مرت الأيام على مقتل كل من الثعلب و السلحفاة

جسد لاي تحسن تماماً

لكنه أكتشف مع الوق شيء مختلف داخل جسده

بالتحديد داخل الدانتيان الخاص به


لقد كان هناك عالم آخر

داخل هذا العالم طفت كرتان كما لو كانتا شمساً

أحدهما شمس بيضاء و الآخرى حمراء


و الأكثر من ذلك أنه وجد طيف معلمه السلحفاة يسكن هذا العالم


كان السلحفاة يوجهه و يساعده حتى يعود جسده لوضعه الصحي بعد تلك الايصابة


****


بعد فترة شهر من البحث في الغابة عن عشيرة الجن أو عن أثر للجني السامي

لم تعثر فرق الاستكشاف المرسلة من قبل طائفة الرحالة الخالد على أي شيء

و بسبب ذلك تم إعادة فتح أبواب الطائفة لتسمح لتلاميذها بالخروج كما يشاءون


بسبب هذا القرار إستطاع الشيخ لي و لاي العودة إلى كوخهما القديم


و طبعاً كان يجب المتابعة بجمع الحطب و الأعشاب من الغابة


في أول الأمر قام الشيخ لي بمساعدت لاي

و قد أظهر مدى خوفه و قلقه على لاي بأفعاله

رغم أنه كان يدعي عدم الاهتمام و يتبجح به طول الوقت


لكن استيقاظه المستمر في الليل للتأكد من أن لاي بخير

و قلقه عندما يتعثر لاي أو يصادف مشكلة

أظهرت ل لاي تماماً مدى حب جده له


لم يكن يدرك الشيخ لي مدى تعلقه بهذا الطفل الفاني و بأنه يحبه كما يحب الأب ابنه

لكنه و بعد مدة طويلة سيكتشف ذلك ......


كان ما تبقى من السلحفاة داخل دانتيان لاي سعيد بقدرة لاي على العودة للغابة ( سأدعوه من الآن فصاعداً {بشبح السلحفاة} بدل من {ما تبقى من السلحفاة داخل دانتيان لاي})


و هكذا و ببطء عادة الأمور كما كانت


الشيخ لي يدخل إلى الطائفة لمتابعة تدريبه بحجة أنهم يحتاجونه في المنزل الرئيسي

و لاي يمضي وقته بالغابة بجمع الحطب و الأعشاب وحيداً



بعد مرور فترة على هذا الروتين

قام شبح السلحفاة بإخبار لاي بشيء ما


" أنت تعلم أنه يجب عليك مغادرة هذا المكان"

" لماذا؟"

" بسبب ذلك العم الخاص بك"

" العم زورين؟ لماذا؟ أم تخبرني أنك قمت بمحو ذاكرته؟"

" أجل فعلت . لكنها كانت المرة الأولى التي أقوم بفعل ذلك ."

"آه"

" ليس الأمر هكذا فحسب"

"....؟"

" إنه قوي و ماكر "

"...."

" من ما سمعته منك عن كونه أكتشف إقاظك للهالة من أول مرة شاهدك بها ، و من خبرتي من خلال قتالي معه .. أنا أرى أنه خطير جداً عليك"

" لكن..."

"انت قلق بشأن جدك"

" أجل"

" لا تقلق . انت ستعود بمجرد أن تصبح أقوى من أن يستطيع زورين إيذائك"

" كيف سيحدث ذلك؟ أنت لست هنا بعد الآن لمساعدتي بالتدريب"

" يا صغير أن تستهين بقدراتك كثيراً"

"...؟"

" أنا لم أساعدك بأي تدريب بل كنت فقط كالصخرة العملاقة المتكلمة على طرف النبع"

"... معلم"

" أنا لازلت سأعطيك النصائح كما كنت أفعل من قبل لكنك تحتاج لمكان تستطيع أن تتدرب فيه بحرية بعيداً عن أعين عمك"

".....( تنهيد) لا يوجد حل آخر؟"

" حسناً يمكنك أن تبقى هنا و تتابع جمع الأخشاب و الأعشاب حتى يستعيد عمك ذاكرته و يقوم بقتالك حقاً هذه المرة"

"متى سنغادر؟"

" بعد إنهاء بعض الامور العالقة"

" ماذا لو لم ينجح الأمر حتى بعد أن أصبح قوياً؟"

" رغم أنني لم أتعايش أبداً مع المتدربين الخالدين إلا أنني أعلم هذه الحقيقة عنهم و هي أنهم يعترفون بالأقوى دائماً حتى و لو لم يعجبهم الأمر في عالمهم هناك قانون غير مكتوب و هو أن القوي يحكم لذلك إذا أردت أن تجعل عمك زورين يتوقف عن كونه خطراً عليك و على جدك إذا عليك أن تصبح أقوى"


بعينين يلمعان بالتصميم أجاب لاي


" سأفعل ذلك"


*******


بعد وصول لاي إلى النبع قام شبح السلحفاة بإرشاده نحو المخبأ الذي كان يختبئ به الثعلب أثناء المعركة مع زورين


" هل صنع الجن السامي هذا المخبأ"

" أجل . لكنه ليس مخبأ"

" ماذا تعني؟"

" إنه باب لمكان سري خاص بالجني السامي و كونه مصمم لمنع المتدربين الخالدين من الدخول إليه أو حتى معرفة مكانه فهذا يجعله مخبأ ممتاز"

" ألا يمكننا التدريب هنا بدل من الرحيل؟"

" لا. للأسف المصفوفة المصممة لمنع المتدربين الخالدين ليس قوية بما فيه الكفاية بمجرد فتحها مرة واحدة ستبداء بالتفكك و لن يطول الأمتن تسقط و يصبح هذا المكان دون حماية"

" ... مصفوفة؟.. فتحها؟ ألم تفتحها الآن؟"

" لا"

" ماذا؟"

" إن المصفوفة تقبع أمامنا و كل ما عليك فعله هو وضع قدمك اليسرى أمام اليمنى دليل على الاحترام ثم الانحناء أمام الجدار"

"...؟"

" إن الجني السامي كان يهتم أكثر بالأسلوب بدل من القوة .. بالنسبة لجنس الجن الطبيعي فإن تعاملك مع الطبيعة و احترامك لها يجعلك محترماً بينهم حتى لو لم تكن قوياً"

" حقاً؟! هذا رائع"


بوضع قدمه اليسرى أمام اليمنى و الانحناء أمام الجدار

لمع رسم لشجرة عملاقة تحمل السماء السماء فوق غضونها و تبقي الأرض متماسكة بجذورها

بعد أن لمع الرسم أختفى الجدار تماماً و ظهر باب كهف


دخل لاي إلى الداخل ليتفاجئ بما رَآه


كان سقف الكهف مغطى بشيء يلمع مثل النجوم في سماء صيف صافية

كان المنظر رائعاً

أما بالنسبة للأرض فقد كانت مغطية بنوع ناعم من العشب الأخضر الذي يوجد عادة في السهول الواسعة

كان هناك عدد من النباتات و الأزهارالتي ملأت المكان و جعلته يشبه لحد كبير الصورة المثالية للجنة


كان لاي في حالة كفر تام


' كيف؟ كيف يعقل أن أكون الآن داخل كهف؟'


خطى لاي إلى الداخل و هو في حالة من الذهول مما يراه


كل شيء هنا كان ينبض بالحياة


الأزهار...

المياه الجارية..

الأشجار...

حتى الهواء قد عبق برائحة عطرة منعشة


تابع لاي السير هنا و هناك يتطلع بكل هذا دون أن يعلم أن جسده كان يمتص المانا و أن هالته كانت تنمو بقوة

كان المكان يحوي على مانا كثيفة جداً

لو كان لاي من المتدربين الخالدين و تدريبه يعتمد على الجذر السماوي لما أستطاع أحتمال هذه الكمية من المانا


كان هذا الفرق الجوهري بين من أيقظوا هالتهم بشكل طبيعي و بين من يستخدموا الجذر السماوي

فالأول كان طبيعياً مما يجعلك متناغماً مع الطبيعة و بذلك فإن كمية المانا الكبيرة لن تضغط عليك بل ستجعلك تشعر بالراحة

و الثاني كان طريقاً يتحدى الطبيعة ' غير طبيعي' مما يجعل المتدرب بواجبه صعوبات و ضغط عند التعرض للمانا المكثفة إذا ما كانت قوته ليست كبيرة جداً

و حتى عندما يخطي إلى عالم السلف فإنه سيظل يشعر بالانزعاج من هذه الكثافة الطبيعية للمانا


و هذا ربما السبب الرئيسي الذي جعل الجن يخسرون أمام البشر بحرب العوالم

لأنهم لم يضعوا البشر الذين يدربون الجذر السماوي بأعينهم

بل أعتبروهم مجرد حمقى عديمي المعرفة و القوة


و لذلك لم يستخدم الجن أي من قوتهم الحقيقية في حرب العوالم مما أدى لخسارتهم


بينما كان لاي يتجول في المكان عثر على منصة جليدية مستطيلة بأرتفاع متر و عرض المترين و نصف

كان موضوعاً فوقها كتاب

كانت اللغة غريبة على لاي


" هنا . إنه هنا"

" ماذا؟"

" إنه نعش الجني السامي"

2018/02/14 · 612 مشاهدة · 1085 كلمة
M.G.D1
نادي الروايات - 2024