-منظور أليكس-

فتحت عيناي وانا أحدق بالسقف الغريب، غير قادر على استيعاب ما يحدث، وبعد لحظات تذكرت كل ما حدث وعندها دمعت عيناي قليلا ولكني تمالكت نفسي

نظرت حولي وعندما وجدت صديقتي على السرير بجانبي، شعرت بالارتياح قليلا ثم اخذت التفكير في خطوتي القادمة، لا اعلم اين سأعيش الان ولكن الذي أعلمه أن طريقي للانتقام سيكون عن طريق الانضمام إلى الجيش، عندما يأتي شخص إلى هنا سأسئله

"أليكس......... أليكس ما بك لم لا تجيب" سمعت صوتا من جانبي ينادي فنظرت وإذ بنينا قد استيقظت وتنادي علي فأجبتها "اه اعتذر، لم اعتد على اسمي الجديد بعد، نينا كيف حالك؟"

أجابت "انا بخير لكن هل تعلم أين نحن"

قلت "اعتقد أننا في مكان الجنود، دعينا نستريح قليلا حتى يأتي أحد لرؤيتنا، بصراحة لم انم هكذا منذ سنوات أشعر اني ولدت من جديد"

ضحكت نينا وعلا صوتها مثل الأجراس ثم قالت "هل تظن أننا سنتمكن من العيش بحرية بعد هذا؟ هل سنتمكن من الاكل كما نشاء واللعب كما نرغب؟"

قال أليكس "لا تقلقي مهما حدث سأكون موجودا لحمايتك"

وأثناء حديثنا فُتح باب الغرفة وإذ دخلت إمرأتان إلى الغرفة، إحداهما كانت إمرأة بطول ١٨٠ سنتيمتر تقريبا ذات شعر اسود قصير وعيون سوداء وكانت ملامحها لطيفة جدا لقد كانت الجندية التي كانت معنا من قبل، بالتفكير في الأمر هذه أول مرة اركز على ملامحها

أما المرأة الأخرى فكانت قصيرة نوعا ما بطول ١٦٠ سنتيمتر تقريبا ذات شعر اسود طويل مع خطوط خضراء غريبة وكانت ملامحها ناضجة نوعا ما بالرغم من صغر بنيتها

اقتربت الجندية والإبتسامة تعلوا وجهها قائلة "مرحبا ايها الصغار، هل تشعرون بتحسنٍ الأن؟"

قلت بتوتر "نعم نحن بخير شكرا على السؤال، ولكن من انتم؟ واين نحن؟ وماذا سيحدث لنا؟"

ضحكت وقالت "على رسلك ولا تخف فمن الان فصاعدا لن يتمكن أحد من ايذائكم، أما بالنسبة لأسئلتك فأنا ايفا بروس وانا عقيد في الجيش أما هذه فهي الطبيبة العسكرية هستيا روز وهي المسؤولة عن فحصكما، أما سؤالك الثاني فأنتم في المشفى العسكري المركزي في القطاع الثالث، أما سؤالك الاخير فهو ما سنتحدث عنه بعد أن تأتيا معنا لتتناولا الطعام"

اقتربتْ قليلا وأغلقت الستارة بيني وبين نينا ثم سلمتي مجموعة جديدة من الملابس وقالت "بدلا ملابسكما حتى اخرِجكما معي" ثم غادرتْ إلى خلف الستار

اومأت برأسي وغيرت ملابسي على عجل حيث لبست قميصا خفيفا لونه ابيض مع بنطال اسود بسيط ثم ناديت قائلا "لقد انتهيت، هل استطيع الخروج الان؟"

سمعت صوت ايفا من الجانب الآخر يقول "نعم تستطيع الخروج"

خرجت من خلف الستارة وفوجئت بنينا ترتدي فستان من قطعة واحدة ابيض اللون بدا رائعا عليها مما جعلني أطيل التحديق فيها فتسببت بإحمرارها من الخجل حتى سمعت صوت هستيا الذي الذي أخرجني من ذهولي عندما قالت بنبرة اغاظة "يبدو أن بطلنا الصغير قد وقع في الحب، بعد الغداء تستطيع التحديق فيها كما تشاء وأما الان فاتبعنا"

احمرت وجنتاي خجلا وابعدتُ عيني عن نينا حيث تبعتهم للخروج من الغرفة

نزلنا بالمصعد إلى الطابق الارضي حيث توجهنا إلى مطعم بجانب المشفى يبدو أنه مخصص للجنود والأطباء، جلسنا على طاولة حيث طلبتْ ايفا أربعة وجبات من شرائح اللحم عالية الجودة، وسرعان ما وصل طلبنا حيث جعلتْ الرائحة لعابي يسيل ولم استطع الانتظار حتى ابدأ بالاكل ولكني تمالكت نفسي ونظرت إلى السيدة ايفا وانا انتظرها أن تأكل اولا

يبدو أنها لاحظت نظرتي حيث قالت لي "ما بك هيا تناول الطعام إنه من افضل الوجبات المقدمة هنا"

لم انتظرها حتى تنهي جملتها وسرعان ما بدأت بتناول اللحم مثل شخص عانى المجاعة لعقود وقلت في نفسي 'يا إلهي هذه الذ وجبة اكلتها في حياتي'

وبعد عشرون دقيقة انتهينا جميعا من تناول الطعام وبعد أن شعرت بالخجل قليلا من نفسي بسبب مظهري الشره قمت بتعديل نفسي والنظر إلى السيدة ايفا بجدية ثم قلت "سيدة إيفا، الأن علينا أن نعرف ماذا سيحدث لنا من اليوم فصاعدا"

ردت إيفا مبتسمة "أولا من الأن فصاعدا نادياني بالعمة ايفا، أما ما سيحدث لكما فهذا بسيط، خلال الأعوام الثمانية التالية ستعيشان في بيتي حيث سأكون مسؤولة عنكما، وسيأتي بعض أفراد الجيش مع الطبيبة هستيا ليقوموا بتدريبكم على التحكم في قوتكم دون إيذاء الآخرين حيث سيقومون بفحصكما بشكل دوري، وبعد التأكد من أن كل شيء على ما يرام ستدخلان المدرسة بشكل طبيعي حتى تتخرجا من الثانوية ثم ستعيشان بعدها كما تريدان"

نظرت إلى العمة ايفا مذهولا من بساطة ما سيحدث وكنت اريد اخبارها بأني اريد أن أصبح اقوى بسرعة ولكن قبل أن أتكلم وقفت نينا وقالت بصوت متوتر "العمة ايفا، اريد الانضمام إلى الجيش وأن انتقم من الذين اجروا التجارب علينا وقتلوا أخي الصغير"

ابتسمت العمة ايفا ووضعت يدها على رأس نينا ثم قالت بصوت حنون "هذا مبكر يا صغيرتي، لا يمكنك الانضمام إلى الجيش إلا بعد أن تبلغي وتنهي دراستك في الثانوية، وعلى الأقل عليك تجربة العيش حياة طبيعية، لا نعلم قد تعجبك تجربة الأمور وهي تسير بروية ودون قلق، هذا الكلام موجه لك ايضا يا أليكس" نظرت العمة ايفا إلي وهي تقول جملتها الأخيرة

جلسَتْ نينا وهي محبطة من الذي سمعته وكأنه لم يعجبها، وفي الحقيقة أنا أيضا لم تعجبني فكرة أن اقضي ثمانية سنوات أخرى قبل أن أتمكن من بدء البحث عن اعدائي ولكن ما باليد حيلة لا يبدو أنها ستستمع إلي مهما قلت

"اهم اهم..." تنحنحت الطبيبة هستيا قليلا ثم التفتت إلى العمة ايفا وقالت "حسنا ايفا شكراً على الوجبة، يجب أن أعود إلى عملي، تستطيعين تعبئة اوراق خروجهما عند قسم التسجيل، والان إلى اللقاء" وقفت وغادرت بسرعة قبل أن تستطيع ايفا الرد عليها

"اه اللعنة على عادتها، تأتي وتذهب متى شائت" قالت ايفا ثم نظرت إلينا واكملت "حسنا هل أنتما مستعدان للانتقال إلى بيتكم الجديد؟"

اومأنا برؤسنا مثل الروبوتات مع بعض الترقب لمعرفة نوعية المكان الذي سيكون بيتنا الجديد

سرعان ما اصطحبتنا ايفا حيث قامت بتعبئة اوراق خروجنا من المشفى واخذتنا إلى مرئاب السيارات حيث تقف هناك العديد من السيارات الحديثة الملفتة للنظر واخذتنا ايفا إلى أحد تلك السيارات وقامت بإجلاسنا في المقعد الخلفي وربطتنا بأحزمة الأمان ثم ركبت في كرسي السائق والتفت إلينا وقالت "تمسكوا جيدا واستمتعوا بالرحلة"

وقبل أن نتمكن من الرد عليها انطلقت السيارة بسرعة جنونية تسببت بشحوبنا، في الحقيقة اعتقد أني رأيت شريط حياتي يعرض أمام عيني، وقبل أن أدرك توقفت السيارة ونزلت منها ايفا وقامت بإنزالنا منها أيضا وبالكاد تمكنت من الوقوف بسبب الدوار الذي شعرت به من هذه القيادة المتهورة

نظرت وإذ بي أمام بيت كبير مكون من أربعة طوابق مغطى بحجارة بيضاء مما يجعله يشبه القصر، نظرت إلى العمة ايفا وقلت لها "يا عمة هل هذا هو بيتك؟"

نظرت ايفا إلي بفخر وقالت "بالتاكيد هذا هو بيتي، أم هل ظننت أن رتبة العقيد في الجيش هي لمجرد العرض؟، على أي حال اعيش أنا وابنة اخي فقط في هذا البيت ومعكما سنصبح أربعة، اتمنى أن نعيش الثمانية سنوات القادمة في وفاق"

سرعان ما أمسكت إيفا بأيدينا وسحبتنا نحو الباب بينما كنت شارد الذهن افكر في نوع الحياة التي سنعيشها داخل هذا البيت

2023/11/26 · 27 مشاهدة · 1074 كلمة
Slmsalahhh
نادي الروايات - 2024