..ولادة الظلام..

في احدى الاراضي المعزولة عن الحروب و التداعيات السياسية ارض تكاد تكون منسيه، قريه بسيطه بلا اسم بعيده كل البعد عن اي حضارة كبيره تبقى هذه القريه محافظه على سلامها البسيط بينما في نهايات الشتاء كانت الورود تتفتح ترحيباً بالربيع القادم تسطع هناك الشمس دون ان تعيقها الغيوم بعد كل ذلك الدفئ تغيب الشمس و تترك الأنام لاحلامهم و ليستريحوا بعد يومهم الطويل يظل جنديان عاديان يتكلمان حامدان ربهما على هذا السلام يقضيان الليل ببعض الحديث سائلان عن عائلات كل منهم كما الجميع لهم ايضا راحه في هذا الليل ذو القمر نصف المكتمل و السماء السوداء التي تبدو كوشاح مرصع بالالماس، يبدء الفارس الاول و هو رجل تقريباً في الثلاثين من عمره ذو شعر رمادي كانما يكسوه الرماد و تتخلله خيوط من الشيب كانها وشاح الزمن.

اريك: اين تشارلز ؟ أيحاول التهرب من النوبه الليليه مره اخرى ؟

بينما يرد عليه فتى يبدو بالعشرينات من عمره بشعر ذهبي حيوي ينضح بالشباب مع ابتسامة

اليكس: يضحك ببعض الفرحه* لا ان زوجته حامل بطفل انت حقا لم ترى الفرحه على وجهه احسست للحظه انه كان يسطع من فرحته اخبرته ان يبقى مع زوجته الليله.

اريك: يضحك* حقا؟ ذلك الاحمق الان علمت ما سبب تلك الابتسامه البهيه على وجهه، يقف من مكانه و يتجه نحو الغابه.

اليكس: انتظر لحظه، الى اين انت ذاهب؟

اريك: الي اين ساذهب مثلاً ؟ ساذهب لاقضي حاجتي، انت دائما ما تسئل اسئله محرجه يا فتى بينما يستيدير ليكمل طريقه ينظر نحو الغابه و تتسع عيناه بينما يظل ساكناً بمكانه.

اليكس:هم؟ هل انت بخير؟ بنبره من السخريه* هل فات الاوان و بللت نفسك بالفعل؟

اريك: توقف هذا ليس وقت المزاح، هل انت متاكد ان تشارلز بمنزله؟

يستغرب اليكس و يقول: نعم لماذا؟ انا اخبرته بالا يقلق و يذهب الى زوجته، هل انت منزعج من ذلك؟

اريك يتكلم بصوت اكثر جديه و حذر: لقد رايت شيئاً يتحرك هناك.

اليكس: هل انت متاكد؟ ربما يكون مجرد غزال يركض بالغابه.

اريك: لا؛ هناك شي ما، احضر الفانوس و اتبعني.

ينتهد اليكس و يقول: حسنا حسنا.

يحمل اليكس الفانوس و ينير المكان حوله كان الظلام دامساً على نحو غريب كان الظلام يبتلع كل شي حوله يتقدم الجنديان بخطوات حذرة عبر ظلام الغابة، حيث لا يقطعهما سوى صوت أقدامهما وهي تدوس الأوراق الجافة والأغصان المتساقطة، كأن الطبيعة تحبس أنفاسها من حولهما.

يقطع أليكس حجاب الصمت، متحدثًا بصوت يحمل قلقًا بدأ يتسرب إلى نبراته: هل انت متاكد من ان علينا الاستمرار بهذا؟ و توقف إريك فجأة، جامدًا في مكانه كالصخر، مما جعل أليكس يصطدم به دون قصد. رفع أليكس رأسه ليقابل وجه إريك، الذي ارتسمت عليه ملامح حازمة وجادة، وعيناه مثبتتان نحو أعماق الغابة. تتبع أليكس نظراته بفضول وقلق، ليقع بصره على ما بدا كفارس مشؤوم، يرتدي درعًا أسود قاتمًا وخوذة على هيئة جمجمة، كأنما خرج من كوابيس الليل.

يتحدث اريك بصوت يتخلله القلق و يقول: من انت؟!!

الفارس الاسود بينما يرفع رأسه نحو ضوء القمر نصف المكتمل يتحرك جسده مصدراً أصواتاً تقشعر لها الابدان كأنما مفاصله تتحرك للمره الاولى منذ زمن بينما يسحب نفساً عميقاً و يخرجه مع شعور مشؤوم يتسلل الى كل شبرٍ من جسد اريك مخترقاً روحه كأنما يزرع فيه بذور الخوف يبعث الرعب بمجرد حضوره كأن الظلال نفسها تنحني لأرادته و عيناه لم تكن فارغتين فحسب، بل كانتا أشبه ببوابتين إلى ظلام لا نهاية له. شعر إريك بأن مجرد التحديق فيهما يجذبه نحو هاوية سحيقة، وكأنهما تسحبان روحه ببطء نحو العدم يبدأ كلامه و يتردد صدى صوته كهمس قاتم يزرع الشك والخوف بالنفوس قائلاً: " في مهد الظلال ولدت، في عتمة الليل خرجت، فلتستمع الظلال لصدى روحي ولينقشع مني الضياء و ليحل محلها اظلم الظلمات قوموا لندائي يا اتباعي الاكثر ولاءاً حان موعد قيامي استمعوا فأمير الظلال ينادي ".

تراجع إريك خطوة إلى الوراء، يغمره شعور عميق بالخوف والتوتر، حتى اصطدمت قدمه بشيءٍ صلب خلفه. التفت ليرى على الأرض الفانوس الذي كان يحمله أليكس. رفع إريك عينيه بتردد نحو المكان الذي كان يتواجد فيه أليكس، ليجده مقيدًا بحزم من ايادي سوداء برزت من الظلال مثبتةً أليكس بقوة، وضعت احد الايادي يدها الباردة على فمه، مانعةً إياه من الكلام أو إصدار أي صوت. كانت ملامح أليكس مشوهة بالرعب، كأن روحه قد احتجزت، بينما كان شعور من البرد القارس يتسلل عبر بشرته، مُمَثِّلاً الخوف الذي اجتاحه.

لم يطل الامر كثيراً الى ان خطى الفارس الاسود حتى اصبح امام إريك كان الفارس الاسود ضخماً اضخم مما تخيل إريك، رفع الفارس الاسود يده موجهاً اياها بهدوء و برود نحو راس إريك الذي كان غارقاً بالخوف مثقلاً بشعور العجز الى ان لمست يد الفارس الاسود راس إريك، كانت يداً باردة ثقيلة احس إريك ان جبلاً سقط عليه، قبض الفارس الاسود يده على رأس إريك مفجراً رأسه تتناثر الدماء بكل مكان، على درع الفارس الاسود و وعلى ازهار الربيع التي لم تتفتح بالكامل بعد، تسقط قطراتٍ على الارض تعيد وعي اليكس كاشفة للمنظر الفظيع، اليكس الذي كان شاهداً على كل هذا بقي مقيداً غير قادراً على الحركه ليس فقط بسبب ان الاذرع السوداء كانت ممسكه به بل ايضا بسبب اليأس الذي زرع فيه الذي تركه غير قادر على التفكير حتى بطريقة للهروب.

كانت هذه الليله التي كسر بها سلام هذه القريه فتحولت من ليلة كانت من اكثرِ الليالي راحةً و هدوءً و سكينةً الى مقبرة جماعية، لا، بل الى مجزرة هكذا ولد الشر هكذا استيقظ امير الظلال.....

النهاية.

الفصل 0

𝓣𝓡𝓓

2025/02/09 · 24 مشاهدة · 846 كلمة
REDXG001
نادي الروايات - 2025