2 - الرضيع الذي تم التخلي عنه ٢

كانت نوايا الكاهن الأعلى واضحة جداً.

إنه يشعر بالتهديد من السيد زو و جماعته.

كانت خطته تكمن بدفع الرجل الغريب و من معه على مغادرة القرية و في أقرب فرصة.

لكن الذي لم يكن ليخطر ببال الكاهن الأعلى أو أي من سكان القرية هو أن حقيقة السيد زو و من معهم حقيقة وجود مخيف لم يسمعوا عنه سوى في الأساطير.


[ ياله من فانن أحمق . لقد خيب هذا الثعلب القديم ظني به فقد كنت أنتظر حركة أكثر ذكاء منه.]


بشعور يملأه الخيبة حدث السيد زو نفسه ، يبدو أنه كان ينتظر بعض المتعة و لكن ...


" سيدي الكاهن الأعلى أعذر وقاحتي أرجوك فأنا أعلم أنني غريب و لا يصح أن أتدخل بشؤن القرية و لكن الطفل حقاً ليس منا ... فكذا لا يبقى سوى أحتمال سقوطه من السماء. و كونك الكاهن الأعلى لمعبد الألهة الوحيد في القرية فأظن أن هذا الطفل مرسل لك من الآلهة لترعاه"


حازوقة!


كان منظر الكاهن الأعلى كمنظر من قام بعمل شاق لحفر حفرة لينتهي بها ( يقصد مثل المتل : من حفر حفرة لأخيه سقط بها ، لكن المؤلف متفلسف بعض الشيء)


[ هذا الثعلب القديم كان يخطط لرمي هذا الطفل على كاهلي منذ اللحظة الأولى.]

بعد بضع الساعات من عصر الدماغ و التفكير بمخرج للورطة التي سقط بها خطرة فكرة ماكرة للكاهن الأعلى و لم يأخذ أي وقت حتى بداء بتنفيذها.


خلال كل هذا كان السيد زو و الطفل الرضيع بضيافة زعيم القرية .

دخل زعيم القرية إلى إحد الغرف حيث كانت مجموعة من السيدات و الطفل الرضيع يتم الاعتناء به.

وقف الزعيم و خاطب إحدى النساء هامساً


" عزيزتي ما رأيك لو أننا..."

"لا"

" و لكن أنت لم تعلمي بعد ما كنت أريد طلبه"

" أجل أعلم و الجواب لا"

" لكن تربيته هنا ستحل المشكلة"

" إنه ليس ابننا و لن أسمح بوجودهبين أطفالي "

" لكن.. أووااو"


قامت زوجة الزعيم بسحب زوجها من أذنه و خرجت هي و هو إلى غرفة آخرى.


" هل هو ابنك؟"

" ماذا؟"

" أجبني"

" أنا لا أفهم ما الذي تتحدثين عنه عزيزتي."

" ليو هل تظن أنني غبية؟ أنا أعلم تماماً بمغامراتك العاطفية و أعلم أيضاً بشأن زوجاتك الأخريات"

" م ماذا؟ ك كيف؟"

" اعترف الآن إذا كان هذا الطفل منك"

" لا ، أقسم . حسناً أنا متزوج بأمرأتين أخرتين ..."

" ليو"

" ربما ثلاث.."

" ليو "

" حسناً ، إنهن خمسة .."

" و العشيقات"

" حسناً ، أعترف . المجموع عشرة لكنني قمت بشراء دواء خاص لكي لا يكون لي أبناء منهن ... انت الوحيدة أم أبنائي"

" إذن الطفل؟"

" أقسم برماد أمي* أنه ليس من صُلبي " ( في الصين القديمة يحرقون الموتا و يحتفظون بالرماد)


كانت مثلً هذه المحادثة قد حصلت في كل بيوت القرية ، جميع النساء قمن بأتهام أزواجهن لذلك لم يجرء أي شخص للمطالبة بالطفل ، حتى العائلة الوحيدة التي لا تملك أطفالاً:


"عزيزي سيكون من الجيد رعايته كما أننا ثلاث نساء كبيرات دون طفل "

" أجل ، كما قالت الأخت الكبرى*"( الضرة تنادي ضرتها في الصين القديمة بلقب الأخت. )

" لا و ألف لا، أنا لن أقوم برعاية ابن رجل آخر داخل منزلي.. أظن أنه من الأفضل أن أتزوج من أمرة آخرى لعلها تنجب لي طفلاً"


كان الجميع يرفض بشكل أو بآخر رعاية هذا المسكين .

في هذه الأثناء كان الكاهن الأعلى قد حاك مأمرته بأتقان و توجه لمنزل زعيم القرية.

مر أسبوع منذ ظهور هذا الطفل و السيد زو يقيم في جناح الضيوف ينتظر الحل لمسألة الطفل حين دخل الكاهن الأعلى و ألقى التحية على زعيم القرية و السيد زو.


" لقد لفت نظري الأخ زو لأمر مهم و هو أن يكون الطفل مرسلاً لنا من قبل الآلهة فقررت أن أخذه لرعايته لكن للأسف قانون المعبد ينص على أن يكون الطفل في العاشرة على الأقل و أن يكون أهله من من يتبع معبدنا بشكل حصري لذلك و بقلب حزين قمت بالصلاة و التضرع للألهة و هكذا و في صباح هذا اليوم أستجابة الآلهة و ظهرت الحقيقة"


ثم لمعت عيونه بمكر و نظر نحو السيد زو.


" مبارك للأخ زو يبدوا أن الآلهة تبارك وجودكم بيننا فأرسلت لكم طفلاً لرعايته و أنتم موجودين معنا"


ابتسم زو بسعادة طفل عثر لتوه على لعبة ممتعة .


" أظن أن الكاهن الأعلى محق ... ربما يجب أن أخذ الطفل و أعود لإطلاع مجموعتي على هذه الأخبار السعيدة


بينما الجميع سعيد بهذه النتيجة كان الكاهن الأعلى يحمل تعابير ممتعضة على وجهه كما لو أنه شخص قد ذاق القاذورات للتو

كان يطمح لطردهم بحجة التمرد على قرارات الآلهة لكن السيد زو قبل كلماته دون أي أعتراض ، هذه كانت المرة الثانية التي ينقلب بها الأمر ضده.


[ لا تفرح كثيراً فأنا سأتأكد من طردكم بعيداً و في أقرب وقت]


في هذه الأثناء وصل السيد زو و هو يحمل الطفل إلى منزل كبير قديم في شمال القرية و بمجرد أن دخل من الباب الخامس تبدل كل شيء و ظهر عالم آخر تزداد مساحته عن مساحة القرية على الأقل بعشرين ضعفاً .

رما السيد زو الطفل في الهواء كما أن الرياح تم تعميمها حوله و تغيرت هيأته لشاب في أول العشرينيات من عمره هبط الطفل بين يدي هذا الشاب ثم طار الثنائي نحو أحد القمم الخضراء

على هذه القمة كان يوجد معبد كبير من الحجارة الحمراء ، داخل المعبد جلس عدد من الرجال كبار السن و توسطهم مراهق يبدوا في الرابعة عشر من العمر.

تقدم الشاب الذي يحمل الطفل و أنحنى أمام المراهق


" المتدرب زورين يحي السلف الخالد "

" ما الأمر؟"


شرح زورين ما حصل معه و بما أنه ذو تدريب خالد فقد كان قادراً على سماع كل شخص في القرية و هذا أعطاه صورة واضحة عن ردات الفعل لسكان القرية، بعد أن أنهى كلامه ، نهض المراهق و سار نحو أحد القناطر المطلة على هذا العالم السري


"زورين أنت كنت و لا تزال من العباقرة في جيل طائفتنا ، أنا أعلم أنه كان بإمكانك جعل أحد هؤلاء الفانون يأخذ الطفل و يهتم به دون إثارة الشكوك بإستخدام موهبتك ، لكنك قمت بهذا العمل الغبي بدلاً من ذلك"

" زورين يعتذر للسلف لكنني أردت أن أعرف...."

" أهتمامك و فضولك نحو الفانين سيسبب بسقوطك ، إن ما حدث قد حدث و لكنك ستعاقب و من اللحظة ستدخل التدريب المنعزل الإجباري لمدة مئة عام"

" امر السلف"


رغم عدم رغبته بفعل ذلك إلا أن زورين أنحنى للسلف الخالد و غادر بعد أن وضع الطفل على الأرض .


" أستدعوا الصغير لي إلى هنا حالاً"

2018/01/29 · 689 مشاهدة · 1032 كلمة
M.G.D1
نادي الروايات - 2024