-منظور الشخص الثالث-

داخل سيارة الإسعاف نرى الجندية تحتضن الطفلين بمودة، وبعد أن خف بكائهما قامت بابعادعهما عنها قليلا عندما بدأت عينها اليمنى بالتوهج ثم تمتمت قائلة "ناما يا صغيري" حيث أغمي عليهما بين يديها

وقفت وهي تحمل الطفلين واخذتهما إلى سيارة إسعاف أخرى ووضعتهما في السرير ثم وضعت يدها على أذنها مخاطبة الجنود عبر اللاسلكي قائلة "اين وصلتم في السيطرة على المختبر؟"

رد عليها جندي من الجهة الأخرى يقول "نعم يا سيادة العقيد ايفا، لقد تمكن طاقمنا من استرجاع بعض بيانات التجارب، ولكننا مع الأسف لم نستطع القبض على اي شخص من طاقم باحثيهم على قيد الحياة فعندما قبضنا عليهم تم تفجير أدمغتهم من الداخل"

تنهدت العقيد ايفا ثم قالت"حسنا، على الاقل تمكنا من إنقاذ هؤلاء الأطفال المساكين، اخيرا بعد مداهمة أكثر من ١٥ مختبر وجدنا أطفالا بحالة مستقرة، أغلقوا المكان ولنعد إلى القاعدة"

"عُلم"

بدأ الجنود بالركوب في مركباتهم ثم انطلقوا عائدين إلى مقر الجيش برفقة سيارات الإسعاف

عندما دخلوا المنطقة العسكرية انفصلت عنهم سيارة الإسعاف لتتجه إلى مبنى يشبه المشفى، دخلت السيارة إلى داخل المشفى حيث استقبلها مجموعة من الممرضين فقاموا بوضع الطفلين على سريرين متحركان وادخلاهما إلى الداخل، وسرعان ما تبعتهم العقيد ايفا

بعد عدة دقائق وقفت ايفا مع طبيبة وهما ينظران إلى الطفلان النائمان داخل حجرات زجاجية، كان اسم الطبيبة مكتوبا على بطاقتها وهو هستيا روز

قالت هستيا ل إيفا أثناء نظرها للحجرة التي تنام فيها نينا "لا ادري هل اصف الذي فكر بهذا الإجراء بأنه مجنون أو أنه عبقري"

"ماذا تقصدين؟" قالت ايفا

"هل تعلمين عن فصيلة وحوش فئران الدم؟"

"نعم إنها فصيلة ضعيفة من الوحوش وحجمها لا يتجاوز الطفل الرضيع لكن لديها قدرة مثيرة للاهتمام تستطيع من خلالها التلاعب بدمها لتصيد الحيوانات الصغيرة، بشكل عام هي فصيلة لديها نقاط ضعف كبيرة جدا أبرزها بطء قلوبهم ومحدودية كمية الدماء داخل أجسادهم"

"بالضبط وهنا المفاجئة لقد تمكنوا من النجاح في زرع أعضاء الفئران الدموية داخل الفتاة مع تجنب جميع نقاط الضعف"

"ماذا؟ كيف يعقل هذا؟"

"مما فهمته من البيانات التي حصلنا عليها فإن هذه العملية لا يمكن عملها إلا على الأطفال الرضع حيث قام بأحضار توأم من الفئران الدموية وزرع نخاع العظم الخاص بهما داخل جسد الطفلة ثم استبدل دماء الطفلة بدمائهما وبعدها أخذ قلبي الفأرين وزرعهما بجانب قلب الفتاة البشري، أي أن الفتاة الان تعيش بثلاثة قلوب، قلبها البشري الأصلي وبجانبه قلبي الفأرين الصغيرين مما يجعلها تتلاقى إحدى نقاط ضعف الوحوش وهي بطء قلبها حيث تعمل ثلاثة قلوب معا الان"

قالت ايفا بقلق "لكن هل حالتها مستقرة؟ هل ستستطيع العيش بشكل طبيعي؟"

ردت عليها هستيا "قبل أن أخبرك عليك أن تعلمي أن هذا ليس هو التغيير الوحيد في جسد الطفلة فالمجنون الذي قام بالتجربة حاول أيضا زيادة كمية الدم الذي يستطيع حسدها تخزينه لهذا يبدو أنه قام أيضا بزراعة العديد من الأنسجة الاسفنجية داخل جسد الطفلة مما يسمح لجسدها بتخزين كمية كبيرة من الدماء، باختصار هذه الطفلة الان لديها كمية دماء داخل جسدها تعادل الدم الموجود داخل ثلاث رجال بالغين وهذه الكمية ستزداد مع تقدمها في السن وبلوغها سن الرشد"

سكتت هستيا قليلا لتأخذ نفسا ثم تقول بجدية "لهذا والإجابة على سؤالك بأن حالتها مستقرة أم لا، هو لا ليست مستقرة ابدا وبالكاد جسدها يحافظ على نفسه"

ردت ايفا بقلق "وهل هناك علاج لهذا؟ لن أسمح لها بالموت بعد إنقاذها، هذه المسكينة تستحق بعض السعادة"

اجابتها هستيا "نعم هناك علاج وهو ابسط كثيرا مما تتخيلين، إنه اللحوم"

"لحوم؟" سألت ايفا باستغراب

"نعم اللحوم وليست لحوم الحيوانات العادية بل لحوم الوحوش، اسهل طريقة لاستقرار جسدها هو أن تأكل لحوم الوحوش القوية بانتظام وهذا سيزيد من قوة دمها مما يمنح جسدها الاستقرار ويزيد قوتها ايضا، هذه الفتاة مقدر لها أن تصبح صيادة حيث تصطاد الوحوش وتأكلها لتصبح اقوى وتحافظ على استقرار جسدها ثم تنتقل لوحوش اقوى لتصطادها في دورة متكررة من الصيد وزيادة القوة وهكذا"

ردت ايفا بارتياح "على الاقل هناك حل معقول، لكني لن أسمح لها أن تصبح صيادة إن لم ترغب بذلك وارادت أن تعيش حياة طبيعية، سأضغط على الحكومة لتوفر لها اللحوم التي تحتاجها لتحافظ على استقرار جسدها"

أزاحت ايفا نظرها عن نينا ونظرت باتجاه أليكس ثم قالت للطبيبة "وماذا عن الفتى؟ هل وضعه مستقر؟"

ردت هستيا "الفتى وضعه أكثر استقرارا، يبدو أن الهدف من التجارب عليه هو صنع قنبلة نووية حية ولكن التجارب فشلت وانحرف اتجاهها نحو صنع بشري قادر على تخزين كميات كبيرة من الإشعاعات واطلاقها حسب الرغبة، فالاجاية على سؤالك هي أن جسده مستقر ولكن يجب عليه التدريب على المحافظة على الإشعاعات داخل جسده حتى لا يطلقها عن طريق الخطأ ويؤذي الناس من حوله"

صمتت هستيا قليلا وكأنها تفكر بشيء ما ثم أكملت "الحقيقة هي أن هناك شيء واحد قد يكون مشكلة، لقد قام الطفل بتخزين كميات هائلة من الطاقة الإشعاعية داخل جسده مما يوفر له قدرة تحمل هائلة ولكنه في نفس الوقت يمنعه من النوم مما يشكل ضغطاً كبيرا على دماغه، فحتى يتمكن من السيطرة على الإشعاعات داخل جسده ليمنعها من الوصول إلى دماغه ليتمكن من النوم بمفرده فعلينا أن نجعله ينام بطرق أخرى وإلا قد يسبب هذا أمراضا نفسية له"

تنهدت ايفا وقالت "لا بأس سأتولى أمر رعايته وسأستخدم قدرة عيني لإجباره على النوم عند الحاجة"

بعد يومين في أحد غرف المشفى كان هناك طفلان نائمان على سريرين بجانب بعضهما، على اليمين كانت تنام طفلة لطيفة ذات شعر اسود، وعلى اليسار ينام طفل ذو شعر أبيض، إنه العينة رقم ٣٣ والذي حصل مؤخرا على اسمه الجديد وأصبح الأن يعرف باسم أليكس

بدأ أليكس يستعيد وعيه شيئا فشيئا وسرعان ما فتح عينيه وحدق في السقف ببعض الذهول وكأنه لم يتعرف على هذا المكان الغريب.

2023/11/24 · 40 مشاهدة · 875 كلمة
Slmsalahhh
نادي الروايات - 2024