في طريقهما نحو البوابة التي تفصل بين العالم السري للطائفة و العالم الفاني

كان الشيخ لي يتفحص الشيخ زورين بعيون مشككة


" ماذا هناك أيها الشيخ لي؟"

" أآه.. لا شيء.. فقط .. الأمر هو أنني ظننتك ستخترق عنق الزجاجة و ستكون في عالم السلف الآن .. أعني أنت دائماً كنت العبقري بين جيلنا، و رغم أنك تحب عدم التدريب إلا أنه عندما يقوم السلف الخالد على إجبارك على التدريب فإنك تخترق بسرعة خارقة"


[ أنت كما أنت دائماً أيها الشيخ لي ، هههه حتى جدي لم يلاحظ ذلك أو يتسائل حول الأمر ، و أنت! الشخص الذي لم يصل لمرحلة السلف رغم تدريبك المتواصل و حتى الطرق الصعبة التي تتدرب من خلالها ، تسك ، و مع ذلك لم تخيب ظني بهذا السؤال ، ههه لولا سلسلة اللوتس الفضية لكان الجمع علم بأمر اختراقي لمرحلة السلف منذ زمن بعيد و حينها كنت سأخسر فرصتي بقضاء الوقت مع الفانين و التزام الطائفة المملة]


بأكثر النظرات حزناً على الإطلاق


( تنهيدة)

"للأسف لم استطع تجاوز عنق الزجاجة "


[ ياللهول هل عنق الزجاجة نحو مرحة السلف بهذا الصعوبة؟ أنا سمعت أنه صعب لكنني لم أتخيل أنه بهذه الصعوبة! إذا كان حتى عبقري كزورين لم يستطع تجاوزه ، فعلى الأغلب العاديون من أمثالي ستكون مرحة السلف حلم مستحيل فقط]


" آه ، أنا أسف لسماع ذلك ، و أتمنى أن تنجح في النهاية و تنضم إلى التلاميذ الأساسيين للطائفة"

" هذا لطف منك يا شيخ لي"


[ إن الحياة فعلاً ليست عادلة ، مسكين لي ! لو علم أنني و بدون أدنى درجات الجهد وصلت لمرحلة السلف بينما هو يتعذب منذ سنوات و سنوات ، لكان انفجر من شدة شعوره بظلم الحياة عليه، هههههه]


*****


بعد وصول عمه طار النوم من عيني لاي

كان لاي متشوقاً لسماع قصص عمه و خصوصاً عن والده

زورين كل لديه بالفعل الكثير من المغامرات في عالم الفانين و كذلك في عالم الخالدين

ببساطة كان زورين المثال للشاب الوسيم الغني عدم المسؤلية و المحب للفتيات

و أعجبته فكرة أن هناك فتى فانين سيستمع لقصصه


لكن و بما ان زورين قد وصل بالفعل لمرحلة السلف منذ زمن طويل فهو استطاع أن يرى شيء آخر عندما وقعت عينيه على لاي.و بطريقته الذكية باستنتاج الأمور أدرك ما كان يحدث أو بالأصح ما سبق أن حدث

لذلك و قبل أي شيء كان عليه الحصول على وقت مع لاي دون وجود لي


كان لي من التلاميذ المتشددين في الطائفة

فتركيزه على التدريب جعله متزمتاً بعيداً كل البعد عن المغامرات العاطفية على النقيض من زورين

لذلك استغل زورين هذه الفكرة


[ بمجرد أن ابداء بسرد قصة من تلك القصص سيغادر لي حتى يحافظ على ذهنه صافياً من أجل التدريب]


"لاي ما رأيك أن أقص لك قصة عني أنا و والدك من أيام مراهقتنا؟"

" أجل أجل أرجوك"

" كان والدك يدعى بالتنين العنيد في عّمر المراهقة"


( كح كح)


سعل الشيخ لي بعد أن أدرك أن زورين كان يقصده له هو ، فهو من كان يلقب بالتنين العنيد في مراهقته بل حتى اليوم لازال البعض بدعوه بذلك اللقب سراً.


" لماذا التنين العنيد؟"

" كان ذلك بسبب طريقة فعله للأشياء ... مثلاً كان يختار أصعب الطرق و لا يتوقف حتى ينهيه تماماً .. لقد كان عائداً جداً و لذلك في أحد الأيام و بعد أن لاحظ كبير العائلة عنده الشديد أطلق عليه هذا اللقب"


[ تباً لك يا زورين .. آه! كل ذلك بسبب السلف الخالد.... لماذا أيها المعلم فعلت ذلك بي؟!]


كان الشيخ لي يعد الطعام و هو يقف خلف لاي

عندما بداء زورين التحدث عن لقبه القديم قام الشيخ لي بإعطائه أكثر نظرة قاتلة في العالم

لو كانت النظرات تقتل فعلاً لكان زورين الأن قد مات مئة مرة


من جهة آخرى كان زورين مستمع لأبعد الحدود


[ لقد قلت لقبك فحسب و ها أنت تريد قتلي، ههههه ماذا سيحصل بعد أن أقول القصة؟ هههه]


" كنّا في مثل عمرك الآن .. حينها قررنا أنا و والدك الذهاب في نزهة ، كنّا في مدينة تدعى المحارة العائمة...."


مع إدراك الشيخ لي للقصة ، توسعت عيناه و تشنجت يداه التي كانت تحرك الطعام

كان يريد الهجوم على زورين و طعنه في حلقه حتى يخرسه للأبد

لكن هذا كان غير ممكن أبداً

بغض النظر عن وجود لاي هنا ، فإن تدريب الشيخ زورين أعلى من تدريبه بكثير


".... هههه و هكذا أقنعت والدك بأن يرتدي ثياب إمرأة حتى يسهل علينا التسلل هههه..."

" ههههه هذا مضحك جداً"


تحول وجه الشيخ لي إلى الأحمر و هو يتذكر ذلك الموقف الغبي


[ اللعنة عليك يا زورين .. ما الذي دفعني لأكون صديقاً لك على أي حال؟]


" ماذا حدث بعد ذلك ؟"

" بعد أن سقطنا من السطح وسط الحفل كنت محظوظاً جداً و سقط بين مجموعة فتيات و بما أنني كنت أتنكر بزي أمير صغير فإن الفتيات قمن بمساعدتي و إخفائي من أعين الحراس"

" ماذا حصل لوالدي؟"

" هههه حسناً لنقل فقط أن والدك التنين العنيد كان عديم الحظ تماماً في تلك الليلة هههه لقد سقط في حضن تاجر و لأنه كان يرتدي ثياب أنسة ثرية فالتاجر و أصدقائه أقتربوا ليلقوا نظرة عليه هههههه ههههه آه لو أنك كنت هناك ! كان منظراً مضحكاً حقاً ههه لقد رفع التاجر الوشاح الذي كان يغطي وجه التنين العنيد و كان التنين العنيد من النوع الخشن من الرجال و رغم أننا كنّا مراهقين إلا أنه كان لديه بالفعل لحية كثيفة و شارب..."

" هههههه "

" عندما شاهدوا وجهه صدموا ههه لكن سريعاً ما تحولت الصدمة إلى غضب و هجموا عليه ههههه لم أرى والدك بعد ذلك حتى مساء اليوم التالي"

" ههههه ، ماذا عنك عّم لاي؟ هل هربت؟"

" لا لم أهرب . في الواقع و بغياب أخي أجد أنه من واجبي أن أطلعك على معنى أن تكون رجلاً ، قصتي بعد سقوطنا ستساعدك لتتعلم كيف تتصرف مع النساء في المستقبل"

" رائع"

"................."


بينما هتف لاي بكلمة رائع كان الشيخ لي عاجزاً تماماً عن الكلام و لم يعلم ماذا يفعل

أولاً تم الاستهذاء به و الأن سيقوم الشيخ زورين بتشويشه عن طريق هذا النوع من القصص؟!


"..... و هكذا تضع يدك بلطف على ظهرها فعدما فعلت ذلك هي اقتربت أكثر ثم....."

" هذا يكفي!"


تقريباً صرخ الشيخ لي بهذه الكلمات


" ما الأمر أيها الجد لي؟"

" أ- أظن أنهم يحتاجون لوجودي في المنزل الرئيسي ... أنا سأترككما هنا الآن ... وداعاً"

" لكن !... جدي ؟ ماذا عن العشاء ؟"


كان الشيخ لي بالفعل بعيداً جداً عندما تحدث لاي


" لا عليك أنا أستطيع إعداد العشاء و بعدها نتابع حديثنا"

" أنا لا أفهم لماذا غادر جدي؟"

" آه ! ههه كما تعلم إنه كبير في السن و أصبح هذا الكلام مزعجاً بالنسبة له"

" لماذا قد يكون مزعجاً؟"

بأكثر النظرات ذات معنى هتف زورين " أجل أتسائل لماذا؟"

"....!"

" ما أقصده و بما أنك رجل أنت الأخر فيجب أن تعلم أن بعض الرجال يفقدون قدرتهم مع العمر و يصبحون عاجزين"

" مسكين الجد لي"


لو سمع الشيخ لي هذه الكلمات لبقي يُبْصق الدم من شدة الغضب حتى مات

لكن لحسن حظه أنه كان بعيداً جداً لسماع مثل هذه الاكاذيب التي كان يؤلفها زورين دون توقف بحقه


تابع زورين التحدث حتى إنهاء إعداد الطعام


أثناء إعداده للطعام قام زورين خفية بإضافة مكون آخر للحساء و كان هذا المكون هو شيء سحبه من حقيبته الفراغية

لم يلاحظ لاي أي شيء خصوصاً أنه كان مشدوداً لقصص زورين


راقب زورين لاي وهو يرتشف من الحساء بإبتسامة ماكرة على وجهه

ثم....


" إذاً فقد استيقظت هالتك؟"

"...."


توسعت عيون لاي من التفاجئ و كانت ردت الفعل هذه أكبر دليل لزورين لتأكيد شكوكه


" كيف...؟"

" لست الوحيد يا صغير الذي يهتم بهذا النوع من المهارات"

" أنت أيضاً؟!"

" أجل . و لكن الأهم الآن هو أنت "

" ماذا؟"

" هل تعلم كيف يتدرب البشر على هذه المهارات؟"

"....؟"

" إنهم يفعلون ذلك عن طريق الجذر السماوي و ليس الهالة ، رغم أن استخدام الهالة هو الشيء الأكثر فعالية إلا أن جنس الجن هم الوحيدين الذين يعلمون طريقة إيقاظ الهالة"

"......"

" لا يجب أبداً أن تثق بالجن فهم يكرهون البشر"

" لا إنهما ليسا من الجن"

" هما؟"

" ........

2018/02/07 · 617 مشاهدة · 1296 كلمة
M.G.D1
نادي الروايات - 2024