( منظور هارك بارمند )
داخل قلعة الثلج التي كانت محاطة بالجند من كل جهة و من كل ركن فيها للحماية كنت انتظر بفارغ الصبر الاخبار الجديدة التي تأتي من الحرب .
كنت احرك الماء بشكل دائري داخل الكأس الذهبية بينما كان الجند الموجودين بين كل عمود ثلجي في الغرفة الملكية ، كان التوتر واضح على وجوههم لاني و بالكاد كنت اقمع هالتي لكن كانت اقوى من اللازم لكن لسوء حظهم كنت غاضباً .
اسندت رأس على الكرسي الملكي لأسترخي عوضاً عن ميل ظهري للأمام لانتظار خبر قد يسبب لي الغضب مرة أخرى .
فور ملامسة رأسي للكرسي اتى الحاجب ليستأذنني ليدخل احدهم .
_ جلالتك ابنتك هيرين و رفيقها القائد ديرسك دريم يطالبان بالدخول إليك .
فور سماعي لذلك سمحت له و باشرت بأخذ تاجي الذي كان مرمياً على الطاولة الثلجية الموجودة بجوار الكرسي ، تنهدت بعد وضعه و فُتح الباب الحديدي المزخرف بالجواهر الثلجية النادرة .
تقدمت ابنتي و رفيقها حتى وصلا منتصف الغرفة الملكية ، انحنيا و من ثم بادرت ابنتي بالحديث .
_ طابت تحياتك يا من له جدران العيش في عالم الخير و السلام ، يا ابي لقد اردتك ان تجعل لي موقعاً في ساحة الحرب اقاتل من اجلك .
بردت عيناي و قمت بنزع التاج من فوقي مجدداً و جعله في مكانه السابق و ضحكت بسخرية عبر اسقاط ابتسامتي عليهم و قلت .
_ يا ابنتي العزيزة لقد نفذت طلبك الاول و جعلتك قائدة للمدينة العظيمة مدينة كاسنك و لقد اعطيت لك و للقادة أدوات إستنساخ لكي لا تموتوا ، و انتي تطلبينني ان اضحي بك لاجعلك في الحرب بكل سهولة ؟
كانت لتبدي برفضها لو لم يتوقف كل شيء في نفس اللحظه حينما اتى .
_ اعتذاراتي لك ايها الملك لكن يجب عليك الموافقة .
خرج الرجل الذي اوقف الزمن و خرج من اللامكان و هو يتحدث بصرامة .
_ انت ؟ لماذا اتيت في هذا الوقت ؟ و انت تطلب مني ان اضحي بإبنتي الوحيدة ؟ سألت في حرقة .
تنهد وقال : _ ايها الملك ايها الثلجي ايها الصديق ان قدرها ان تلتقي به مرة أخرى و إن لم تستطع ان تصمد امامه سيقتلها قبل وصولك لها و هذه كانت حركة موجودة بالفعل في القدر لكن لانك احد الاصدقاء و احد القطع كان من الجيد مساعدتك قليلاً .
حدقت به بهدوء و انا اميل برأس للجهة اليمنى ، تنهدت و لكن بعمق اكثر و قلت : _ و ماذا يظمن لي انها لن تموت في الحرب ان تركها لمفردها ؟
رد بسرعة : _ اعتبرها قد عادت إليك سوف اتكفل بها .
_ اعتمد عليك ، قلتها وقد عاد الزمن للحراك.
_ لكن يا ابي ان الحرب صارمة وقد تناقصت الجيوش .
_ حسنا لكن عليك ان تعديني انك لن تموتي في الحرب . تحدثت إليها و انا احدق بأعينها اللتان تلمعان بالعزم .
_ اعدك . قالت .
غادرت هيرين الغرفة و بقى ديرسك لوحده في الغرفة بغض النظر عن بقية الجند .
_ و انت ماذا تريد ؟ سألت بصوتي الملكي المهيب .
بدأت يداه ترتعشان و من ثم اجمع رباط جأشه و قال :_ لم ينبغي منذ البداية ان اماطل لذا سوف اقول لك الخلاصة ،، سيدي الملك بعد مراقبة جيوش العدو تبين انهم قد استطاعوا الاطاحة بالحاجز و بالحراس .
قلت بصوت بارد :_ نعم اعلم ذلك ان الاخبار تأتيني اسرع من البرق ، ما الجديد ؟
قال:_ لكن هناك مجموعة مكونة من مليون و ثلاثة مئة ألف محارب تفرقوا عن الجيش الاصلي و هو يتوجهون الينا في القعلة الثلجية بعد ان ترك حضرتكم قصرهم الثلجي في العاصمة .
فزع قلبي و تنفست بصعوبة و قلت سئلاً :_ هل هذا يعني ان هناك خونة بيننا ؟ لاننا قد اخفينا ذلك تماما ولم يعرف احد غير القادة و جنود الامبراطورية الذين لم يكملوا الخمسين حتى .
رد و قال :_ لقد علمت احد الخائنين انه امير الكؤوس ( بارنز والندر) لقد قمت بتتبعه من بعض الجنود الذين كانوا قريبين منه و استطعت اخذ الخبر منهم .
ضربت الكرسي بقوة و نهضت منه و قلت و انا في حالة غضب :_ ذلك الحقير كان دائما يحدق بكل حركة افعلها ، لن اهتم به الآن علينا إستدعاء الجيوش لقتال الجيش العظيم الذي سيقاتلنا .
اخرج ديرسك سيفه و القاه على الأرض وقال :_ سيدي لقد تبقى للجيش فقط نصف يوم للوصول إلينا لقد متنا من الان .
تقدمت إلى احد الجنود و إقتلعت سيفه من غمده و هو يرتجف كي لا ابطش به و غرزت السيف في الارض و عصرت يداي على مقبض السيف و قلت :_ ليس بعد سوف اتصدى لهم بنفسي حتى لو كلفني هذا اسوء شيء قد يصيب ارضي .
قال ديرسك و هو يسأل بتعجب :_ ماذا ستفعل جلالتك ؟
قلت و قد حررت السيف من يداي و نهضت :_ سترى ماذا سوف افعل و الان اخبر جميع الجنود بأمر رسمي من الملك هارك بارمند ان يدخل الجميع الى القلعة و يحتموا منها سوف اخرج لوحدي .
خرج ديرسك مسرعاً من الباب الحديدي المزخرف بالجواهر الثلجية و قمت بالذهاب الى غرفتي غرفة الملك .
فتحت الباب و وجدت زوجتي نائمة و قد استيقظت من نومها و هي مفزوعة و تقول :_ ما الامر ؟
_ انها الحرب سوف اتعامل معها .
قالت و هي تصرخ:_ هل انت مجنون ؟ لوحدك ؟ ما بالك يا رجل .
لم ارد و اكتفيت بفتح باب الخزانة و اخذت بذلتي الثلجية التي لم البسها منذ مئات السنين ، لبستها و استعديت و خرجت دون أن اتحدث مع زوجتي بكلمة واحدة زائدة .
بدأت الضوضاء تدور حول القلعة بأكملها و بدأت الابواب تغلق من جميع الجهات .
بعد مرور ساعات من وقوفي امام بوابة القلعة بدأت اذناي تستمعان لصوت الجيش القادم .
اخرجت سيفي و ظللت اجره على الارض ، بدأ الغبار يتطاير نحوي و بدأت اصوات السيوف التي تخرج من غمدها تتعالا.
اقتربت حتى توقف كل الجيش و تقدم قائدهم .
اقترب مع حصانه الاسود و الذي كان عادياً للغاية مقارنة بباقية الجند توقف امام و قال بصوت متكبر :_ من انت ؟ هل ستواجه الموت بمفردك ام ماذا ؟ من الافضل لك التنحي جانباً فنحن هنا لانهاء نقاش بسيط مع الملك .
ضحكت بسخرية و تبادلنا بعده القليل من الصمت و قلت بعد ان عادت عيناي لوضعها الساكن :_ انا الملك .
ضحك بقوة و هو يشير بأصبعه نحو :_ انت ؟ انت الملك ؟ هيا ترنح ايها الثلجي .
لم اتمالك نفس و قطعت رقبته دون تحريك سيفي من مكانه ، غرزت السيف في رقبه الحصان و غطيت سيفي بالدماء الحمراء و حينها غرزت سيفي في تراب و ظللت امسك بمقبضه حتى اتى الجنود ببعد متر واحد بين رقبتي و سيف الجندي الاول حيث عصرت يداي على مقبض السيف و قلت :_ إكسترا تشين تصلب عروق الجليد ، لعنة اراضي الثلوج .
تجمددت يداي و اصبحتان مثل الكرستالات الثلجية و بدأ جسدي بالكامل مثلها .
بدأت طاقة قوية تملئ المكان بالكامل و بدأت جبال ثلجية بالخروج من الارض مشكلة نبضات ارضية عالية المستوى ، بدأ الجيش المهيب بالتفاني و الموت بينما بقيت ثابتاً مكاني .
بعد دقائق من هجومي تبقت حفنة من الجنود الذين كانوا متصلبين من الرعب ، كانت اعينهم تكاد تصاب بالعمى و رجولهم تكاد تنكسر من ثقلهم و قلوبهم تكاد تتمزق .
شعرت بشيء يقطع الهواء خلفي و علمت ان ذلك الحقير يعلم ماذا سوف افعل .
_ اااااغغغغغ .
لقد غرز في جسدي رمح احمر من الحرارة و هو يقف على مشارف البوابة .
تركت سيفي و انا مطعون ونهضت ،، التفت للوراء و وجدته :_ بارنز والندر ،، طفل يحب الخيانة خان بلده و قرر اسقاط ملكه من الخلف مثل الهر ،، تحمل ضغينة ؟ بالتأكيد لا فقد اغووك بالمال لا اكثر.
اشرت بأصبعي نحوه و تمزق :_ لا تستهين بقوة الملك .
التفت الى ساحة الموت التي تبقى منها تلك الحفنة و قمت بتمزيق اجسامهم .
القيت نظرة على القلعة و قد اصبحت مملوئة بالثلج في كل مكان و من ثم سقط جسدي :_ تباً لقد كان يحتوي الرمح على مخدر .
_ ارجوك استيقظ .
بدأ ذلك الصوت يرن في اذني حتى استطعت رؤيته ، لقد كانت ابنتي .
فور تلاقي عينانا قامت بحتضاني و هي تبكي .
_ عذراً جلالتك لكنك متهور . تحدث صوت ديرسك دريم من امامي و هو يبتسم .
_ كم لبثت نائماً ؟ سألت و انا انهض بهدوء .
_ دعنا نحسب ثلاثة ايام لطريق مملكة نيرون و يومان لشفاء الجرح و يوم لتعافيك اي بالمجموع ستة ايام . تحدث ديرسك و هو يعد بأصابعه .
_ لماذا نحن في مملكة نيرون ؟ انه فقط جرح لا يستدعي الذهاب لمملكة الشفاء الأولى . تحدثت و برأس الف سؤال .
_ انه طلب ابنتك و أيضاً طلب زوجتك لانهم كانوا قلقين بشدة على صحتك ، لا تلمهم لكن عليك أولا ان تعرف ماذا فعلت .
اكمل حديثه :_ لقد تسببت لعنة اراضي الثلوج بإنتشار الثلج في كل انحاء الامبراطورية و الممالك و المدن و حتى القرى لم يسلم احد من تلك اللعنة و على كلام وزيرك انها كانت مثل اول مرة انبنت فيه امبراطورية الثلج التي كانت بسبب الانفجار العظيم الذي كان في الفراغ.
_ ماذا عن الحرب ؟ سألت .
_ لا تزال مستمرة ذلك الحقير كان يستهدف استكمال الحرب عندما اطلق ذلك الرمح حيث كان المخدر لجعل تأثير اللعنة على الجماد فقط وليس للعدو و الجماد .
_ يبدو ان النهاية لا تزال على يده الملكية .
_ من ؟ قال ديرسك .
_ لا تهتم فنحن فقط قطع ترتب كل شيء .
غادر الاثنان ولا يزال بإمكاني الحراك لذا استقمت في وقوفي و ارتديت ملابسي التي كانت في طرف الدولاب و عند انتهائي طرق احدهم الباب .
_ من الطارق ؟ سألت .
_ ملك مملكة نيرون سيدي .