وصل زيكسيل الى الخيمة التي اعدوها سابقا للمبيت ، كانت منظرا سوداويا ، الكثير من المعانات ، الالم والدماء المنثورة ، معظمها لبلاك ، كانت ليلث تضع قطعة قماشية بيضاء على راسها حتى لايعرقلها شعرها ، وكانت تركض هنا وهناك بين الافرشة الستة تحاول معالجة الجميع في ان واحد ، فحتى بمساعدة جينييس بالاضافة لقدرتها الشفائية العالية ، وقدراتها الصيدلية العالية كان امرا صعبا ان تعتني بكل ؤلائك الاشخاص في ان واحد ، وخاصتا بلاك الذي كان في حالة يرثى له ، فدماءه كانت تسيل بكميات مهولة ، فقد سحقت نصف كليته اليسرى بسبب ارتداد هجوم زيكسل الليزري عليه ، كان جينييس يضغط على الجرح بقطعة قماشية حتى يوقف النزيف ، بدا لون بلاك بالتحول شيئا فشيئا للشاحب ، فكل دقيقة تمر يفقد خلالها كمية كبيرة من الدم ، كان الخوف والهلع مسيطرا على زيكسل و يتضاعف كل ثانية ، بسرعة خارقة انتهت ليليث من الستة الممددين على الارض بعدما قدمت لهم الاسعافات الاولية اللازمة لابقاءهم على قيد الحياة فقط ، ثم بسرعة اسرعت نحو بلاك ، تحسست الجرح لتجده جرحا عميقا جدا ففي الاخير الهجوم قد اخترقه تماما ، لم يكن امام ليليث غير اجراء عملية جراحية أنية ، بسرعة جهزت عدة الجراحة الاستعجالية ( تحملها ليليث معها دائما ) ، خلالها كان جينيس يبحث عن عشبة " ايروليا " ( عشبة طبية متوسطة المستوى ، تخفف من كمية الالم في الجسم ) ، لكن بلاك رماها بعيدا فلم يرد تناولها ، اخرجت ليليث المبضع وقامت بتوسيع الجرح ، ثم استاصلت باقي الكلية حتى لاتسبب تعفن والتهابات لبلاك ، اثناء كل ذلك كان بلاك صاحيا ، تحمل كل ذلك الالم وهو صاحي ، دون تعاطي اي مهدءات ، فكبرياءه منع عليه ان يظهر ضعفه امام مجموعة اطفال اقل شانا منه ، او هاذا ماكان يظنه ، بعد عناء طويل انهت ليليث العملية ، قطبت الجرح بمساعدة جينيس ، هنا تنفس بلاك الصعداء ، ومدد راسه ليستريح اخيرا ، وغط في نوم عميق ، فجاة فتح عينيه ليجد نفسه داخل اسوار " قلعة بلاك فورت " ، كان زيكسل امامه ، كانا يركضان معا داخل جدران القلعة و صدى صراخهما وضحكهما يصدح ارجاء الغرف الفارغة ، عادت ذاكرت بلاك به الى ذلك اليوم ، اول يوم ظهرت قدرته " الاستحواذ " كان في عيد ميلاده الخامس ، كان زيكسل والفريد في القصر معهما هو وماركوس ليحتفلو جميعا بعيد ميلاد بلاك وزيكسل الخامس ، وايضا احتفالا بتحرير بلاك لقدرته ( تبدا القدرات بالظهور لدى الاطفال من سن الخامسة الى الثامنة ) ، كان بلاك وزيكسل مشاكسين ومشاغبين وفظوليين كاي طفل اخر في الخامسة من عمره ، وخلال اجواء الاحتفال وكالعادة كان بلاك وزيكسل يلعبان لعبة الغميضة في اروقة وغرف القصر الفارغة والكثيرة ، لكن هاته المرة تجاوزا بعض الخطوط الحمراء ، فقد تسلل زيكسل الى منطقة محرمة عليه هو وبلاك على الاقل للان ، وهي طوابق أعدتها عائلة الريد شيلد لحبس الوحوش على مر السنين ، كان زيكسل واقفا عند باب الغرفة " 54" في الطابق الخامس والعشرين للقلعة عندما وجده بلاك ، كان زيكسل يتأمل في ذلك الباب ، فقد كان شكله مختلفا بعض الشيئ عن باقي الأبواب ، وبدون أن يحس بلاك حتى وجد نفسه هو الآخر يقترب من زيكسل وبقي يتأمل الباب معه ، فقد نسيا امر الغميضة، نظر إليه ليجد نظرة فظول تعتري وجه زيكسل ، فهم بلاك معناها ، لكنه فجاة تذكر تحذيرات وتأنيبات ماركوس المستمرة لعدم التطفل او الدخول الى احدى تلك الغرف ابدا ابدا ، مهما كان السبب ، لم يفكر بلاك كثيرا حتى دفع زيكسل البوابة وفتحها ، هنا لم يعد اي امر يمنع بلاك من الدخول هو الاخر ، ففضوله هو الاخر كان اكبر من فضول زيكسل حتى ، دخلا مباشرة لتغلق البوابة خلفهما ، انتفض الاثنان والخوف يسيطر عليهما ، لكن سيطرة الفضول كانت اكبر ، استجمعا رباطة جاشهما وتقدما للامام ، فلا احد كان يريد اظهار ضعفه للاخر ، تقدما بضع خطوات لتسقط عليهما اول مفاجاة كالصاعقة ، فالغرفة من الداخل كانت شاسعة بشكل خيالي ، فحجمها من الخارج يبدو اصغر بمئات المرات ، كانت كانها مغارة كبيرة ، بدا بالتوغل اكثر واكثر داخلها ، كان المكان مظلما قليلا على الرغم من الشعلات القليلة التي اشتعلت تلقاءيا عند دخولهما الغرفة ، كانت كالمتاهة الكبيرة ، بدا الاثنان بالتوغل داخلها ، وما هي دقائق حتى ضاعا داخلها ، في مكان مظلم وموحش اكثر ، كان بلاك يخطو خطواته ببطئ وخوف ، فجاة حتى ارتطم بشيئ وسقط ارضا ، نهض بعدها بصعوبة ، مسح الغبار عن مؤخرته ، رفع راسه عاليا لتقع عليه الصدمة الاعظم ، كان وحشا عملاقا نائما ، بدا بالتراجع شيئا فشيئا دون اصدار اي ضجة ، كي لا يوقض الوحش ، لكن هيهات هيهات ، فالوحش كان اعلم بهما منذ خطوهما اول خطوة داخل الغرفة السحرية ، كان يداعبهما هو الاخر فقط ، فجاة وبينما بلاك يتراجع للخلف حتى اصطدم بشيئ اخر ، التفت ليرى ماهو ليجده ذيل الوحش العملاق ، لكن مهلا لحظة ، لم يكن الذيل هنا قبل قليل ، فجاة خلف بلاك بدات اربعة نقاط بنفسجية مضيئة بالتوهج شيئا فشيئا وسط ذلك الظلام المدقع حتى اكتمل اتساعها ، كانت تلك اعين الوحش المخيفة وسط الظلام الدامس ثم تلاها وميض اسنانه بعد ان ابتسم ابتسامة عريضة ، لتليها بعدها صرخة بلاك العالية ، سمع صداها في الغرفة كاملة ، كان بلاك يحاول الهرب لكن الوحش كان يداعبه هنا وهناك ، ماهي لحظات حتى ظهر زيكسل ، وما ان وقعت عيناه على الوحش حتى ارتعدتا من شدة الرعب فقد كان وحش مرعبا بحق ( ●● سايبرفيرون : وحش من الفئة A الرتبة الثامنة , من السلالة الذكية [ تملك وعيا خاصا بها ، وبامكانها مخاطبة البشر ] ذو لون اسود داكن ، يملك اربع اعين بنفسجية متوهجة ، وثلاث ذيول طويلة ، واسنان كبيرة حادة بارزة ، له هيئة كلب ونمر جبلي عملاق ●●) ، في لحظة حرجة ، واذا بهجوم رعدي خاطف يصيب عين الوحش اليسرى مباشرة ، ادى الى ثقبها ، بدات قطرات الدم الفضية بالتساقط على الارض ، بسرعة امسك زيكسل ببلاك من يده وحاولا الهرب ، لكن فجاة حال ذيل الوحش في طريق هروبهما ، وبينما هو يتالم رفع كفه عاليا قاصدا مسح زيكسل وبلاك من الوجود بكفه ، وبهجوم ساحق من كفه نحوهما ، واذا ببلاك ينتفض من مكانه مرتعبا ، كان العرق يتصبب منه ، كان زيكسل نائما على جانبه ، بينما جينيس في وضعية التامل ، والتوام كانا اعلى الشجر للحراسة ،اما فرانكشتاين فقد كان يغط في نوم عميق ، الوحيدة التي كانت صاحيتا مستمرتا في علاجه كانت ليليث ، كانت لا تزال تستعمل قدرتها " نعمة الالهة " عليه , نظراته كانت تلخص كل شيئ ، فلطفها تغلب على برودته ، لم يتبقى الكثير لشفاءه الكامل ، ما هي لحظات حتى حط التوام على الارض ، واستيقض زيكسيل ثم فجاة عاد جينييس من تامله ، الوحيد الذي كان نائما هو فرانكشتاين ، كان الجميع في قمة الفرح والسعادة لشفاء بلاك ، كانت مشاعرهم حقيقية اتجاهه ، حتى هو احس بكل تللك الفرحة لقيامه بخير ، فجاة خالجه دفئ غريب داخله ، وكانه احس لاول مرة منذ فترة طويلة جدا بهاذا الاحساس الغريب ، اكمل الرفاق تفقد خطتهم التي رسموها اثناء غياب بلاك عن الوعي ، بينما استمرت ليليث باستخدام قدرتها على بلاك ، وما هي دقائق حتى انهت علاجه نهائيا ، واختفى الجرح نهائيا ( بقي اثر الندبة فقط ) وكان شيئ لم يحدث ، لكن الثمن كان استخدام ليليث لمقدار هائل جدا من قدرتها ، عادت لتفقد السبعة الاخرين من جديد ، كانت حالتهم مستقرة ، فقد قدم لهم جينيس بعض الدعم الطبي ، ففي الاخير كان مطلعا على علم طب الاعشاب ، وما هي دقائق حتى نبه زيكسل الجميع ، فقد حان وقت الجد ، قبل ان تفوتهم الفرصة الثمينة ، فهو في الاخير لم ينسى الاهانة التي تعرض لها ، جهز الرفاق اغراضهم ، هلمو بالمغادرة بعدما قررو ترك فرانكشتاين النائم ، اوليفر والمصابين الاخرين خلفهم ، انطلق الرفاق بعدما استوعب كل شخص جزءه من الخطة ، في مكان اخر ، في قصر الديكون السادس بينما كان جالسا في غرفة عرشه فوق كرسيه الذي يحمل شكل صليب ثنائي ، يشرب كاس نبيذ فجاة وبدون سابق انذار واذا بانفجار مدوي يهز ارجاء القصر ، وبالظبط اعلى سقف غرفة الديكون السادس ، كانت الصدمة على اوجه كل الجنود المتواجدين في القصر ، بعد ان كانو يحرسون كل مداخل ، بانتظار عودتهم ، نزل زيكسل ، بلام ، التوام جينييس وليليث ، بعد ان حملتهم كرات جينييس في الهواء ، دخلو على الديكون السادس ، وكاس النبيذ لايزال في يده ، ثم بابتسامة مجنونة

◇الديكون السادس : اوووي .. اوووي ... اوووي ... ما هاذا الدخول الخارق ، ساكذب ان قلت انني لم اتفاجئ
●زيكسل ( نظرة جادة على وجهه ) : يجدر بك ذلك ، فستدفع ثمن ما فعلته لاوليفر والابرياء غاليا
◇الديكون السادس : اوووي ... اووي ، ماذا بك ، لاتغضب هاكذا ، لقد كانو اثمين مجرمين ، يستحقون ما حدث لهم
_ فجاة انتفظت ليليث

♡ليليث ( نظرة غضب على وجهها ) : يستحقون ما حدث لهم ؟؟ تعتبرون البشر مجرد اكياس متفجرة ، تستفزونهم ثم تنتظرون منهم اول خطئ لتصنفهوم تحت خانة الاجرام ، لتفعلو بهم بعدها ما تشاؤون ....
◇الديكون السادس ( بابتسامة خفيفة على وجهه ) : ايتها السيدة الصغيرة ، اتمنى ان لا تتجاوزي حدودكي معي ، صحيح انكي تملكين حصانة من الكاهن الاعلى بحد ذاته ، لكن هاذا لا يعني انه بامكانكي تجاوز حدودكي ابدا ...
●زيكسل : اذن الكنيسة في الاخير مجرد منظمة كغيرها من المنظمات التي تدعي الخير للناس ، لكنها في قرارة نفسها تعتبرهم حشرات ، وبيادق لديها ، تنتظر اول خطا منهم لتقوم بتطهيرهم احياء ، هاذا يجعلها اسوء من حكومة العالم حتى ، اليس كذلك

_ وفجاة تغيرت نظرات الديكون السادس ، من تلك النظرات الساذجة ... الساخرة ، الى نظرات جادة وقوية
◇الديكون السادس : تقتحم قصري ، تهدنني داخل بيتي ، لكن تتجرئ وتهين نظام كنيستنا الموقرة ، بذلك انت تهين الكاهن الاعلى وتشكك في قراراته ، ستكون حياتك وحياة من معك ثمن كلماتك الاخيرة ، فلن يخرج اي منكم حيا من هنا

_ فجاة تحركت عينا الديكون السادس ، وكانها تشير الى حركة هجوم ، واذا بهجوم خاطف من زيرو ( زيرو : نائب الديكون السادس الايمن ، صاحب قدرة " هاي سبيد " ) ، وفجاة واذا بالتوام يتصديان له بسرعة ...
التوام ( نظرة نحو زيكسل والباقين ) : دعو امره لنا ، سنهتم به

ثم بهجوم مندفع من التوام قذف النائب الاول بعيدا جدا خارج الغرفة ، محطما سقف الغرفة ، ثم تبعه التوام بينما بقي الباقون هناك ،
●زيكسل : لم يبقى الا نحن هنا ، فلننهي الامر الان

وفي كل هدوء وسلاسة واذا بسهم يدخل من نافذة الغرفة بسرعة خيالية متجها نحوهم ، لم يستطع اي احد استشعاره او الاحساس به ، فقد كان صامت وسلسلا ، ثم وفجاة وبيد سوداء تمسكه
○بلاك ( بنظرة مخيفة باتجاه رامي السهم " اركلايد " ) : ذلك الجبان لايزال يهاجم خلسة من الخلف ، لقد حصلت على انتباهي ، مثل هاته الخدع لن تنفع ثانية
◇الديكون السادس : اذن ما رايكم بهاته ..

_ثم فرقع الديكون باصابعه ، وفجاة واذا بالعديد والعديد من الجنود يدخلون من باب الغرفة ، واحاطو بالجميع ، كانو في موقف صعب ، لكن اكثرهم ، كان جينيس ، فقد كان عقله يعمل بافراط كالعادة في محاولة لايجاد الثغرات لاستغلالها ،
□{ جينييس : كل من زيكسل وبلاك بالاضافة لي انا مقاتلون مدى قريب .... بامكاننا قتال هاذا العدد الكبير من الجنود .... لكن بالنسبة لهاته الفتاة هنا ، فانا لا اعلم قدراتها ..... من غير العلاج ، لم ارى غير ذلك منها ، لكن ذلك الخنجران خلف خصرها .... لا بد انها مقاتلة مدى قريب ... لكن تلك السلسلة حول يدها ..... ولا ننسى امر قائدهم هنا ... سيكون امرا صعبا ان قاتلنا جميعا الجيش والديكون في نفس الوقت .... بالاضافة لذالك القناص بالاعلى الذي يتحين الفرص السانحة ......... }

_وبينما لا يزال غارقا في تفكيره واستنتاجاته فجاة قاطعت ليليث حبل تفكيره
♡ليليث ( مخاطبة بلاك وزيكسل ) : انتم اذهبو الى الديكون السادس ، اما انا والسيد كثير التفكير هنا ، سنتدبر امر هاؤلاء الجنود

كانت نظرة تفاجئ على وجه جينييس ، فكيف استطاعة فهم ما يفكر فيه بهاته السهولة
●زيكسل : هل انتي متاكدة
♡ليليث ؛ بالتاكيد
●زيكسل : وانت هل انت موافق على هاذا ايها الحكيم الصغير
□جينيس : لا تقلقو ، اذهبو ركزو على هزيمة قاءدهم ، فحينها سننهي هاته المعركة باكرا

وبسرعة تقابل كل من ليليث وجينييس ظهرا لظهر

□جينيس : التشكيلة الرابعة ( عاصفة الاجرام ) " Crime storm "

_انتشرت كل كرات جينييس ، وبداة بالدوران في شكل قبة داخل الغرفة
♡ليليث : الوضعية الثالثة ( النجم الراقص ) " Dancing star "

_ وبلمح البصر امتدة سلسلة ليليث لعدة امتار وكانة تلتف بكل المحيط المحيط بها ، لتطيح بباقي الجنود ، كانت سلسلتها وكرات جينيس تدوران في اتجاه واحد ومتناسق ، أطاحت بعدد كبير من الجنود ، في هاته الاثناء تقدم زيكسل وبلاك باتجاه الديكون السادس ، ووضع لكمته على راحة يده ، فجاة اشتعلت يداه بالبرق الاسود ، واستحوذ السواد على يدي بلاك

●زيكسل : فلنركل مؤخرة هاذا الديكون المتعجرف ...

...يتبع ...


2020/05/10 · 228 مشاهدة · 2108 كلمة
نادي الروايات - 2024