استيقظت في حين بزوغ الفجر قبل الجميع ما يعني حاجتي للإنفراد في اي مكان يخلوا من البشر الذين يظل كل يومهم هو إزعاج الاخرين ،، خرجت من غرفتي التي كانت بجوار غرفة ريزتا و توجهت الى الخارج دون ترك صوت .

اقفلت الباب بهدوء ،، سرت بهدوء بعيداً عن المنزل ،، اخفيت وجودي عن طريق سد مجرى الطاقة المنبعثة من الجوهر في كل مكان ،، توجهت لحديقة مليئ بالزهور المنفتحة ذو الرائحة العطرة غير قادر على رؤية البشر مرتاحاً على الارض تاركاً عقلي يدور في اوهامه بلا جدوى تذكر .

اقبلت على باب الماضي اخذاً قراراً في تحطيمه و مركزاً على الحاضر و ناسياً لابز و اركو و ابي و امي و متيقناً بأن اراهم في المستقبل .

ماذا سيحدث ان حاولت التحكم بعيون البداية و النهاية ؟ هل سأصبح اقوى ؟ هل سيكونان مفيدتين لي ؟ هل ستكون هناك عواقب ؟ ماذا لو كان هذا الشيء الذي كان من المفترض فعله منذ حصولي عليها ؟ و الكثير .....

طريقة واحدة لفعل ذلك ،، بعد اخذ استراحة تكفي لتقدمي دون إجهاد قررت اخذ نفسي و الذهاب الى اي بركة ماء ،، هناك شيء ارغب بفعله .

بلغت البركة ثم حدقت في إنعكاس وجهي في الماء ،، كانت عيناي عاديتان للغاية ،، كنت اريدها ان تتفعل لكي استطيع رؤية قوتها و ايضا التحكم بها لانها ستكون قفزة كبيرة جدا في القوة .

ربما يكون مفتاح تفعياها هو الغضب او الخطر المؤدي للموت ،، كان كل ما قلته هو مجرد كلام لا اعرف صحته لكن لا أعتقد انه سيكون هكذا .

اتخذت قرار حازم و قمت به ،، اخذت من تحت قدماي غصن شجرة صغير و مررته امام عيناي لكن لم ينفع ذلك ،، في تجربة اخرى لهذا الغصن بجعل رأسه امام العين مباشرةً .

ربما هذا أيضاً لن ينفع ،، لم استسلم و اخذت افكر في كل التجارب الممكنة الى ان انتهيت من خمس تجارب بأت بالفشل و تمالكت فكري و قررت ان اجعل جوستام يعلمني ان كان يعرف كيفيتها .

في وقت الظهيرة عودت الى المنزل متجهاً الى جوستام ،، طرقت الباب ،، دخلت في حين عمله على بعض الاوراق المتجمعة بكثرة فوق المنضدة .

(جوستام)_ ماذا اتى بك في هذا الوقت ؟

_ انت قلت لي انك ستدربيني و انا اطلب منك ذلك لكن قبل هذا اريد معرف ما املك بالضبط او ما استطيع فعله بالذي لدي .

_ قبل ثلاثة اشهر التقيت بأحد الريفيين و قد منحني عينان كان يسميهما عيون البداية و النهاية كانت لهما قوة جبارة جداً كنَا يستطيعان تدمير اي شيء و إعادته ،، في هذا الصباح حاولت التحكم بهما لكن لم انجح لسبب غير واضح .

(جوستام)_ فيكتور حاول فهم ما اقوله الان ،، قبل الكثير من السنوات كان هناك رجل يحكم في مكان تم نفيه ،، كان هذا الرجل ذو عقل ذكي و متلاعب جداً حتى لو كنت معه لفترة من الزمن تتجاوز مئة سنة ستجده طول هذه الفترة ملاعباً بك و لم ينكشف بسهولة .

(جوستام)_ ذلك الرجل صنع العديد من الاختراعات البارزة في كل شيء لكن كان اهمها ما تملك الان ( عيون البداية و النهاية ) ،، لكن هذه العيون قد نقلها هذا الريفي إليك و لم يكن هو الملك لذا لتعليمك سنحتاج الذهاب الى مكان خالٍ من الناس لأنه قد يجلب الدمار لكل هذه المدينة .

_ كيف تعرف عنها و هي من سنوات كثيرة ؟

(جوستام)_ هل تعرف كم عمري ؟

_ لا ،، لكن من مظهرك يبدو عليك في عمر 37 .

(جوستام)_ عمري يفوق المئتين و أنت تقول 37 .

_ مهلاً ماذا ؟ ،،. كيف ذلك ؟ ،، أليست ريزتا بعمر السابعة عشر كيف يمكن ان تكون والدها ؟

(جوستام)_ انها قصة طويلة ،، سوف نتطرق لها عندما ننتهي من تدريبك ،، و الان اذهب لجلب ريزتا و إتبعاني .

بين جبال ثلجية شاهقة و ساحة خالية تكون مساحتها اكبر من ثلاث مدن مجتمعة ،، بلغنا ساحة التدريب و هي كانت بمثابة السجن من الان و صاعداً و على مدة طويلة .

( جوستام )

عين البداية و النهاية لها معنى واحد و هو نفي و إحياء او موت و حياة ،، لها قوانينها الخاصة لا تتغير فقد صنعت بعد ترتيب كل القوانين لتصبح سليمة غير قادرة على فقدان السيطرة .

تصبح اعين المستخدم باللون الاحمر و الاخضر بعد تفعيلها مباشرةً ،، تستخدم عين البداية في إعادة إحياة لا متناهية لكل شيء عدا الروح لانها ليس مؤكدة تماماً ،، اما عين النهاية فلها استخدامات عدة و ايضا عين البداية .

عين النهاية تستطع نفي اي شيء يلمس جزيئها الاحمر الى الفراغ و تفتيته و يكون من سابع المستحيلات إرجاع ذلك الشيء المنفي ،، تقل الطاقة بكثرة عند استخدامها مباشرةً مما يؤدي الى الضعف و يكون النادر هو السيطرة التامة و عدم نقص الطاقة .

في حالتك تحتاج الكثير من التدريب عنهما و عن كيفية السيطرة التامة عليهما و عن الاستخدامات الاخرى مثل الإستخدام العكسي و دمج الدمار المحيط بهما و اشياء اخرى كثيرة .

طريقة تحويل العيون العادية الى عيون البداية و النهاية هي تركيز الطاقة في البؤبؤ لتكوين حرارة تجعل الحديد يذوب بسرعة و نقل الطاقة الحرارية الى الجوهر لتصفيتها من الإسوداد النجمي الذي يساعد إزالته على تحسين القدرة على الرؤية بشكل اوضح و جعل العيون تعمل بسهولة .

و بعد هذه المرحلة تتم إعادة الطاقة الحرارية الى البؤبؤ و من ثم تنكمش الطاقة كاملتاً لتغير اللون بسرعة ما يعني بدأ الاستخدام ،، هذه المراحل تبدو صعبة لكن تتم في لحظة واحدة .

فيكتور ارابارتيو تدريبك لن يكون بلا فائدة بتاتاً و سأجعلك اقوى من هذه الحالة التي معك ،، يجب التركيز و التعمق في كل شيء ،، هناك شيء سوف تتكتسبه من هذا التدريب و هو الاذنان المدببتان ستفيدانك في حالة تمييز الأصوات الكثيرة و هي ستكون مهمة للغاية .

بعد سنتين ( منظور القائدة هيرين )

(الكازر)_ هيرين ألم تجديه ؟

_ سيدي بحثنا كثيراً و لم نجده ،، مر اسبوع كامل منذ اختفائه المفاجئ .

(الكازر)_ حسنا سنقوم بشئ صعب ،، احضري ثلاثة من القادة و إبحثوا عنه ،، القائد الجديد القائد التاسع للكازر ميرث ،، لديه قوة جبارة يجب عدم تركه هكذا نحن نحتاجه معنا .

_ سيدي لقد بحثنا عنه حتى اننا كنا سوف ندخل حدود المملكة المجاورة لنا لكن تم تنبيهنا من قبل جنودها ،، أيضاً اخبرناهم عنه لكن قالوا انهم لا يعرفوه .

(الكازر)_ هذا جيد لا يمكننا خسارة جنود اكثر بسبب مملكة لا علاقة لنا بها ،، اذا دخل احد اي مملكة دون إذن سوف يموت من قبل جنود الحدود الشمالي الذي يكونون الجنود الذي يحرسون حدود مملكتهم من مملكتنا او كدفاع .

_ سيدي سأذهب لكن من تجده مناسب من القادة للمهمة ؟

(الكازر)_ خذي ،، سيمانا ،، اتميرا ،، دورايم .

_ امرك سيدي .

اغلقت الباب الخشبي متجهتاً الى مسكن القادة المذكورين للمهمة ،، اسرعت إليهم لكي تتم المهمة بسرعة .

ميرث هو قائد انظم الى فرقة الكازر قبل اسبوعان و كان يمتاز بتحكمه المتقن بالثلج و كان قوي جدا حتى انه كان يتلقى المهام بنفسه و لكن ما يهم هو انه يناسب هذا المكان الذي لطالما كان فارغاً منذ سنتان .

اختفى ميرث عندما تلقى مهمة في مدينة فرعية غير رئيسية و كانت تنص على قتل السفاح الذي سكن المدينة منذ سنتين او سنة واحدة ،، بعد ذهابه بمفرده اختفت اخباره و لم يأتي لذا بحثنا عنه و لكن لم يره اي احد و لذلك اصبحت هذه المهمة هي مسألة إختفاء .

_ طرقت الباب ،، مرحبا سيمانا اسفة على الازعاج و لكن لدينا مهمة طارئة للغاية يجب ان تأتي معي .

(سيمانا)_ مهلا هيرين ألا تريني قد نهضت من نومي منذ قليل ،، انتظرني قليلاً سأرتدي عدتي و سأتي .

اغلقت سيمانا التي كانت ترتدي خاتمها الاحمر و اسرعت الى دورايم و تميرا و عودت إليها و رأيتها تنتظر عند باب منزلها .

(سيمانا)_ هيرين ألا تعرفين كيف تنتظريني قليلاً ؟ ،، لقد انتهيت في دقيقة واحدة و أنتي تأخرتي عشر .

_ اسفة مرة أخرى لقد جلبت البقية ،، هيا بنا البحث سيستمر .

توجهنا الى تلك المدينة التي كانت بها المهمة التي اخذها ميرث ،، بلغنا المكان و بدأ كلٌ منا يبحث و يسأل عنه في كل مكان .

بعد مدة طويلة توصلنا الى غابة كبيره و بحثنا فيها ،، يكاد المطر يهطلوا علينا من شدة السحاب و لكن ما يجعله محبوس يكون امراً مجهولاً .

تقدمنا الى ان بلغنا مكانًا يسكن فيه الهوترا ذو السبعة ذيول و لكن عند اقترابنا منه رفع ذيوله و اخذ يسير الى مكان مجهول .

اخذنا انفسنا و اصبحنا نلحق به ،، اصبح هوترا يسير الى ان بلغ كهف مظلم و دخل فيه .

_ سيمانا اشعلي مصباحاً من نار .

(سيمانا)_ حسناً .

دخلنا و ما زلنا نراه يتحرك و هو يلعب بذيوله في الهواء ،، اخذ يسير الى ان وصل الى حدود باب مرسومة على الجدار و كأن كان هناك باب لكن تحطم ،، وقف هوترا امام الباب و استلقى على الأرض راغباً بالنوم .

(دورايم)_ ما هذه السخرية كيف يجرؤ هذا الهوترا على العبث معنا .

تقدم دورايم .........

اقترب من الهوترا بقليل .......

ظهر ضغط قوي من العدم ........

كان مصدره ما خلف الحدود ......

تراجع دورايم .........

و حين وقوفه .......

قُطِعَت يدُه ........

لم يشعر دورايم بيده و هي تقطع .........

اخذ ينظر الى يده و هي على الارض ........

اصبح وجهه بنفسجياً ..........

و نظر مرة اخرى الى حدود الباب مرعوباً ........

و خرج ذلك الرجل ......

2022/12/25 · 45 مشاهدة · 1501 كلمة
seasoned
نادي الروايات - 2025