إستيقظت و أخيراً... تشعر بشيء ما يلتف حول بدنها ببطء مخلفا مادة دبقة تحرق بشرتها، عينيها الجاحظة تحدق للأعلى لتقابل الظلمة و الفراغ.


كيف أنتهى بها الحال هنا؟!

لماذا دخلت إلى ذلك المعبد الملعون؟


لو أنها فقط فَضلت الذهاب مع عائلتها الى هاواي لتقضي العطلة الصيفية هناك تلعب على الشاطئ، بدل الذهاب إلى هذا المكان المعلون بحثاً عن المغامرة و التي بالمقابل جعلتها عالقة في هذا الموقف ..


هواء حارق لفح الجانب الأيسر من وجهها، و رغم حرارته الحارقة سرت بجسدها قشعريرة باردة مسافرة من رأسها حتى أخمص قدميها و متسببة في تجمد أطرافها، الهواء الحارق ما يزال يضرب، رطب و ساخن للغاية، لسبب ما شعرت بهالة طاغية بجوارها، ضوء خافت تسلل من ثقب صغير ساعد عينيها على الرؤية قليلاً .


رغم ذلك كانت خائفة اكثر في تلك اللحظة، خائفة لدرجة أنها اغلقت عينيها بقوة بغية أن لا ترى شيئاً على الإطلاق، هي تعرف بأن الأشياء السيئة تحدث عندما تنظر، لذلك هي لن تفعل، هي لن تنظر أبداً.


لتمت وحسب..


لمَ عليها ان تعاني هكذا؟! لمَ يجب أن تعيش لحظات الخوف المرعبة هذه و التي هي اصعب حتى من الموت؟.


إنتظار الموت أصعب منه حتى، جملة قالها احدهم و تذكرتها فجأة.. لكن لماذا الآن؟

هل ستموت قريباً ام ماذا؟!

و لكن هل تستحق مثل هذه النهاية الشنيعة؟


"ماناماكا!"


صوت خفيض كالفحيح همس في أذنها و دفعها قسراً لفتح عينيها لترى أخيرا تلك الأفعى التي ما زالت مستمرة في الالتفاف حول جسدها ببطء شديد، و كأنها تستمتع بمعاناة ضحيتها.


لتحول بعدها عينيها الى جهة ذلك الهواء الحارق حيث انبثق ذلك الصوت و جزء صغير ساذج منها يخبرها بأن ربما صاحب ذلك الصوت هناك هو من سينقذها.


و فورما نظرت إلى من يرقد بجوارها صرخت صرخة مدوية هلعة من هول ما رأت!


لقد كانت جثة محنطة ترقد بجوارها، بملامح شاحبة و إبتسامة صفراء خبيثة و كأنها تحدق نحوها قائلة، أنت في مثواك الأخير هنا بجانبي.


و سألت نفسها مجدداً كيف؟


كيف إنتهى بها الأمر عالقة في تابوت و أفعى ضخمة تلتف حولها و الأسوء حل الآن جثة ضاحكة ترقد بجانبها؟!


فقط لو أنها ذهبت إلى هاواي.


❃❃❃❃


إذا هل أحببت البداية؟

ما رأيك بأن تترك تعليق لطيف هنا؟

أطلعني على ما احببت و ما لم تحب و ساكون سعيدة بالعمل عليه و تحسينه.

2017/10/22 · 288 مشاهدة · 361 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024