استيقض زيكسل على صوت التدريبات الصباحية المنظمة للرهبان ، غير ملابسه وهلم بالخروج ، وجد التوام معهم في الصفوف الامامية بجانب جينييس ، اما بلاك فقد كان كالعادة في نهاية الصف في زاوية بعيدة يتدرب لوحده ، لكنه سرعان ما اخرجه المعلم من شروده ، وقد كان يشير الى صفوف التدريبات ، وهو في وضعية اليوغا ، هلم زيكسل ودخل بين احد الصفوف ، وبعد مدة قصيرة تقريبا انتهت تمارين التنفس والسيطرة على الغضب ، ثم بدات التدريبات الثنائية ، حيث بسرعة كبيرة ومنتظمة انقسمة كل الساحة الى عدة صفوف مزدوجة منتظمت ، تقف امام بعضها البعض ، وجد كل من زيكسل والتوام انفسهم كالاغبياء ، لكن سرعان ما نظمهم من كان بجانبهم من محاربي الشاولين ، ففي الاخير كانت قلوبهم جميعا صافية ونقية وطيبة ، وجد كل منهم نفسه في مواجهة احد رهبة المعبد ، حتى التوام افترقا ووجدا نفسيهما ضد راهبين اخرين ، في نزالات ثنائية كان كل من يخسر ينسحب بسرعة ويستمر القتال مع الثنائي الفائز الذي امامك وهاكذا بسرعة ، الهدف منها اخضاع الخصم بسرعة وبنعومة ، ففي الاخير عبدة الشاولين لا يحبذون العنف ، كانت النزالات سريعة جدا ونزيهة وسلمية كذلك ، تقدم التوام وزيكسل فيها الى مراحل كبيرة ، حيث هزمو عدة رهبان ، حتى وجد التوام انفسهم ضد بعضهم البعض وفي نزال سريع اقصى كلاهما بسبب التعادل ، واكمل زيكسل حتى وصل الي النهائي ضد جينييس ، هنا تجمع الجميع حولهم في صفوف مستقيمة منتظمة ، ليشاهدو العرض ، حتى بلاك كان مهتما ، فقد توقف عن تدريباته ، وبسرعة بدا الاثنان النزال ، كانت معظم تقنيات جينييس دفاعية ، فقد استخدم مزيجا من عدة انواع من الفنون القتالية كالجوجيتسو ، الاي كيدو ، الكونغ فو ... وغيرها ، كان يتحرك بسرعة وانسيابية كبيرة ، جعلت الامر صعبا على زيكسل ، فحتى ان استطاع اصابته ،كان هو الاخر يتلقى الظرر كذلك ، وفجاة وبسرعة خاطفة تكاد لاتلمحها العين غير جينيس من اسلوبه الدفاعي المرن واللين ، الى الاسلوب الهجومي الشرس ، وبسرعة اوقع زيكسل على الارض ، معلنا انتصاره ، ثم وبسرعة مد يده نحو زيكسل لمساعدته على الوقوف ، وقف زيكسل ونفض الغبار عن مؤخرته ، هنا اكمل بلاك تدريبه وكان شيئا لم يحدث ،
● زيكسل : يبدو انك اطحت بي
○ جينيس : لا تقل ذلك ، انا اعلم انك لو نازلتني بجدية لكانت النتيجة مختلفتا
● زيكسل : لا تبالغ ، اعترف بهزيمتي امامك اليوم ، لكن لا تدع الامر يغريك فسارد الصاع صاعين المرة القادمة
هنا اقترب التوام ، ومجموعة من الرهبة نحو زيكسل
□ التوام : يبدو انه قد اطاح بك شر اطا حة ايها القائد
● زيكسل : اجل لقد فاجاني حقا
ثم وبسرعة قاطع احد الرهبان كلام زيكسل
■ الراهب : واااو ، كم هاذا رائع ، من اين تعلمت القتال بهاته الطريقة 1
● زيكسل : من عجوز هرم قاتل للمتعة
وهنا وفي مشهد جانبي ، عطس الفريد عطسة برد ، وا( ) قشعر بدنه
□ الراهب : اظن انه كان يهتم لامرك بشدة 2
زيكسل : اجل ، اظن ذلك ، لكنني ساطيح به المرة القادمة من دون شك
■ الراهب : لا تقسو على نفسك ، ففي الاخير جينيس هو فخر مدرستنا 1
زيكسل : ماذا تعني ؟؟
□ الراهب : اوه ، انت لا تعلم ، فجينيس لم يخسر نزالا ابدا منذ اكثر من ثلاث سنوات 2
● زيكسل : ماذااا ... ثلاث سنوات كاملة
■ الراهب انتصار ، بهاذا يصنف كاحد اقوى العبدة الصغار هنا ، انه فخر معبدنا 1000: اجل فقد حصد في جعبته ما يفوق ال 1
□ راهب : اجل حتى المعلم يضع عليه امال كبيرة ، انه يعتمد عليه ان يكون الارهنت القادم 2
● زيكسل : ارهنت ؟؟
■ راهب : اجل ، او كما يعرف بتجسيد بوذا بين البشر ، وهو اعلى مراتب الرهبان درجة ،1
● زيكسل : ماذا
■ راهب : انها درجة اعلى حتى من درجة المعلم 1 ...
هنا قاطع جينييس حديثهم ، وكانه ان زعج من كلامهم ، فحتى ان كان هادئ وطيب القلب ونبيل ، لكنه يبقى بشرا ، ودائما هناك شواءب بالبشر ،
◇ جينيس : الان حان موعد التامل
● زيكسل : تامل
◇ جينيس : اجل ، هل مارسته من قبل ؟؟
وهنا عادت الذاكرة بزيكسل ، الى ايام تدريباته مع الفريد ، وتذ( كر تلك اللحظات التي كان يرغمه فيها الفريد على التامل ، لكن لا ) نتيجة تامل
● زيكسل : لدي بعض الذكريات المئلمة معها
◇ جينيس : لا تقلق ، ساعلمك الطريقة الصحيحة
اكمل زيكسل والتوام كل مراحل التدريبات الصباحية مع جينيس وباقي الرهبان ، وقد كان المعل م هو المشرف عن التدريبات انتهت الفترة الصباحية ، وجاءت الفترة المسائية ، حيث يبدا تدريب الاسلحة ، فقد كانو يستخدمون كل انواع الاسلحة من رماح [ رمح النمر الثلاثي ، رمح الثور الثلاثي ، الرمح الخطافي ... ] ، و سكاكين طويلة وقصيرة ، [ سيف وحيد القرن ، الاسنان الخطافي ، السيف الهلالي ... وغيرها ] ، وغيرها من انواع الاسلحة ، كان كل محارب يستخدم سلاحه المفضل ضد خصمه ، واكثر من جذب الانظار بينهم ، كانت تقنيات وحركات جينييس ، فقد كان يتقن معظم انواع الاسلحة ، لكن سلاحه المفضل كان العصى الطويلة ، كان يلعب بها وكانها عضو من اعضاء جسمه ، دخل المعلم الساحة ، ثم وبسرعة كبيرة اصطف كل المحاربين في صفوفهم المنظمة وساد الصمت ، ثم وبحركة واحدة القو التحية على المعلم ، و بعد الاحماء ، بسرعة وبنفس ترتيب المرة السابقة ، تقابل كل اثنان من الصفين ضد بعضهما البعض ، وفي نزال سريع سلمي ، يخرج الخاسر ويستمر الفائز بالتقدم ، هاته المرة لم يوفق زيكسل بقدر التوام ، فهو لم يكن محترف اسلحة مثلهما ، فسرعان ما اقصي من المنافسة ، انتهت المنافسة وبفوز جينيس ايضا كالعادة ، لكن هاته
المرة لم يكن بلاك هناك ليشهد نصره ، فقد غادر بعد الاحماءات ، للتدريب خارجا ، صحيح انه لم يرد ان يلفت النظر اليه لكنه كان مهتما بجيينيس ، حل الليل سريعا وجاء وقت العشاء ، اصطف الجميع حول طوابير الطعام ، لكن بلاك لم يكن هناك ، حل الليل عليه دون ان يشعر وهو وسط الغابة ، سمع صوت تكسر اعواد الشجر ، اسرع باتجاه الصوت لكنه لم يجد شيئا ، وفجاة سمع صوتا اخر اسرع نحو لكن لا شيئ ، كان الامر غريبا وكأن هناك اكثر من شخص واحد ، فجاة سمع صوتا خلفه مباشراة ، استدار وبنية الهجوم فقد كانت يداه سوداوتا اللون ، تفاجأ بان الشخص الذي خلفه كان المعلم
○ المعلم : اسف على اخافتك بني
● بلا ك : توقف عن ذلك
○ المعلم : عن ماذا
● بلاك : كل شيئ
○ المعلم : ماذا تعني ؟؟
● بلاك : اعني كل شيئ ، التسلل خلف الناس ، الضحكة المصطنعة ، الهدوء ، مناداتي بابنك ، التصرف بلطف ... كل شيئ
○ المعلم : هل الامر يزعجك الى هاذا الحد
● بلاك : اجل ، فاللطف الزائد يعني امرين ام ان الشخص يخفي شيئا ، او يريد شيئا او كلا الامرين
○ المعلم ( بضحكة صادقة ) : انت مليئ بالمفاجات يا بني
لم يرد بلاك
○ المعلم : انت مخطئ ، فهاذا ما نكرس حياتنا لاجله هنا ، فنحن نتدرب على كبح جانبنا المظلم ، ونركز ع لى الجانب المشرق ، فهاذا ما يجعلنا رهبان شاولين
● بلاك : اوو ، كما ترى فانا لست راهبا ، وان كنت الا تعلم فاسمي حقا بلاك ، يعني الظلام ، لذلك لا احتاج الى موعضتك الان
○ المعلم : ان تركز على الجانب المشرق وتنسى المظلم منه ، لا يحتاج بالظرورة ان تكون راهبا ، بل يحتاج فقط ان تكون انسانا
نظر بلاك نظرتا غريبتا نحو المعلم
○ المعلم : لكن اظن ان جزءا من كلامك السابق صحيح
● بلاك : اي جزء ؟؟
○ المعلم : فعلا اريد شيئا منك ، اريد منك ان تفتح قلبك ، اريد منك ان تثق في من حولك ولو قليلا ، اريد منك ان ترى العالم بعينين مبتسمتين ، لا غاضبتين على الدوام
ومد يديه نحو بلاك ودفع باصبعين حاجبي بلاك نحو الاعلى
○ المعلم ( مبتسما ): هاذا افضل
● بلاك : وما ادراك ، فانت لا ترى اصلا
وكان بلاك يحاول اخفاء ابتسامة خفيفة على فاه ، وحركة خفيفة على حا جبيه
○ المعلم : الان يجب ان نعالج كلماتك اللاذعة
عاد بلاك والمعلم معا الى داخل المعبد ،
بقي الاصدقاء في ذلك المعبد مدة اسبوع كامل ، كانو يتدربون مع الرهبة ، ويقلدون كل ما يقومون به ، ورافقو جينييس في زياراته السريعة نحو القرية من اجل التبرع بالطعام والمال والصدقة ، كما انهم اكتسبو خبرات قتالية ودفاعية اضافية ، اما بلاك فقد عزز رابطته بالمعلم اكثر واكثر ، وكان يتدرب مع تدريبات خاصة في الغابة ، وفي صباح اليوم الاخير لهم هناك ، اتجه زيكسل والتوام من اجل التدربات الصباحية كالعادة ، لكن هاته المرة كانت مختلفة ، فقد رافقهم بلاك ايضا ، تفاجئ الجميع بذلك ، لكن اصرار المعلم على مساعدة بلاك قد عادت بثمراها اخيرا ، اتم معهم للتدريبات التنفسية والتاملية ، وحان موعد التدريبات الاشتباكية ، كان بلاك يطيح بهم بسرعة مخيفة ومؤلمة في نفس الوقت ، فهو في الاخير لم يكن راهبا ، ولم يكن رؤفا بخصومه ، بسرعة كبيرة وصل للنهائي ضد جينيس ، فقد اطاح بزيكسل في طريقه بعد معركة مليئة بالذكريات بينهما والالم بالنسبة لزيكسل ، اتجه بلاك نحو جينيس ،
جينيس : لي الشرف في قتالك اخيرا
بلاك : دعنا من الرسميات ... الان فلتقاتلني بكل ق وتك
جينيييس : لك ذلك
اندفع الاثنان معا نحو بعضهما البعض بسرعة وقوة كبيرة جدا ، شعر بها الجميع منذ اللحظة الاولى ، كان صوت الضربات يصدح في السماء ، صحيح ان تقنيات جينيس كانت عالية ، لكن بلاك لم يكن اقل شانا منه ففي الاخير هو تلميذ احد الملوك الثلاثة السابقين ، كان يجابه جينيس في كل حركاته ، سواءا الدفاعية منها او الهجومية ، بل يمكن القول انه كان له اليد العليا في الهجوم ، اندفع نحو جينييس في سلسلة هجمات عنيفة وسريعة جدا ، حتى جينيس لم يستطع تفادي هاته السلسلة ، وفجاة تلقى لكمة قوية على وجهه قذفته بعيدا وجعلت الدم يسيل من انفه ، فجاة ساد هدوء وسكون وسط الحلبة ، والصدمة على وجه الجميع ، وفي لحظة صغيرة لم ينتبه لها الجميع ، ابتسم المعلم ابتسامة خفيفة ، نهض جينيس مبتسما لكنه رغم ذلك لم يستطع اخفاء صدمته ، فهو لم يتلق لكمة كتلك منذ مدة طويلة جدا جدا ، وفجاة اختفت تلك التعابير الساذجة على وجه جينيس ، واستبدلها بالجدية ، حتى بلاك احس بذلك ، احس بتلك الهالة التي تنذر بالجدية التي تنذر باقتراب الخطر ، بسرعة خاطفة وقف جينيس امام بلاك ، لم تكن سرعته كبيرة لتلك الدرجة التي تمنع بلاك من تفادي الهجمة ، لكن مقارنتا بسرعته السابقة كانت كبيرة جدا ، اشتبك الاثنان في سلسلة حركات كبيرة ، كان جينييس يغير انماطه بسرعة بين الدفاع والهجوم ، لم يستطع بلاك التجاوب لذلك الكم الهائل من الحركات ، ليتلقى لكمة قوية الى بطنه قذفته بعيدا ، وكادت تسقطه ، انتظر الجميع من بلاك ان يغضب ، لكن ما ان رفع راسه ، كانت هناك ابتسامة ساخرة على وجهه ، تلك الابتسامة التي تظهر عندما يكون مع زيكسل فقط ، تلك الابتسامة التي تعني ان الامر ممتع بالنسبة له ، تلك الابتسامة التي تعني ان خصمه قوي ، التي تعني ان بلاك يعترف بخصمه ، هنا رمى بلاك قميصه ، فقد كلان جسمه يتعرق بكثرة ، وفعى جينيس بالمثل ، فقد ازاح قميصه عن كتفيه ، وكان العرق يتصبب منه هو الاخر ، اندفع الاثنان ضد بعضهما البعض مؤة اخرى ، كل يستخدم اساليبه وفنونه الخاصة ، كان كل منهمها يتصدى ويتلقى لضربات الاخر في مشهد يقشعر له البدن ، كانت قوتهما تكاد تكون متساوية
دون استخدام لقدؤاتهما الخارقة ، لكن في لحظة شرود من بلاك ، باغته جينيس وبحركة سريعة من راحة يده نحو صدغ بلاك ( الصدغ : جهة الفك السفلي للفم ) دفعه نحو الاعلى كما جعلته يبزق دما ، ما ان كاد بلاك ينزل راسه من جديد ، حتى فجاة اختفى جينييس من اماه ، حاول بلاك تفحص المنطقة قبل ان يعود راسه الى الحالة الطبيعية ، فجاة لمح شيئا ظبابيا اسفله ، لقد كان جينيس هناك ، وبحركة خطافية دورانية سريعة نحو ساقي بلاك جعلته يفقد توازنه ويرتفع في السماء ، وكان كل شيئ لايزال ظبابيا له ، بسبب ظربة جينييس السابقة نحو صدغه ، فجاة وقف جينيس بسرعة كبيرة ، فهو لم يترك الوقت لبلاك حتى يرتاح ، ثم بظربة قوية من راحت يده نحو بطن بلاك ( وهو لايزال في الهواء ) ، جعلته يبزق مزيدا من الدماء ، ظن جينيس ان سينهي النزال ويهزمه ، لكن فجاة وبسرعة خاطفة ، تحركة يدا بلاك بسرعة كبيرة وهو في الهواء وامسكتا بيد جينيس عند ظربه له ، وبركلة قوية مليئة بالقوة والعنف من بلاك نحو وجه جينيس ، جعلت كلاهما يقذف بعيدا ، فقد تلقى كل منهما ظربة قوية من الاخر ، نهظ كلاهما ، وهما يترنحان ، فقد كاد يغمى على كلاهما ، فجاة ، تحول بدا الجو بالتغير ، وبدات الرياح تعصف وسط الساحة بعد ان كان الجو مشمسا وحارا ، بدات الرياح بالتجمع حول جينيس ، لا اراديا استحوذ السواد على يدي بلاك هو الاخر ، اندفع الاثنان نحو بعضهما البعض ، وهما يستخدما قدرتيهما ، وفجاة وقبل ان يصلا الي بعضهما بلحظة واحدة ، وفجاة ظهر المعلم وسط الساحة بينهما ، وضع يديه على جبيني كل جينيس و بلاك ، فجاة ، اختفى السواد من يدي بلاك ، وتوقفت الرياح عن العصف ، ثم سقط كلاهما على ركبتيهما
المعلم ( والبسمة على وجهه ): لقد انتهى النزال ... لقد احسنتما كلاكما
وفي لحظات تجمع الجميع حولهما ، وحملاهما ، وسط هت افات الجميع والتشجيعهم واعجابهم بما رأو ، وقبل اخذهم الي غرفة الراحة
جينيس ( بسمة على وجهه ) : لقد كان نزالا ممتعا ، اتوق لنزالك مرة اخرى
بلاك : اتوق الى ذلك ... ايها الاصلع الصغير
جينيس : ساقبل بهاذا
. ثم تم اقتيادهم الى غرفة الراحة ، او ما تسمى بغرفة العلاج ، من اجل الاستراحة بعد ذلك القتال الساخن