اطل اليوم التالي ، جمع افراد الفريق امتعتهم واستعدو للرحيل ، خرجو الى الساحة الكبيرة ليجدو الجميع بانتظارهم دون استثناء ، وما ان كادو يتحركو حتى اجتمع حولهم الرهبة وبدؤو باحتضانهم جميعا ، في مشهد حميمي جماعي ، فقد عاشو معهم اسبوعا كاملا وتعلقو بهم , حيث صار الافتراق عنهم امرا صعبا ، افسح الجميع الطريق للمعلم ، اقترب منهم محيا ، ومنح كل منهم هدية ، فقد اعطى كيس نقود لزيكسل ، حاملت سيوف جديدة للتوام ، ثم اقترب من بلاك واخرج تميمة قماشية ، مد بلاك يده لاستلامها

المعام : لدي هدية اخرى لك
بلاك : ماهي
المعلم : ها هي

ودفع باصبعي يده حاجبي بلاك نحو الاعلى

صحيح ان الجميع لم يفهم الامر ، لكن بلاك ابتسم ابتسامة صغيرة ساخرة

بلاك : لم اكن انتظر اي شيئ منك ، ايها العجوز المزعج

وقعت الكلمة الاخيرة كالصاعقة على الجميع ، حتى التوام الذين بدؤو بالتعود على سلوكه الفض لم يتوقعو ذلك ، فقد كان الجميع يكن الاحترام للمعلم ، بل ولم يتجرا اي احد على قول كلمات ساخرة للمعلم ، سوى كلمات الاحترام والتوقير

المعلم : ساقبل بذلك

ودع جينيس اصدقاءه للمرة الاخيرة ، وغادر الاربعة مكملين طريقهم نحو " اقليم ريفر " عبر الغابة الكثيفة ، مشى الاربعة مدة من الزمن ، فجاة سمع صوت مدوي ، التفت الجميع الى الخلف ، ليجدو دخانا كثيفا يتصاعد جهت المعبد ، صدم الجميع بالمشهد ،

زيكسل : انه جهة المعبد
التوام : يجب ان نعود ادراجنا بسرعة
بلاك : ماذا تنتظرون

قال بلاك كلمته الاخيرة وهو متقدم عليهم بعض الشيئ ، فهو لم ينتظر مشورتهم ، اتجه بلاك ومن معه صوب المعبد بسرعة خيالية ، فقد تركو متاعهم خلفهم ، واخذو اسلحتهم فقط ، قطعو طريق العودة في دقائق معدودة ، بعد ان قطعو عدة ساعات في طريق الذهاب ، وصلو الي المعبد ، ليجدوه نصف مهدم والدخان يتصاعد منه وكان يحيط به عدد مهول من فرسان الامبراطورية ، بقيادة قائدين من القادة السبعة [ القائد السادس ، القائد الخامس ] ، بسرعة البرق اندفع التوام نحو الفرسان في الخارج لمحاربتهم
التوام : ا ماذا تنتظرا ، المعلم بحاجتكم في الداخل
كان التوام يطيحان بالفرسان بسرعة كبيرة ، واخلو الطريق من اجل عبور زيكسل وبلاك

دخل زيكسل وبلاك المعبد وكان المشهد هناك اسوء من الخارج ، كانت معركة حامية الوطيس بين محاربي الشاولين وفرسان الامبراطورية ، وكان يوجد الكثير من الجثث والجرحى من كلى الطرفين ، لم يتمالك زيكسل اعصابه ، وبسرعة انظم الى المعركة في محاولة لمساندة الرهبان ، وترك امر المعلم وجينيس لبلاك

زيكسل : اذهب ، جد عن المعلم وجينيس

بسرعة دخل بلاك متجها نحو غر ف المعبد الكبير ( حيث يتواجد المعلم باستمرار ) ، لكن اوقفه مشهد جينييس ، فقد كان وحده في احدى الغرف في مواجهة عدد هائل من الفرسان وحده ، انظم بلاك له من اجل تقديم المساعدة

بلاك : اين المعلم
جينيس : انه في غرفة المعبد الكبير
بلاك : ما الذي يفعله هناك ؟
جينيس : لقد طلبه قادة الفرسان للتحدث ، ويبدو ان الامور لم تسر على ما يرام
بلاك : يجب علينا الذهاب اليه بسرعة
جينيس : لن اخالفك في هاذا

كان يحارب الاثنان ببراعة فائقة ، حتى ان الفرسان لم يكن امامهم فرصة ابدا ، فتحتم الامر ان يتدخل نائبي القا ئد الخامس ، فقد كانت مهاراتهم اعلى من مهارات الفرسان العادين ، لكن براعة جينييس و بلاك كانت مثالية ومتكاملة فكل كان يغطي عن ثغرات غيره

بلاك : انك متاخر قليلا ، حاو مجاراتي
جينيس : لا تقلق ، سافر لك الدعم الازم

لكن فجاة وفي هفوة قاتلة منهما ، اذ ظهر احد نواب القائد السادس بينهما فقد كان يملك قدرة التمويه ، وما ان كاد ان يستشعرانه حتى بركلة قوية منه دفع بلاك بعيدا ، وما ان كاد يقف بلاك على رجليه حتى وجد سهما متجها نحوه بسرعة كبيرة ، حاول جينيس مساعدته لكنه فقد انتباهه مرة اخرى ليجد احد الفرسان امام راسه ، هاجمه بسيفه ، كان الاثنان في موقف لا يحيسد عليه ، لكن فجاة وبقفزة التفافية طويلة من بداية القاعة حتى نهايتها ، قفز المعلم نحو بلاك وجينيس ، امسك بيده اليسرى السهم واكمل التفافته نحو بلاك وتصدى للسيف بيده اليمنى ، فسال الدم من يده بقوة ، اجهز كل من بلاك وجينيس على الفارسين ، ثم وفجاة واذا بشعور ضغط قوي جعل كل من في المعبد يتوقف عن القتال للحظة ، فقد كانت اشارة لقوة كبيرة ، فجاة انتفظ المعلم وخرج بسرعة نحو الخارج متجها نحو مصدر القوة ، فقد كان يعلم انه هناك تهديد حقيقي قادم له ولابناءه بالمعبد ، لكن ما ان خرج ، حتى صدم بالمشهد ، فكل
من في الساحة توقفو عن القتال سواءا فرسانا او رهبة ، وكان مشهد الذهول والياس باد على وجوههم ، والعرق يتصبب بغزارة منهم ، بل انه هناك من فقد القدرة على الوقوف وسقط من هول المشهد ، وكانت رؤوس الجميع موط
جهتا نحو الاعلى ، تبعتهم راس المعلم لتسقط عليه الصدمة العظمى ، واذا بصخرة بحجم ثلاثة جبال فوقهم مباشرة ، كانت كبيرة لدرجة انها حجبت ضوء الشمس عن كامل المعبد ، بدا ضوء الامل ينقطع من اعين الرهبة والفرسان معا ، فهم لن يستطيعو الهروب من تحتها في الوقت المناسب ، و بسرعة خاطفة اتجه المعلن نحو احد البنايات العالية وتسلق الى سقفها بحركات مرنة وسريعة ، ثم ركض الى نهاية المبنى وقفز بكل ما لديه باتجاه الصخرة ، مد يده الجريحة نحو الاعلى ثم بحركات سريعة ، رسم حروفا غريبة على باقي ذراعه بدمه

المعلم : انا " يون ليو " الوريث العاشر لارادة ب وذا ، استدعي قوة " شينكو " حاكم بعد الهلاك ، ولتكن ذراعي ثمن العقد المؤقت بيننا

بعد لحظات قليلة ، ظهر شيئ رهيب احاط بالمعلم ، لم يكن له شكل محدد او هيئة ملموسة ، بل كان اقرب للخيال ، كما انه لم يكن لاحد رايته الا المعلم ،

الخيال : انا اقبل بهاذا العرض ايها الفاني

ثم فجاة اختفت ذراع المعلم اليمنى وكان شيئا بترها او سحقها ، لكن الحقيقة ان الخيال التهمها ، بدا دم غزير جدا بالتدفق ، ثم فجاة ظهر شق بعدي امام المعلم وبدا بالتوسع حتى استطاع ان يشمل النيزك العملاق كاملا ، اختفى النيزك داخله ، ليظهر فوقه الرجل الذي كان مسؤالا عن الامر ، انه القائد الخامس ، ثم سقط المعلم على الارض بقوة جعلت دماءه تنتشر على كل الارض كان يحاول الوقوف بصعوبة ، لمحه بلاك وجينيس ، زيكسل وباقي الرهبان سارع الجميع نحوه ، لكن كان هناك شخص وصل اليه قبلهم ، لقد سنة ، يعتبر اصغر قائد من القادة السبعة ، له شعر ابيض ينتهي بربطة 22 كان القائد السادس ،( القائد السادس : يبلغ من العمر خفيفة خلف راسه ، كما لحاجباه وعينان بنفس اللون ، يرتدي درعا ابيضا خفيفا ومرن ، ويحمل رمحا صليبا على ظهره ) ظهر من تحت الارض ، وكان يحمل سيفا كان مرميا على الارض ، استجمع المعلم ما بقي له قوة ، وبحركة خاطفة سريعة تناول رمحا من الارض ووجهه نحو راس القائد بسرعة كبيرة ، كانت اسرع من ان يتفاداها القائد ، لكن القائد كان مرتاحا ولم يحاول ان يحرك ساكنا ، فجاة مر الرمح خلاله وكانه سراب او شبح ، ثم بهجوم مرتد مفاجئ ادخل سيفه في صدر المعلم ، هنا خارت ما بقي للمعلم من قوة وسقط ارضا ، اصاب جينييس اصيب الجميع بصدمة لذلك المشهد ، لكن اكثرهم تاثرا كان جينيس ، بل وكان غضب جامح يشتاح عينيه ، فقد حفظ صورة قاتل معلمه بين عينيه ، ثم اختفى القائد بنفس الطريقة التي اتى بها ، وانسحبت كل قواة الامبراطورية ، مخلفتا خلفها العشرات من الجثث والجرحى ، وصل جينيس وبلاك الى المعلم بعد فوات الاوان ، فقد كان جرحه غائرا ، ولا يمكن شفاءه حتى وانه كان هناك بعض المعالجين المهرة بين الرهبان ، لكن لا شيئ يذكر ، حمله اولاده بينما هو يحتضر وادخلوه الى الغرفة الرئيسية

المعلم : اسف ، اسف لانني عرضتكم لكل هاذا
جينيس : لا تتكلم كثيرا ، ستجهد نفسك
المعلم : هل الباقون بخير
زيكسل : اجل ... انهم قلقون عليك الان
المعلم : اخبروهم انني اسف ، اسف على كل شيئ
بلاك : اي جزء من كلمة لا تتكلم لم ... تفهمه
المعلم : انا سعيد انكم عدتم من اجلنا


كان المعالجون محيطين بالمعلم ويحاولون ايقاف النزيف ، لكنه كان قد فقد الكثير ،

المعلم : توقفو ، لا فائدة ، حانت ساعتي

بلاك : هل هناك شيئ تندم عليه

نظر المعلم باتجاه جينيس الذي كان كالمجنون في الغرفة ، الدموع تملئ عينيه ، ودماء معلمه تملئ يديه ولباسه ، وهو يحاول بكل قوته الضغط على الجرح من اجل ايقاف النزيف ، رفع المعلن يده الملطخة بالدماء نحو وجه جينيس ، ووضع نقطتين اضافيتين فوق راس جينييس

المعلم : انني منعت جينيس من الترحال ،انني كبحته من اكتشاف اسرار الرهبنة

جينيس : لا تقل ذلك

نظر المعلم باتجاه زيكسل

المعلم : لدي طلب اخير منك
زيكسل : اطلب ما تشاء
المعلم : اريد منكم القبول بجينيس بيينكم
ثم مد يده الى صولجانه الذي كان مرميا امامه وسلمه لجينيس
... جينيس : ما هاذا
المعلم : هدية تذكراية مني
جينيس : لا ، لا يمكنني قبولها ، لست جديرا بحملها
المعلم : بل انت كذلك ، انا اعهدها لك ايها
" الارهنت الصغير"
جينيس : لكنني لست كذلك
المعلم ( وابتسامة يملاها الالم ) : هل نظرت الى نفسك في المراة
... جينيس : لكن


اسكته المعلم بيده قبل ان تتوقف عن الحركة نهائيا
المعلم : انا اامن بك

ثم سقطت يد المعلم ارضا ، معلننتا موته ، بعد ان امتلات الغرفة بدماءه الدافئة ، كان بذلك قد اعلن وفراقه لجينيس ، لعائلته الوحيدة ، للرهبان ، الذين يعتبرهم تلامذته الاعزاء وابناءه الاوفياء ، مرت تلك الليلة بدون ابتسامات المعلم ، او مزاحه الخفيف ، مرت ليلة حزينة وهادئة ، في اليوم التالي تم تنظيف الفوضى والحطام المتراكم ، ثم اعدو لجنازة المعلم ، بعد الجنازة مباشرة هلم الرفاق بالمغادرة لكن هاته المرة كان عددهم خمسة ، فقد انظم جينيس اليهم ، للانتقام لمعلمه ، وايضا تحقيقا لوصيته و اكتشاف . اسرار الرهبنة وان يصير" الارهنت " المنتظر

2020/05/03 · 240 مشاهدة · 1614 كلمة
نادي الروايات - 2024