تنهد رائد ببرود، بعدها قال "إذا، متى يبدأ تدريبي؟"


قالت أمية "توجه الآن لمنزلك، بعدها سأقرر متى أبدأ تدريبك تبعا للأوضاع؟"


تنهد رائد مرة أخرى، مستغربا من كلماتها الأخيرة "تبعا للأوضاع؟" فقط ما الذي تعنيه بذلك؟ !


خرج رائد من المدرسة وتوجه إلى منزله، كان الوقت يشير إلى 23:50 دقيقة ليلا بحسب هاتف رائد الذي أخرجه من جيبه ليرى الساعة


بعدما رأى الساعة كذلك، تنهد، بعد برهة تغيرت تعابير للخوف قائلا "تبا، يجب أن أسرع بالعودة، وإلا ستصفع أمي مؤخرتي، وسيركل أبي ****، وستقوم أخواتي بعضي، ويقوم إخوتي بسكب السائل الأصفر علي، وترميني العائلة في ركن من المنزل مقيدا جائعا حتى غد"


بدأ رائد يجري وهو يلهث، قبل أن يصل لمنزله بفترة قصيرة، توقف وضحك بهستيرية قائلا "بماذا أفكر؟ يا لي من مجنون"


بعدها دخل منزله، كانت الأنوار مطفأة، بمجرد ما أشعل مصباح الردهة الأساسية للمنزل، وجد أمه جالسة على الكرسي وتحمل عصا المكنسة في يدها


قال رائد وهو يرتجف خوفا من والدته "أمي، يمكنني أن أشرح"


بدون سابق إنذار، انهالت عصا المكنسة على مؤخرته ذهابا وإيابا، أسرع بالهروب دخل غرفته وأغلق الباب بسرعة، لقد كان ضوء الغرفة مطفأ أيضا، بمجرد ما أشعله وجد والده جالسا على سريره


أصبح تعبير رائد أكثر رعبا "أبي، ماذا تفعل هنا؟" بدون أدنى تردد نزع والد رائد حزام سرواله، وبصفعة واحدة أصابت ****، جعلت رائد يمسك مكان الألم، ولون وجه قد تغير، رغم ذلك تمالك نفسه، فتح الباب وأسرع بالخروج وجد أمه أمامه، لكن استطاع مراوغتها، إلا أنه أخذ بضع ضربات أخرى من العصا لمؤخرته


تحمل الألم وصعد للطابق الثاني، دخل بسرعة غرفة أخواته، كانت الغرفة طبعا غير مضاءة، تفادى هذه المرة رائد إشعال المصباح، كان يصد باب الغرفة بكلتا يديه خائفا، كان مرتعبا جدا


فجأة، يدان من خلفه أمسكته، ثم أحدهم عض كتفه، لقد كانت أخته عائدة، التي لديها عادة المشي أثناء نومها


أمسك رائد صرخته حتى لا يوقظ أخواته، وبسرعة خرج من الغرفة وصعد للطابق الثالث ثم أغلق باب الطابق، في الحقيقة الطابق الثالث كان سطح المنزل، بعدها تنفس الصعداء غير مصدق بما حدث، ما تخيله سابقا حدث له، تنهد تنهدا طويلا وقال "هل من الممكن أن يسوء الأمر أكثر"


بعد ما قال ذلك مباشرة هطلت الأمطار، وكون السطح لم يكن مغطى، أسرع بالنزول، بعدما هدأت الأجواء، تختل وصولا إلى الحمام، لم ينتبه رائد إلى أن الحمام مضاء، فتح الباب بسرعة ولكن يا ليته ما فتح، أخوه كان في الداخل بمجرد ما رأى الباب يفتح تحرك لا إراديا، وطار السائل الأصفر على رائد، صرخ أخوه مغلق الباب بسرعة "أيها الأحمق، أأنت أبله؟ الحمام مضاء يعني وجود شخص داخله، أغرب عن وجهي"


أسرة رائد من ذات دخل متوسط، من الطبيعي أن يكون المرحاض مدمجا مع الحمام


ابتسم رائد رغما عنه بصعوبة، الآن اكتملت الصورة التي تخيلها، بعد أن عاد لغرفته، ضحك سرا على السلسلة الغريبة التي حدثت له ذلك اليوم، كان يوما شاقا مليء بالغرابة


غط في نوم عميق ليلتها، استيقظ باكرا للذهاب إلى المدرسة، والدته أعدت الفطور واستقبلته بقبلة على جبينه، هذا حير رائد، سأل عن والده وجد أنه لم يرجع منذ أسبوع، إخوته أيضا تصرفوا على طبيعتهم، وكأن شيئا لم يحدث


قال رائد في نفسه "هل يعقل أن كل ذلك كان حلما؟، ماذا يحدث بالضبط؟"


في نفس الوقت، هيئة دخانية راقبته لمدة، ثم دخلت محفظته


بعد برهة ذهب إلى المدرسة، في الطريق التقى بأصدقائه كالعادة، تبادلوا أطراف الحديث، الهيئة الدخانية استمعت لكل هذا، بعدها خرجت من المحفظة وحلقت باتجاه المدرسة دون أن ينتبه أحد


دخلت للقسم، كان علي صديق رائد جالسا هناك يطالع في أحد الكتب، من عادة علي أن يصل باكرا جدا للمدرسة، من الحديث السابق عرفت الهيئة الدخانية أن علي من أقرب أصدقاء رائد


اقتربت الهيئة من رأس علي من الخلف، بعدها دخلت إليه، بمجرد ما فعلت ذلك أسقط علي الكتاب من يده، ثم تغيرت تعابيره


بعد لحظات التحق الجميع للفصل، كانت المادة الأولى تاريخ، وكان الأستاذ شيخا كبيرا، يشرح تاريخ دولة التاج المرصع للتلاميذ،


سرعان ما مرت الساعات الأربع الصباحية بسرعة، بعدها الساعات الثلاث المسائية انقضت

رائد هم بالعودة إلى منزله، حيث تقدم منه علي قائلا "رائد، أريد أن آتي إلى منزلك، حتى تفهمني في مسألة رياضية أشكلت علي"


ابتسم رائد وأومأ برأسه موافقة بعدها قال "هيا بنا، فلنذهب الآن"


في الطريق شعر رائد أن علي يتصرف على غير طبيعته، إذ كان علي يحدق بشكل مكثف إلى رائد طوال الطريق


وصلا أخيرا للمنزل، دخل رائد المنزل، بعدها سلم على والدته وأخبرها بقدوم علي، رحبت والدته به، وقالت "تفضل يا علي، أنت لست غريبا على المنزل، ادخل وادرس مع رائد، بعد قليل سآتي بالعصير إليكم"


بعدها على حسب قول رائد "تفعلت الهرمونات النسائية الفضولية الثرثارة"


قالت والدة رائد لعلي "كيف حال والدتك؟ هل ما زالت في المستشفى؟ كيف حالك أنت؟ أرى أنك أصبحت أنحف، يجب أن تأكل كثيرا، تعال هنا في أي وقت وسوف أصنع لك أكلا جميلا"


نظر رائد لأمه ببرود، بعدها صرخ غاضبا "أمي، قومي بتبنيه وأنهي الأمر ! "


قالت أمه "ولكن يا رائد، علي صديقك، كيف أمكنك أن تكون قاسي هكذا ولا تولي اهتماما به، أنا لم أربيه على هذا.... بلا بلا بلا" (الترهات المعهودة من النساء) هذا كان رأي رائد


"النساء مخلوقات عجيبة، لديهم القدرة على الكلام بحيث أنه تم إلغاء زر الإيقاف عندهم، بمجرد ما يجدوا موضوعا ينطلقوا، سرعتهم لو قيست بأحصنة السيارات، لفاقتهم وتجاوزت سرعت الصواريخ حتى" رائد كان يفكر ويبتسم


بعدها قال لأمه "معك حق يا والدتي أنا مخطئ، الآن من فضلك دعينا ندخل لغرفتي"


عبست والدة رائد، جعدت حواجبها وقالت "حسنا إذا"


دخل رائد وعلي الغرفة، جلسا على السرير وتنهدا ببرود


فجأة، قال علي "لقد كدت أقتلها ! " تعجب رائد بشدة ولم يصدق ما سمعه قال له "أعد ما قلت؟"، ابتسم علي بسذاجة وقال "لا شيء"


لم يدقق رائد كثيرا فيما سمعه، بدل ذلك كذب نفسه على أنه قد يكون أخطأ السمع


بدآ يدرسان قليلا من الرياضيات، بعدها تثاءب علي وقال "تبا، لم آتي إلى هنا لأدرس"


قال رائد مبتسما "لا تتهرب، يجب أن تدرس بجد، هذا ليس عذرا أبدا"


فجأة أمسك يد علي رقبة رائد، ودفعته للجدار، قام علي برفع رائد على الجدار بيد واحدة قائلا "جئت هنا لآخذ حياتك أيها التنين الأزرق" ومضت عينيه بالأحمر


تشوش رائد بشدة، في السابق اعتقد أن ما حدث مجرد حلم، لكن الآن يواجه ذات الأمر مرة أخرى


من العدم ظهرت هيئة شخص ما قائلا "ليس بهذه السرعة"


الشخص الذي ظهر كان ايجيستي خبيرة السحر، قامت بتحريك يديها بشكل دائري، ظهرت بوابة زرقاء سرعان ما تحولت إلى الأسود، بدأ تلك البوابة بسحب الأشياء


نظر رائد لتلك البوابة باستغراب وقال "ثقب أسود؟ !!! "


العجيب في الأمر البوابة خلقت ريحا، لكن لم تسحب أي شيء مادي، بعد برهة، أطلق علي سراح رائد، ثم جلس ماسكا رأسه يصرخ من الألم، بعدها خرج دخان من رأس علي، فتجسد على شكل روح شريرة، لكن كانت نفس هيئة الحارس من المرة السابقة، سرعان ما سحبت الروح داخل البوابة، بعدها ألغت ايجيستي تفعيل السحر


تقدمت ايجيستي نحو رائد وقالت "هل أنت بخير؟ هل تستطيع الوقوف؟" ومدت يدها لمساعدته


قال رائد أنا بخير، مد يده لإمساك يد ايجيستي، لكنها سحبت يدها قائلة "هذا لأجل المرة السابقة التي تجاهلتني فيها" ملأت عينيها نظرة ثقة وفخر


نهض رائد مغتاظا وقال لها "ما فعلتيه لم يكن شيئا يذكر ! "، ثم أدار وجهه في الاتجاه الآخر


الدموع ملأت عينيها، قالت "يا ناكر الجميل، لقد أنقذت حياتك، على الأقل عبارة شكرا سيدتي الجميلة والرائعة والمدهشة والقوية و...."


قال رائد بسرعة "حسبك حسبك، سيدتي؟ كيف أقول لطفلة أصغر مني سيدتي، زيادة على هذا لست مدهشة ولست قوية ولا رائعة، من ناحية الجمال أنت فاتنة"


احمرت ايجيستي بسرعة، لكنها لم تعرف تغضب أم تخجل، كان كلام رائد يحمل مدحا وذما في الوقت ذاته


قالت ايجيستي "على العموم، السيدة أمية تطلب رؤيتك حالا"


قال رائد "لكن ماذا عن علي؟ لا أستطيع تركه هكذا"


في هذه اللحظة، كان علي فاقد الوعي تماما، وملقى على الأرض


قالت ايحيستي "صديقك سيدخل في غيبوبة، تماما كتلك الفتاة" تنهدت ثم قالت "حسنا، سأتولى أمره"


قامت بالطرق على كتف علي ورددت تعويذة ما، اختفى علي من المكان


هذا أذهل رائد قائلا "ماذا فعلتي؟"


قالت ايجيستي "ماذا ! أرسلته لمستشفى المدينة"


بعدها أمسكت رائد واختفت به

2017/07/29 · 472 مشاهدة · 1283 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024