أشياء كثيرة غير منطقية حدثت أمام مرأى رائد، بدون ذكر ذلك، جسده كان مصاب ومتعب، لذلك سرعان ما أصابه الإعياء وسقط فاقدا للوعي قبل أن يخرج من الفصل حتى


فتح رائد عينيه، وجد نفسه مستلقي على سرير وبجانبه ممرضة المدرسة، بمجرد ما فتح عينيه أقبلت عليه الممرضة قائلة "هل أنت بخير؟ كيف تشعر الآن؟"


أجاب رائد "أشعر بدوار وبتخدر كامل لجسدي، ما الذي حدث؟"


ردت الممرضة "لقد فقدت الوعي من فرط الإجهاد، يبدو أنك لا تنام كثيرا، لا تقلق ستستعيد طاقتك بالبقاء مستلقيا وترك الدواء يأخذ مجراه في الدم" ثم ابتسمت وذهبت


عقل رائد كاد أن يتوقف، قائلا في نفسه "ما الذي تقصده؟ كيف يكون هذا مجرد فرط إجهاد؟ ألم يروا الفوضى التي أصابت القسم؟ أو لم يجدوا جثة الفتاة؟ ما الذي يحدث هنا؟" لم يعد رائد يفهم شيئا


بعد برهة شعر رائد أن طاقته بدأت تعود لحالتها الطبيعية، ناهيك عن بعض الآلام في مناطق مختلفة في جسده ودوارا خفيفا، كان رائد لا يشتكي من شيء


نهض وأزاح الستار من على سريره، صدم عندما شاهد الفتاة السابقة مستلقية بجانبه في سرير آخر، كان يبدو أنها ما زالت فاقدة للوعي، ولكن ألم يقتلها سابقا؟


وهو كذلك، إذ عادت الممرضة من جديد، برؤيتها لدهشة رائد، أجابت دون أن يسأل "هذه الفتاة دخلت في غيبوبة، لا أدري متى تستيقظ لكن يبدو أنها عندما فقدت وعيها سقطت بطريقة مؤذية فآذت رأسها، لقد لحقنا بها في آخر لحظة، واستطعنا إسعافها من الجلطة الدماغية التي ألمت بها"


لم يعد رائد يفقه شيئا، كل ما حدث ويحدث أمامه لم يتمكن من تفسيره


نظم تنفسه، وجمع شتات نفسه وسأل الممرضة "من الذي جلبني إلى هنا؟"


أجابت "إنها أستاذة الرسم أمية"


تعجب رائد بشدة، لكن ليجد بعض الأجوبة عليه التوجه لغرفة الأساتذة والبحث عن الأستاذة أمية


بعد أن شكر الممرضة، غادر المدرسة، لأن الدروس المسائية انتهت ولم يعد أحد من الأساتذة متواجدا ما عدا حارس المدرسة وبعض أساتذة الرياضة والمدير


وصل منزله، مباشرة ذهب لغرفته، وبقي يفكر في كل ما حدث له


إنقاذ فتاة، ثم هذه الفتاة أرادت قتله بدون سبب واضح، والآن أنقذ من الموقف وأخفى أحدهم فوضى القتال، وإضافة لكل هذا الفتاة التي قتلت لم تمت، كان الغموض يكتنف ما حدث اليوم من كل جانب، ولم يكن هناك أجوبة منطقية واضحة، ثم ما سر رسمة التنين الأزرق؟ كيف تجسدت في الواقع؟ وما هو هذا الدخان الذي خرج من الفتاة؟... أسئلة عديدة دون أجوبة جالت في عقل رائد


بعد قليل، نادى أحدهم رائد "رائد، تعال إلى هنا، أتى صديقك حمزة" لقد كان المنادي والدة رائد


خرج رائد من غرفته، وتوجه للخارج، قابله حمزة بابتسامة قائلا "لدينا مباراة كرة قدم، أتريد المشاركة؟"


وافق رائد، فعلى الأقل سيزيل قليلا من الضغط والغرابة التي واجهته اليوم


ذهب إلى ملعب حيه، بمجرد ما وصل، شعر بشعور غريب كأن أحدهم يحدق إليه ويراقبه، عندما ينظر لمصدر التحديق يختفي


جاء الفريق المنافس بعد وقت قصير، كان الحارس غريبا جدا، ذو شعر بنفسجي منسدل على عينيه حتى أنه لا يكاد أن يرى، وملامحه غريبة جدا، أخذ رائد عنه انطباعا غير مريح


بدأت المباراة، كان رائد كالعادة لامعا، فهو مهاجم، كان يحسن المراوغة والتمرير، لكن عندما يقترب للمرمى يشعر بضغط هائل، فيتوقف في مكانه، كان الضغط قادم من الحارس


قرر رائد التسديد من بعيد، عندما كانت الكرة معه، قبل أن يدخل منطقة الحارس سدد الكرة، لكن الحارس أعاد ركلها ولم يمسكها، كانت موجهة إلى رائد مباشرة، أمال رائد جسمه ليتجنب الكرة، لكن الكرة التفت وصدمت بطن رائد مباشرة، سقط رائد أرضا فورا


تجمع الجميع حوله ومنهم الحارس، اقترب الحارس ومد يده ليساعد رائد على الوقوف، بمجرد ما التقت اليدان، فقد رائد الوعي


عندما استيقظ، وجد نفسه مقيدا في مقعد في غرفة مظلمة، عرف مباشرة أنه خطف، وأن لهذا علاقة بذلك الحارس الغريب


فجأة، أضيئت الأضواء فجأة، بحيث لم يتمكن رائد من الرؤية مباشرة من فرط شدة الإضاءة


تقدم نحوه شخص طويل ونحيف، يرتدي لباسا أبيض وذو شعر أسود طويل


قال ذلك الشخص "لقد تمكنت بالفعل من القضاء على أختنا، بدون حتى أن تسيطر على التنين الأزرق، يجب أن أشيد بموهبتك وقدرتك على الصمود"


قال رائد "ماذا تعني؟ عن ماذا تتكلم؟"


قرب ذلك الشخص وجهه لوجه رائد، وأمسكه بيديه، لقد كان يرتدي قفازين سوداوين وقال "نحن ندعى بـ "الإيفيثان" وحقيقتنا أننا أرواح شريرة، وأختنا التي قضيت عليها هي التي استولت على جسد تلك الفتاة التي قاتلتها، يا رجل، لم أكن أتوقع أبدا أنك ستقضي عليها"


قال رائد "ماذا؟ الإيفيثان؟"


ابتسم ذلك الشخص، بعدها سقط أرضا وخرج منه دخان أسود، لقد كانت هيئة فتى بعينين حمراوين وأسنان كلها أنياب


ارتعب رائد من هذا المنظر، تأكد الآن جازما أن ما حدث سابقا لم يكن خيالا على الإطلاق


قال ذلك الشخص "ربما لا تدري لكن التنين الأزرق في داخلك"


قال رائد مستغربا "التنين الأزرق؟"


أجاب ذلك الشخص "التنين الأزرق أحد أشكال القوى القديمة، لقد كان من أعتاها قوة، هو عملاق متجبر لا ند له، في الواقع كان هناك كائن حكم العالم القديم وهو الملك التنين، لكن قبل أن يموت قسم قوته على شكل تنانين قوية جدا، تصارعت هذه الأخيرة فدمرت العالم القديم، التنين الأزرق كان من أقوى التنانين، كل التنانين تحسب جيدا قبل أن تفكر أن تقاتله، لكن لما تدمر العالم القديم تدمرت التنانين، الآن يبدو أن التنين الأزرق اختارك مضيفا له، لكن قبل أن يزداد قوة يجب قتله وإلا سيدمر العالم الحضاري أيضا، ولكي نقتله يجب علينا قتلك"


بعدها أظهر مخالب حادة وانهال صوب رأس رائد ليقطعه


في تلك اللحظة اقتحم شخص المكان، قام ذلك الشخص بالقفز مباشرة نحو الروح الشريرة آخذا زجاجة كتب عليها كلمة "ختم"، بمجرد ما فتحت غطاء الزجاجة، سحبت الروح الشريرة داخلها، لم يسع الروح الشريرة المقاومة ولو قليلا، بعد أن دخلت أعاد ذلك الشخص غطاء الزجاجة، بقيت الروح تسبح في الزجاجة محاولة كسرها دون فائدة


اقترب ذلك الشخص من رائد، بعد النظر عن قرب إنها امرأة مقنعة، سحبت تلك المرأة سكينا وانهالت به صوب رائد


أغمض رائد عينيه، منتظرا موته، لكن تفاجأ أن المرأة قطعت الحبال


بعد أن تحرر رائد، نظر للمرأة المقنعة، ابتسمت المرأة ونزعت القناع


تفاجأ رائد قائلا "إنها أنت، الأستاذة أمية؟ ! "


ابتسمت الأستاذة أمية، أخذت يد رائد، بعدها بحركة سحرية ما اختفوا من المكان، ظهروا في ملعب كرة السلة في المدرسة


دهش رائد جدا، قائلا "ما... ما الذي حدث؟"


قالت أمية "لا تستغرب، سوف أخبرك بكل شيء"


وهم كذلك إذ تقدم 7 أشخاص، فتاتين و5 شبان


قالت أمية "دعني أعرفك على الأشخاص المتواجدين هنا: هذا يدعى ايدوكس خبير الدفاع، وتلك تدعى ايجيستي خبيرة السحر، وهذا يدعى لافا خبير الفخاخ، وذلك يدعى سيلفر خبير التاريخ، والآخر هناك يدعى سكاي خبير الطيران، ومن هناك يدعى ماجيسيان خبير الأختام، وتلك تدعى ايبي خبيرة القتال وأنا أدعى شاوس الخبيرة الاستراتيجية ونحن كلنا نكون رابطة التنين، هذا ليس عددنا الإجمالي ولكن نحن المتواجدون حاليا، هناك أعضاء آخرين ستتعرف عليهم فيما بعد"


قال رائد "إذا أنتم تستعملون أسماء رمزية، هذه ليست أسماؤكم الحقيقية أليس كذلك؟"


قالت ايجيستي "أوه، كما هو متوقع من صاحب النتائج الأولى في المدرسة"


قال رائد موجها كلامه لأمية متجاهلا ردة فعل إيجيستي "إذا سأحصل على بعض الأجوبة الآن، أليس كذلك؟"


قالت أمية "سأجيب على كل ما يخطر في بالك"


قال رائد "أولا، ما هو التنين الأزرق هذا؟ ولماذا اختارني؟"


قالت أمية "التنين الأزرق كيان بالغ القوة ومهم لحفظ التوازن، في السابق التنانين دمرت العالم، لكن بفضل التنين الأزرق تم حفظ مقومات العيش، وإلا لدمر الكوكب بأكمله، التنين الأزرق انقلب على التنانين وأصبح في صف البشر، للأسف قتل على يد البشر رغم أنه كان أكبر حليف لهم، لذلك أقسم على العودة وتدمير كل البشر حتى آخرهم، لكن رغم ذلك لن يتمكن من العودة كتنين وخاصة أن قوى التنانين ضاعت ولا يعرف لها أي أثر، لذا الحل الوحيد هو أن يستعين ببشري حتى يتمكن من العودة، ويبدو أنه اختارك لسبب لا يعرفه إلا هو"


سأل رائد "من أنتم وما هي مهمتكم الأساسية؟"


قالت "نحن رابطة التنين، لقد تم تكويننا بهدف إيجاد قوى التنانين وحمايتها حتى لا تقع في الأيدي الخطأ ويتم استغلالها لغرض شرير كتدمير الدول، نحن لدينا فروع كثيرة في مختلف البلاد، ولاءنا مطلق لرئيس دولة التاج المرصع، يمكن اعتبارنا فرع من الاستخبارات العسكرية"


قال رائد "حسنا ولماذا كشفتم عن أنفسكم لي؟"


ابتسمت أمية وقالت "نحن نرغب أن تكون فردا في رابطة التنين"


اندهش رائد وسأل "لماذا؟"


قالت "حتى نتمكن من السيطرة على قوى التنين الأزرق، من العبث قتل المضيف لأن هذا في الواقع لن يقتل التنين الأزرق، رغم قتل المضيف يستطيع التنين الأزرق إيجاد مضيف آخر، بما أننا نعلم المضيف كيف لنا أن نضيعك وندع الآخرين يقتلونك؟"


قال رائد "كيف تنوون السيطرة على قوى التنين الأزرق؟"


قالت أمية "سنقوم بتدريبك على أشياء تفوق خيالك بكثير، بمجرد إدراكها ستتمكن مع مرور الوقت من السيطرة على التنين الأزرق، وبواسطة أبحاثنا المتواصلة، سنجد قوة التنانين، وسندعك تمتصها ليكون التنين الأزرق أقوى حتى يعود له مجده المفقود، وعبر سيطرتك عليه سنضمن عدم خروجه عن السيطرة وإبادة البشرية"


قال رائد بعد التفكير لوهلة "أنت تغامرون كثيرا، وتريدون السيطرة على شيء قوي جدا من شأنه تدمير البشرية، ليس هذا وحسب بل أنه يحمل حقدا وكراهية نحو البشر الخائنين"


قالت أمية "لا داعي للقلق، لدينا وسائلنا الخاصة"

2017/07/28 · 463 مشاهدة · 1429 كلمة
3asheq
نادي الروايات - 2024