[ منظور لاكسر ]
بدأت بسماع خطواتي تعلو بستمرار في ذلك الممر الذي كان يتصل بالبوابة الخارجية من القصر حيث بدأ كلا الرجلين بأخذ مسار منعكس ،، قمت بإسراع القليل من الخطوات حتى اصبحت شبح يجري بسرعة حتى وصلت لمكانهما .
كان المكان مليئ بالدماء بينما كان هناك رأسان مقطوعان يتدليى من جسديهما .
لابد انه هناك احد غريب قام بذلك ،، ( الزمن العكسي ،، العودة البطيئة)
بدأ الرأسان يعودان تدريجياً الى موقعهما و في الوقت ذاته كان امامهما بركة سمحت لجندي اسود بالخروج منها ،، حين وضحت الصورة تبين ( موغتس ) الذي كان سبب قتلهما .
( الزمن العكسي ،، التقدم اللحظي ) .
عادا الى موتهما الذي كان لايزال يعتنقهما ،، انه جامح كثيراً لم يصبر على امر تركه لي و قام بإرسال جنديه ليقتهم كم هذا مزعج .
تنهدت بعدما عرفت ان مصيري هو انها هذا اليوم في وضع رأس على وسادتي و اغط في نومي .
ظللت اسير نحو البوابة باحثاً عن اي شيء سيجعلني اغادر هذا المكان حتى رودتني فكرة ،، سوف اذهب الى والدتي .
اخذت منعطفاً كبير و بدأت بـ ( السير العكسي) ناحية الجهة التي كانت والدتي تسكنها في الجهة الغربية .
رغم المشي اللامتناهي الذي يحاصرني إلى انني تمنيت ان اكون قادراً على الانتقال مثل الاخرين ،، لم يعد هناك ما يثير الرعب و الحماس من هذه الحياة ربما عندما يخرج فيكتور من مكاننا و يذهب حينها ستصبح الامور مشوقة و ترضي بالرعب الازم من كل ما هو خطير .
هذه الحياة التي اعيشها لطالما كانت الاسوء لدي مرض و ليست املك نطق الاطلاق و لا اجيد اي عنصر و انا الاصغر لا احد يصغي إلي .
ربما كانت حياتي بالنسبة للعشائر الاخريات جنة لانني مولود في عائلة الظلاميين الذين يرتبط مستقبلهم بالنبؤة التي تتعلق بمصير العائلة حيث سيرتبط نسبها بعائلة ملكية لها قوتها بحيث سيتعين على إحدى بناتها ان تتزوج و ترتبط بذلك النسل .
لطالما فكرت اكثر من مرة ماذا لو كنت في عائلة اخرى هل سأكون مختلفاً ام انني مرتبط بلعنة لا تسمح لي بتغيير اي شيء .
بين تلك الثلوج التي كانت تتساقط بكثر في هذا المكان الذي تخلوا فيه الحياة و الشيء الوحيد الذي يميزه عن بقية الاماكن هو المنزل الذي تعيش فيه والدتي .
لم اعد الى هذا المكان منذ فترة زمنية طولية جداً كنت حينها بعمر الخامسة عشر من عمري حيث كانت اقاتل في تلك الحرب و عندها عودت الى هنا لاني كنت مطارد فلم أرى اي مكان إلا هذا المكان حيث استقبلتني والدتي و عالجتني في ذلك اليوم .
لو تدخل ذلك الرجل فقط لكانت تلك الحرب غير موجودة لكنه تركها تقوم ،، تضررنا كثيراً و كنا الطرف الخاسر رغم كوننا العشيرة الوحيد التي احكمت قبضتها قليلاً على عنصر الظلام و كان يتوجب علينا الفوز ،، لكن كانت تلك العشيرة مجنونة تماماً حيث قامت بالغدر بنا و قامت بشن هجمات قوية كانت تحتوي على قتلة و سفاحين لا يمكن قتلهم بسهولة و ان تم قتلهم فهذا يعني ان ثلاثون رجلاً ماتوا فقط لقتل واحد .
في ذلك الوقت كان الجميع يقاتل حتى امير الظلام لاتروس و زوجاته و بناته و ابنائه لكن بلا جدوى ،، تدمرت أجزاء كبيرة من منزلنا و كانت الزوجات في خطر بعد إصابتهن بإصابات خطيرة و هاهن الآن لم يستطع لاتروس ظمان حياتهن إلا عن طريق جعلهن في منازل مختلفة في اماكن بعيدة .
كانت كل هذه الخسائر في منتصف الحرب و لم تنتهي حينها ،، بعدها و بيوم كامل قامت احد الهجمات بالإنطلاق و كان لاتروس متعباً فإنه لم ينم منذ بداية الحرب لانهم كانوا يهجمون في الليل و النهار لكن كانت من عشائر مختلفة .
حينها لم استطع الصمود و اصبت اصابة خطيرة على ارض المعركة فقمت بالهرب حتى جلست على الارض ابحث في ذلك المكان على ذرات من الامل في قلبي الذي كان يشتد نبضه كلما احس بإقتراب اجله .
في ذلك اليوم ظهر ذلك الرجل الذي كنت اكرهه ،، لقد ظهر رئيس العشائر امامي و هو يحمل مصباح معلق على اطراف اصابعه ،، اخذ يلقي بالنظرات الفاحصة علي و هو يحمل في ملامحة علامات الشفقة .
قال :
_ لاكسر إذاً رجل خاض الحرب هذه دون ان يموت ،، ان هذا لهو الانجاز بعينه ماذا تطلب استطيع ان انفذه لك الآن ؟
ازحت نظري عنه و بدى له انني كنت خجولاً حينها .
و قال :
_ إذاً ستكون هكذا مكتوف اليدين ينتظر موته ؟
_ اريد القوة فقط اريد القوة او بعضها . تحدثت بينما غطت الدموع الفائضة وجهي بحسرة و ندم .
قال :
_ حسنا ان كنت تريد هذا فقط .
حالما انهى حديثة تشوشة افكاري التي كانت في عقلي بقوة و استمرت حتى بدأ صوته بالتوغل بين اذناي .
_ لديك الان بعض من قوة الزمن يمكنك العودة فيها الى الوراء بعض دقائق فقط ،، سوف ارشدك الآن و من ثم اتركك .
اكمل قائلاً :
_ استعمل الزمن على جسدك فيحنها ستعود اصابتك الى طبيعتها و تختفي و من ثم إذهب الى منزل الوالدتك و قم بشفائها مثلما شافئت نفسك و قم بشفاء العائلة كاملة احذر فعندما تكون بين مكان الحرب و مكان والدتك فإن هناك بعض القتلة الذين سيحاصرونك لذا اذهب و ادخل عند والدتك و انا سوف اتكفل بالجنود و من ثم سأعود من حيث اتيت ،، اتفقنا ؟
نعم .
فعلت امره بمنتهى السرعة رغم سرعتي إلا انه لابد انه كان اسرع مني حيث تخلص من الجنود الذي كانوا يحاصرون و ما إن ظننت هذا حتى ٱطلق سهم حاد كان على وشك الدخول من اذني و شق طريقه نحو مخي .
توقفت لألتفت الى الوراء و حالما تطابق نظري مع المنظر الذي طل على حفنة من الجنود المدرعين و برمح اخترق معدتي و بوابل من الاسهم المتطايرة .
حالما ادركت النهاية تولد كلام يستعد ليخرج من فمي لاإرادياً :
_ إكسترا تشين .
كانت هذه اول مرة انطق هذا اللفظ الذي بذاته كان قوياً جداً و لأنني لم اكن بالقوة الكافية لم استطع نطقه و ........
_ لا تقفز فرحاً فهذا ليسا سوى قوة منحتك إياها و لن تدوم . تحدث رئيس العشائر في حبل افكاري مخاطباً لي .
حالما وعيت بما يحصل رأيت الجنود و هم يفقودن اجسادهم و رؤوسهم التي قطعت دون حركة مني .
تشكلت خيوط سميكة قطعة الرمح الذي بات في معدتي و دخلت لإصلاح الاضرار التي تسببت من قِبل الرمح .
عاد كل شيء الى طبيعته و توجهت بسرعة قبل ان يعرف احد من الاعداء عن مكاني .
عالجت والدتي التي كانت ملقى على فراشها و هي لا تكاد تقاوم الألم الذي لازالت ضراره متبقية في جسدها .
_ ايها الصغير هل تريد المزيد من المساعدة . تحدث رئيس العشائر .
_ اجل ،، من فضلك اريد سرعة الانتقال .
_ هل انت متأكد ؟ لكن لن تدوم .
_ لا اهتم اريد قلب الطاولة على العدو .
سكت قليلاً و بدأت سرعتي تزداد و ثم اكمل _ فكر في مكان ما و ستذهب إليه .
انتقلت فجأة لمنزنا و هو محاصر من كل الجهات و لم يكن هناك اي حراسة عدا حفنة من الجنود المخلصين الذين كانوا يحمون المنزل بكل قوتهم .
وصلت الى القاعة الرئيسية و رأيت تناثر غير طبيعي لعائلتي حيث كان كلٌ منهم مرمياً على الارض و هو يلفظ انفاسه بصعوبة.
تحركت يدي لاإرادياً و همت نحوهم حين كنت في النافذة اراقب دون وعي ،، عادت الخيوط و قامت مرة أخرى بعملها فتم شفاء الجميع .
تحركت نحو حركتي الاخيرة و انتقلت الى السماء مطلاً على الاعداء و هم يقاتلون بشراسة .
تنهدت و كانت اول مرة انطق ذلك الكلام بوعي :
_ إكسترا تشين .
بدى الجنود بالموت تدريجياً و كأنني دهست على حشرات ما إن مات اخر جندي حتى انتقلت إلى نفس المكان الذي إلتقيت فيه رئيس العشائر .
كنت ممدداً على نفس الشجرة و مصاباً بنفس الجروح و كان يقف امامي بكل فخر .
قال :
_ احسنت عملاً لن تخسر عائلتك كان هذا بفضلك و بشأن الزوجتان اللتيا جرحى فقد تم شفائهما ،، وهم بالإنصراف .
كان الجو هادئاً حالما تفحصت اذناي صوت للجنود .
_ انه هنا . صرخ احدهم بكل قوته ليلفت البقية و حينها احسست بالخطر و هممت بالنهوض حالما سقطت ،، لكن و بمنتصف سقوطي إلتقطني احدهم و فقدت الوعي .
و ظننت انني في هاوية الحياة و انا امسكها بيد واحدة لكن الصوت الذي ظهر كان كفيل بأن يتم إرجاعي الى الحياة .
_ ها انت ذا .
كان ديتارين .