استيقظت ذلك اليوم على فراشي غير مدرك لكل ما حدث تلك الليلة التي باتت مستحيلة غير واقعة في يوم من الأيام لكن كانت الجروح كفيلة لتصديق الحادثة .
_ هل استيقظت ؟
_ من ؟
ظللت اوجه نظري لكل مكان في الحجرة لكن بلا فائدة حتى عاد الصوت مرة أخرى مكرراً كلامه .
_ هل استيقظت ؟
ما زال الصوت متخفياً لكن رغم ذلك تماشيت معه قائلاً :
_ ماذا ترى الآن ؟
_ حسنا الباب مغلق لذا لن يتردد صوتك على اذن احد ،، كنت اعني بذلك السؤال القصير مدى وعيك .
_ مهلاً ألم تتركني ايها الرئيس ؟
" تنهد "
_ لقد قلت لك ذلك لكن لا زال لدي شيء اخبرك عنه .
_ ماذا ألم تقول ان كل قوة اتتني كانت مؤقتة و ستذهب ؟
_ حسنا لم اكون جاداً .
_ مهلاً ، هل تقصد ان القوة التي اتتي لا تزال معي ؟
_ على مهلك ايها الصغير ،، ليست جميعاً بل القليل منها .
_ واو ،، و ما الفائدة من القليل ان كنت قوياً من الاساس ؟
_ انت قوي ؟ لا اعتقد ذلك ،، إذا تفكرت في امرك فسترى شيء لم تره من قبل ،، انت لا تملك موهبة تؤهلك لتصبح اقوى لم تملك شيء من صنع يدك منذ الصغر و انت تقول لي انك قوي .
_ و ماذا عن الوقوف المعكوس ؟ سألت صارخاً بسخط .
_ اتسميها قوة ما الفائدة من الوقوف بطريقة تأتي بالغثيان لفترة ،، انت حقاً لا تفقه شيء من هذه القوة الناس تأتي بقوة الظلام النور الماء الصخر الهواء و انت تكتفي بالوقوف بالمعكوس .
_ و ما شأنك بي ؟ لماذا لا تدربني ان كنت فعلاً مهتماً بي لتلك الدرجة انت حتى لم تدعني اقاتل ما جعلتني افعله هو التفكير فقط اما بالنسبة للبقية فأنا اعرف انك اقتصدت التحكم بي لأستخدم القوة .
_ ما شأني بك ؟ لا تمزح ،، ان سمعة الظلاميين بين يديك و انت توشك على اسقاطها بكل سهولة تاركاً عشيرتك تقاتل الآن و انت هنا نائم على فراش المرض و الموت بلا قتال .
_ مهلا ،، اقلت انهم يقاتلون الآن ؟ ألم ننتهي من الحرب في اليلة السابقة ؟
_ لا لم ننتهي من قال لك من الاساس اننا انتهينا فقط بمجرد قتل حفنة من الكتائب التي كانت فقط بدافع التضحية لاجل اخلاء القليل من الجنود .
_ ماذا تقصد بقولك انها للتضحية فقط لقد اوشكت على قتلنا و تقول انها كانت فقط لأجل التضحية ؟
_ لذلك تنعدم الموهبة منك ،، انظر جيداً .
تشكل وهم الرئيس بجانب الفراش و امسك بطرف الغطاء الذي كان سترة خفيفة معلقة على النافذة تحجب ضوء القمر عن الحجرة و قام بإسقاطها .
حالما تبين شكل العالم الذي كان خلف النافذة بدأت يداي بالأرتجاف و كانت قدماي قد بدأت بالأرتجاف كذلك حالما توصل عقلي لنتيجة جراء تحليل الموقف الذي رأيته .
كانت شهب من سحر النار تطاير و رماح مغروس على التنانين الميتة و ثقب اسود كان يطل على السماء الذي كان قريباً مننا لكن كان القمر و على بعده منا اكبر حجماً و كذلك ضوؤه ،، كانت اصوات الفرسان السبعة قد تعالت و قوة النائب قد ظهرت و جيش الظلاميين الذي قد عرفته لاجل شعارهم الموحد و الذي كان ليشكل نقطة فرق ،،لقد كان جيش الظلاميين الذي لم يظهر امامي سوى هذه المرة .
_ هل رأيت لهذا تمت التضحية لاجل معرفتهم مسبقاً بشأن جيش الظلاميين الذي يظهر فقط وقت الضرورة كان والدك " لاتروس" لا يخرج هذا الجيش ليس لعدم قوته بل هو قوي بالفعل و لكن يبقيه وقت الخطر لأقصى درجة ممكن .
_ حسنا و بعد ذلك ماذا ؟ ،، هل سوف تذهب و تدعني اقاتل مع ضعفي ؟
_ بالطبع لا ،، سوف افعل شيء واحد فقط هذه المرة ،، بما انك قد اخذت الزمن الذي يعيد القليل من الوقت و برفقته قوتك التي تسميها " الوقوف المعكوس " فسيكون علي فقط هو رفع قوتك قليلاً او ربما الكثير .
_ و ماذا عن جروحي ؟
_ فقط اعد الزمن بين تباين عكسك الزمني .
_ فهمت .
_ انتظر لحظة ،، هل تخفي قوة اخرى عدا " الوقوف المعكوس " ؟
_ لماذا ؟
_ هذا من شأنه ان يزيد احتمالية زيادة قوتك بشكل ملحوظ .
_ ربما تعويذة واحدة تجعلني اسيطر على الشخص و اجعله يذوق بعض الهلوسة .
_ هكذا إذاً ،، حسناً الامر جيد الان سوف تذهب و انا سأراقبك من الاعلى و الاسفل .
بدأت شظايا الزمن تعكس الجروح و تعيدها لصيغتها الاولى ،، بعد شفائي كاملاً اخذت سيفي مسرعاً و انتقلت بفضل قوة الرئيس الى قلب المعركة حيثما كنت هناك الابن الوحيد الذي كان في تلك البقعة مع الجنود.
كنت اكثر فاعلية من الجنود " بفضل قوة الرئيس " فلم يكون هناك من يقف في طريقي حتى قابلت احد ابناء العشيرة التي كانت العدو في تلك اللحظات.
متوسط الطول تغطي جسده الدروع البيضاء التي لمعت مع نور القمر رغم وجود ثقب اسود صغير يبتلع الاعداء ،، كانت عيناه الوحيدتان اللتين كانتا ظاهرتين من درعه السميك و بعد مرور بعض اللحظات من السكون اطلق العدو قوته بسرعة و كأنه يملك شيء يريد ان ينهيه و انا بمثابة غصن شجرة مرمي على الأرض.
اطلق نطق إطلاقه قائلاً :
_ إكسترا تشين ،، رياح الحرب.
بدأت طاقته بالتفاعل بما حولها فبدأت بتشكيل دائرة من الرياح تعمل على جذب كل شيء يدور حولها او حول منطقتها حيث كانت تسحب الجنود و الاعشاب و الأشجار بكل قوة.
كان لابد من انهاء هذه الدائرة او بالاصح هذه القوة فبمجرد دخول عدد اكثر من الاشخاص او الاشياء إليها تتكون قوة اكثر ما يعني انها تحطم كل شيء و تسحب منه قوة حتى لو لم يكن لديه شيء .
لوحت بيدي بطريقة افقية حتى تشكل خيط خفيف دخل بسرعة الى الدائرة التي كانت مثل ثقب اسود يأخذ كل شيء ،، حالما مضت ثانيتان من دخول الخيط حتى اصبح الخيط الواحد عدة خيوط تداخلت مع بعضها البعض حتى حطمة الخيوط نواة الدائرة التي كانت لابد من وجودها لتكوينها و بعد ذلك بدأت قوة ذلك الشخص بالتلاشي .
ملاحظة : ( الخيط هو وصف لشق خفيف طويل يخرج من اللامكان بستطاعته قطع اي شيء بعد إماء صاحبه بالقطع )
ظهر الارتباك على العدو من رجفة قدمه حتى اغتنمت الفرصة و اطلقت خيط اخترق درعه و قلبه على الفور .
بعد تصفية البقعة التي كانت مليئة بالاعداء ظهر صوت صراخ يأتي من وراء الاشجار التي كانت تحيط بنا حتى ظهر شاب ناهز عمري و هو يهرب من وحش قد بدت عليه ملامح الجوع يريد وجبة سريعة يتسيه ألم الجوع ولو لفترة وجيزة .
اقترب منا و اخذ يزيد سرعته حتى اختبأ خلفي كالجبان ،، انطلق خيط شق طريقه عبر معدة الوحش و خيط اخر نحو قلب حتى سقط .
_ ش...ش... شكراً لك لقد انقذتني منه .
_ لا يهم ،، المهم الآن هو من انت ؟
_ ارجوك لا تؤذني فأن هارب من العشيرة التي تقاتلونها و قد كنت اسيراً عندهم قبل بضع ايام.
_ و لما اتيت هنا هل ضاقت عليك الارض حتى تهرب و تأتي الى ارض حرب ؟
_ نعم ،، لقد كانت كل الطرق مملؤة بالحراس حتى دخلت الى ارض عشيرتكم بسبب ثغرة في الحراسة التي كانت تحرس الحدود رأيت هذا المكان مناسباً لاني مطارد بالفعل بعد معرفة العشيرة بأمر هروبي .
_ مهلاً ، و من اين انت ايها الهارب ؟
_ في الواقع انا من تلك العشيرة و رغم ذلك كنت لص حتى تم زجي في السجن فلم احتمل المكوث هناك فقمت بالهرب برسم خطة محكمة و مدروسة عدة مرات حتى هربت .
_ و لماذا قررت الهرب في ظل هذه الحرب ؟
_ و انا ماذا يعلمني ان هنالك حرب قد قامت بينكم ، لقد كنت في السجن و تريد مني معرفة ذلك ؟
_ حسنا لك العذر إذاً ،، ما هو اسمك ايها المجهول ؟
_ انا ادعى لارنس دكتافوا ، ربما بعد ذلك سوف اعود الى العشيرة فقد عرفت ان بقائي في السجن ستكون بمثابة دار حماية لي من حربكم ،، هل لي بسؤال ؟ ما هو اسمك انت أيضاً ؟
_ انا لاكسر لاتروس من عائلة الظلاميين.
_ اسمك يليق بك ما رأيك بأن اكون صديقك ؟ فمدة سجني ستكون ثلاث سنوات استطيع الانتظار و بعد خروجي من السجن اقسم انني لن ادخله حتى لو كان على جثتي .
_ لا بأس فأنا لا اهتم من الاساس .
_ سأعتبر هذا رد جيد لأجلك و الآن اسمحلي للذهاب فقد تأتيني وحوش اكثر و أيضاً اشكرك جزيل الشكر على انقاذي ،، سوف اراك في اي مناسبة تتاح لي معك بعد سجني سوف اكون صديقك رسمياً ،، حسنا إذاً حظاً جيداً لك .
_ و لك أيضاً .
بعد ذلك مباشرة باشر جميع الجنود بالهجوم المضاد فعند ذلك اصبحت عائلة الظلاميين مستعدة بعد عودة قوتها لذلك و بعد فترة وجيزة انسحب العدو و اعلن فوزه بعد تدمير الكثير من املاكنا و اصبح الفائز بعدما لم يخسر شيء و هم بالانسحاب قبل قلبنا للطاولة .
حالما انتهت مهمتي اختفت القوة التي كانت بحوزتي " التي كانت مؤقتة " و بقت التي منحني إياها الرئيس.
بعد أسبوع من نهاية الحرب استدعى الرئيس لاتروس و قائد العشيرة التي خاضت ضدنا الحرب لسبب عقابي بسبب الفوضى التي أحدثها الطرفين .
و بعد مرور ثلاث سنوات في مكاني هذا امام منزل والدتي طرقت الباب و انا ممسك بيدي و اخرج الهواء الحار من ثغري لكي اخلي بعض البرد المتشبث بي .
_ من الطارق ؟ سألت والدتي .
_ انه انا لاكسر ،، هل تسمحي لي بالدخول ؟
حالما قلت ذلك افتتح الباب بقوة حالما امسكت يدي و جعلت جسدي يتجه نحوها و إلتفت يديها حولي و قامت بتشكيل حاجز دافئ انساني كل ذلك البرد .
_ لقد اشتقت إليك. تحدثت امي بهدوء بينما كانت لا تزال ممسكتاً بي .
_ و انا أيضاً.
_ ماذا اتى بك الى هنا ؟ لم ارك منذ زمن يا لاكسر .
_ في الواقع اتيت الى هنا لكي لا اذهب الى فراشي لم ارده لاني لم ارد الملل .
_ هكذا إذاً ،، لا بأس بالنسبة لي يمكنك المكوث هنا متى ما اردت .
تركتني امي و استقامت و هي تقول _ سوف احضر لك شيئاً تشربه فيقيد عنك السقيع المميز ،، لا بأس ان تأتيني من وقت إلا اخر فأنا لا املك احداً يأتيني غير ايكورا لكن ان تختفي عن نظري ثلاثة سنوات إن هذا لهو امر لا يسرني .
_ حاضر ،، اي شيء لأجلك فقط .
( منظور فيكتور ارابارتيو )
في صباح اليوم التالي و الذي كان اليوم الأخير قبل التدريب.
طرق احدهم باب الغرفة فنهضت و استقمت لأرى من يطرق ،، بينما كنت لا ازال في طريقي للباب تبينت اصوات لأربع اشخاص كانوا لأثنتين و لرجلين .
امسكت مقبض الباب و ادرته لكن و مع فتح الباب ابقيت الباب شبه مغلق لأرى من هنالك .
نظرت وسط الشق الخفيف لأرى اثنين من اولاد لاتروس و اثنتين من بناته .
_ رأيتك. تحدث رجل كان لا يزال يتحدث مع احدى الابنتين و هو يمسك طرف الباب.
لم ارتح له و بسرعة اطلقت ضغط عالي جعله يختنق حتى بادلني الضغط حيث اصبح كل شخص وجد هنا لا يستطيع التنفس.
في حالة تفكير سريع تحدثت بشكل اسرع _ موغتس .
خرج موغتس بسرعة خارقة حيث امسك الرجل من رقبته و جعله على الحائط .
_ توقف لقد اسأت الفهم .
_ موغتس اتركه ولا توقف الضغط .
_ اوقفه رجاءاً لا نستطيع التنفس .تحدث و هو يخرج شهيقاً و زفيراً بقوة .
_ توقف . تحدثت .
_ يا رجل لماذا فعلت هذا . تحدث الرجل الذي كان ينهض من على الأرض .
_ انا لا اثق بأحد .
_ انا اعتذر بالنيابة عنه انه فقط مرح كان يريد ان يصبح ودوداً معك . تحدث الآخر .
_ يتودد ؟ بهذا الشكل المثير للشفقة ؟
_ ربما كان عليه ان يكون حذراً معك لكن هذه المرة هي الأخيرة .
_ انسى هذا ماذا كنتم تريدون ؟
_ طلب لاتروس مننا ان نقدم انفسنا و نرحل لاننا نحن البقية الذين لا تعرف عنا ،، كنا نريد ان نذهب معك في نزهة قصيرة لكن بعد هذا اظن اننا سنكتفي بالذهاب وحدنا.
_ حسنا سيكون هذا جيداً للجميع انا أيضاً لدي شيء لأفعله.
_ حقاً... حسنا لا تهتم ،، انا تندروا الأخ الاصغر لديتارين و هذا هو اوركن الأخ الأوسط اما بالنسبة للفتيات فهذه الاخت الكبرى كايلي و هذه الاخت الوسطى ريمياه. تحدث و هو يشير بيده الى كل فرد ليقول اسمه .
ثم انصرفوا و قبل ان يغلق اوركن الباب قال بصوت خفيف :
_ اتمنى لو انك كنت ذلك الرجل حقاً .