الرياح الموسمية المتجمدة القادمة من قمم جبال العجوز الوحيد عصفت نحو الأسفل بأتجاه تلك القرية المتمركزة على قدم الجبل.
بكاء طفل أيقظ سكان القرية قبل خروج أول شريط ذهبي من أشعة الشمس من مخبأه.
"ماذا؟ ماذا يحصل؟!"
"..."
العديد من الناس تجمع في الساحة التي تتوسط القرية.
كان في المنتصف تماماً أربعة رجال كبيرين في السن و لديهم هالة تفرض احترامهم على الجميع ، و وسطهم وضع طفل رضيع ملفوف بقماش محترق قديم.
النسمة الباردة عصفت من جديد و الرضيع بكى بسبب شعوره بالبرد.
تقدم رجل في منتصف العمر يرتدي ثياب مزخرفة تدل على رفع مكانته، في نفس الوقت جاء قربه شاب يرتدي زي خادم و هتف:
"سيدي زعيم القرية إن هذا الطفل وجد مرمياً قرب أرض الغرباء"
نظر زعيم القرية نحو خادمه ثم نحو الطفل و بعد ذلك وقعت عينيه على الرجال الأربعة.
"أيها المعلم شو ما رأيك ؟"
سأل الزعيم أحد الرجال الذين كانوا يقفون حول الطفل ، و كان هذا الرجل رغم كبر سنه إلا أنه ذو جسد ضخم تكاد عضلاته تمزق الثياب البسيطة التي يرتديها، كان هذا الرجل هو المعلم الأول لفنون القتال في القرية و مدرسته تقع في الجانب الشرقي من القرية.
" ما قاله شاو صحيح ..."
" لكن المشكلة أنهم يجرؤن على أتهام القرية بهذا الطفل ."
قاطع المعلم شو صوت رجل آخر و هو الرجل المجاور له الذي يرتدي زي أسود طويل زين بالعديد من العقود ذات الخرز الكبير و في يده يحمل عقداً آخر ذو خرز صغير أسود ، كان هذا الرجل هو طارد الأرواح الذي يشرف على معبد في الجهة الغربية للقرية و يدعى المحترم وانغ.
"أهداء أيها المحترم وانغ إننا لسنا متأكدين بعد مما لدى هذا السيد ليقوله بخصوص الرضيع "
الرجل الآخير الذي يتحدث هو الذي يقف بين زعيم القرية و المحترم وانغ.
إنه الكاهن الأعلى في المعبد البوذي للقرية ، رجل نحيل ذو رداء أصفر يلف جده و فوقه وشاح أحمر و بيده عصى تحوي عدد كبير من الحلقات المتداخلا في الأعلى تصدر أصوات أجراس عد تحريكها.
كان هذا الرجل يبدوا أكبر سناً من الجميع ، ربما لأنه الوحيد دون أي شعر على رأسه ، أو ربما تلك العيون الشبه مغلقة ، رغم أنه يبدو مسالماً جداً إلا أنه أقوى من المعلم شو و أكثر غموضاً من المحترم وانغ ، فإذا كان لديك دقة ملاحظة خارقة فستلاحظ نظرة ثعلب ماكر قد وقعت على الرجل الرابع عندما أنهى هذا الكاهن حديثه.
كان الرجل الرابع الصامت حتى الآن عبارة عن رجل كبير في العمر يعطي شعوراً بأنه شخص وقور ، يرتدي رداء أبيض و فوقه يوجد شال أزرق ذو رسوم سحاب عليه.
كان هذا الرجل ذو شعر طويل أبيض مربوط من الأعلى بطريقة نبيلة و قد تم تصفيف لحيته و شاربه و تعذيبهما بشكل دقيق.
تحدث زعيم القرية موجهاً كلامه لهذا الرجل:
" سيد زو هل لي أن أعرف ما قصة هذا الطفل"
ابتسم الرجل و أجاب بهدوء لكن بصوت واضح.
"قام أحد تلاميذنا بإجاده أثناء تجوله قرب مكان إقامتنا الجديد ، إنه ليس ابن عشيرتنا و لا يوجد لديه أي علامة من علامات الأنتماء لنا لذلك قررت إحضاره للقرية حتى يتم العثور على أهله أو على الأقل حتى يتم رعايته من قبل السادة الأفاضل."
في نهاية جملته أشتاح ضوء متجمد من عينيه نحو الرجال الأربعة الذين يقفون أمامه ( زعيم القرية و المعلم و المحترم و الكاهن الأعلى) مما جعلهم يشعرون لوهلة أنهم في حضور تنين و ليس إنسان من البشر.
بعد قليل من الوقت أستجمع الرجال شتات أنفسهم و حاولوا النظر في مشكلة الطفل.
اليوم مضى في التحقيق و المناقشة و حتى الشجار أحياناً و مع ذلك لم يتوصلوا لحل.
" سيد زو إن أهل القرية متأكدون أن الطفل ليس ابن أحدهم و أنا شخصياً حققت في هذه المسألة .. كما أن..."
" كما أنه لا يمكننا تصديق كلامك ببساطة "
" ما يقصده المحترم أننا متأكدون أن هذا الطفل ليس منا فهو بذلك ليس من القرية و بما أن أرضكم تقع في شمال القرية فلابد أنه منكم أو أنه سقط من السماء ."
" إن المعلم شو محق يا سيد زو و بما أنني الكاهن الأعلى لهذه القرية فأنا أرى أن يتم أحتضانه من قبلكم أو يمكنكم مغادرة القرية و نحن سنبحث بأنفسنا لحل لمسألة الطفل"