21 - بداية ارك 3 : حرب القبيلتين

بعدما غادر الرفاق اقليم " سيريوس" ، بعدما غادرو اوليفر والقروين ، الخالة وكوخها الخشبي ، وبعد مسيرة اسبوع كامل وصلو خلاله الى حدود اقليم " سيريوس " الغربية ، تجاوزو الحدود بعدة امتار ليلاحظو ملامح بركان خامد كبير ظاهرا وسط كتل الغابات والاشجار الكثيفة ، اكملو مشيهم لعدة امتار قليلة الى الامام ليلاحظو لافتة كبيرة كانت تجذب الانظار نحوها خاصتا وتلك الجماجم البشرية مرمية حولها ، كان مكتوب على اللافتة " شق اورباديل " ، فعلى عكس كل المناطق السابقة التي مرو عليها ، استغرب الرفاق وخاصة زيكسيل لكلمة " شق " فهو لم يسمع بهاذا المصطلح من قبل
زيكسيل : شق ؟؟ ... ما الذي يعنيه ذلك ؟

كان التساؤل مرتسم على وجوه الرفاق ، ما عدا جينييس وليليث اللذان كانت تبدو عليهما علامات المعرفة ، استغلت ليليث الموقف لتظهر قطرة من كم معلوماتها الهائل

ليليث : مصطلح " شق " هو مصطلح قديم يعود الى القرن الثاني قبل التأريخ اعتمدته حكومة العالم والكنيسة لتمييز المناطق تحت الصراعات والحروب فيما بينها ، فهاته المناطق لا تستفيد منها الحكومة او الكنيسة اي فائدة ، وهي لا تكون تحت اي حكم ، وعادة ماتستمر هاته الصراعات عدة سنوات ، وفي بعض الاوقات تستمر لعدة قرون تنتهي عادة بخسارة احد الطرفين او كلاهما حتى ، فلا يبقى اي احد حي من الطرفين ، لتاتي الحكومة في الاخير وتنقض على ما تبقى منهم ، لتعلن رسميا ان المنطقة صارت تحت حكمها

زيكسل : هل هاذا ممكن ، اليس من المفروض ان تكون المناطق المتحررة من قبظة الحكومة ، ان تكون مناطق متطورة ومزدهرة

ليليث : للاسف هاذا ما كان يجب ان يكون ، لكن هاته المناطق للاسف تدمر نفسها بنفسها ، فحتى عدوهم المشترك لا يجد اي منفعة تذكر منها ، الا التخلي عنها

التوام : هاته حال الذئب الجريح ، فالقطيع يفضل التخلي عنه ، بسبب ان لا فائدة ترجى منه

زيكسل : اذن تتواجد مناطق كهاته فعلا ، في عالمنا !!

هنا نطق جينييس ، ليشارك رفاقه جزءا من معرفته الواسعة

جينييس : ليست الشقوق فقط من لا تخضع تحت رحمة الحكومة ، بل تتواجد مناطق اخرى , تدعى " بالمناطق المستقلة " ، هاته الدول تكون اما تحت حكم اقوياء العالم ( الكفار السبعة ، المخالب الخمسة .... ) ، والتي تخشى الحكومة اثارت غضبهم ، ويكون لهاته الدول حكم مستقل ، كما تحقق اكتفاءها الذاتي اكثر من مثيلاتها ، فهي لا تعتمد عادة على المبادلات التجارية او السياسية حتى من الحكومة ( ملاحظة : الحكومة تنتظر اصغر خطا او نقطة ضعف من هاته المناطق حتى تنقض عليها وتسيطر عليها )

نظرت ليليث الى جينييس وتبسمت قليلا ، فقد فاجاها ان يكون هناك فتى اخر في سنها ، بهاذا الكم الهائل من المعلومات ، على الرغم من انه لم يتلقى التعليم الاجباري والقاسي تحت كنف معلمي الكنيسة

ليليث : يبدو ان راسك الاصلع يحوي كم هائلا من المعلومات المتنوعة ... ايتها الموسوعة المتنقلة

جينييس ( مازحا ) : الشعور متبادل ايتها المشعوذة العجوز

تاثر التوام بالمعلومات الاخيرة التي قالها جينييس بشكل خفيف ، لكن لم يخفى عن زيكسل وبلاك ، ( ففي الاخير قريتهم كانت تعتبر احدى المناطق المستقلة في فترة حكم والدهم ) , ماكادت تمر لحظات ، حتى فجاة واذا بانفجار مدوي ، ليس ببعيد عن مكان تواجد الرفاق ، لدرجة ان موجة الصدمة قد وصلتهم ، بسرعة اندفع الرفاق نحو مصدر الانفجار ، لكن فرانكشتاين بقي متجمدا في مكانه ، واخر الرفاق ، لولا تدخل ليليث لتبقى معه وتانسه خوفه ، اكمل الباقون ركضهم نحو مصدر الصوت ، ما هي ثواني حتى وصلو ، كان دخان الانفجار لم ينقشع بعد ، مرت لحظات لينقشع ويرى الرفاق الصورة الاجمالية ، كان يترامى العشرات من الجثث والجرحى ، وشخص يضع قناعا غريبا ، واقفا وسطهم يتجه نحو اخر من بقي حيا بينهم ، كان شابا قد فقد ذراعه اليسرى في الاشتباك الاخير ، اقترب منه المقنع ووميض اداة حادة تلمع بين يديه ، وقبل ان ينحر عنق الجريح ، فجاة واذا بكرات حديدية تهاجمه بشدة ، لولا خفته الخارقة والغير الاعتيادية كانت الكرات لتصيبه ، بينما المقنع في السماء ( متفاديا هجوم جينيس ) ، واذا ببلاك فوقه وبسرعة ركله بلاك ، لكن وبسهولة خارقة وغريبة في نفس الوقت استطاع المقنع الغريب تفادي هجومه بسهولة ، وحط على الارض ، ليجد زيكسل في واجهته ، وقبل ان يصيبه هو الاخر حتى تفادى هجومهم بخفة خارقة مرة اخرى وتراجع للخلف ، وفجاة واذا بجيش من عشرات الرجال المسلحين والمدرعين يصلون الساحة ، كانو يحتجزون ليليث وفرانكشتاين معهم ، اسرعو برمي الرماح والسهام نحوه المقنع الغريب من اجل الاطاحة به ، لكن فجاة رمى قنبلة دخانية ، ماكاد يختفي الدخان حتى اختفى هو الاخر معه ، لكن قبل ذلك قام بحركة غريبة باصبع خنصره ، فقد وضع خنصره على وسط جبهته ، ثم اشار نحو الرفاق اين يتواجد الشخص المبتور الذراع ، لختفى وسط دخانه ، اسرع الجنود والحراس في محاصرة زيكسل والرفاق ، لولا تدخل الشخص المصاب ، وشرح لهم الوضع قبل ان يفقد الوعي ، اسرعت ليليث اليه ( بعدما اطلقو سراحها و فرانكشتاين ) ، بسرعة قامت باستخدام قدرتها لايقاف النزيف قبل ان ينزف الى اخر قطرة من دمه ، بينما هي تقوم بذلك ، فجاة واذا بصرخة وسط الساحة من احد الحراس ، بعد ان وجد ناجي اخير من المذبحة بين الجثث ، لكن حالته كانت جد حرجة ، بسرعة اتجهت ليليث نحوه ، للاسف كانت مجزرة كبيرة ، فكل الجثث كانت مذبوحة ، او مصابة بدقة متناهية في ادق واخطر الاماكن الحيوية ، وكان صاحب الفعلة كان خبيرا في هاته الامور ، وصلت ليليث للشخص الناجي ، كانت علامات الاحتراق غالبة عليه ( فقد كان صاحب الانفجار ) ، استخدمت ليليث كل ما بقي لها من قوة لتشجيع خلاياه على التجدد والشفاء ، عاد الرفاق مع الجنود والمصابين الى مقرهم ، كان وسط الغابات ، يحوي عشارات بل مئات المنازل والمستوطنات ، ما ان لمح اهلها الرفاق برفقة الجنود ، وبلمح البصر اختبئو داخل منازلهم واغلقو ابوابهم ونوافذهم ، وكانه كان فعلا احترازيا ضد الغرباء ، اسرعو بالمصابين نحو كوخ صغير متواجد وسط القرية ، وكانه كان مخصص لهاته الامور ، ما ان دخلوه حتى لاحظو العدد الهائل الاصائص المتواجدة هناك ، اسرعو بتمديدهما فوق الاسرة ، كانت ليليث لا تزال تقدم الاسعافات للشخص المحترق ، حتى دخلت عليهم عجوز طاعنة في السن ، ذو شعر غريب ( يحوي خصلات بيضاء وسوداء غير متجانسة ) و تضع قلائد من عظام واسنان الحيوانات ، وترتدي لباسا من "جلد الريفار "
( الريفار : حيوان عشبي ، له هيئة الثور الجبلي ، ذو فرو ضخم وقاسي ، و لون بني مسود ) , من هيئتها كانت معالجة القرية ، اسرعت نحو المصابين ، وتضع اكليل من أوراق الأشجار والزهور ، ما ان لمحت المقطوع الذراع حتى اسرعت نحوه بسرعة ، تفحصت اصابته ، لتجد انه قد تم الاهتمام بها بعناية فائقة ، بل اكثر من ذلك ، كان عمل خبير فنان ، نظرت نحو صاحب هاذا العمل المتقن ، لتجدها مازالت فتاة صغير في السن ، لم تتجاوز عقدها الثاني بعد ، انبهرت في انجازها العظيم ، اتجهت نحوها بينما كانت لا تزال تحاول شفاء المصاب الاخير ، امسكت العجوز بيد ليليث وابعدتها عنه وهي تبتسم
العجوز ( مبتسمتا ) : لقد قمت بالكثير ايتها الفتاة الصغيرة ، دعيني اكمل عنكي قليلا


_وضعت العجوز يدها اليسرى على نبتة صغيرة كانت موضوعة فوق الطاولة أمامها، ووضعت يدها الأخرى على الفتى فجاة بدات جراحه تشفى تلقائيا وبسرعة خيالية ، بدات طبقت جديدة من الجلد تنمو له ، وعاد لحالته الطبيعية في غضون ثواني معدودة لا غير ، رافقه اضمحال وذبول النبتة ثم موتها و تحللها ، كان كل الرفاق مذهولين و مصدومين في نفس الوقت ، فلو لم يحدث هاذا الامر أمام أعينهم ، ما كانو مصدقين له ، خاصتا ليليث المتخصصة في العلاج ، كان سريعا ... جميلا ... ومتقننا ... كان كالسحر تماما ، ماهي لحضات التفاجئ على الرفاق ، حتى كسرها دخول رجل في الخمسين ضخم الجثة يرتدي دروعا حربيتا ثقيلة ، ذو شعر بني محمر ، وعينين بنفس اللون ، يحوز جسده على العديد من الجراح والندوب ، خاصتا الندب الطويل الظاهر على وجهه ، ويحمل سيفا ضخما طويلا ذو غمد جلدي بني ، دخل مسرعا وهو يردد ....

الرجل الضخم ( مسرعا نحو الشاب مبتور الذراع ) : ايفارد ... ايفارد ... اين ابني ايفارد

طمئنته " روكاين " ( العجوز المعالجة )

روكاين : هدى من روعك " ايفاريوس " ، سيكون الامير بخير ، والفضل يعود الى هاؤلاء الاطفال الصغار

_ التفت الزعيم ايفاريوس نحو الرفاق ، كانت نظرته كنظرة وحش كاسر مفترس ، كل ما يملاها هو الوحشية الخالصة ، لدرجة جعلت فرانكشتاين يرتجف مكانه ، اختبا خلف ليليث وجينييس ، لعله يحس ببعض الامان والسكينة ، لولا ان الاثنان كان يدبهما بعض الخوف هما الاخران

الزعيم ايفاريوس : احتجزوهم حالا ، خذوهم الى الحبس ، ساتعامل معهم بعد ان اعود من المعركة ، فقد تمادت قبيلة " فابيون " كثيرا هاته المرة

كانت الصدمة على وجوه الجميع خاصتا الاصدقاء ، وايفارد الذي استعاد وعيه قبل لحظات

ايفارد : لكن ابي .. لولاهم لكنت الان ميتا
ايفاريوس : انا اعرف قبيلة " فابيون " جيدا ، فهي لن تتهاون في استاجار المزيد من القتلة المستاجرين لاتمام مهامهم القذرة ، لا تغرك هيئتهم ، فقد تم تدريبهم و دسهم بيننا ، ليحوزو على ثقتنا ثم يغدرو بنا
ايفارد : لكن ... يا ابي ...
ايفاريوس : خسرت والدتك واخاك الاكبر في هاته الحرب ولن اسمح لها ان تاخذك انت الاخر مني ، فانت كل ما بقي لي في هاذا العالم المتوحش

نطق نائب الزعيم " جوريان "( رجل في الاربعين من عمره شعر اسود مزرق طويل ، جسد ضخم وطويل ، يحمل سيفا رقيقتا وطويلتا على جذعه ، يرتدي دروعا جلدية مزينة بانواع الجماجم والعظام )

جوريان : قال الزعيم كلمته
روكيان : ما الذي تفعله ايفاريوس ؟

في لمح البصر ، احاط الجنود بالرفاق ، استعد الرفاق في وضعية الهجوم ، خاصتا بلاك و جينييس ، لكن جاءهم رد زيكسل السريع بعد ان طلب منه الاستسلام لقرار الزعيم ، تم تقيدهم واقتيادهم للزنزانات الانفرادية
جوريان : مالذي سنفعله الان ايها الزعيم
ايفاريوس : جهز الفرقة الخاصة ( اوميغا ) سنرد الصاع صاعين لقبيلة " فابيون " ، التي تجرات ومدت يدها على امير قبيلة ( اسكاسيوس )



2020/05/13 · 237 مشاهدة · 1646 كلمة
نادي الروايات - 2024