أعزائي القراء قبل كل شيء كيف حالكم؟ اتمنى ان تكونوا بأحسن حال

اتمنى ان تستمتعوا بقراءة هذه الأسطر القليله ♥️ °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

انين حاد يُغرق المكان...

جسدٌ صغير ظلَ يبكي بجوار اُمهِ كشخص ميتٍ

فارس.. ورجل.. وامرأه بقيا يُحدِقان بعيونهما الذهبية نحو تلك الجثة التي على وشك موتها.. او قد تكون بالفعل ميته تاركتاً صوت انينها الذي لم يرحل معها بعد

بعد فتره وجيزه , نقر الملك على جانبه واقترب إليها مُلقياً همسه خفيفة في أُذنيها

" هذا مزعج، دعينا نعود الآن"

مع ابتسامته التي كادت ان تكون بضحكه شيطانيه يتسرب من انيابها فحيح سام.. تذمر في اُذني زوجته بكلل

بادلته الملكة نفس الابتسامة ونظرات ازدراء للجسد الصغير الذي لا يزال يُسقي جثة امه بدموعه

لم تكن الملكة كشأن الملك إطلاقا من حيث الفسوق والطُغيان ..

بل كان الشر ذاته متجسداً في جسدها الهالك.. عيناها اللتان اطغتها في كلِ ملذات الحياه..

الحب.. السعادة.. الراحة . و الأهم هو تحكمها بالشعب الضعيف او من هم اقل رتبه منها

تعذيبها للشعب هو مُتعة ناظريها.. رؤيه طفل يُشلع لأجزاء هو فلمها الخاص الذي تستمتعُ به عند مشاهدته

بحلول الوقت الذي كاد الملك ان يقف من عرشه امسكته برقه مِرفقة ليتوقف وينظُر إليها

" عزيزي، الى اين تود الذهاب الآن؟ .. الا يمكننا سماع صراخ الطفل اكثر؟"

ابتسمت ابتسامة قبيحة مظهرةً أسنانها الملونة ببلاط اصفر..

اتسعت عينا الملك بعجب.. لم يفهم ما هو المغزى من كلامها..

بقي ينظر تارة إلى الطفل وتاره إليها ثم قال بشيء من التساؤل والسخرية

" ما الذي تحاولين قوله؟.. أرى بأن الطفل لا يصرخ بل يبكي بصمت"

زاد اتساع فمها القذر.. وانطلق ما بين تلك الأسنان ضحكات متعالية

" ايها الفارس فالتحضر الذي طلبته منك بالأمس."

أعادت زوجها الملك " اُجوش" إلى عرشه ثم أشارت إلى الفارس الذي يقف خلفها ليحميها من اي خطر

وهل يوجد خطر على مثل ذلك الشر؟.. انها الشر بعينه ولا يستطيع احد ان يتجاوز على قوة طغيانها وتكبرها وفجورها..

في مكان آخر... تحت انقاض الأرض. تحديدا في مدينة (ماسترا mastra). اجتمع حشود من البشر مشكلين حلقة صغيره حول البئر

. تعآلت أصوات الرجال وبكاء الأطفال. وصراخ النساء الذي يترجين الحراس ليعطوا قطره واحده من الماء لأطفالهن...

كان الظلم منتشر في جميع أنحاء إمبراطورية "أُوُجَهَا ogaha" ... سواء تحت انقاض الأرض او في أعالي الأرض..

التسلط على العبيد الموجودين تحت قبورهم هو من ألذ الأفعال لدى الملك "أُجوش" والملكة " رينا"

· هنا قصدت بالقبور. انهم يعيشون تحت الأرض كما لو انها قبورهم

في كل ليلة من الليالي شديدة الظلمة .. عانى العبيد من التعذيب والظلم فمنذ أن اصحبت صاحبه القلب الأسود زوجة للملك "أُجوش" لم يرتوي عطش اي شخص من العبيد إلا بعد أن يدفعوا قيمته او العمل كخادم لها لِفترة مُعينة

هكذا دام الحال لمدة سبع سنوات.. إلى هذا اليوم الذي ظهر هذا الشخص الغريب

الشخص الذي ظهر مِن الخلف ووقف بالمنتصف

شعر اسود قاتم وأعين زرقاء شديده التوهج.. بعباءته المنقوشة بخطوط ذهبيه ..غطت جسده الكبير..

تحاشد الجنود حوله و اظهروا سيوفهم بالقرب من وجهه..

الجميع في آن واحد اقتربوا منه بحذر.. كان حوالي سبعة فرسان مجتمعون حوله.. ينظرون ناحيته بنظره جامده مليئة بالشك والترقُب

" ايها الغريب الوغد, ما سبب مجيئك إلى هنا؟"

تَحدثَ أحدهم بريبة.. بينما اقترب فارسٌ آخر رمى برُمحِه مباشرةً نحوه ..

الغريبُ بقيا ساكناً. لم يتحرك من مكانه او حتى يُجفن له جفن واحد.... بل ظل يُحدقُ نحو تلك الرؤوس الفارغة

ظنَ الفارسُ الذي القى برمحهه سيُصيبهُ ..ولكن وياللدهشةِ لم يصل الرمحُ إلى منبضه.. بل توقف قبل أن يصل اليه.. اعتلت الوجوه الحيرةُ والدهشةُ معاً.. واتسعت مُقلُ الأعين في صدمه حائره

فكيف لرمحٍ ان يظل ساكناً يسبح في الهواء؟.. تصلب الرمح في المنتصف.. للحظات ثم ما أن لَبِث حتى سقط أحدهم ارضاً مصدراً ضوضاء عالية.. وآنين صاخب..

الفارس الذي أراد أن يلقي الشر على شخص بريء ها هو ذا يلقُم شرهُ بنفسه...

ارتعد العبيد الذين يُشاهدون والفرسان من المظهر الذي انكشف.. ها هو مره اخرى تعتلي وجوه الحاضرين... بالصدمة الشديدة والخوف القابع في قلوبهم

" سِحرٌ ما أعادَ مسيرةَ الرُمحِ إلى موطنه"

" ما هذا ، هل هو ساحر؟ "

تَهامسَ الجميعُ فيما بينهم بينما يعتلي وجوههم الخوف

" انت " تحدثَ الغريبُ بصوتٍ منخفض بينما يقترب من فارسٍ اخر

وتراجع الفارسُ بخطوات غير واثقة، وعينيه مليئتين بالخوف

" م.. مالذي تريده؟؟ " كانت الكلمات تتدحرجُ من لسانهِ بصعوبة ف للتو مات احدهم

" هل تعرف فتاة تُدعى رودي وتُحب لقب رينانا؟ "

" رر..ينانا؟ أ..أعتذر أنا حقا لا أعلم!! " أجاب بسرعه وتوسل ان يبقيه على قيدِ الحياه ويعفو عنه

هو امال برأسه قليلا كما لو انه يفكر في توسله وسرعانَ ما أدار جسده ليعود من حيث أتى

ظلت نظرات الفرسان والعبيد تُحدق في ظهر الرجل الذي ظهر فجأه وها هو ذا يرحلُ دونَ ان يترك اي معلوماتٍ عنه

ومنذُ ذلك الحين أُطلق على ذلك الرجل ب الساحر ذو العباءة السوداء

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

" ارجـوكِ انا اتوسلُ إليك سيدتي دعيِ طِفلي فوسار يعيش ، انا اتوسلُ إليـك "

تحتَ توسل امرأة مُشردة .. تدحرجَ رأس مُشردٍ اخر امام ناظريّ الملكة والملك والفارسُ الذي يقفُ خلف الملكة

طفلٌ بِعمر الثلاث السنوات تشبث بملابس والدتهِ المتوسِله

بتلويحة واحدة من يدِ الملك انقطع صوتُ التوسل الذي ظلَ لفتره وانكشف مشهدٌ جديد

دماءٌ غطَت جسدَ الطِفل الذي كان بين أحضان والدته مشبثٌ بِخرقةٍ من ملابسها

طعنتٌ من الخلف كانت كافيه لتُنهي نحيبها وحياتها معًا

ظلَ الطفل يُحدق بجسد والدته دون أن ينبس ببنت شفه

في هذه الاثناء شعَر المِلكُ بالملل ثم عندما حاول النهوض والمغادرة امسكتهُ الملكة برفق من مِرفقه وطلبت عودتهُ ليسمع صُراخ الطفل

عاد إلى مكانِه والدهشةُ تصيب وجهه وسرعان ما طلبت رينا شيئًا ما حضرتهُ مسبقًا لم تمر سوى خمسِ دقائق حتى عاد الفارسُ وبيده خنجر واعلاه توجد جوهره زرقاء

امسكتهُ رينا ونظرت ببتسامة ثم اسندت ظهرها على الكُرسي وقالت الفارس بينما تُعيد الخِنجر " قُم بتقطيع الفتى إلى قِطعٍ صغيرة "

بدا مترددًا للحظة وسرعان ما انحنى الفارسُ ثُم سارَ نحو الطفل الذي بدا عليه علاماتُ الخُوف والرهبه

تراجع الطِفلُ للخلف وتعثرَ برأس المتشرد ليسقط على جُثة والدته

ماهي إلا ثوانٍ حتى انفجر صُراخٌ ملأ أركان القاعة وانفجر في مكانٍ اخر ضحكات المَلِك الذي يستمتعُ بهذا المشهد بدا وكأنه يرى تلك الاشلاء كقطع شطرنج بدا وكأنه راضيٍ تماما لِما يحدُث

وحتى مع انتهاء تقطيع الطِفل بقيَّ صداهُ يتردد في المكان، عاد المَلِكُ إلى حُجرته وبقي كُل من الفارس والملكة لوحدهما

نهضت الملكة من مقعدها ونظرتَ نحو الجُثث الثلاثة بصمتٍ ، تنهدتَ قليلا ثم ونظرتَ نحو الفارس الذي قام بتقطيع الطفل

" قُم بتنظيف المكان ثم في غُضون ذلك ارسل جون الي عِند منتصف الليل مَع الخِنجر الذي بيدك "

مرتَ لحظةُ صمتٍ دامتَ لثوان ثم أجاب الفارسُ بهدوء

" امركِ جلالتك " حنى رأسهُ وردَ بأدب

غادرت الملكة وبقيَّ الفارسُ ينظُر نحو الجثث وقلبُه على وشِك التمزق

" سُحقًا !! " صرخ بغضب وامسكَ بقطع لجُثة الطِفل ،صوتُ الطِفل الصغير الذي كان يحتضر من الألمِ ما زال يترددُ في أُذنه

°°°°°°°°°°°° انتهى اليومُ الطويل وحلَ منتصفُ الليل وكما طلَبت رينا جاء فارِسٌ يُدعى جون ومعه الخِنجر الذي تم تقطيعُ الطفلِ به

اخذتُه على عجل وطلبت مِنه الدُخول وسرعان ما دخل وبقيا لوحدهما في حُجرتها عِندَ دُخولِه شعَر جون بتوتر يتسلل إلى اوصالِه بينما عيناهُ كانتا مثببتان عليها

" جلالتِك، ماذا لو عَلِمَ شخصٌ آخر بذلك؟"

صوتٌ متردد وقلق انطلق إلى مسامِع رينا التي كانَت تُحضر دائرة في منتصف المَكان

توقَفت عَن الرسم وحدَقت نَحوه بصمت وقالت " عندها ستكون انتَ من خانني " ردت بِحزم ثم عاودت رسمَ الدائرة حتى انتهائها

" هآآآه، والآن هي مكتملة اليس كذلك؟ " أطلقت زفرة طويلة ومسحتَ العرق المتساقط من جبينها قبل أن تبتعد عن الدائرة

في تلك اللحظه اقتربَ جون ونظرَ نحو الدائرة وقال بتردد بصوتٍ يفتقرُ إلى الثقه " أشعرُ انها قد تكون جاهزه هكذا لكن لستُ متأكِدًا مِن ذلك "

" هل تمزحُ معي؟، اريدُ تأكيدًا واضحًا ! " زمجرت قليلًا وعلاماتُ الغضب باديةٌ على وجهها مما جعل قلبَ جون يخفقُ كطبول احتفال يترددُ صداها في أذنه وسرعان ما جثى على ركبيته ليعتذر بصوتٍ مملوء بالتوتر " اعتذر سيدتي ،كما تعلمين لستُ جيدًا في هذا "

اغمضت عيناها قليلاً لتأخذَ نفسًا عميقًا لتعيد ترتيب أفكارها وتخففُ من حِدة غضبها

دفعتهُ من جانبها ثُم سارت نحو الدائرة لِتَقف في منتصفها " اذا حدثَ خطبٌ ما مِثلَ السابق سأقتلك حقًا "

ماهي إلا لحظات حتى بدأت الدائرة المرسومة تُضيء في اللحظه التي وضعت الخنجر في المنتصف و بدأت بتلاوة بضع كلمات من لُغة قديمة

"Ζήσον ἐν εἰρήνῃ ἐν ἄλλῃ βασιλείᾳ, ἐν γῇ καινῇ ἔστω σε σῴζεσθαι."

تجمعت طاقة غامضة حولها، وبدأت الاضواء تتراقصُ في الدائرة وكأنها تستجيبُ لِصَوتها ، احاطت بها هالة من النورِ المتلألئ و ازدادت درجة حرارة الغرُفة بشكل ملحوظ

دقيقه دقيقتان ثلاث ، انطفأت تِلك الاضواء فجأه كما لو انه لم يحدُث شيء، أطلقت رينا زفيرا طويلًا وعميقا لِتسقُط على الأرض خائرة القِوى

نظر جون إليها وتنهد برتياح بينما يقول لنفسه " يبدو انني لن اموت بعد "

ثم بصوت مُهنئ قال " مُباركٌ على نجاح ذلك سيد.َ.. "

" ليس لديك الحق للتحدث معي الآن" قاطعتهُ بحزم ثم صمتت قليلًا لتُردفت بينما تنظُر نحوه بطرف عينيها " يُسعدني جِدًا انني جعلتُ الفارس يُقطع الطفل بِسُرعةٍ جيده "

" اذا مالذي ستفعلينهُ الان؟ " عندَ سؤاله نهضت رينا ببطء وسارت بخطوات ثقيلة نحو مضجعها

القتَ جسدها الهزيل على المِضجع وبصوت خافت " لا شيء فقط سأمزقُ طِفلًا آخر او اي شخص إلى أن أشعر أن الأمر لم يعد يُلزم " قالت ذلك بينما تبتسمُ وتُدفن وجهها بوسادتها

لم يبدِ جون اي ردة فعل لكلامها وسرعان ما نهضَ من مكانه هو الآخر و قال " لن أخبرُ احدًا بما حدث اليوم أيضًا"

ثم توجه نحو الباب عندما لم يسمع اي ردٍ منها واردف قائلاً " اتمنى لَكِ ليلة هنيئة سيدتي " °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

تبلدتَ السماء بالغيوم الداكِنة وبدأت بالنحيب لِتزرع الارضَ وتُبهج سُكانها

كانت الغابة قد اكتست ظلامها وبدأت السماء بالهطول وبينما تترددُ وقع حوافِر الخيول قال اغاثون وقد اعتراه التعب وبدت على اعينه الحمراء ملامح الاعياء من طولِ المسير " هل يُجدرُ بنا ان نتوقف تحتَ ظِل شجرةٍ ما؟ "

رفع اندرونيكوس رأسه للسماء وظلَ يُحدق للسماء قَبل ان يُجيب " لا، فالنواصل لا يزالُ لدينا طريقٌ طويل لنقطعه " تساقطت قطراتُ الندى بهدوء على شعره الأسود القاتم

بادر سوفوكليس الذي تبلل شعرهُ الاشقرُ بالمطر واصبحت قلنسوة مِعطفهِ الأسود ثقيًلا " يُستحسنُ بنا ان نتوقف يا اندرو، الاحصنة توشِك على الإغماء " كان صوتهُ يترافقُ مع الاعياء الذي يُعاني منه

ضَحِك اندرو عندما لاحظَ نبرةُ صوته ونظرَ نحوه بينما يقفِزُ من على جواده " هل هي الاحصنة فِعلا ام هو انتم من توشِكُون على الإغماء؟" ثم صمتَ للحظه وأضاف " حسنا لنتوقف "

كان اغاثون يُشاركُ شعور سوفوكليس بالقلق حيثُ ان الاحصنة لم تعد تسيرُ بِسرعة كافية ، فمنذُ ان بزغت الشمس لم تتوقف عن المسيرِ حتى الآن وها هي السماء تَزيدُ من تباطؤ المسير لِحسن الحظ توقف اندرو وامسك بِلجام الحصان وسارَ نحو أقرب شجرةٍ كبيرة ومن ثُم تبعاه كُل من اغاثون وسوفوكليس

رُبطت الاحصنه عند جِذع الشجرة وتناثرت شظايا النار داخل الكهف، مُشكلةً ضوءاً خافتًا يضيء الظلام المُحيط بهم ، حيثُ تجمعَ الثلاثة حول نارٍ صغيرة تتراقصُ شظاياهُ في الهواءِ البارد ، جلسَ اغاثون على الأرض واخذَ يُقلب الاغصان المُحترقة بِغُصنٍ اخر بيده بينما يُفكر فيما سيفعله لاحقًا

" لقد مضت تسعةُ ايام مُنذ ان كُنا في مملكة أوُجها اليس كذلك؟" سأل سوفوكليس بينما كانَ يعصِرُ ملابسهُ المُبللة بِقطرات الندى

أجاب اندرو وهو يضعُ خُبزاً جافًا وبعضًا من الكؤوس المملوءة بحليب العنز " اجل، ولم نجِدها بعد"

" حسنا بعدَ كُل شيء نحتاج إلى الراحه ،انت لا تظُن اننا مُجردون من التعب اليس كذلك؟" قال اغاثون وهو ياخذُ قِطعة خُبزاً ويرتشفُ من الحليب

اندرونيكوس الذي كان يتأملُ في النار الصغيره التي تتراقصُ أمامهم اضاف : " يمكنكم تعزيزُ قوتكم عن طريق السِحر كما تعلمان"

جلس سوفوكليس على الأرض بعد انتهائه مِن عصرِ ملابسه واخذ قِطعة من الخُبزِ هو الآخر " علينا توفير سِحرنا أيضا، الأمر ليسَ سهلاً كما تظن، ومِن ثُم اخبرني ماذا حدث في مدينة ماسترا؟ سمعتُ انك قتلت احدَ الفُرسان"

تردد صوتُ قطرات المطر في الخلفية بينما كان سوفوكليس واغاثون ينظُران اليه باهتمام ويأكُلان الخُبز

" حسنا، هو من بدأ لذا كان علي فِعلُ ذلك " أجاب بهدوء بينما لا يزال يُحدق في النار بِسُخرية من سوفوكليس قال وهو ينظرُ نحو اندرونيكوس وعيناه تفضحان مدى سُخريته منه " هل أعجبك لقبُ الغريبُ ذو العباءة السوداء؟ "

رفع اندرونيكوس حاجبهُ ردًا لسخريته بينما ابتسم قليلا وقال بصوتٍ من هادئ مزيجًا مِن السُخرية الثقة " الغريبُ ذو العباءة السوداء ها؟ ليس سيئا كثيرًا "

ضحكَ اغاثون بينما يضعُ اخر قطعة خُبز لديه في فَمه " انت تعلم أن هذا اللقب قد يُصبح حديث المدينة او ربما في مملكة أوجها كُلها الا تعتقدُ ذلك؟ "

وبسُخرية أخرى من سوفوكليس " رُبما يُجدر عليك البدءُ بإلقاء خُطبٍ غامضة وتوزيع تهديدات مُريبه حتى يليق اللقب بك "

اشاح اندرونيكوس نظرهُ عن النار وحدقَ بعيونه بوجه سوفوكليس الساخر ليقول " اعتقد انه يُجدر علي قتلكما لاحقًا"

كُل من اغاثون و سوفوكليس تظاهرا بالارتعاش بينما يرددان بصوتٍ واحد " انت مُخيفٌ جدا ا..اندرو~ نيكوس"

ابتسم اندرونيكوس قليلا وقد شعر ان بخيبة امله الذي شعر بها مُسبقا بسبب عدم إيجاد رودي تنزاحُ عن الجانب وادار عيناهُ مجددا نحو النيران الخافته وهمس كما لو انه يتحدث إلى نفسه " عليكما التفكير بشكل جيد مستقبًلا اذا كُنتما تشعران بالخوف حقا انتما لا تعلمان مالذي سأفعله اذا اشتد الظلام اكثر وظللتما تسخران"

ضرب سوفوكليس كتف اندرونيكوس بمُزاح وقال " بربك ،اندرو .. اتمنى الا تقرر هذه الليلة، احتاج عل الأقل فُرصة لانهاء هذا الخُبز كما فعل اغاثون "

استمرت الاحاديثُ حتى انطفأت النيران وحل ظلامُ دامس ، حيثُ تلك الاضاءه التي كانت تُنير لبرهه أُبتلعت بواسطة هذا الظلام الحالِك

نهض كلُ منهم واخذ يأخذ مكان له للمبيت حيث أن السماء لا زالت تُسقطُ نداها ،كان صوت المطر لا يزال يُشكل لحنٍ هادئًا وراء خلفية مُرعبه من تلك الأشجار المائلة

علق سوفوكليس بنبرة جادة ونصف مازحه بينما يُلقي بجسده على مكان رطب بالجوار " أخبرنا أيها الغريبُ ذو العباءه السوداء ، مالذي ستفعلهُ بعد ذلك؟ حيثُ ان رودي لم نجدها بعد مرورنا ثلاث ممالك حتى الآن "

نظر اليه اندرونيكوس بتفكير عميق بعد توقُفه عن وضع عبائتهُ تحت الارض لفرشها والمبيت عليها " سنترك الأمر يمرُ هذه الليله ثم سأفكر في ذلك عندما تنقشع هذه الغيوم وتتوقف السماء عن البكاء"

وفي اللحظة التي انتهى من الكلام صُدر صوتٌ خفيف مِن داخل الكهف يبُعد حوالي ستة أقدام، كان صدى الخطوات الخافته يترددُ في المكان مِثل قطرات المطر

تحولت نظراتهم نحو مصدر الصوت حيثُ الظلام يكتنفُ كل شيء تأهب كلُ منهم واخذ سوفوكليس سيفُه موجهًا نحو مصدر الصوت ثم فجأة توقفت تلك الخطوات، بصوت هامس سأل اغاثون " ما كان ذلك؟ "

" ربما مُجرد حيوان ما، ليس علينا أن نكون جديين هكذا في كُل مره يُصدر صوتًا" رد اندرو ومن ثم جلس مجددا واعينهُ لا تزال مُثبتة نحو مصدر الصوت وأضاف " اذا حصل شيء ما يمكننا التعامُل معهُ بسهوله " تنهد اغاثون وجلسَ مجددا في مكانه محاولًا طردَ أفكاره القلقه جانباً، بحلول الوقت وضع سوفوكليس سلاحهُ جانبًا واستلقى، كانت الأجواء داخل الكهف يتخللها هدوء غيرُ مريح لكن تلك اللحظه الهادئة لم تدم طويلًا، فقد عادت الخطوات تُصدر، تبادل الثلاثه نظراتهم معًا ،تجمدت الأجواء وأصبح كُل شيئا هادئا سوى تلك الخطوات المعزوفة مع قطرات المطر

ثم للحظة اعينٌ لامعة خرجت من الظلام، كان الجسدُ الصغير العاري تمامًا ينظرُ نحوهم بعيون ميته

طفلٌ صغير لا أحد منهم يعلم كيف أتى ولما هو هنا في مِثل هذه الغابه؟ يتبع......

・・・・・・・・・ 🌚🌚🌚

كيف كانت القصه؟

هل تحتاج لبعض التعديلات؟

جد جد اتمنى تعلقون عشان اعرف اذا تحتاج لتعديل او لا ، صعب علي اشوف الأخطاء لوحدي

بعد اسبوع او أسبوعين سيتم تنزيل فصل جديد اذا ما كان هناك قُراء ونالت الإعجاب

2024/11/02 · 25 مشاهدة · 2499 كلمة
mirai
نادي الروايات - 2025