الفصل الأربعمائة والثاني عشر: بداية الشفاء

____________________________________________

"ماذا فعلتَ بي يا تشين فنغ؟" خاطب الرجل الأربعيني تشين فنغ وقد استبد به الذهول، فقد كان هو الهدف الرئيسي لعملية التطور التي جرت للتو، والأكثر إدراكًا للتغيرات التي طرأت على جسده. لم يفعل تشين فنغ سوى أن لامس كفه، ثم تلاشت كل الآثار السلبية التي كانت تثقل كاهله في لمح البصر.

لم يختفِ الانزعاج الذي كان يشعر به فحسب، بل الأهم من ذلك أنه شعر بقوةٍ تملأ كيانه، ودِفءٍ يسري في جوفه، وكأن شيئًا جديدًا قد استقر هناك. كان هذا التحول مفاجئًا إلى أبعد الحدود، وبينما كان يحدق في تشين فنغ أمامه، شعر لسببٍ غامض أن ملامح الفتى قد ازدادت وسامةً فجأة.

لم يجد تشين فنغ وقتًا ليجيب على سؤال الرجل، فقد غمرت عقله في تلك اللحظة معلوماتٌ كثيفةٌ ومتلاحقةٌ كالسيل. توالت الرسائل في ذهنه معلنةً عن نظامٍ جديد قد استيقظ بداخله، وبشرته بالحصول على رؤية التطهير، وصاعقة التطهير، وقدرة تحليل البيانات، بالإضافة إلى قدراتٍ مساعدةٍ أخرى.

أدرك أنه نجح في تطهير شخصٍ واحد، ونال بذلك مودته، وخلق منه أول رسولٍ للتطهير. غرق تشين فنغ في بحر هذه المعلومات، عاجزًا عن الخروج من دوامتها، ولم يستعد وعيه بالواقع إلا بعد مرور بضع دقائق، ليكتشف أن في جسده شيئًا يُدعى نظام التطهير.

لقد امتلك الآن طاقةً جبارةً تسري في عروقه، تمكنه من إعادة وحوش المشاعر إلى هيئتها الأصلية بمجرد لمسها، وفي وقتٍ وجيزٍ دون أي آثارٍ جانبية. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان هناك احتمالٌ في كل مرةٍ أن يتحول الشخص المُطهَّر إلى ما يسمى برسول التطهير.

يمتلك هؤلاء الرسل طاقةً مماثلةً في أجسادهم، وعلى الرغم من أنهم لا يستطيعون تطهير الآخرين باللمس، إلا أنهم قادرون على تحقيق نفس التأثير الذي يحدثه هو عبر استهلاك الطاقة الكامنة في أجسادهم. كانوا بمثابة نظامٍ فرعيٍ تابعٍ له، يمدون يده ويعززون قدرته.

أطلق تشين فنغ زفرةً طويلةً وهو يستشعر مختلف الطاقات والوظائف التي منحها إياها هذا النظام الجديد. لو أنه امتلك هذه القوة في حياته السابقة، لكان قد أعاد هذا العالم إلى حالته الأصلية منذ زمنٍ بعيد. ومع هذه القدرة المساعدة، أيقن أنه ما دام مثابرًا، فلن يمر وقتٌ طويلٌ حتى يستعيد هذا العالم عافيته بالكامل.

"أعلمُ الآن، هذا العالم مريض، وهو بحاجةٍ إليّ لأشفيه". تمتم تشين فنغ لنفسه، وببطء، أخذت نظراته تزداد صلابةً وعزمًا. ثم قدم شرحًا مقتضبًا عن هويته للرجل الأربعيني، وأعلن عن مهمتهما الجديدة، وانطلقا معًا يجوبان منطقة النجاة لتفقد أحوالها.

في أثناء جولتهما، عثرا على عدة أشخاصٍ آخرين قد أصابتهم عدوى وحوش المشاعر، وكان الوباء في أجسادهم لا يزال في مرحلته الكامنة ولم يتفشَ بعد. تدخل تشين فنغ على الفور وطهر أجسادهم من الوباء، ونجح في الحصول على ثلاثة رسلٍ جددٍ للتطهير.

انطلاقًا من منطقة النجاة تلك، بدأ تشين فنغ يقود رجاله ببطء للتوسع في الأنحاء، وكلما عثر على مخلوقٍ لوثته وحوش المشاعر، كان يبادر إلى مساعدته بشتى الطرق ليعود إلى هيئته الأصلية. ومع مرور الوقت، استمرت منطقة النجاة في الاتساع، وازداد عدد رسل التطهير تحت إمرته.

وبمساعدة أولئك البشر الذين استعادوا قدرتهم على التفكير السليم، واصل تشين فنغ استخدام القوة التي بين يديه ليبذل قصارى جهده في شفاء أمراض هذا العالم. وفي خضم هذه الرحلة، التقى بالعديد من الناس، وخاض غمار الكثير من المصاعب والمحن.

2025/11/02 · 8 مشاهدة · 505 كلمة
ZEUS
نادي الروايات - 2025