الفصـ(1)ـل :

في الظلام الحالك .... في ذلك الزقاق الضيق الذي لا يجب أن يسمى شارع أصلا

كانت رائحة القذارة تفوح بالمكان ... كانت كريهة جدا لدرجة أنك لو شممتها لتعكرت معددتك و لتقيأت فورًا

جلس ذلك الشاب ذي الملابس المتسخة على الأرض القذرة المببلة بما لا يعلم أحد ماذا

كانت عيون ذلك الشاب خاوية من الحياة .... لم يكن مثل أولئك الشباب في مثل عمره - ألا و هو 16 عاما – تملؤه الحيوية و النشاط و طاقة الشباب التي تنبع في مثل ذلك السن المبكر

و لكنه على النقيض تماما ... كان يجلس على الأرض بتلك الثياب الممزقة يضم رجليه إلى صدره ... و ينظر إلى الارض بعيون خاويه من الحياة

' هل هذا هو قدري ان أعيش تلك الحياة البائسة و ان أموت ميتة الكلاب في الشوارع ؟ '

كانت تلك الافكار تتردد بين الحين و الأخر في ذهنه بينما هو شارد الذهن

لو رآه أحد على هذه الحال لظنه جثة هامدة فقط

كان شعره أشعث متوسط الطول و كان يرتدي ملابس ممزقة بالية كبيرة عليه

و أقول كبيرة عليه لأنه لم يكن مثل باقي الشباب في مثل سنة طوال ذوي بنية جيدة

فهو كان هزيل الجسد قصيرا جدا حتى ليخال الناظر إليه انه لم يتجاوز العاشرة بعد !!!

لقد كان يعمل في مصنع للطوب فرغم جسده الهزيل بسبب سوء التغذية فهو كان يكافح بكل ما أوتي من قوة لكي يعمل و بذل من الجهد الكثير لكي يحصل في نهاية اليوم على بعض الخبز الجاف

بالطبع لم يرغب ذلك الصبي بهذا العمل و لكن ما باليد حيلة

و لو كان اليوم مثل أي يوم آخر من العمل لما كان جلس تايجل بهذا الاحباط فهو ذو شخصية مرحة عادة و لكن حدث اليوم بالتأكيد شئ خاص جدا لكي يجعله في تلك الحالة البائسة

بدأ الأمر عندما ذهب هذا الصباح برفقة العجوز بايل إلى العمل سوية

كان العجوز بايل هو الذي رباه بعد أن و جده ملقي في صندوق بأحدى الشوارع

كان يعاملة معاملة ليست سيئة حتما فرغم أنه كان يقسو علية معظم الوقت إلا انه لم يتوانا في مساعدته دائما حينما يمرض أو يتعب من العمل

لقد اعتبره تايجل عائلته الوحيدة

ذهبا معا إلى العمل في المصنع و مثل كل يوم يحملا الصخور من موضع إلى أخر ثم يقومان بتكسيره إلى قطع صغيرة ثم يقومان بنقلها مرة اخرى إلى مكان آخر و هكذا دواليك ...

فجأه بينما كانوا ينقلون الصخور تعثر بايل بينما كان يحمل صخرة ضخمة على ظهره ووقع على الأرض غير قادر على تحريك أي عضلة في جسده

بالطبع صرخ تايجل بأعلى صوته و هو يهز جسد بايل بقوة والذي يغرق في دمائه الآن

"العجوز بايل ....أيها العـــــــــجووز بــــــــــــايل .... هل تسمعني .... لينقذه أحد ما .... أرجوكم لينقذه أحد ما ..."

صرخ تايجل بكل قوته و هو ينظر ذات اليمين و ذات اليسار باحثا عن أي أحد لكي يساعد ذلك العغجوز الذي كان يسعل دما بشدة و كانت الأرض تحتة غارقة مصبوغة بلون الدم الأحمر

و لكن لم يجب عليه أحد بل حتى لم يلتفت إليه شخص على الأطلاق كأنه مجرد وهم يقف في الطريق و ليس انسانا

استمر بكاء و صراخ تايجل لما يقارب العشر دقائق بدون أن يلتفت إليه أحد من العاملين الأخرين حتى جار رجل بدين مستدير الوجه يمتلأ جسده كله بالدهون الكثيرة حتى انه يشبه كرة الدهون العملاقة المتحركة وكان يحمل فغي يده سوط

كان هذا هو مشرف العمال بذلك المكان الذي يسمى مصنع و كان اسمه ماست

"ما هذا الصراخ .... لماذا يوجد صوت بكاء هنا"

صرخ ماست فور وصوله إلى المكان و هو يضرب بسوطه على ال

أرض

"سيد ماست ..*سوب* ... لقد سقط العجوز بايل على الأرض أنه ينزف بشده ..*سوب* .. أرجووووك ســـــاعـــده ..*سوب*..."

صرخ تايجل فور أن رأى ماست و لكن لم يرد عليه ماست إلى بالتحديق إليه من أعلى باحتقار و قال

"لماذا انت تجلس هنا أيها الفتى و لا تعمل ... أنا لا أذكر أن وقت الراحة قد حان بعد و أنت أيها العجوز هل انتهيت من تلك المهزلة و عدت للعمل؟"

"ما الذي تقوله أن العم بايل ينزف بشدة الآن .." صرخ تايجل و لكن قبل ان يتم كلامه و جد السوط ينزل على جسده كالصاعقة

*صوت السوط*

"لماذا تتكلم ولم تعد للعمل بعد أذهب الآن قبل أن أقتلك بالسوط... و انت أيها العجوز لم لم تقم إلى الآن هاا؟"

*صوت السوط*

أخذ ماست يضرب تايجل و العجوز بايل بالسوط و يصرخ بهما "هيا فلاتتحركا للعمل ايتها الحشرات الحقيرة ... ألم تسمعاني هيااااا"

و تحت هذا الضرب الشديد حاول تايجل بكل قوته أن يتجنب السوط و لكن بدون فائدة فجسده الهزيل لم يساعده إطلاقا

و كلما صرخ تايجل أكثر كلما زاد ضرب ماست له و عندما علي صوت تايجل إلى حد معين استفاق بايل على الصوت بعد أن ذهب في غيبوبه من كثرة الألم و نقص الدم

حاول بايل أن يقوم من مكانه لكي يحمي تايجل و لكن فور أن ارتفع عن الارض بسنتي مترات انهارت قواه مجددا و سقط على الأرض بشده

" هااا ... اذا أنت تستطيع الحركة ؟ لماذا لم تف=قم اذا إلى الآن ؟ ألا تريد العمل هنا مرة أخرى؟"

ازدادت ضربات ماست قسوة و شدة و استمر الامر لحوالى الخمس دقائق قبل أن يبدأ باللهاث و هو يمسك ذراعة التي تحمل السوط و يحركها بطريقة دائرية

"تشش .. مجرد قمامة لا تقوى على شئ "

قال هذا قبل أن يلتفت

"ارميا هذان الكلبان خارجا و لا أريد أن أرى و جهيهما مرة أخرى "

نظر تايجل إلى ظهر ماست و هو يبتعد

لم يشعر بنفسه إلا و هو يجر و يلقى على الارض خارج المصنع في احدى الشوارع المهجورة

كان العجوز بايل على بعد بضع خطوات منه

كان ملقى هناك بتلك الثياب القذرة الممزقة و هذا الشعر الرمادي الممتلئ بالأوساخ و تلك اللحية المغبرة وكان يوجد على وجهه ملامح ألم شديد

استجمع تايجل كل القوة التي بداخلة ليزحف باتجاه العجوز بايل

و فور أن وصل إلى هناك فتح بايل عينيه بصعوبة شديدة و خرجت بضع كلمات من فمه بطريقة أصعب

"تا.. تايجل ..عش .. ات..اتمنى ان تحيا سعيدا ...و ك..كن قويا "

" ما الذي تقوله أيها العجوز ...*سوب* ... أنت سوف تعيش بالتأكيد ... *سوب*... وسنحيا معا إلى أخر..."

و قبل أن يكمل تايجل كلماته انزلقت يد بايل التي كانت تمسك بيد تايجل و انهارت على الارض

و حينها نظر تايجل بصمت و صدمة شديدة بعيون واسعة جدا إلى جثة بايل أمامة قبل أن يصرخ بأعلى صوته و هو يهز الجثة بشدة

"لاااااااااا لا تمت أيها العجووز لاااااااااااا أرجوك لا تمت بـــــــــــــــااااااايــــــــــــــــــل !....."

=======================

بقلم : Medo Might


أولا و قبل كل شئ الرواية ليست تحت تصنيف مأساوي فقط أول فصل كذلك لأني اردت بداية درامية


ثانيا : أعتذر عن أي أخطاء إملائية أو نحوية


ثالثا : أعلم أن صورة الغلاف ليست جيدة لكن ما باليد حيلة فقد بحثت مطولا عن صورة مصاص دماء لكن لم أجد شئ يرضيني لذلك ارتجلت 😞😞😞


رابعا : أرجو أن تنال الرواية إعجابكم و انتظر تعليقاتكم بفارغ الصبر


و أعتذر عن الاطالة


😁😁😁😁😁

2018/07/20 · 518 مشاهدة · 1112 كلمة
MedoMight
نادي الروايات - 2024