المثيرة للشفقة.


أجاب اللورد بطول بال: صحيح أنها تبدو بلا قيمة و لكن حتى والدك جلالة الملك إستعملها في شبابه، أمسكها بيد واحدة لتحافظ على توازنك إنها أخف من السيف و لكنها تمسك بنفس المبدأ ليست ثقيلة بحيث يتعين عليك إمساكها بكلتا اليدين، أطبق عليا أصابع يدك بقوة حتى تشعر أنها صارت جزءا من ذراعك و لكن بحيث تبقي على مرونة معصمك و بالطبع إحرص على أن لا تسقط منك، هل يمكن لجزء من ذراعك أن يسقط منك؟ لا بالطبع مع تنسيق حركات قدميك ستحصل على الوضعية المثالية و تكون جاهزا للرقص.






# Leo_KOTG
























2020/10/06 · 186 مشاهدة · 1003 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024