بين تلك الجدان الاربعة الباهتة التي لم يعد لونها زاهيا بعد الان لونها الازرق المشرق قد اختفى ورحب بالرمادي الكئيب و في داخل ذلك السرير تقبع فتاة قد غطت في نوم عميق لم يعد لها اي اتصال بالواقع انما عالم من احلام او ربما كوابيس من يعلم
صوت صراخ في الاسفل قد افسد الجو الهادء لقد بدأ يصعد وعندما وصل دخلت امرأة ذات شعر ابيض طويل لم بجعلها اكثر كبرا بل صغرا و اناقة عيناها زرقوتان واسعتان اشبه بالبحر المتجمد بينما بشرتها سمراء باهتة اما عن جسدها فقد كان رشيقا بل كان توأما لغصن الزيتون وقد رفعت يديها الهزيلتين للهواء وصرخت بأعلى ما تملك
" جيس استيقضي ان داين ينتظرك في الاسفل "
كانت بطلتنا تنوي النوم اكثر لكن بعد سماعها لأسم داين انتصبت من الفراش و قد ظهر شعرها القصير كان يتدرج من الاسود حتى الازرق الغامق تتخلله خثلتان تجابهان الثلج ببياضهما بينما بشرتها فقد كانت سمراء ايضا لكن اكثر شجوبا اما عيناها شبه مغلقة كانت احداهما بنسية الون اما الاخرى افتح اقرب الى العسلي مما مبزها عن البقية ملامحها كانت حادة عكس المرأة الاولى ناعمة و طفولية
ظهر على ملامح الغرابية نوع من انواع الشرود و ما هي الا خمس ثواني وقد قامت من فراشها بسرعه للحمام و صرخت بينما تفتح صنبور المياه
" سنسي ارجوك لا تخبريه انني قد تأخرت في النوم "
بطبع معلمتها لم تكن بهذه الدرجة من اللطف حيث تقدمت نحو باب الحمام و اعطته ظهرها ثم اخرجت تلك الكلمات من شفتيها
" بالطبع لكن هناك شروط "
" اجل اعرف "
اجابت الاخرى
" اذن بعد شهر سنرى "
اكدت المعلمة
______
بعد دقائق نزلت الغرابية الى الاسفل حيث انتظرها رجل ذو شعر احمر باهت عيون خضراء واسعة و بشرة شديدة البياض جسده متوسط الحجم كان ينظر اليها بنوع من التهديد ثم خرج من المنزل بينما هي تتبعه حتى وصلا الى السيارة
ومن هنا تبدأ رحلتهما نحو المستقبل المجهول