عندما دخلنا البيت وصعدنا للطابق الثاني وجدنا في استقبالنا إمرأة جميلة سمراء البشرة متوسطة الطول ذات شعر اسود قصير ملامحها تشبه إلى حد ما ملامح العمة ايفا إلا أن أكثر ما يلفت النظر فيها هو عينها اليمنى ذات اللون الذهبي والذي يختلف عن لون عينها اليسرى السوداء
نظرت العمة ايفا إلينا ثم قالت "دعوني اعرفكم، يا اطفال هذه هي ابنة اخي اليز وهي التي اخبرتكم عنها من قبل" ثم حولت نظرها باتجاه المرأة واكملت قائلة "اليز هؤلاء هم أليكس ونينا وسيعيشان معنا من اليوم فصاعدا"
نظرت اليز إلينا وعينيها تلمعان وقبل أن أدرك وجدتها قد حملت نينا وقامت بعناقها أثناء الدوران بها وهي تقول "يا إلهي إنها في غاية اللطف، اه اريد الاحتفاظ بها في غرفتي"
"اليز اهدئي" صرخت ايفا باحراج أثناء امساكها بنينا ووضعها أرضا قبل أن تتقيأ بسبب الدوار، قلت في نفسي 'ما هذه العائلة التي سأعيش معها، يبدو أنه تنتظرني ايام عصيبة'
"اعتذر، لم استطع امتلاك نفسي عندما رأيت مدى لطافتك، على أي حال انا اليز بروس وانا صيادة من الرتبة C وانا قوية جدا" نفخت اليز صدرها بفخر وهي تتباهى أمامنا
"صيادة؟، ما هذا؟" قلت وأنا أنظر إليها
ضحكت اليز قليلا ثم قالت "قبل أن نخوض في هذه المواضيع عليكما أن تقوما باختيار غرفكما التي ستعيشان فيها"
لمعت عيناي بترقب وانا افكر بنوع الغرفة التي سأحصل عليها وفي نفس الوقت سمعت نينا تنظر إلى ايفا وهي تسأل ببراءة "العمة ايفا كم عمرك؟، أعني أن هذا غريب كيف يمكن أن تكوني في نفس عمر ابنة اخيك؟، أليس من المفروض أن تكوني اكبر منها؟"
انفجرت اليز بالضحك على سؤال الطفلة البريء ثم قالت وهي تربت على كتف ايفا مع ازدياد ضحكها "يا اطفال إن المظاهر خداعة، فخلف وجه عمتكم ايفا اللطيف هناك عجوز شمطاء عمرها اكثر من خمسين عاماً"
"اليز بروس" صرخت ايفا غاضبة ومدت يدها لتضرب اليز ولكن اليز كانت اسرع منها حيث أمسكت بأيدينا واخذتنا وهربت وهي تضحك، تنهدت ايفا وهي تفرك جبهتها ثم جلست على الأريكة
أخذتنا اليز في جميع أنحاء المنزل حيث قمنا باختيار غرفتين بجانب بعضهما أحدهما لي والأخرى لنينا، واكتشفنا أن الطابق الثاني فقط من البيت مخصص للسكن بينما باقي الطوابق هي اماكن تدريب مختلفة، حيث ارتنا اليز على عجل في مختلف الطوابق ووسائل التدريب دون الكثير من الشرح قائلة أننا سنعتاد في المستقبل على ترتيب المنزل وسرعان ما مضت ساعتان حتى انتهى بنا الأمر في غرفة المعيشة نشاهد التلفاز
بعد بعض الوقت التفتتُ إلى اليز وسألتها بجدية "الاخت الكبرى هل هناك طريقة لنصبح اقوى قبل أن نتخرج من الثانوية؟ وماذا نستطيع أن نفعل بعد التخرج؟"
التفتتْ إلي وقالت "قبل أن تتخرجا من الثانوية ليس هناك الكثير مما يمكن فعله ولكن في حالتكما سيكون التدريب على التحكم في قوتكما مفيدا جدا وانصحكما أيضا بالدراسة بجد وخاصة في المجالات التي قد يكون لها علاقة بقوتكما فمن يعلم قد تتمكنان من إيجاد طرق عملية للاستفادة من هذه القوة، ومن ناحيتي فسأتحدت مع العمة ايفا لتسمح لكما بالانضمام إلى مراكز تدريب فنون القتال بعد دوام المدرسة، وهذا كل ما تستطيعون فعله قبل تخرجكما من الثانوية"
تابعت اليز "أما ما تستطيعون فعله بعد التخرج فلا تقلق عندما يحين الوقت سنكون متأكدين بانكما على علم بجميع خياراتكم وسندعمكم مهما كان قراركم أما الآن فعليكم فقط التركيز على عيش حياتكم على أكمل وجه"
وهكذا مضت الأيام، خلال الشهر الاول لم نخرج من البيت بسبب تدريبنا على عدم إيذاء أحد بقدراتنا وفي نهاية الشهر الاول أعلنت الطبيعية هستيا أن قدرتنا مستقرة وأنه اصبح بإمكاننا اخيرا العيش في المجتمع بشكل طبيعي
وسرعان ما التحقنا بالمدرسة وأصبحت ايامنا تسير بشكل روتيني، في الصباح نذهب الى المدرسة وبعد المدرسة نتدرب لمدة ساعتين في مركز قريب لتدريب فنون القتال ثم نقضي بقية اليوم إما في الدراسة أو اللعب وفي بعض الأحيان كانت تساعدنا الاخت الكبرى اليز في تدريبنا وتعطينا بعض الدروس الإضافية، وفي نفس الوقت اصبحنا مألوفين مع الطبيبة هستيا لأنها كانت كثيرة التردد على منزلنا وحتى أنها ساعدتنا في تدريبنا
وهكذا مضت الأيام والسنوات حيث أستمر نموي مع نينا بشكل متسارع وفي غمضة عين مضت خمسة سنوات