13 - زنزانة خاصة: المكتبة العوالم

مرّ الأسبوع كالسهم... سريعًا، لكنه كان ثقيلًا على قلب ريو. كان اليوم الذي انتظره بفارغ الصبر، اليوم الذي ستظهر فيه الزنزانة الخاصة في المكتبة العمومية.

في هذا العالم، ظهرت ثلاث زنزانات خاصة من قبل، وكل من دخلها حصل على عنصر مميز: في إنجلترا، حصلوا على سيف "إكسكاليبر" من المعبد المقدس، يُقال إنه من رتبة شبه قطعة أثرية.

وفي أمريكا، حصلوا على كتاب سحرٍ قديم يحتوي على عدد من التعويذات التي لم يُستعمل منها سوى ثلاث حتى الآن، وهو كذلك من نفس الرتبة، وقد تم الحصول عليه من برج سحري.

أما في شمال إفريقيا، فقد حصلوا على "شمس حورس" التي تمتلك حرارة الشمس ذاتها، والتي تم استخراجها من الأهرامات، وهي أيضًا من رتبة شبه قطعة أثرية. وتُعدّ هذه الثلاثة من أقوى الأسلحة بقوة أسطورية، وهي أعلى رتبة في هذا العالم.

كان ريو متحمسًا لما قد يحصل عليه في نهاية هذه المغامرة، فكل زنزانة خاصة ظهرت حتى الآن كانت تحمل قوة عظيمة.

استيقظ مبكرًا وخرج لأداء تمارينه الصباحية. تحرك جسده برشاقة، تتناغم خطواته مع أنفاسه العميقة، وقطرات العرق تسللت من جبينه لتلمع تحت أشعة الشمس الأولى، كأنها جواهر صغيرة تتراقص على بشرته. بعد الانتهاء، شدّ حزامه وتوجه بخطوات سريعة نحو المكتبة التي ستظهر فيها الزنزانة الخاصة.

---

عندما وصل ريو إلى المكتبة العمومية، كان قلبه ينبض بعنف، وكأن طبول حرب تُقرع داخله. شعر بحرارة تسري في أطرافه، وارتجافة خفيفة اجتاحت جسده مع كل خطوة يخطوها نحو المبنى العتيق.

المكتبة كانت بناءً قديمًا ذا طابع كلاسيكي؛ جدرانها من حجرٍ عتيق، ونوافذها العالية تسمح لأشعة الشمس بالتسلل بلطف إلى الداخل، حيث تتراقص على الكتب مكونة لوحة سحرية. رائحة الورق القديم كانت كثيفة، محملة بهالة من الغموض والهيبة، تجعل كل زائر يشعر وكأنه دخل أرضًا مقدسة.

كانت هذه ثاني مرة يشعر فيها ريو بهذا النوع من الحماس المشتعل؛ المرة الأولى كانت عند حصوله على "روليت الحظ" من مستوى SSS. ومع أنه لم يرَ أي أثر للزنزانة بعد، إلا أنه لم يتردد في استئجار المكتبة ليومٍ كامل من أمينها.

أغلق الباب بهدوء، ووضع لافتة تشير إلى "المكان مغلق مؤقتًا"، ثم شرع بتثبيت جهاز يمنع انتشار المانا التي قد تظهر لاحقًا، إضافة إلى حاجز طاقة متقدّم. كان هذان الجهازان قد كلفاه أكثر من 400 مليون دولار، وهو ما جعله يؤجل سحب "روليت الحظ" ليوم آخر حتى يجمع مليار محاولة كما خطّط.

جلس على الأرض في منتصف القاعة، يسند مرفقيه على ركبتيه، وعيونه تراقب الفراغ أمامه بتوتر وصبر ثقيل... ينتظر لحظة الظهور.

مرّ الوقت ببطء قاتل، وكأن كل دقيقة تمتد دهرًا. حتى حلّ منتصف النهار... ولا شيء.

همس بغيظ، وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعره الداكن المتعرّق من طول الانتظار: "هل ستظهر في الليل؟ اللعنة... هل حظي سيء إلى هذه الدرجة؟"

ما زاد توتره هو أنه استأجر المكتبة حتى غروب الشمس فقط، وعليه إعادة المفتاح في المساء. فكّر في احتمال التسلل ليلًا، لكنّه تذكّر أن أجهزته مزوّدة بحساسات طاقة، وقد تنفجر أو تُفعل أنظمة الطوارئ إذا تم اختراق المكان بعد الغروب... لم يكن يملك رفاهية المخاطرة.

وبينما كان غارقًا في تفكيره، شعر فجأة بتموج قوي في الهواء أمامه، تبعه اهتزاز خفيف في الأرض تحت قدميه. رياح غير طبيعية انطلقت من العدم، وكأن المكتبة تنفست الحياة فجأة.

رفع رأسه بسرعة، وانفتح فمه بدهشة.

جميع الكتب في المكتبة بدأت تطير في الهواء، صفحاتها تتقلب بقوة، والكلمات تتطاير منها كرموز ذهبية متوهجة، تلمع كأنها نيازك صغيرة. لم يفهم ريو معناها، لكنها كانت تنبض بطاقة قديمة، كما لو كانت نبوءات منسية أو تعاويذ محظورة.

وفي منتصف القاعة، ظهر كتاب قديم، غلافه ممزق ومغبر، كأن الزمن نسيه آلاف السنين. وفجأة... انفتح الكتاب من تلقاء نفسه، وبدأت صفحاته تتقلّب بعنف، كما لو أن يدًا خفية تعبث بها.

في منتصف الصفحات، بدأت الكلمات تتموّج وتتجمّع، مشكلة دوّامة ذهبية صغيرة، تدور ببطء قبل أن تبدأ بالاتساع تدريجيًا.

اتسعت عينا ريو، وابتلع ريقه بشوقٍ وقلق، نبضات قلبه تتسارع حتى شعر أنها ستخترق صدره.

"هل... هل هذه هي؟!" تمتم بصوت مبحوح، يخطو إلى الأمام بحذر، عيناه معلقتان بالدوامة المتوهجة.

لم يكن يتوقع أن يكون ظهور الزنزانة بهذا القدر من العظمة والفخامة.

استقرّت بوابة ذهبية في منتصف القاعة، لكنها لم تكن وحدها... الكتاب القديم ظلّ يطفو أمامها، كأنه حارس أزلي.

فعّل ريو مهارة "العين الحقيقية".

> [الزنزانة: مكتبة العوالم] النوع: خاص الوصف: هذه الزنزانة هي أقدم مكتبة في العوالم، تضم جميع الكتب والمعارف من الماضي والحاضر والمستقبل. تقع في أعظم أرض للمعرفة... لكن لم يدخلها أحد منذ الأزل، سوى [****]

فور قراءة الاسم المخفي، شعر ريو بألم حاد في عينيه، كأنهما ترفضان رؤيته. لم يكن الأمر غريبًا، فالشخص الذي دخله قبله... كان خارج حدود هذا العالم.

"من دخل قبلي؟" همس، واضعًا يده على صدغه، يحاول تخفيف الألم.

لكنّه لم يشغل نفسه كثيرًا، ليس لأنه لا يملك الفضول، بل لأنه يعلم أن لا فائدة من السؤال الآن.

"لكنني ثاني من يدخلها... هذا يعني أنني سأحصل على شيء مميز!" قالها وهو يبتسم بخفة، ثم تابع: "يجب أن أدخل... حتى مع كل هذه الاستعدادات، يجب أن أسرع!"

أخذ نفسًا عميقًا، وخطى نحو البوابة الذهبية... وما إن دخل، حتى اختفت البوابة خلفه.

---

عندما دخل ريو الزنزانة، شعر بشيء غريب... مزيج من الألفة والحنين. وقف أمام شجرة عملاقة تتجاوز السماء، أغصانها تمتد عبر الأفق، كأنها تربط العوالم ببعضها. وقف مذهولًا، الرهبة تملأ كيانه.

"إنها... جميلة." تمتم، ونبرة الإعجاب تملأ صوته.

كانت الشجرة ضخمة لدرجة أنه لم يستطع رؤية نهايتها، وهذا بحد ذاته كان أمرًا نادرًا أن يُعجب به ريو.

على جذع الشجرة، وُجد باب عملاق تحيط به نقوش غريبة، تشبه تلك التي ظهرت عندما ظهرت بوابة الزنزانة. وفوق الباب، علقت جوهرة تتوهج بضوء غامض.

اقترب ريو، ومد يده بلطف على الباب، وفجأة... انفجر الضوء الأبيض حوله، فاضطر لإغلاق عينيه من شدة السطوع، قبل أن يختفي من أمام الباب.

فتح عينيه... ليتفاجأ بتغير المكان. وجد نفسه داخل مكتبة هائلة، رفوفها عملاقة، وكتبها مرتبة بدقة مذهلة. لكنها لم تكن كتبًا عادية... لم تكن من ورق وحبر، بل كانت مصنوعة من السحر.

أينما نظر، كان هناك كتاب، حاول إخراج أحدها، لكن قوة خفية دفعته للخلف.

"هاه؟! هل يعني أنني لا أستطيع لمسها؟ وأين المرشد؟" قال بقلق.

ففي الزنزانات الثلاث الخاصة السابقة، قيل إن هناك مرشدين... لكن هنا، لم يكن أحد. فوق أحد الرفوف، لاحظ لافتة مكتوبة بلغة لم يسبق له رؤيتها.

وبينما كان يشعر بالغرابة، بدأت الرفوف تتحرك فجأة، تعيد تنظيم نفسها ببطء، حتى تكوّن طريقًا واضحًا أمامه.

"هل يجب أن أتبع هذا المسار؟" تساءل، لكن لم يكن هناك رد. حاول الاتصال بإيفا، لكن الاتصال لم يتم... كأن هذا المكان يمنع وجود أي أحد غيره.

لم يكن أمامه خيار سوى اتباع الطريق.

بدأ يمشي، وكلما تعمق، ازداد عدد الكتب من حوله، وكانت المسارات تتغير باستمرار. لم يعد يعرف كم مرّ من الوقت، كأن الزمن ذاته اختفى في هذه الزنزانة. ومع ذلك، لم يشعر بالتعب، كأنه يتنزّه بين الكتب.

"هل هذه هي الكتب التي تحتوي على كل معارف العوالم؟" همس بإعجاب وفضول.

رغم الألم، كان يتوق لقراءتها، لمعرفة كل شيء.

استمر في السير، لكن بمرور الوقت، بدأ يفقد الإحساس بكل شيء، كأنه نسي معنى الزمان والمكان... ومع كل خطوة، بدأ يتخلى عن مفاهيم مثل المال، الحب، الجسد، الروح، الكراهية، والتفكير.

ثم شعر بشيء غريب... كأن قيوده البشرية تحطمت، وكأنه تحرر من كل ما كان يحدّه.

عندما تحرر من حدوده البشرية، شعر بقوة جارفة تجري في عروقه كأنها نهر من طاقة لا نهاية له. أحاط به ضوء أزرق ساطع، لمع فجأة، وتشكل خلفه أسد ضخم يزأر بعنف نحو السماء، حتى ارتجت الغيوم.

[تهانينا! لقد تخطيت حدودك البشرية.] [تم فتح فن قتال سماوي - المستوى SSS (فن هرقل)]

بينما كان ريو يرتفع بهدوء في الهواء، ظهر سيل من المعلومات في رأسه، كأنه وُصِل بعالم آخر، وبدأت حركات القتال تتدفق في ذهنه واحدة تلو الأخرى، كأنها كانت تنتظره منذ الأزل.

عندما انتهى الأمر، عاد ريو إلى الأرض، قدماه تلامسان التراب برفق. فتح عينيه السوداوين، واللمعان الذي يشتعل داخلهما كان كفيلاً بجعل أي شخص يشعر برهبة. لقد خضع لعملية تنوير حقيقية.

همس بصوت منخفض وهو يتأمل نفسه: "لم أتوقع أن أكسب كل هذا لمجرد قدومي إلى هنا..."

وفجأة، ظهر عمود من الضوء الذهبي في الأفق، يخترق السماء بجمال سماوي. عيني ريو اتسعتا، ومع كل خطوة يخطوها نحوه، كان قلبه ينبض بقوة أشد، كأن شيئًا ما يناديه من بعيد.

عندما وصل، كانت الرفوف العملاقة التي تملأ المكان قد اختفت تمامًا، ولم يتبقَ سوى عمود الضوء الذهبي، يتوسطه كتاب يتطفو في الهواء بهدوء، كأنه لا ينتمي لهذا العالم.

تقدم ريو بخطوة ثابتة، وعندما اقترب أكثر، مد يده نحو الكتاب... وهذه المرة، لم يتم منعه.

وفجأة، انبثق صوت هائل، وظهرت معلومات متلألئة أمام عينيه:

---

[الاسم: كتاب التسامي

النوع: فريد / متعالٍ

الرتبة: قطعة أثرية

الوصف:كتاب نُسج من نسيج المفاهيم، ليس مصنوعًا من ورق أو حبر. إنه الكتاب الوحيد في العوالم، ولم يُمنح إلا لمن اختارته المعرفة ذاتها، ليكون رمزًا بين العوالم. جميع قدراته مختومة حاليًا باستثناء بعض القوى الأساسية.]

---

[القدرات الأساسية:

نشر القصة: سيتم نشر قصة سيده تلقائيًا في عوالم مختلفة بطرق متعددة.

تسجيل كل شيء: كل ما يعيشه سيده سيتم تسجيله داخل الكتاب.

فهم والتحدث: إتقان جميع اللغات وقراءتها بسهولة.

سيتم فتح قدرات إضافية تلقائيًا عند ارتفاع المستوى.]

2025/05/15 · 15 مشاهدة · 1427 كلمة
General_13
نادي الروايات - 2025