في ساحة مضاءة وقف أليكس ونينا البالغين من العمر ١٥ عاما في مقابل بعضهما البعض وبينهما مسافة ١٠ أمتار تقريبا وكأنهما يستعدان للنزال فيما بينهما
على مسافة منهما وقفت اليز بوجه جدي ثم قالت "القواعد كالمعتاد، كل شيء مسموح به والذي يخرج من الحلبة يخسر، ولا تنسوا الخاسر اليوم عليه مهمة تنظيف المنزل، الان استعدوا ..... إبدأ"
مع الاشارة اندفع الخصمان للإقتراب من بعضهما البعض، بدأت نينا بالهجوم حيث قامت بتوجيه العديد من اللكمات القوية باتجاه أليكس والذي بدوره قام بصد جميع اللكمات عن طريق تحريف مساراتها باستخدام كفوف يديه
تراجع أليكس قليلا ثم اندفع وقام بتوجيه العديد من الركلات الرشيقة باتجاه نينا والتي اصابتها في بطنها مما أدى لتعثرها للخلف
استغل أليكس هذه الفرصة للاندفاع نحو نينا في محاولة لإخراجها من الحلبة ولكنه تعثر لأن شيئا ما امسك بقدمه وعندما نظر وجدا أن هناك حبلا دمويا ملتفا حول كاحله، نظر إلى نينا وقال بغضب "اللعنة انت دائما تستخدمين قدرتك عندما توشكين على الخسارة لكن هذه المرة ستكون مختلفة، لقد تدربت كثيرا على تجنب مجسات الدم الخاصة بك"
حرر أليكس قدمه من الحبل الدموي ثم انطلق باتجاه نينا أثناء تجنبه لحبلين آخرين من الدم حاولا تقييده وسرعان ما امسك بها باشتباك متلاحم وقام بالاندفاع معها باتجاه زاوية الحلبة وعندما كان على وشك إخراجها انزلق ببقعة دم كانت موجودة على الأرض مما تسبب بتعثره وخروجه من الحلبة بشكل مضحك
انفجرت اليز بالضحك وهي تعلن فوز نينا في هذه المبارزة
ضحكت نينا أيضا وهي تساعد أليكس على النهوض وقالت بفخر "اذا كان هناك من يتنمر عليك مستقبلا فما عليك الا طلب مساعدتي فأنا أقوى منك"
نهض أليكس وهو يتنهد ويقول "لا أمانع من الخسارة امامك ولكن لا تغتري كثيرا فنحن لا نعلم نوع الأخطار التي ستواجهنا مستقبلا، وقدرة التحكم بالدم الخاصة بك ليست بتلك القوة الان وبالكاد تستطيعين استخدامها في تقييد خصومك"
ردت نينا "لا تقلق عندما انضم إلى الجيش سأجد العديد من الطرق لتقوية قدرتي ومعرفة طرق جديدة لاستخدامها"
خرج أليكس ونينا واليز من غرفة التدريب حيث ذهب كل منهم لحاجته الخاصة
-وجهة نظر أليكس-
خلال هذه السنوات الخمس تمكنت من التحكم في تدفق الاشعاع داخل جسدي مما سمح لي بالنوم متى أردت والتحكم في امتصاص وإطلاق الاشعاع حسب الرغبة ولكني لم اتمكن بعد من استغلال قدراتي بشكل مفيد في القتال وهذا ما جعلني اصبح مهووسا بدراسة الاشعاع ونوعه وكيفية عمله
بعد سنوات من الدراسة اصبح لدي عدة نظريات عن كيفية تسخير قوتي في القتال وانا اليوم مستعد لاختبار واحدة منها والتي لديها هامش خطر منخفض بينما بعض النظريات الأخرى لديها مخاطر عالية وأدنى خطأ قد يسبب انفجارا نوويا وهذا ما لست مستعدا بعد لاختباره
نزلت إلى السرداب الواقع تحت ارض البيت وهو طابق شديد التحصين مخصص لاختبار القدرات الخطيرة
سرعان ما دخلت غرفة واسعة تبلغ مساحتها ٣٠٠ متر مربع جلست في منتصف الغرفة وأخذت في يدي جهازا لوحيا مخصصا لفحص درجة الإشعاع
لقد توصلت إلى نظريتي الأولى بعد قرائتي مقالا عن قدرة بعض أنواع الخفافيش على تحديد مكانها عن طريق صدى الصوت مما يجعلها تتعرف على محيطها بالرغم من أنها لا ترى بأعينها
فقلت في نفسي بما أن الاشعاع له خاصية موجية وجسدي له حساسية عالية للاشعاع فقد اتمكن من صنع شيء مشابه لتقنية الخفافيش ولكن عن طريق الاشعاع
بدأت اولا في محاولة إطلاق الاشعاع من جسدي ومعرفة إذا ما كان من الممكن تنفيد هذه التقنية، انشأت مجالا اشعاعيا حول جسدي ثم أغلقت عيناي في محاولة استخدام تقنية الصدى لمعرفة محيطي
استغرق الأمر حوالي ساعه وفي النهاية فتحت عيناي وارتفعت شفتاي بإبتسامة وقلت "نعم هذه التقنية ممكنة" لقد شعرت بمحيطي بشكل غامض ومع المزيد من التدريب سأكون قادرا على الشعور بمحيطي بشكل دقيق، قمت بعدها بإعادة امتصاص جميع الإشعاعات إلى داخل جسدي
حتى تكون التقنية فعالة علي أن أقوم اولا بإطلاق الاشعاع بكميات طبيعية بحيث لا اتسبب في تلوث بيئي أو أذية الناس وفي نفس الوقت حتى لا يستطيع ذوو الحواس القوية الشعور بها
وعلي أيضا التدريب على الحفاظ على هذا المجال الاشعاعي ضمن السيطرة في جميع الظروف بحيث لا تزداد إلى درجات خطيرة عند فقد السيطرة
وفي النهاية علي أن اعتاد على استخدام طريقة تحليل الصدى للشعور بمحيطي دون الحاجة إلى الكثير من الانتباه حتى أتمكن من استخدامها بشكل فعال في القتال دون أن أفقد انتباهي وإلا ستحدث عواقب وخيمة
أمسكت فتحت الجهاز اللوحي الذي في يدي وبدأت انظر إليه وفي نفس الوقت قمت بإطلاق الاشعاع شيئا فشيئا حتى اصل إلى درجة إشعاع مقبولة واحاول الحفاظ عليها على نفس الدرجة
بعد العديد من المحاولات وقضاء ساعتين في التدريب تمكنت اخيرا من الحفاظ على المجال مستقرا وأقصى مدى استطيع الوصول إليه قبل أن تصبح الإشعاعات خطيرة هو محيط نصف قطره ٢٠ مترا مني، الان علي التدرب على الحفاظ على المجال مستقرا أثناء الحركة والقتال
استمر التدريب شهرين وفي النهاية تمكنت من إكمال التقنية بدرجة مقبولة والان حان وقت الاختبار العملي
صعدت إلى الطابق الرابع حيث توجد غرفة تدريب مصممة لاختبار ردود الفعل والقدرات الحسية حيث يقف الشخص في منتصف الغرفة ثم تقوم العديد من الفتحات الموجودة في الحائط بإطلاق العديد من الكرات السريعة من اتجاهات عشوائية وعلى الشخص أن يقوم بتفادي الكرات
دخلت الغرفة وشغلت نظام التدريب على أدنى مستوى ثم ذهبت إلى منتصف الغرفة ووضعت عصابة على عيناي وانتظرت حتى تبدأ المقذوفات بالقدوم
بعد بضع ثوان شعرت بكرة سريعة تدخل مجال الاشعاع من جهة اليسار وسرعان ما تبعتها كرة أخرى من الخلف وواحدة من الامام، تفاديت الكرات بسهولة مما يبين فائدة التقنية الجديدة
قمت برفع درجة الصعوبة شيئا فشيئا، في البداية كان تفادي الكرات سهلا جدا ثم أصبح أكثر صعوبة وفي النهاية أصابتني بعض الكرات، لم تكن المشكلة في أن التقنية الجديدة لم تعمل بل على العكس تماما كانت التقنية فعالة جدا وقد شعرت بجميع الكرات القادمة نحوي بشكل دقيق جدا
المشكلة كانت في حدود جسدي البشري، كنت اعرف أن الكرة قادمة ومن أي اتجاه ولكن سرعتي وردود أفعالي لم تكن سريعة بما فيه الكفاية، اعتقد أني وصلت إلى حدود ما يستطيع الجسد البشري فعله علي أن أجد طريقة لتعزيز قوة جسدي
خرجت من غرفة التدريب عاقدا العزم على سؤال العمة ايفا والأخت الكبرى اليز عن كيفية زيادة قوة جسدي