مدينة الأمل، هي المدينة المثالية للعيش، تنعم بالسلام والأمن والازدهار، ذات بنيان شاهق ومناطق خضراء جميلة، وحضارة متقدمة، يقدر سكانها بالملايين، ولكن مساحتها الواسعة تعطي انطباعا أن سكانها آلاف فقط

مدينة الأمل (سماها مؤسسها كذلك لتكون أملا لأحلامه)، جزء من دولة التاج المرصع (سميت الدولة بذلك لأن خريطتها على شكل تاج ترصعه 3 جزر)، من قارة الكهف العميق (سميت كذلك، لأن وسط القارة ينحدر بشدة)

تطل مدينة الأمل من الشمال على البحر الضيف (هذا البحر هو في حد ذاته ظاهرة غريبة لم يجد العلماء لها تفسيرا، حيث أنه يأتي لسنوات ثم يختفي لأشهر، ويعيد الكرة لكن دون انتظام)، ويحدها شرقا دولة الثلج (من اسمها، الثلج متواجد على مدار السنة فيها) ومن الجنوب دولتان، الأرض الغريبة (هي أرض غريبة حقا :)) ودولة الغراب (دولة يتخذون الغراب رمزا لهم، حتى أنه مرسوم في علمهم)، ومن الجنوب دولتان، دولة الجنين (شكل خريطتها على شكل جنين) ودولة الألم (دولة ذات نظام دكتاتوري حالة اجتماعية صعبة)

كانت مدينة الأمل عاصمة لدولة التاج المرصع، وكانت دولة التاج المرصع أقوى دولة في قارة الكهف العميق، لكنها لم تكن الأقوى في العالم

كان يسيطر على العالم قوتان أساسيتان هما، دولة الكرم (سميت بذلك لأن كرمها يعني أن تضمك كمستعمرة لها وتعيش تحت جناحها) ودولة الأسير (سميت كذلك لأنها تجعل أسرى الحروب عبيدا لديها يشتغلون في تطوير الدولة)، كانت الدولتان تحكمان الشرق والغرب، لكن مؤخرا ظهر حلف يهدد وجودهما هو الحلف البار (كان حلفا مكونا من دول قارة البرية الوحشية)، لكن سرعان ما استطاعت دولة الكرم أن تجعله حليفا لها، في حين أقامت دولة الأسير قواعد عسكرية متعددة في دولة مختلفة كخط دفاع أولي ضد أي تهديد

طبعا كأي عالم، هناك تحالفات متعددة ومختلفة، منها السلمية والخيرية والحربية...، كذلك دولة التاج المرصع كانت جزء حلف البراعة (حلف يضم 32 دولة، 12 منهم في قارة الكهف العميق بينما 20 منهم في قارة الأسى المتاخمة لقارة الكهف العميق)، كان حلف البراعة فيما مضى أقوى قوى سيطرت على العالم على مر التاريخ، لكن ضعف مع مرور الوقت حتى انحسر وتظلمت عليه القوى، الآن تحاك الخطط لتدمير حلف البراعة هذا للأبد، فهو خطر كامن متى ما استيقظ لن يقف في وجهه أحد، وسيعيد مجده المفقود

رائد فتى في 18 من عمره، أحد سكان مدينة الأمل، كان جالسا في مدرسته ثانوية نادي السعادة، كان يحضر درس رياضيات، وكأغلب الأشخاص الطبيعيين، الملل قتله، كان درسا مملا آخر لهذه المادة التي يكرهها جدا

رغم ذلك، كان رائد أحد التلاميذ النجباء جدا في قسمه، كان ذكيا بالفطرة ولا يحتاج لمراجعه دروسه، كان يحفظ من نظرة ويفهم كل شيء، نستطيع القول أن مستواه أعلى حتى من بعض أساتذته الذين يدرسونه، لهذا شعر بالملل الشديد من المستوى المتدني بالنسبة له

رائد كان فتى وسيم المظهر، ذو شعر أسود، ووجه دائري وابتسامة أخاذة، كان محط أنظار جميع فتيات مدرسته، لكن لم يكن مهما بهذا النوع من العلاقات العبثية التافهة، كان يرتدي نظارات دائما في قسمه، وينزعهم عندما تنتهي الحصة، كان ذو قامة متوسطة وجسم عضلي متوسط، كما أنه كان تلميذا مميزا في كل المواد حتى المواد التي يكرهها، فكره المادة لا يعني أن تسمح لها أن تكون سببا يعيق تقدمك لأن تكون الأفضل

يملك رائد أصدقاء كثر بسبب شعبيته، لكن أكثر أصدقائه المقربين، كانوا ثلاث: حمزة، علي وياسين، كانوا أصدقاء الروح بالروح، معا في الضراء والسراء

حمزة كان يجلس مع رائد، في الصف الثاني الطاولة الأولى، بينما علي وياسين كانا يجلسان معا وراءهما تماما

كانت أيامهما سعيدة لأبعد درجة، لا يؤرقهم أي هم، تجمعهم الضحكات وتفرقهم الوداعات

والد رائد يدعى حمد، وكان ضابطا في جيش التاج المرصع، بينما والدته تدعى زهية، وكان له 8 إخوة، 4 بنات و4 أولاد، ورائد التاسع أصغرهم، كان ترتيب إخوته من الأكبر إلى الأصغر: دلال، فريال،هشام، سندس، مروان، فاروق، سعيد، عائدة

دلال تشتغل مديرة لمعهد للتكوين والتمهين، فريال خياطة، هشام كان تاجرا كثير السفر، سندس أيضا موظفة في معهد للتكوين والتمهين، مروان حارسا لمتوسطة، فاروق مديرا لمكتب تابع لوزارة التجارة، سعيد صاحب عمل حر لديه مطعم، عائدة جالسة في البيت

كانت عائلة مثالية، لكن ليس بتلك المثالية، كأي عائلة، تتخللها في كثير من الأحيان مشاكل عائلة، فيبدأ الصراخ وربما يضرب الأب أحد أبنائه، كان هذا الجو يعيق صفو رائد أحيانا، لكن ليس كثيرا، فبعد كل أشياء لدى رائد أحلام كبيرة تحتاج لجهد كبير لتحقيقها

رائد الآن في درس الرياضيات، يتثاءب يكاد ينام، رمى أحدهم على رأسه ورقة، فتحها رائد، كتب فيها "لاقيني بعد الغداء، في سلم الطوارئ الخلفي"، التفت رائد في كل اتجاه لكنه لم يعرف ملقي الرسالة، لكن بحسب الخط الجميل يبدو أن من كتبت الرسالة فتاة ما من فصله

رن جرس نهاية الفترة الصباحية، خرج الجميع إلى مطعم المدرسة لتناول الغداء، رائد تناول غداءه ثم ذهب للمكان المنشود، وجد 4 شبان قبل أن يصعد السلم، تجاهلهم وصعد، في وسط الطريق نزل 4 شبان آخرين

قال أحدهم "أوه، رائد" ثم أسرع وأمسك بياقته وشده للأعلى، نظر إليه نظرة مرعبة قائلا "اليوم هو يوم سعدك، أو ربما أقول اليوم هو يوم ألمك"

صعد الشبان الأربعة الآخرين إلى السلالم، يبدو أنها كانت مكيدة للإيقاع برائد

قال رائد بهدوء "وليد، يبدو أنك خائف مني، لماذا قد تواجهني ب7 شبان آخرين، في حين أنه يعرف عنك أنك أقوى شخص في المدرسة، أحقا أنت بحاجة إلى هذا العدد حتى تنال مني ! "

شدد وليد من قبضته وقال "لست بحاجة لهؤلاء حتى أجعلك مقعدا للأبد، لكن هؤلاء خدمي يذهبون معي أينما ذهبت"

قال رائد "حتى إلى الحمام؟ لا تقل لي أنك تفعلها أمامهم؟"

قام وليد برمي رائد على الجدار ثم وضع ذراعه على رقبته "أنت ظريف حقا ! سأمحي هذه الكوميديا العقيمة من ذهنك تماما، سأجعلك تحلم بي مرتعدا كلما تنام، سيكون كابوسا جميلا جدا "

قال رائد "إذا كنت مصرا على ذلك، لما لا تجعل الرهان أكثر عدلا، 8 على واحد، هذا ليس عدلا يا صاح، اجعلها واحدا لواحد"

قال وليد غاضبا "حسنا، فلنصعد للسطح"

صعد جميعهم للسطح، وقف رائد أمامهم في حين اجتماع بقية العصابة أمامه أيضا

قال وليد "حسنا يا رائد، لك ما أردت، سيقوم ياسين وحده بضربك ضربا مبرحا" (ياسين هذا ليس صديق رائد إنما تشابه أسماء فقط)

تقدم ياسين نحو رائد ووقف أمامه مباشره وقال "هل أنت مستعد لتحطيمك؟"

قال رائد "أعد ما قلت؟"

قال ياسين "هل أنـ..." بدون سابق إنذار، قام رائد بضرب ذقن ياسين بكفه اليمنى المفتوحة، بعدها أداره إلى ظهره، ثم أمسكه واضعا ذراعه على رقبته وضاغطا باليد الأخرى على رقبته، استمر هذا الوضع لثانية، حتى فقد ياسين وعيه من شده خنق رائد له

ذهل الجميع، قائلين في أنفسهم "ما الذي حدث؟"، كانت الحركة سريعة جدا، لم تحتج إلى لثانيتين على الأكثر

قال رائد بعد أن نفض يديه "حسنا، من التالي؟"

صرخ وليد "وغد، لا تغتر بنفسك" وبأمر منه توجه اثنان نحو رائد

تراجع رائد خطوة واحدة، ثم ضرب من على اليمين ركلة لوجهه، والتف في الهواء وضرب الآخر بركله خلفية على وجهه كذلك، ليسقط الاثنان صرعى

لم يحتمل وليد الأمر، فهجم الجميع بمن فيهم وليد، خمستهم ركضوا بجنون نحو رائد

رائد أيضا ركض هاربا، على طول محيط السطح في مسار دائري، كان مشهدهم مضحكا جدا

قال وليد "أيها الجبان اللعين، فلتواجهنا إن كنت رجلا"

فجأة، قفز رائد للخلف، بتلك القفز ضرب شخصا على رأسه ففقد الوعي، مباشرة هجم أربعتهم باللكمات على رائد، أخفض رائد رأسه، فكانت لكماتهم في الهواء، بعدها وقف على يديه، ثم التف بشكل دائري برجليه، جعلت هذه الحركة الجميع يسقطون أرضا

ثم استقام رائد وابتعد، نهض أربعتهم واتجهوا نحو رائد، كان رائد ينظر لهم مباشرة، بمجرد ما اقترب الأول، قام رائد بالدوس على قدمه فصاح من الألم بعدها بلطمه بكف يده ليسقط أرضا، تقدم الثاني، قام رائد بضرب ركبته بركبة الشخص الثاني، ثم سحب رجله وأدخلها بين رجليه فأسقطه أرضا بعدها لكمة مباشره إلى الوجه، الشخص الثالث وصل عندما كان رائد في هذه الوضعية منحنيا، وجه لكمة نحو رائد، لكن إلتف رائد للأمام ووجه ركلة خلف رأس ذلك الشخص، سقطوا جميعهم فاقدي الوعي

هذا المشهد أخاف وليد، لم يحتج رائد سوى بضع حركات ليسقطهم صرعى

التف وليد وشرع بالهروب، لكن فاجأه رائد بسرعة خاطفة فأمسك رجليه، فلما أراد وليد الهروب سقط أرضا على وجهه مباشرة، هذا جعل سنا له يتكسر وتخرج الدماء من فمه

زحف وليد للخلف قائلا "أرجوك يا رائد، اعفو عني، لن أكرر فعلتي أبدا، أرجوك" وكان يبكي

تقدم رائد ببطء كلما زحف وليد للخلف، قال رائد "تتنمر على الضعفاء، آه ! سألقنك درسا حتى لا تعيد الكرة مرة أخرى"

سدد رائد لكمة مباشرة نحو وجه وليد، أنفه انفجر دما، وتكسر سنان آخران له، كما أنه فقد الوعي

نفض رائد الغبار على نفسه، ونزل السلم مرة أخرى ليخرج من المدرسة حتى تبدأ الدروس المسائية بعد ساعة من الآن

في السطح، ظهرت ظلال ما

قال أحد الظلال "يبدو أنه لم يفقد لمسته السحرية"

قال ظل آخر "لكن لا يبدو أنه في كامل قوته، هل الشائعات صحيحة؟"

قال ظل آخر بصوت نسائي "سوف نجربه أكثر، سيكون الأمر ممتعا"

2017/07/25 · 513 مشاهدة · 1391 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024