-منظور الشخصية الرئيسية-
منذ أن فتحت عيناي وانا في هذا المكان، وكل الذين اعرفهم هم هؤلاء الكبار الذين يدخلون علي بلباسهم المضحك، حيث يأخذونني إلى سرير غريب ويطلبون مني محاولة امتصاص شيء يسمونه الاشعاع وعندما انجح احصل على مكافئة حيث يسمحون لي بمشاهدة التلفاز الذي يعرض أبطالي الخارقين المفضلين
فجأة انفتح الباب ودخل الغرفة رجلان بمبلابسهما المضحكة حيث قال أحدهما "هيا قم حان وقت إجراء اختبار جديد وإن أعطيتنا نتائج جيدة فنسمح لك بمشاهدة التلفاز لمدة ساعة"
نهضت وانا خائف من نوع التجارب الجديدة ولكني في نفس الوقت متحمس للحصول على مكافئتي
سرعان ما اخذاني وربطاني بالسرير حيث قام أحدهما بحقني بسائل غريب ثم قال لصاحبه "هذه المرة سنحقنه ب ١٠٠مل من المواد الإشعاعية وسنرى إن كان بإمكانه احتوائها داخل جسده"
لم تمض بضع ثوان حتى بدأ جسدي بإيلامي لدرجة لا تطاق فصرخت قائلا "ارجوكم أوقفوا هذا لا استطيع التحمل" رد أحد الرجلين قائلا "هيا تحمل وحاول احتواء جميع الإشعاعات داخل جسدك وإن نجحت فسأحضر لك العينة رقم ١٠٤ لتلعب معها"
سمعت كلامه مستذكرا صديقي الوحيدان وهما فتاة في نفس عمري يطلقون عليها العينة رقم ١٠٤ والاخر هو طفل اصغر مني يناديني بالاخ الكبير ويطلق عليه العينة رقم ٧٢ ولكنني لم اعد أراه مؤخراً
صررت أسناني وانا اتذكر اصدقائي وحاولت بكل وسعي تجاهل الالم واحتواء كل شيء داخل جسدي وفي النهاية خف الالم وشعرت ببعض الارتياح وسمعت أحد الرجلين يقول للاخر "نعم لقد نجح في احتواء هذه الكمية وتبدو على جسده علامات الاستقرار، نحن على الطريق الصحيح"
ثم خاطبني الاخر قائلا "الان هيا يا بطل ما عليك سوى اطلاق الإشعاعات من داخل جسدك إلى جميع المناطق المحيطة حتى ننتهي لهذا اليوم"
بدأت بمحاولة التحكم بجسدي لإطلاق الاشعاع وفي النهاية نجحت وسمعت ضحك أحد الرجلين وهو ينظر لجهازه اللوحي في يده وقال "نعم كمية الإشعاع التي أطلقها كافية للقضاء على جميع أشكال الحياة في محيط بضع كيلومترات في غضون ساعات"
في النهاية طلب مني إعادة امتصاص الإشعاع وهذا ما فعلته، ثم قاما بتحريري من هذا السرير واعادتي إلى غرفتي ثم غادرا الغرفة بينما جلست في انتظار جائزتي
بعد ساعة جاء رجل جديد ومعه فتاة صغيرة لطيفة، نعم إنها صديقتي المعروفة بالعينة رقم ١٠٤، ركضت الفتاة نحوي ثم عانقتني بشدة وقلت في نفسي 'يبدو أنها هي أيضا تعرضت لتجربة مؤلمة اليوم'
سرعان ما جلسنا حيث شغل لنا الرجل التلفاز على عروض الأبطال الخارقين ثم ولى مغادرا
نظرَت إلي صديقتي ثم قالت "اخي الكبير هل التقيت مؤخرا بأخينا الصغير؟ لم أره منذ مدة وأنا قلقة عليه"
لقد شاركتها نفس المخاوف ولكني كذب عليها كي لا اجعلها تقلق فقلت "لا تقلقي إنه بالتأكيد بخير وفي المرة القادمة التي ابلي فيها بلاءً حسنا سأطلب منهم السماح له باللعب معنا"
نظرت الفتاة إلي بسعادة ثم استمرت في مشاهدة التلفاز وبعد نصف ساعة فيما يبدو أنها ملت من المشاهدة التفتت إلي ثم قالت "هاه متى سنكبر ونخرج من هنا، لقد وعدني الكبار أنه عندما انجح في السيطرة على دمي وأصبح كبيرة سيسمحون لي بالخروج لأصبح بطلة خارقة تساعد الناس، انا متشوقة لهذا"
ضحكت وعانقتها وقلت "نعم نعم عندما نكبر سنخرج من هنا وسنساعد الناس بقدراتنا الجديدة"
في النهاية جاء رجل وأخذ الفتاة إلى غرفتها بينما بقيت وحدي محاولا النوم ولكن بلا فائدة، منذ حوالي عامين بعد أحد التجارب فقدت القدرة على النوم لدرجة أني لا أكاد اذكر أني نمت خلال هذين العامين وهذا يصيبني بالجنون وفي النهاية استسلمت من محاولة النوم وبدأت بمحاولة السيطرة على قوتي لتمضية الوقت
مضت الأسابيع وأصبحت التجارب أكثر تكرارا إيلاما ولم اعد احصل إلا على فترات راحة قصيرة وأصبح هؤلاء الرجال وكأنهم في عجلة من أمرهم لسبب ما، وحتى اليوم لم يستمعوا إلي عندما طلبت لقاء اخي الصغير، اليوم هو أحد الأيام النادرة التي شاركت فيها اللعب مع العينة رقم ١٠٤، بدا أنها مرهقة وعيونها حمراء وشفتها ترتجف
عانقتها قائلا "لا تخافي سينتهي كل هذا قريبا، علينا فقط التحمل أكثر قليلا حتى ينتهوا من تجاربهم علينا...."
قاطعني صوت انفجار قوي فقمت باحتضان الفتاة بقوة ونحن نرتجف من الخوف، وفجأة تحطم باب الغرفة ودخل مجموعة من الغرباء يرتدون ملابس خضراء وقاموا باحاطتنا
وضع أحدهم يده على أذنه وكأنه يتحدث بجهاز لا سلكي قائلا "سيدي لقد عثرنا على طفلين على قيد الحياة هنا سنقوم بتأمنيهم فورا"
ثم اقتربت منا امرأة منهم حيث وضعت يديها على رأسينا وقالت بلطف "لا تقلقا نحن من الجيش وجئنا لانقاذكم، لن تتعرضوا للتجارب بعد الان"
اخذنا الجنود معهم حيث اخرجونا من المختبر وبينما كنا على وشك ركوب سيارة الإسعاف وإذ نرى أحد الجنوب يحمل طفلا صغيرا مشوها ولكني عرفته إنه بلا شك صديقي الصغير العينة رقم ٧٢ فصرخت على الجندي قائلا "هذا اخي الصغير اين تذهبون به؟"
تجاهلني الجندي وأخذه إلى سيارة إسعاف أخرى، حاولنا اللحاق بهم ولكن باقي الجنود امسكونا ووضعونا في سيارة إسعاف مختلفة حيث قاموا بإجراء فحوصات علينا وبعد عدة دقائق جائت الجندية اللطيفة وبدا على وجهها الحزن وقالت لنا "يؤسفني أن أخبركم ولكن اخوكم الصغير يعيش لحظاته الأخيرة وقد طلب رؤيتكما، سأخذكما إليه وارجو منكما أن تكونا قويين ولا تظهرا له حزنكم، لا تفسدوا لحظاته الأخيرة"
صررت على أسناني وسحبت العينة رقم ١٠٤ معي والدموع تنهمر من عينيها وذهبنا إلى سيارة الإسعاف حيث يرقد اخونا الصغير وعندما دخلنا صدمت مما رأيته وسمعت خلفي صراخ العينة رقم ١٠٤ حيث بدأت بالتقيؤ من رعب ما رأته
كان أمامنا طفل منتفخ الأطراف وتخرج من جميع أنحاء جسده مجسات غريبة تتحرك بشكل مقزز وتخرج منها سوائل كريهة الرائحة، بدأ الطفل بفتح عينيه ببطء ونظر إلينا ثم قال "أنتما اخيرا هنا، لقد خشيت أن لا اراكما مرة أخرى، لقد اشتقت لكما وكنت في كل يوم احلم أن اقضي الوقت معكما لكن يبدو أن هذا سيكون لقائنا الاخير، في الحقيقة لقد سئمت من عدم وجود اسماء حقيقية لنا وأننا مجرد ارقام، اخي اختي هديتي الأخيرة لكما أنني فكرت بإسمين رائعين لكما"
نظر إلينا الطفل وأشار لنا بالاقتراب ثم كلمني قائلا "لقد اخترت لك اسم أليكسندر ونستطيع اختصاره بأليكس إنه اسم شخصية خيالية شاهدتها وهي تقود الجيوش لغزو العالم، اتمنى أن تصبح بطلا مثله"
اومأت له والدموع في عيني ولم أرد أن اقاطعه ثم التفت إلى الفتاة وقال لها "أما أنت فاخترت لك اسم نينا وهي بطلة لطيفة تساعد الناس، اتمنى أن تصبحي مثلها"
اجهشت الفتاة بالبكاء وعانقت الطفل رغم شكل المجسات المقزز، وتبعتها في العناق، بدأ الطفل يبكي أيضا ثم قال وهو يلهث "اخي، اختي، لا بل أليكس ونينا انسيا كل ما قلته عن ان تصبحا أبطالا، كل ما أريده هو أن تكبرا بسعادة..... احبكما من كل قلبي"
اصبح صوته متقطعا وسرعان ما بدأ سائل اسود يخرج من فمه وعينيه واذناه وأنفه وصرخ مرة واحدة ثم انقطع صوته ولم يبقى هناك صوت سوى صوت جهاز نبضات القلب الذي أصبح ثابتا معلنا أن هذا الطفل لفظ أنفاسه الأخيرة
سرعان ما أدركنا ما حدث وانفجرنا بالبكاء، فتقدمت الجندية اللطيفة وعانقتنا ولم تقل أي كلمة
عندها أقسمت في نفسي أني سأستخدم القوة التي اعطوني أيها في تدميرهم 'اقسم أني سأقتل كل من له يد في إجراء هذه التجارب'