انحنى الملك بكل سرور و هو يبتسم بلطف قبل قوله:_ لقد استيقظت سالماً جلالتك انني سعيد بذلك حقاً فهناك ما يجب ان تسمعه قبل ان تقرر كيف ستكمل الحرب هذه .
قمت بصنع طاولة من جليد و بجوارها كرسيان متقابلان ، اشرت بدي له بالجلوس و قمت بالجلوس على الكرسي بينما كان ملك نيرون يقف بجوار الكرسي لينتظر جلوسي .
جلس الملك و من ثم قمت بسحب الطاولة المستديرة الى وسطنا .
ماذا لديك هات ما عندك من كلام ؟ تحدثت .
تنهد و هو يستقيم في جلسته و قال :_ سيدي الملك لقد بدأت الحرب أيضا في القارة الشمالية و تكاد مملكة لاسلا في تلك القارة بالتدمر و بدأ ملكها يطلب العون لكن بقية الممالك منشغلة بالحرب التي حلت عليهم و على الجيوش التي لا تنام و لم يبقى إلا قلة من الجيوش المتبقية لديهم .
ثم بدت ملامح الحزن تعلوا وجهه و اكمل قائلاً :_ و القارة الجنوبية تكاد تنتهي حيث انتهت الجيوش من نصفها فقط و مات من ملوكها اثنان و بقي ملكان مأسوران عند العدو ، قارتنا هي الوحيدة التي لاتزال محمية و لكن ان انهت الحرب القارتنا اللتين تملكها يا سيدي فسوف يلقي علينا العدو بنظرة الموت و سيتجه إلينا .
ازحفت الكرسي من مكانه و نهضت من فوقه ، استدعيت جندي ثلجي ما ادى بدوره ان فتح بوابة من العدم و خرج منها ، انحنى الجندي و جثى على ركبتيه و هو يقول :_ امرك سيدي .
تنهدت و قلت:_ اذهب الى لاتروس في عالم الظلاميين العالم المخفي قرب مملكة كارناسا في جهة الجنوب الغربي من مملكة قاسلاسا قل له المجيئ إلي هو و رئيس العشائر وحدهما .
نهض الجندي و استقام ظهره و ضرب رجله بالارض و القى التحية في حين قوله :_ امرك سيدي .
_ ماذا تنوي ان تفعل مع عائلة الظلاميين و رئيسهم ؟ سأل الملك
تقدمت اربع خطوات الى الامام و امسكت مقبض الباب و قلت قبل مغادرتي :_ حان وقتنا للهجمة القادمة .
غادرت و قد تبعني ملك نيرون و الذي كان بالمناسبة يسمى ب ارس نارز و هو يمشي بسرعة محاولاً الوصول إلي و مواكبتي .
صعدنا من خلال الدرج السريع إلى الطابق العلوي من القصر الملكي حيث كان ينافس مع السحاب في العلو .
كانت فكرة الدرج السريع جديدة على الامبراطورية الثلجية حيث بات القليل من الممالك بستخدامه و بعد مدة سيستطيع الجميع استخدامه من المدن و حتى القرى لو كان بيت احدهم كبيراً اذا افترضنا .
يعمل الدرج على امتصاص الطاقة الجوهرية و نقلها إلا الدرج حيث بذلك تأخذ الاحجار التي انبنت منها الدرج و تحركها إلا الاعلى كلما كان مصدر طاقتك عالي فحينها ستصل إلى الاعلى بسرعة .
وصلنا و كان المكان جديدًا بالنسبة إلي لذا قلت :_ ارس هل يمكنك ان تريني ما التغيرات التي حصلت في فترة غيابي عن المملكة لقد مضت عشر سنوات منذ ان اتيت إلى هنا .
_ لكن سيدي قد يصل لاتروس إلى هنا و برفقته رئيسه .
_ ارس لدينا وقت كثير لنقضيه فبقياس سرعتهم سيصلون إلى هنا خلال ساعات كثيرة .
_ حسنا سيدي لا مشكلة . تحدث ارس و هو لا يزال مبتسماً .
( منظور لاتروس )
التحركات التي كانت بحوزته مذهلة فقد كانت سريعة و مليئة بالحيل التي كانت تتجدد بستمرار منذ تلك السنة و ما زال يذهلني يوم بعد يوم ، كان استعماله للظلام يعد غير معقول و انسجامه مع الحركات التي كانت سلسلة من الهجمات التي لم استطع فعلها و لم استطع التصدي لها .
توقف الشاب ذو العشرين عاماً عن الهجوم ما جعلني مستغرباً نوعاً ما حيث بدأ امشي و انا اُدلي بسيفي للاسفل حيث كان يتراجع للوراء قليلاً .
امسك سيفه من مقبضه و اطلق زفيراً و قال:_ إكسترا تشين تفتت اوراق الخريف .
تطاير الهواء في كل مكان و حمل معه الغبار الكثيف حيث اعماني ، انزلت جسدي و اعتنقت نفسي لكي لايغلبني الغبار و بتتبع طاقة فيكتور لم اكن خائفاً من الغدر وسط الغبار حيث كان واقف امامي مباشرة لا يتحرك و ينتظر إزالة الغبار .
اسقط علي هالة لترعبني و ضغطاً مهولاً جعل الارض من تحتي تتشقق ، تحركت بسرعة عالية الى مكان بعيد حيث كان يمكنني ان ارى الهالة العملاقة التي كانت تلامس السماء العالية و الظلام الذي كان يدور حول منطقة معينة و يحميها .
اخرج فيكتور جسده من درع الظلام و هو دون درع الإطلاق حيث قرر كبح الهالة ليستعمل الإطلاق لجسده ثم يقوم بفرض الهالة و الضغط معاً .
كان يولح بسيفه يميناً و يساراً و يتلاعب بالرياح التي تخالطها الظلام و هو يتقدم نحوي .
اطلقت وابل من الرماح المظلمة نحوه لكن تمكن من تفاديها دون عناء .
انتقل بسرعة إلى مكاني و بدأ قتال السيوف كان تطوره في استخدام السيف يتطور يوم بعد يوم حين غلب سيفه سيفي صنعت رمح طويل و غرزته في الارض .
حالما اخطأ سيفه اطلقت نطق الاطلاق :_ إكسترا تشين رماح الحرب المظلمة .
دفعته بقوة و قبل ان يتوقف على الارض اطلقت الرماح تجاهه ، اطلق رياح قوية و عندها اوقف كل الرماح انتقل امامي و حالما اصبح أمامي لوح بسيفه و تصديت له برمحي و حينها دفعني بسبب قوة سيف للوراء و سقطت ارضاً .
_ لقد تخطيتك أليس كذلك ؟
_ نعم. قلتها بإبتسامه فرحة و نهضت من على الارض و انا انظف ملابسي من التراب .
انفتحت بوابة زرقاء و خرج منها رجل بدرع ثلجي مصنوع بعناية و هو يمسك مقبض يسفه الذي في غمده تقدم و هو ممسك بيده اليمنى بورقة ملوفوفة .
اعطاني إياها و قرأت محتواياتها .
_ حسنا سوف أتي لكن هل الرئيس موجود ؟
_ نعم انه عند البوابة الترابية . تحدث المرسول .
_ حسنا شكرا لك ايها المرسول سوف اكون هناك .
ذهب المرسول عبر البوابة مجدداً و إلتفت إلى فيكتور و قلت :_ سوف اذهب خذ استراحة اليوم .
استلقى على الارض و هو يمد يديه قائلاً :_ مرحى .
( منظور مجهول )
بعد ان اتخذ الفتى الطريقة السليمة و استسلم لهم لانه لايملك طريقة اخرى غيرها .
اخرجوه من المنزل و كان الرجل الذي اسكنه في منزله واقفاً يبتسم له دون ان يتزحزح من مكانه ليترك الفتى وحده مع هؤلاء الجنود .
إلتفت الفتى لذلك الرجل و قال بصوت بغيض :_ ايها الوضيع الخائن.
و ما ان قالها حتى أتت قبضة مدرعة لكمته بقوة حتى صار فاقداً للوعي و قاموا بأخذه الى مكانه التالي .
استيقظ الفتى و وجد نفسه مكبل بالاصفاد و هو في غرفة صغيرة احد جدرانها الاربعة من قضبان السجون و حينها ان لا مفر من الحقيقة لقد تم زجه في السجن .
لم ييأس الفتى و ظل يصرخ في السجن بقوة انه ليس مجرماً و انه بريء لكن و لسوء حظه كان الحارس الموكل بحراسته يسمع ولا يرد حتى اتى شخص بان انه من رتبة اعلى و هو يزيح الحارس من مكانه و يطلب منه المغادرة .
انصاع الحارس و فتح الرجل باب السجن و اقترب منه .
: انت بريء أليس كذلك ؟
رد الفتى بقوة : نعم و لقد تم ظلمي .
قال الرجل مخاطباً الفتى : حسنا لكن عليك فعل ما اقوله لك بالحرف الواحد و سوف اخرجك من هنا حياً ، هل توافق ؟
اجاب الفتى متحمساً : اوافق .
اخذ الرجل مفتاح صغير من جيبه و قام بفتح الاصفاد الحديدية الصغيرة من على يدي الفتى و قال : و الان استدر و اخلع قميصك.
رد الفتى بتعجب : ماذا ؟! ، ماذا تحاول ان تفعل ايها المعتوه ؟
رد الرجل ببرود: مهلك انا ليس كما تظن لكن عليك الوثوق بي سوف اتأكد من شيء فيك و سأدعك تذهب حُراً طليقاً .
وثق الفتى به و قام بإعطاء ظهره للرجل و خلع قميصه .
مسح الرجل بأصبعه ظهر الفتى بشكل عامودي حتى قال : حسنا المكان التالي سوف يجهز لك سوف تغادر .
فرح الفتى و اعاد قميصه و تحدث مع الرجل: لماذا تساعدني ؟
رد الرجل : انا ادعى..... لا لا انا فقط شخص ما. رفع الرجل كمه الايمن الذي كان يغطي يده و قال: هل ترى هذا ؟ هذا هو انا .
قرأ الفتى المكتوب على ذراع الرجل و قال : الحصان ؟!
رد: نعم و الآن اريد منك شيئاً مقابل مساعدتي لك .
رد الفتى بلهفة : ما هو ؟! اطلب اي شيء ، لن انسى معروفك ما حييت .
ضحك الرجل و قال بهدوء بعد الضحك : هناك قصر يسمى بقصر الهلاك يوجد لديه اميران و خادمة صغيرة تعد كطفلة معهما ، يجب عليك ان تصبح اقوى للدخول الى هناك ، سوف تكون حياتك هناك عند وصولك و انت تدبر ما ستفعله بعدها .
رد الفتى : لماذا تفعل هذا ؟
ابتسم الرجل و رفع أصبعه ليلامس جبين الفتى ، و من ثم شعر الفتى بالقليل من الخجل كأنه والده و من ثم قال الرجل بنبرة تحسف : انا اسف.
انتقل الفتى فجأة الى غابة مليئ بالطيور المتنوعة بالالوان الزاهية ، رفع الفتى رأس الى السماء و هو يتأملها و عاد ليبحث عن الطريق الذي يفترض به ان يصل له .
استكمل الفتى طريقه حتى وجد رجل جالس على غصن معلق بشجرة و بيده آلة موسيقية يعزف بها .
حالما ادرك الرجل الفتى توقف عن العزف و ترك آلته و نزل عن الشجرة و بيده مظلة ثم بادر بالقول : اوه ايها الضائع ، ماذا اتى بك الى هنا ؟ تحدث و على وجهه ابتسامة خفيفة .
قال الفتى بتلعثم : لا .... لا ادري.
ضحك الرجل و رفع مظلته حتى اصبحت منفتحة ثم قال : ما اسمك ايها الفتى .
تردد الفتى في القول لكنه امسك برأس و هو يصارع ألم حاد استمر لثوان ثم نطق و اخيرا : انا ادعى روتيكتر ، روتيكتر تونايزر .