-بعد ٣٠٠ عام-

في مدينة حديثة مليئة بالمباني المرتفعة، كان الناس يبدو عليهم السرور وهم يسارعون لتزيين الشوارع استعدادا لما يبدو أنه احتفال من نوع ما، فيما يظهر على إحدى اللوحات الإعلانية في الشارع إعلانا يقول 'غدا الاحتفال الكبير بمناسبة الذكرى الثلاثمائة على تأسيس الجمهورية'.

في اليوم التالي في مدرج عملاق يتسع لمئة الف متفرج ومع تجمع الناس خرجت المذيعة قائلة "اعزائي سكان جمهورية نيولاند، يسعدني أن أرحب بكم للاحتفال بالذكرى الثلاثمائة على قدم أجدادنا إلى هذه الأرض وتأسيس دولتنا، ونبدأ اولا بكلمة يلقيها الرئيس الحادي عشر للجمهورية تشارلز بيغاسوس"

وقف تشارلز وهو شاب تبدو ملامحه وكأنه في العشرينات من عمره ذو شعر اسود يصل إلى اذنيه وبلحية خفيفة مشذبة مما يجعله يبدو وسيما ولافتا للنظر

سرعان ما بدأ تصفيق الجمهور تكريما لرئيسهم واحتراما له حيث بدأت التمتات بين الجمهور وخاصة الفتيات منهم

قالت فتاة من الجمهور لصديقاتها "يا إلهي قلبي ينبض بسرعة اعتقد اني وقعت بالحب"

ضحكت صديقاتها على كلامها وقالت احداهن "غبية، الرئيس بالفعل لديه زوجتان وكلاهما فائقتا الجمال"

في مكان اخر هناك طفلة تجلس بجوار والدها لمعت عيناها من الإعجاب عندما نظرت إلى الرئيس ثم قالت لوالدها "أبي ألا يبدو الرئيس اصغر منك، لماذا لا تصبح انت رئيسا أيضا؟"

ضحك الاب على سذاجة ابنته ووضع يده على رأسها وقال "صغيرتي اللطيفة لا تغتري بالمناظر فالرئيس تشارلز عمره اكثر من مئة عام واحفاده اكبر مني وسمعت أن له حفيدا بمثل عمرك"

ثم أعاد النظر إلى الرئيس وأكمل قائلا "انا مجرد رجل عادي بالكاد حصلت على إجراء التعزيز الأساسي....."

قطع الرجل كلامه عندما بدأ الرئيس خطابه قائلا "مواطنينا الاعزاء، نجتمع اليوم احتفالا بذكرى تأسيس دولتنا المجيدة، هذه الدولة ليست مجرد ارض وشعب بل هي رمز لقدرة البشر على مواجهة المخاطر، دليل على قدرة البشرية على بناء الحضارة والازدهار"

توقف الرئيس قليلا بسبب بدء الناس بالتصفيق ثم أكمل "في بداية قدوم أجدادنا إلى هذه الأرض كنا ضعفاء جدا لدرجة ان وحشا من الرتبة D يشكل تهديدا وجوديا للبشرية، أما اليوم وبفضل جهود جنودنا وعلمائنا وتضحيات الالف اصبحنا لا نخاف حتى الوحوش من الرتبة S ونحن اليوم لدينا القدرة للدفاع عن أنفسنا ضد جميع انواع التهديدات مما يجعل ابنائنا يحلمون بمستقبل أفضل، ولكن.... هناك اليوم من يريد تدمير هذا السلام"

"كما تعلمون فإننا وللحفاظ على النظام قد وضعنا قوانين مشددة للذين يريدون الخوض في مجال التعزيز البشري ولكن هناك من يخرق هذه القوانين بل ووصل بهم الأمر إلى إجراء تجارب على الأطفال الصغار، لهذا أعلن أنه ابتداءا من اليوم سنضرب بقبضة من نار على كل من يخالف القانون"

ثم رفع تشارلز صوته قائلا "عقوبة كل من تجرأ على إجراء تجارب على الأطفال هي الموت ولن اتسامح مع أي شخص يريد تلطيخ قيمنا"

أنهى الرئيس خطابه ثم استدار مغادرا المكان في وسط تصفيق الناس

بعد مغادرة الرئيس استمرت الاحتفالات لساعات حتى اقترب وقت غروب الشمس، ثم صعدت المذيعة على المنصة قائلة "وقبل أن ننهي فعالياتنا لهذا اليوم قرر الجيش أن يري المواطنين بعض القوة التي وصل إليها ضباطه، لهذا لدينا اليوم اثنان من ضباط الجيش سيجريان قتالا وديا يستعرضا فيه قوة الجيش"

سرعان ما دخل رجلان الساحة الفارغة في وسط المدرجات وفي نفس الوقت ارتفعت جدران زجاجية أمام المدرجات لتقوم بحماية المتفرجين

على اليمين وقف رجل عضلي طوله متران بينما وقف على اليسار رجل متوسط البنية لكن ما يلفت النظر فيه هو وجود أربعة أطراف خارجة من ظهره تشبه ارجل العنكبوت

قالت المذيعة "لقد تطوع اليوم لهذا النزال الضابط جيمس على اليمين والضابط كين على اليسار، ارجو من الخصمان البدء"

مع إشارة المذيعة انطلق الرجلان للهجوم حيث استخدم كين ارجل العنكبوت خاصته لتوجيه ضربات إلى خصمه بينما تمكن جيمس من صد جميع الضربات بيديه العاريتان ثم وجد فتحة حيث وجه لكمة إلى صدر خصمه جعلته يطير إلى حافة الحلبة بينما اندفع باتجاه خصمه للنيل منه قبل أن يتمكن من تغيير مجريات النزال

تمكن كين من استعادة توازنه واستخدم اثنتين من ارجل العنكبوت للوقوف وقبل أن يصل جيمس إليه بدأت رجلي العنكبوت الحرتان بالتوهج حيث أطلقت إحداهما كرة مائية سريعة فاجئت جيمس ولكنه تمكن من صدها بذراعيه وقبل أن يصل إلى كين أطلقت رجل العنكبوت الآخرة صاعقة برق أدت إلى إرسال جيمس إلى زاوية الحلبة مع تشنج عضلاته نتيجة الصعق

فجأة بدأ جيمس الملقى على الأرض بالصراخ ونهض حيث بدأت عضلاته بالتضخم ونمى حجمه بشكل غير طبيعي وفجأة ضرب قدمه على الأرض وانطلق بسرعة جنونية نحو خصمه واستعد ليلكمه وينهي النزال ولكن كين كان اسرع منه حيث وقف على ارجل العنكبوت الأربع وقفز عاليا منتقلا إلى الجانب الآخر من الحلبة وبينما هو في الهواء توهجت إحدى ارجل العنكبوت وخرج منها أربعة كرات نارية ضربت جيمس مما أحدث انفجارا هائلا، وبينما ينظر الجمهور بترقب انقشع الدخان ليظهر لنا جيمس خاليا من اي خدش

ضرب جيمس أصابعه في الأرض حيث أخرج قطعة عملاقة من بلاط الأرضية ثم ألقاها باتجاه خصمه الذي سرعان ما تفاداها ولكنها اصدمت بالجدار الزجاجي مما أدى لتشققه هيث ظهرت علامات الخوف على الجمهور، شعر الخصمان بأنه حان الوقت لإنها هذا القتال وكان كين هو السبَّاق في هذا حيث قفز عاليا وبدأت جميع ارجل العنكبوت بالتوهج حيث أطلقت احداها عشرات الكرات المائية في جميع الاتجاهات، تمكن جيمس من مراوغة أغلبها ولكن اصطدمت به كرتان مما جعله مبتلا وسرعان ما أطلقت رجل أخرى مجموعة من الكرات الهوائية التي ضربت جيمس مما أدى إلى تحويل الماء إلى طبقة من الجليد جمدت جيمس في مكانه وفي نفس الوقت ارسل إحدى الأرجل صاعقة برق وارسلت الأخرى كرة نارية عملاقة ضربت جيمس وارسلته طائرا إلى طرف الحلبة

وقف كين على قدميه وبدا عليه الإرهاق بعد سلسلة الهجمات، على الجانب الآخر بدأ جيمس بالوقوف وعليه بعض اثار الحروق ولكن سرعان ما بدأت بشرته بالتجدد حيث اختفت جميع جروحه حيث سمعوا صوت المذيعة معلنة نهاية هذا السجال وانفجرت الجماهير بالتصفيق من هذا العرض الرائع.

في مكان بعيد عن هذه الأجواء في أحد المختبرات تحت الارض كان هناك رجلان يرتديان معاطف بيضاء يحمل أحدهما جهازا لوحيا حيث قال للرجل الأخر "سيدي يبدو أن نتائج العينة رقم ٧٢ اخذة بالتدهور ولا أعتقد أنها ستنجو، علينا البحث عن عينة جديدة"

قال الرجل الاخر "حسنا سأطلب من القاعدة المركزية ارسال بعض العينات الجديدة، وماذا عن العينة رقم ١٠٤ ؟"

رد الرجل الاخر "حالتها مستقرة الان، ويبدو أن جسدها قد اعتاد على وجود قلبين، ولكنها بالكاد تستطيع التحكم في دمائها لإخراجها خارج جسدها"

سرعان ما وصل إلى باب جديد حيث قال الرجل الرجل الذي يحمل الجهاز اللوحي "سيدي هنا تقبع العينة رقم ٣٣ وإلى الان لديها نتائج مبشرة حيث أصبح بإمكانه التحكم في إطلاق وإمتصاص الإشعاعات حسب الرغبة، ولكننا إلى الان لم نجد حلا لعدم قدرة العينة على النوم"

دخل الرجلين إلى حجرة منفصلة وقاما بارتداء بدلات مخصوصة مقاومة للتلوث الاشعاعي ثم دخلا إلى الحجرة التي يجلس فيها صبي صغير عمره حوالي ١٠ سنوات، كان للصبي شعر ابيض جميل وملامح لطيفة ولكن أكثر ما يلفت النظر هو وجهه الشاحب والسواد الواقع أسفل عينيه مما يدل على معاناة كبيرة مع الأرق.

-----

ملاحظة المؤلف: هذه أول مرة اكتب فيها مشهدا قتاليا فأرجو منكم إبداء رأيكم فيه

2023/11/22 · 35 مشاهدة · 1101 كلمة
Slmsalahhh
نادي الروايات - 2024