( منظور مجهول )
في منزل خشبي مميز ظهر ذلك الضوء و الظل معاً عندما استيقظ ذلك الفتى الفقير و الذي كان بين أربعة جدران يراقب التفاصيل المملة التي كانت في يده التي كانت لا تزال ضعيفة بسبب سباته الخفيف .
نهض و هو لا يكاد يستطيع الاستقامة و خطى بعض خطوات البطيئة و هو يحاول موازنة قدميه لكي لا يسقط حالما استقام بشكل طبيعي قام بالسير نحو الغرفة المجاورة التي كانت لوالديه .
و لحسن حظه كان الباب مفتوحاً و كانت امه هي الاخرى مستلقية على فراشها لوحدها دون والده .
_ اين ابي ؟ سأل في حيرة .
نهضت امه ببطئ و حالما استقام ظهرها و هي جالسة ردت بصوت خفيف لا يكاد يسمع :
_ انه بالخارج ربما سيتأخر بضع ساعات او ربما ايام ،، لا تهتم اريدك ان تذهب إلى السوق المجاور للطريق العام اريدك ان تجلب شيئاً .
_ الآن ؟ الامر صعب لا ازال مرهقاً .
_ اذهب فقط . ردت الام و من ثم عادت للنوم.
تجهز الفتى الفقير و الذي كان بدوره يريد العودة بسرعة و قام بإقفال الباب الذي لم يكن حتى باباً عادياً و لم يكن مقفل بمفتاح لسوءه.
بعد مضي دقائق ليس بكثيرة وصل الفتى الى السوق ،، بحث و بحث عن ذلك الشيء الذي كان ممسوحاً من ذاكرته لكنه كان يبحث عنه رغم عدم معرفته به .
لم يجد غرضه و قام بطرح سؤال على احد البياعين في السوق ، حالما اقترب منه تحدث البائع إليه بسرعة و هو يشير الى الغابة :
_ هناك ستجده داخل إحدى الاشجار الطويلة .
ظل الفتى واقفاً مكانه لا يتزحزح و من ثم عاد البائع الى عمله و كأنه لم يقل شيء البتة ،، ادار الصبي ظهره و اتجه إلى الغابة الصغيرة التي كانت يوماً من الايام حديقة لاحد القصور .
بلغ الغابة و بحث داخل كل شجرة للإتيان بمبتغاه المجهول حالما ادرك اخر شجرة و كانت الشجرة المزعومة.
رأها مثقوبة في المنتصف و ادخل رأسه داخل ثقب الشجرة ، حالما اتسعت عيناه ليرى جيداً بدأ الهواء بالإنعكاس و حالما ادركت حواسه الخطر قام بإمساك اطراف الثقب و من ثم اصبح الثقب من الداخل كالانبوب .
اصبح الهواء قوياً يحاول دفعه نحو قاع الانبوب و حالما خارت قوة الخشب الرقيق تحطم مما جعل الفتى ينجرف مع الهواء المعكوس لينزل نحو المجهول .
كان النزول صاروخياً بشدة حتى بدأت شرارة النور تتوسع في الافق حتى سقط و ارتطم رأسه في بركة ماء جعلته يتذوق تربة الماء .
عندما نهض احس بالخطر السريع حيث ادرك انه فهد اسود منقط ، تجمد في مكانه و هو حائر بماذا سيفعل امامه لكن و بتفكير جريئ تراجع خطوتان للوراء و من ثم قام بالجري بسرعة ثم قفز نحو الفهد .
ادرك الفهد ان هذا الفتى لا يأبه للموت و من ثم و بلمح البصر اختفى الفهد من امام الفتى و قام بالحضور مرة اخرى خلفه و اطلق زئيراً كفى صوته لان يجعل الفتى يطير لمسافة ليست ببعيدة .
ارتطم الفتى على الارض و ادار ظهره للسماء و رأى الفهد قد اصبح طائراً في الهواء يستعد للهبوط عليه و بتفكير سريع اخذ جذع متوسط الحجم من جنبه الايمن و اصبح الان ينتظر نزول رقبة الفهد عليها.
انتهت الفرص لدى الفهد و لهذا فقد سقطت رقبته على حافتها الحادة و اخترقت رقبته و مات على الفور .
تلطخت ملابسه الفقيره و تغطى وجهه بدم اسود.
بدأ الفتى بعد نهوضه بالهرب من الاشياء التي يتوقع انها قريبة و بكثرة منه.
انتهى به المطاف بجسر صغير امام نهر يجري في المكان الكبير و قام برمي نفسه بسرعة دون تفكير حتى ذهب عنه الدم الذي كان يكسوه .
وقف بعدها فوق الجسر و هو يتأمل جريان النهر حتى بلغت يد حنونة كتفه ، التفت لصاحبها بسرعة و رأها ، كانت إمرأة بشعر ابيض طويل و عيون زرقوتان و بلباس ابيض مزخرف بالذهب و بخاتم الماسي و ابتسامة .
_ من انت ؟ سأل الفتى .
ثم قامت برفع معصمها لتريه المكتوب.
_ القطعة الاولى ؟ ما هذا ؟ .
ردت:
_ لايفترض بك ان تعرف الآن. دعني انا اسألك لماذا انت هنا ؟
_ انا ؟ لا ادري لقد سقطت من شجرة و رأيت فهد اسود منقط استقبلني اشد الاستقبال.
_ انا ارى ، كونك لا تعرف فهذا جدير بذكر المكان ، انت الآن في امبراطورية الخشب و انت بالتحديد في مملكة الهلاك في الجزء الجنوبي الشرقي منها في غابة الوحدة قرب مدينة رازكلا.
_ مهلاً مهلاً ما كل هذا ؟ هذا كثير لكي اعرفه ، لقد كنت في غابة قرب السوق ، لماذا دخلت هكذا بكل سرعة ؟
_ ستعرف و ستعدتاد على هذا المكان فهو سيكون منزلك الجديد هنا ستعيش و ستغدو ما انت ستصبح عليه.
_ لكن لدي ......
وضعت اصبعها على ثغره و مسحت على جبينه و اختفت .
بعد ذلك اكمل الهرب من الذي يتوقع حصوله مرة اخرى حتى وصل لمنزل رجل في نهاية الغابة .
رأى صاحب المنزل و توجهه إليه .
_ مرحبا سيدي هل يمكنني المبيت هنا لهذه الليلة فقط ؟
_ هل انت بشري ؟
_ اااههه نعم ما المشكلة ؟ رد الفتى .
_ حسناً لا مشكلة .
دخل المنزل و رأى مرآة امامه و رأى على جبينه كلمة " بشري " ، لم يهتم و من ثم استلقى على السرير دون اخذ بالإعتبار ان هذا المنزل ليس منزله و غط في النوم .
بدأ الدم ينزل شيئا فشيئا ، بدأ يصرخ بقوة ، بدأ الجنود الذين امامه بالخوف و الإرتباك ، اخذ ينظر في يده السوداء المدرعة ، اخذ سيفه الاسود و انتقل الى مكان مملوئ
بالجنود و أنطلق نحوهم منفرداً .
استيقظ مفزعاً و امام العديد من الرماح مصوبة نحوهم و قال الجندي :
_ استسلم .