رفع الرجل المنحني ظهره رأسه للسماء و هو يتنهد " لقد بدأنا " قالها بينما انزل رأسه ليتناسب مع وضعية وقوفه .

_ عذراً ايها الرجل من انت ؟ تحدث روتيكتر .

عم الصمت لمدة ليست بقصيرة بينما كانا الاثنين نحدق ببعضنا البعض ، تقدم الرجل خطوة واحدة و امال رأسه نحو اُذني حتى اصبح عندها "من انا ؟ عن ماذا تتحدث ؟ "

اخذ روتيكتر ثلاث خطوات الى الوراء و هو يمسك برأسه بقوة كي لا ينفجر من الألم ، جثى روتيكتر على قدميه و هو يصرخ من الألم العالق في رأسه .

اخذ نظرة فاحصة على المكان و لم يجد الرجل .

_ سوف اموت لو استمر الأمر لبضع دقائق اخرى. قالها بينما كان لا يزال يقاوم الألم و النهوض لكن سريعاً ما بدت الأحداث تصبح مؤلمة .

بدأت الدماء تنزل كالسيل من على رأسه حيث انفجر اكثر من مكان برأسه بقوة.

بطريقةٍ ما كانت الدماء لا تتوقف حتى بدأ روتيكتر بالتلطخ بدمائه و هو في حالة يرثى لها ، قد لا يتوقف الألم لكن كان الصراخ و البكاء ما ينفع للتخفيف عن الألم و لو كان شيئاً لا يذكر .

بعد دقيقة واحدة بدأ الخوف يدب في قلبه و هو يصارع الألم الذي لم يتوقف ، هدأ بعض الشيء للستجماع اخر قوة يستطيع فعلها و حينها صرخ بقوة جعلت الطيور تطير من مكانها لعل احد يستطيع سماعه لإنقاذه .

بدأت اخر مرحلة حيث سقط جسده على الدماء التي تشكلت كبركة و كانت رؤيته تتشوه شيئاً فشيئاً .

_ بحقك لماذا يستعجل في هذا ؟! ايها الطفل المسكين يبدو انك ستبدأ هنا. تحدث رجل وقف امام روتيكتر ، كانت ملامحه غير واضحه بسبب قلونسوته السوداء.

_ من انت ؟ من انتم ؟ ماذا تريدون مني ؟

ضحك الرجل بسخرية _ يبدو انه كان حزيناً عليك بشدة ، هيهه هذا جيد . اخرج الرجل كتاباً من خلف ظهره و بدأ يدون شيئاً ما .

نطق روتيكتر اخر جملة قبل دخوله في حالة فقدان الوعي: _ لقد انتهيت هنا.

رد الرجل بسرعة _ لا تكن واثقاً بذلك.

[ منظور فيكتور ارابارتيو ]

_ الاستلقاء امر جميل بعد كل هذا التدريب صحيح ؟ تحدث لاكسر بسخرية تامه في حديثه .

فتحت عيناي ورأيته فوقي يراقبني بإبتسامة عريضة على وجهه .

_ ماذا هناك الآن ؟ رددت في ذهني قبل ان انهض .

_ هيه فيكتور ما هو اول حلم اردت ان تحققه ؟!

_ ما السبب ؟ قلت بينما كنت اربط شعري الذي بات اطول من اللازم.

قال دون ان يكترث _ قل فقط ، ألسنا اصدقاء.

_ اصدقاء ؟ انا و انت ؟ مستحيل .

امال رأسه بصمت و رد: لما ؟ أليس الصديق من تتدرب معه و تضحك معه ؟

املت رأسي مثله و قلت : هل ضحكنا من قبل ؟

_ ههههههه انا ارى الان. ضحك لاكسر بينما كان يعدل إمالة رأسه.

لم اتمالك نفسي اكثر و ضحكت ، منذ فترة طويلة لم اضحك فيها هكذا .

_ حسنا حسنا نحن اصدقاء . قلتها بينما كانت ابتسامتي معلقة بين خديّ .

_ بما ان ابي لديه عمل في الخارج ، هل تريد مبارزة خفيفة ؟

نظرته إليه بإبتسامة عريضة و قلت بسخرية : هل تريد مني ان امسح بوجهك هذه الزهور الصفراء لتصبح مثلها ؟

شاركني لاكسر نفس الابتسامة و رد : هل تعتقد اني بمجرد عدم امتلاك نطق اطلاق سوف اكون بتلك السهولة ؟

قلت ممازحاً : نعم!

قال بسرعة : و هي كذلك ، هيا استقم تجهز للضرب .

_ حسنا لك هذا .

**

بعد مبارزتنا التي كانت اشبه بالمزحة اتت ايكورا و فوق رأسها قبعة قش و بيدها كأسين من الماء البارد ، كان إتيانها إبداعياً مع قميصها الاحمر و الزهور الصفراء التي كانت معلقة فوق اذنها اليمنى و مشيتها بين حقل الزهور الصفراء التي كنا فيها .

_ مرحباً بالمحاربان . قالتها و هي تمد كأس الماء البارد إلي و تلقي الآخر رمياً للاكسر .

_ هيه ليس لانه وسيم اكثر مني تعامليني هكذا . تذمر لاكسر بينما ضحكنا الاثنين عليه .

فُتحت بوابة سوداء امامنا حيث خرج منها لاتروس و رجل بعمر العشرين عاماً تقريباً او الثلاثة و العشرون لكنه سرعان ما تجنبنا و ذهب بعيداً بسرعة عالية .

لم نستوعب الامر بعد لكن في حين ذلك اطلق لاتروس وابل من الرماح المظلمة نحونا دون اكتراث ، تداركت حواسي بسرعة فقمت بضرب الارض بقوة لجعل الطاقة المنبعث منها تتبعثر حين قمت بإنشاء درع احاط بنا جميعاً .

_ ايها المجنون. صرخت على لاتورس الذي كان يبتسم بخبث .

_ ماذا ألسنا في تدريب ، و أيضاً لقد قلت لك لا تثق بلحظات الضعف . تحدث لاتورس الرجل المجنون بينما كان يمسح العرق الذي كان على جبينه .

نهضت ايكورا بسرعة و ذهبت بينما كان لاكسر ينهض ببطء .

_ هل نذهب يا ابي ؟ سأل لاكسر عند اختفاء إبتسامته .

_ نعم تبقى شهر لاجل انتهاء التدريب . تحدث لاتورس.

ذهب لاكسر بسرعة و لم يتبقى غيرنا في ساحة الورود الصفراء .

_ حسنا و لأنه تبقى مجرد شهر فسوف استذكر ما تعلمته انت ، الامبراطوريات هم مجرد عوالم بكواكبها و مجراتها و اكوانها ، العوالم المخفية اجزاء من الامبراطوريات لم تترقى لتصبح امبراطورية و اعدادها لا تنتهي ، نطق الاطلاق مجرد نطق يعمل على تحريك مستوى الطاقة من الصفر او النصف الى الكمال في القوة الحالية ، انت الان في مرحلة العالم المظلم من الظلام و الطاغي في الطبقات العشر .

تنفس قبل ان يكمل كلامه لستعد لقول الباقي ، بمجرد ان تنهد انطلق في الحديث : _ الجسد يتكون من ثلاث اقسام رئيسية واحدة للطعام و الاخرى للطاقة المنبعثة و الاخيرة للتفكير التركيز على على اخر اثنتين مهم فهم مصدر القوة في التفكير و القتال ، في بعض الأحيان يرسل الاعداء هجمات معزز بالطاقة مثلما ما فعلت انا قبل قليل فأنت بسبب معرفتك بها ضربت الارض بقوة مما جعل موجات من الرياح تؤثر بها ما جعل الرمح يقل خطورة و لهذا استخدمت درع من الظلام الركيك لصده .

كرر نفس العملية و اكمل:_ لنطق الاطلاق اشكال لكنها نادرة نوعاً ما ، لديك نطق الاطلاق مميز في ثلاثة اشكال الاول هو اكتساب درع الهالة مما يعزز السرعة لاقصى حد و القوة كذلك لكن التركيز يقل في بعض الأحيان او يزيد بشيء لا يذكر ، اما الثاني فهو عندما تكبح خروج الهالة فتأخذ القوة و السرعة و التركيز لاقصى حد دون إمتلاك درع للحماية لكن بمجرد وصولك لمستوى الإظلام سيكون بمقدور تغطية جسدك بالظلام و تغطية اجساد اصدقائك او الجنود الذين قد يقاتلون بجانبك بالظلام ، اما بالنسبة للاخير فهو الاخطر بالنسبة لك و لغيرك فهو عندما تكبح الهالة من الخروج و تستخدم قوتها مع دمج عيون البداية و النهاية لخلق اوراق مملؤة بالطاقة المدمرة فقد تسبب دمار لمدينة كاملة او حتى مع زيادة مستوى قوتك ستصل لتدمير مملكة و ربما عالم مخفي حتى تصل لتدمير امبراطورية .

قال مختماً كلامه:_ اما بالنسبة لك فقد غيرت من تشكيلة أذنيك المدببة لتصبح عادية فقدرة السمع العالية قد تسبب فقدان التركيز بمستوى عالي مثلما حدث في تلك المعركة التي كنت انت ضد جيش امبراطورية الصحراء حيث كان لاكسر و شقيقه يتكلمان بينما تقاتل و لأكون معك صريحاً كان رئيس العشائر على معرفة بمستوى أذنيك المدببة حيث امرني ان امر لاكسر و شقيقه ديتارين بأن يشوشان تركيزك لكي تسقط في الحفرة بعد ذلك .

توسعت عيناي و قلت مدركاً :_ هل يعني هذا ان الريفي منكم ؟!

تنهد لاتروس و قال :_ الريفي الذي ساعدك لا تمدنا به صلة فقد كان فقط مجرد رجل لتعزيز وقوعك في الحفرة فقد ظهر بالصدفة على حسب علمي .

تذكرت ذلك الشاب الذي خرج من البوابة مع لاتروس و قلت :_ هل لي ان اسأل ؟ من ذلك الشاب الذي خرج معك من البوابة ؟

_ ذلك الشاب هو رئيس العشائر . قال و هو يستدير ليذهب لمسافة بعيدة عني .

_ ماذا؟! هل تمزح ؟ كيف ؟ لما ؟ و ..... اسقطت مجموعة من الأسئلة عليه دون أن ادرك .

_ لا يحق لي الإجابة سيجيبك بنفسه عندما تلتقيان يوماً ما .

_ هل يمكنك قول اسمه ؟ سألت .

اجاب قبل ان يخرج سيفه ب لا .

**

بعد شهر

انتهت فترة تدريبي و قد حان وقت ذهابي إلى امبراطورية الثلج ، لم يخبرني لاتروس بالمشاركة في الحرب فقد اعطاني حرية الاختيار بعد ذلك .

قبل رحيلي قال لاتروس ان من الممكن ان ارى الكثير من القادة و الجنود الاقوياء فذلك اعطاني جنوده ، الفارس الاسود و الفرسان السبعة الباقين ليصبحوا معي و تحت امري مدى الحياة التي سنعيشها و أيضاً كان موغتس زيادة معنا ، لكي اكون صادقًا لقد كان كريماً معي ليعطيني جنوده الذين لم يفارقوه طوال فترته التي لم يقلها لكن ادرك انها فترة طويلة .

و الان انا ذاهب معهم الى الموت.

تقدم الفارس الاسود الى البوابة الترابية و قام بفتحها حتى ننتقل .

بعد ان وطدت اقدامنا ارض امبراطورية الثلج رفعت يدي و قلت : _ و الآن إلى مدينة كاسنك .

--

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تم الانتهاء و الحمدلله من الباب الاول من المجلد الاول .

اعتذر عن اي اخطاء قد بدرت مني في هذا الباب لكن ربما لو عرفتم كبر هذه القصة لن تلوموني.

الباب الاول كان مختصر بشكل عظيم وقد رأيتم هذا لكن مع ذلك فقد ركزت على رؤوس الاقلام لمعرفتها في الفصول القادمة.

توضيح ربما قد اخطأت في كتابته . عالم الظلاميين المخفي تم تسميته لانهم العائلة الوحيدة التي استطاعت احتواء الظلام و ليست عشيرة او كل العشائر من استطاعوا احتواء الظلام ، فقط هذه العائلة من استطاعت احتواء الظلام و لهذا اعلن رئيس العشائر بتسمية هذا العالم المخفي ب الظلاميين لانهم تميزوا عن غيرهم .

الباب القادم بإذن الله بيكون افضل و الكتابة بتتغير ان شاءالله .

أيضاً في الختام سيكون موعد الفصل يوم السبت لن ينزل في غير هذا اليوم و إن لم ينزل في يوم السبت فهذا يعني ان هناك بعض المشاكل و شكراً لإهتمامكم .

2023/07/24 · 32 مشاهدة · 1575 كلمة
seasoned
نادي الروايات - 2025