الفصــ(5)ــل :

في العام 3050 من التقويم البعدي هجمت جماعة من مصاصي الدماء على الجزء الجنوبي من دولة سيمون وبعد عدة حروب استمرت لما يقارب الخمسين عاما استطاع مصاصي الدماء هؤلاء احتلال جزء من الاراضي الجنوبية لدولة سيمون

كانت تلك الاراضي عبارة عن لسان بري طويل ممتد مع الارض إلى داخل الماء و كانت تسمى بشرم الربيع

و عندما احتلها مصاصي الدماء انشؤوا عليها دولة باسم بلايس الجنوبية و جعلوا عاصمة لها باسم مدينة الدماء الحمراء

كانت تلك الأراضي جيدة جدا بالنسبة لمصاصي الدماء لكي يعيشوا عليها و خصوصا أنها معظمها عبارة عن غابات تمتلئ بأنواع الحيوانات المختلفة و خصوصا الوحوش السحرية التي يعج بها المكان

و لكن واجة الدولة الناشئة مشاكل في حماية أراضيهم فلو كانت حدودهم البرية ضيقة فان حدودهم البحرية واسعة جدا لذلك واجهتهم صعوبة في حماية دولتهم من الهجمات البحرية

و الآن في عام 3200 بالتقويم البعدي مر حوالي مئة عام منذ ظهور تلك الدولة

(دولة بلايس الجنوبية | مدينة الدماء الحمراء | القلعة الحمراء | غرفة العرش )

كان يجلس على ذلك الكرسي الذهبي المزين بالنقوش الحمراء الزاهية في قاعة العرش شاب له شعر أصفر ذهبي قصير مموج و له بشرة بيضاء كالثلج و عيون واسعة وردية اللون لها بريق غير عادي و يرتدي ملابس الحاكم الرسمية المرصعة بالأحجار الكريمة خصوصا الياقوت الاحمر البراق

قد يبدوا في سن العشرين عاما و لكنه في الحقيقة فهو شيخ قد تجاوز المائتي عاما قليلا

كان هذا هو حاكم دولة بلايس الجنوبية دنيس أليبك مصاص الدماء المشهور بطباعة المتوحشة و تعطشه الدائم للدماء

كان يجلس متكئا يضع قبضته تحت خده و هو ينظر إلى تلك الفتاه التي تقف منحنية أمامه

و قفت أمامه الفتاة ترتدي فستان أسود واسع يتخلله بعض الخيوط الحمراء و النقوش الذهبية

رفعت الفتاة رأسها ببطئ و كشفت عن زوج من العيون اللامعة ذات اللون البنفسجي الزاهي و الوجه الابيض الخلاب يتخلله بعض الحمرة التي تضفي على جمالها جمالا أكثر و أناقة لا توصف و لها شعر أصفر ذهبي حريري طويل ينسدل إلى أسفل ركبتيها

كانت تلك الفتاة ذات الستة عشر عاما هي ابنة الحاكم ميلودي ألبيك و أيضا ابنته الوحيدة

من المفترض أن ترث الحكم بعد أبيها و لكن المشكلة العظمي أن دمائها ليست نقية بالكامل

فرغم أن والدها هو حاكم دولة بلايس الجنوبية و لدية دماء نبيلة تسري في عروقه فما تزال والدتها لديها أسوء الدماء التي يمكن أن يتخيلها مصاصي الدماء

لقد كانت والدتها بشرية ....

بمعنى آخر ميلودي هي نصف بشرية و نصف مصاص دماء

لذلك فإن دمائها ليست نقية و لا تستطيع أن ترث الحكم من بعد والدها

إذا لماذا تزوج الحاكم ببشرية في المقام الأول؟

السبب بسيط جدا لأنه أحبها.... نعم لقد لان قلب الحاكم دنيس متعطش الدماء و قاتل الآلاف لبشرية

كيف حدث ذلك لا أحد يعلم و لكن المعروف أنها بعد أن و ضعت ميلودي فورا ماتت و قد أحزن ذلك دنيس كثيرا

إذا لمَ لمْ يتزوج الحاكم امرأه أخرى ؟

السبب بسيط جدا لقد تم تسميمه... نعم لقد تم تسميمه قبل أربعين عاما بسم لعين كاد أن يقتله و قد نجى منه بأعجوبة

و لكن لم يستطع دنيس أن يتخلص من السم بالكامل فقد ظل أثر بسيط للسم في جسده و كان نتيجة لذلك أنه لا يستطيع أن يتزوج أي مصاصة دماء

و هذا هو السبب في أن طفلته الوحيدة هي نصف بشرية

و رغم كل ذلك فقد أعلن دنيس أن ميلودي هي ولية العهد

رغم كل شيء فإن الحاكم مازال ينوي أن ترث ابنته ميلودي الحكم من بعده

بالطبع هذا القرار وجد سخط شديد من قبل النبلاء في الدولة الشابة و لكن كل أصوات المعارضة تلك لا تستطيع أن تفعل شيء و الحاكم مازال موجود ، فرغم أنه مريض فما يزال أقوى كائن في دولة بلايس الجنوبية بأكملها

بالعودة إلى غرفة العرش وقفت ميلودي هناك أمام والدها الحاكم و هو ينظر إليها ثم فتح فمه و تحدث

"عزيزتي ميلودي لقد أصبحت كبيرة الآن و أزدت جمالا ... لقد ذكرتني بوالدتك"

وهنا ارتسمت بسمه خفيفة على وجه دنيس و هو ينظر إلى ابنته الجميلة

"شكرا لك والدي " ردت ميلودي على والدها بتعبيرات جامدة و وجه بدون ملامح مثل الثلج

عبس دنيس للحظة قبل أن يبتسم ثانية و هو يقول

"رغم أنك تشبهين والدتك كثيرا إلا أنك ورثت طباع والدك القوية... جيد ... جيد جدا"

نظرت ميلودي الى والدها بذلك الوجه الخالي من التعبيرات بصمت

اعتدل دنيس في مقعده و اختفت التعبيرات الودية التي كانت على وجهه من لحظات و امتلأ وجهه بملامح جدية و تحدث بنبرة حازمة

"لقد حددنا موقع عصابة سايبر الاجرامية .... هؤلاء اللصوص الأوغاد يختبؤون في دولة سيمون في احدي مقاطعاتها ... أنت تعلمين أن اولئك الأوغاد قد سرقوا كنز ثمين من البلاد و أنا لا أستطيع أن ائتمن شخص أخر غيرك على هذه المهمة لذلك عينتك على هذه المهمة لتأتيني بالكنز و أيضا رؤوس هؤلاء الملاعين"

"سينطلق معك غدا 12 جنديا من الكتيبة الحمراء و ايضا سيكون معك الدوق نيكولاي ستانيو و سيتم اعلامك بآخر مكان تم مشاهدة العصابة فيه قبل مغادرتكم فورا... الآن يمكنك الذهاب للنوم و الاستعداد للخروج في المهمة في الصباح الباكر"

انحنت ميلودي أمام الحاكم قليلا قبل أن تعدل و تخرج من غرفة العرش و تتجه إلى غرفتها الخاصة بالقلعة

اغلقت ميلودي الباب قبل أن تبدأ بركل الاشياء أمامها و قد ارتسمت على ملمحها الغضب الشديد

لم تكن بالطبع غاضبة لأنها قابلت والدها اليوم أو لأنه تم تعيين مهمة خارج البلاد لها

بل المشكلة في ذلك الدوق الذي يرافقها

كانت عائلة الدوق نيكولاي من احدي العائلات الاربع الأقوى في الدولة لذلك كانت له خلفية قوية و بالإضافة إلى ذلك فد كانت قوته الشخصية كبيرة جدا

و لكنه كان دائم المغازلة لميلودي و كان يتبعها دائما أينما ذهبت و قد اعترف بحبه لها عدة مرات و في أكثر من مناسبة و لكنها دائما تقابله بوجهها البارد الخالي من التعابير بالرفض التام

بالطبع لم ترفضه ميلودي بسبب ضعيف مثل أنه لا يملك مال او شيء من هذا القبيل و لكنها رفضته لأنها تعلم أن مبتغاه ليس إلا الحكم

نعم الحكم... فالذي سيتزوج بميلودي بطبيعة الحال سيكون زوج الحاكمة أي سيكون الحاكم بدوره

لم يكن نيكولاي يحب ميلودي فعلا فقد شاهدته في عدة مرات هي و جواسيسها الذين أطلقتهم عليه يلعب مع الفتيات الأخرى بمعنى انه كان طاهر في العلن ... زير نساء في السر

لذلك كانت ميلودي تبغضه كثيرا و لا تطيق أن تنظر إليه حتى فكيف بالذهاب بمهمة معه قد تستغرق عدة اسابيع إن لم تكن شهورا ؟

و مع ذلك لم تعترض ميلودي على قرار والدها و ذلك لسبب بسيط جدا و هو أنها تطيع والدها طاعة عمياء تقريبا

إن أمرها والدها ان تقفز في الجحيم لقفزت بلا تردد فهو في النهاية قد قبل بها في الوقت الذي رفضها به معظم الأشخاص الآخرين رغم كونها نصف بشرية فإنه لم يتراجع عن قرار توريث الحكم لها

لذلك فإن ميلودي تحترم والدها احتراما كبيرا و تطيعه دائما و مادام قال لها أن تذهب مع الدوق غذا عليها الذهاب مع الدوق مهما توجب الأمر

*----------------*

في الصباح توجهت ميلودي إلى بوابة القلعة في ملابسها الحربية المتكونة من دروع جلدية سهلة الحركة ذات لون أسود يتخلله بعض النقوش الحمراء و الذهبية

و هي تركب جوادها المفضل و الذي اسمه شهاب، هذا الحصان الأسود ذو العيون الزرقاء و الشعر الأزرق على رأسه وفي أسفل قوائمه الأربع

عندما وصلت وجدت الجنود منتظريها هناك مع الدوق كل على جواده

ابتسم الدوق نيكولاس لها و هو يقول لها بخفة

"صباح الخير يا أجمل نساء القارة و ولية العهد "

لم ترد ميلودي على الدوق بل لم تنظر إليه حتى كأنه غير موجود تماما

سألت ميلودي أحد الجنود

"ما هي وجهتنا ؟"

فأجابها بكل تواضع

"غنها غابة في دولة سيمون تسمى غابة النهاية "

"حسنا هيا نتحرك "(ميلودي)

بدأت ميلودي في السير بجوادها شهاب فنظر الجنود إلى بعضهم ثم نظروا إلى الدوق الذي فقط نظر إلى الجندي الذي حدثته ميلودي بعيون دموية و نية قتل مرتفعة قبل أن يتبع ميلودي

هز ذلك الجندي كتفيه و بدا مع باقي الجنود في تتبع الدوق و ميلودي

==================================

بقلم : Medo Might


الفصل الأول للاسبوع


رابط الدعم :

http://zipansion.com/2MbUv


عدد النقرات 15 إلى لحظة كتابة هذه السطور


2018/07/31 · 410 مشاهدة · 1287 كلمة
MedoMight
نادي الروايات - 2024