في لحظة من الصمت، انكسر الهدوء بفعل خطوات خفيفة، وكأن الغابة ذاتها كانت تحبس أنفاسها. عيون الأشخاص الثلاثة اتجهت نحو الظل الصغير الذي ظهر أمامهم. كان طفلٌ عارٍ وعينيه بدتا خالية من الحياة
ركضَ اندرو في اللحظة التي ادرك انه مُجرد طِفلٍ على وشك الموت وامسكَ بِه قبل أن يسقط الطفل الذي اغمي عليه " ما هذا لقد ظننته دبًا بريًا او شيء من هذا القبيل ، لكنه مُجرد طفل؟" اغاثون الذي اقترب من اندرو تمتم كما لو انه يشعُر بالعار من خوفه قبل قليل
كان الطفل يتمايل بين ذراعي اندرو، وكأن جسده الصغير فقد القدرة على المقاومة. اقترب أغاثون من الطفل بحذر، بينما كان قلبه ينبضُ فضولاً. "هل هو مصاب؟" سأل بقلق لحظة رؤيتهِ لعظام جسدهِ البارزة
حمل اندرو الطفلَ برفق ووضعه على عباءتهَ التي قام بتجهيزها مسبقًا ثم عند تأكدهِ ان الطفل في موضع جيد أجاب على تساؤل اغاثون الذي دام لفتره "لا، لكنه يبدو أنه لم يتناول اي طعامٍ مؤخرًا " ومن ثم وضع يده على صدر الطفل لتخرج هاله زرقاء اللون وأضاف " مع القليلِ من السحر قد يكون قادرًا على الاستيقاظ بحلول الغد "
" هل يمكنه تناول الخُبز؟" سأل اغاثون بينما يمدُ قطعة من الخبز أخرجها من جيبه المُبلل
انطلقت ضحكه مُصاحبه للسخريه قريبه من اغاثون " لا تكن غبيًا اغاثون، هو ضعيفٌ جدا لدرجة انه لن يتمكن من المضغ إلا ترى ذلك؟" وبسرعه خطف فوسو الخُبز ووضعه في جيبه
تصلب وجه اغاثون للحظه حتى ادرك ان قطعة الخُبز الذي سرقها سابقًا من اندرو سُرقت من قِبل فوسو للتو " اعد لي الخُبز أيها السارق"
رد عليه سوفو بجرأة " انه لي الآن اذا كنت تريده فعليك ان تأخذهُ مني "
انتهى اندرو من وضع السحرِ على الطفل حيث بدأت أنفاس الطفل تستقرُ وبشرته الشاحبة خفت قليلا وثم نظر نحو سوفو واغاثون والإرهاق يرقصُ على جسده ليتنهد ويقول " هل يمكنكما التوقف الان؟ نحنُ نُعاني مُشكلة هنا وها انتما تُحدثان الفوضى بالفعل "
نظر اغاثون وسوفو إلى بعضهما البعض ثم تنحنح اغاثون مُحاولاً كبتَ غضبه من سرقة الخُبز " حسنا، انه مُجرد مزاح ليس إلا" ثم حول نظره نحو سوفو بينما يجلس وهمس " لن ادعك تُفلت"
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° مع أول خيوط الفجر التي تسللت مِن خلفِ الستار، انكسرت الظُلمة التي كانت تلفُ الغرفة بهدوء ،تساقطت أوراقُ الندى الثقيلة من أوراق الشجرة المُتدلية بالقرب من النافذه ومع زقزقتِ الطيور المتناغمة بدأت الحياه تعود للمكان
ببطء فتحت رينا أعينها ونظرت نحو انعكاس ضوء الشمس على المرآه، امرأه ذاتَ شعر بلاتيني مُتجعد وجسدٍ نحيل مناسب لِمن تبلغُ من العُمر خمسٌ وثلاثون سنه انعكستَ في المرآه مع ضوء الشمس الذي ينسابُ على شعرها
استمرت تِلك التحديقات لبعض الوقت، ثُم نهضت ببطء لتُمسك بكأس الماء كان موضوعًا على طرفِ الطاوِلة، اخذت ترتشفُ من الماء وعاودت تنظرُ إلى نفسها المعكوسة في المرآه
" رُبما علي الخروج لأخذ الراحه " تمتمت لنفسها بصوتٍ بالكاد مسموع وهي تُلقي نظرة اخيرة على المرآه ومِن ثُم تنهض مِن سريرها المزين بزخارف خشبية متينة تناثرت خصلاتُ شعرها البلاتيني لينسدل على ظهرها، قدميها الخشنتين لامست الارضيه الباردة المصنوعة من الرخام الخام لتسيرَ تجاه النافذه
" آه، اللعنة " تأوهت بشكل مؤلم وهي ترفع قدمها، تشعرُ بلسعة تتخللُ إلى عظامها لتنظر نحو قدمها التي بدأت بسيل الدماء،كانت الأفكار تتداخل في ذهنها حول ما حدثَ قبلَ تسعة ايام وهي تسيرُ شاردة نحو النافذه، داست على خنجرها الذي تركتهُ في الأرض حين عودتها مُنذ تلك الليلة
بحلول الوقت طُرق بابُ غرفتها ليأتي صوتٌ مِن خلف الباب المُزخرف " جلالتِك، هل يمكنني الدخول؟"
" ادخلي " فتحت الخادمة الباب بحذر وهي تحمل كأسًا من المشروب الدافئ وتضعهُ على الطاولة وتقول بصوت متوتر متفاجئة كون سيدتها تجلسُ على الرُخام " لقد وصل الشال الذي طلبتِه بال.. آه " لم تُكمل حديثها حيثُ التقطت عينها جُرح سيدتها لتشهق بخفوت
" هل انتِ بخير جلالتك! " صرخت بخوف وهي تتقدم خطوة أقرب نحو رينا، ومِن ثُم أخذت بِقدم سيدتها دون أن تُدرك ما تفعله او حتى تُدرك تِلك النظرات المُثبته عليها مِن قبل رينا
" من طَلبَ مِنكِ فعلُ ذلك؟ " بصوتُ منخفض لكنه واضح سألت وهي تنظُر ببرود نحوها
ارتجفت الخادمة للحظة لتنهض وتتراجعُ خطوة صغيرة للخلف " آسفه جلالتك .. لم اقصد تجاوز حدودي "
" أُخرجي " تمتمت بصوت خافت يكادُ يُشبه الهمس بينما تُشير نحو الباب ، لم تسمع الخادمة مالذي قالته لتميل رأسها وتقول بتردد " ا..انا اســفه لم اس..اسمعكِ جيدًا جـلال...."
" قُلت اخرجييي حالاً!! " صرخت رينا بصوتٍ حاد وهي تنهضُ مِن مكانها بصعوبة لتُمسك برقبة الخادمة وتضيفُ بهمسةٍ مُهددة "إن لم تريدي تذوقَ طعم خِنجري"
كانت تِلك العينان الذهبيتان تنظُران نحوها بشراسة قليلًا بينما تُفكر بعمق، ضاعت أفكارها عندما رأت اعين الخادمة تهتز بِرعب، قطبت حاجبها وأدركت أنها لا تزَالُ تُمسك برقبتها وماهي إلا ثوانٍ حتى صُدرت انفاسٌ شاهقه تبحثُ عن هواء ما
تراجعت الخادمة بخوف عندما شعرت ان رُوحها عادت إليها واخيرًا، إسودَ وجهُها خوفًا ورعبًا حيثُ بدى وجهها شاحبًا لقلة الهواء ورُعبها لأحتمالية فقدان حياتها في تِلك اللحظه، قبل أن تستدير وتهرعُ للخروجِ من الغرُفة تمتمت بصوتٍ ميت " عُذرا... جلالتك "
غادرت الخادمة واغلقت الباب خلفها وظلت رينا تُحدق خلف ظهرها للحظه ثُم استدارت بجسدها لتُقابل نافذة غُرفتها وتنظُر نحوها بِشكل مُريب، اقتربت نحو النافذه بخطوات مُتعرجة والدمُ لا يزالُ يرسُم خطًا وبُقعًا في كُل خطوة تخطوها
فاللحظه التي وصلت أزالت قِطعة السِتار عن النافذة لِتندفع أشعة الشمس التي أشرقت قبل لحظات في جميع أركان الغُرفة
لحظةُ سُكون ساد المكان وهي تُخرج رأسها لتنظُر بتمعُن نحو خارجَ النافذه،كانت قطراتُ الندى لا تزَالُ تتساقط من الأوراق المُتدلية بِقُربها وتِلك الغيوم المتناثره حول الشمس مُشكلة لوحةً فنية، عبست قليلا بينما تنظُر نحو الافق " هَل استشعَر بمَعرفتي له ليهرب بهذه السُرعة ام انتهت مُهمتهُ؟ " غمغمت بينما تُعيد الستاره لِمكانها وتجلسُ عِند أقرب كُرسي موجود على مكتبتها
فتحت إحدى الادراج واخرجت مُعقم وضمادة،وبرفق قامت بتعقيم جُرحها لتلف الضمادة حوله وعند انتهائها نهضت للتجه لأخذ حمامٍ جاهز
بينما تسيرُ في الرواق مُتجهه نحو حمامها البُخاري الفخم تتحسسُ مدى جودة أوراق الجِدار المُذهل، التقطت اعينها تِلك اللوحات المُعلقه على الُجدران ذو ورقٍ غالي مطلية عِند الحوافِ بالذهب الخالص ومزين بمجوهرات
- هل قامَ بوضع لوحاتٍ جديدة؟ -
بضع تساؤلات حامت حول رأسها وسرعان ما ازاحتها عن جانبها عند وصولها إلى الحمام
بدى الحمام ليس اقل فخامة عن باقي أرجاء القلعة، ف حجمه بحجم غُرفه وذلك حوض الاستحمام الكبير يكفي لدخول فيله او اثنتين... وهناك في الارجاء بعضُ الزينات من الشجرِ والورود مُصممٌ بِعناية لجعل كُل من الملك والملكة الشعور بالاسترخاء عند الاستحمام
وقفتَ خادمة بالقربِ من الحوض ذات شعرٍ بُني، انحنت قليلا بينما تستقبلُ سيدتها " مرحبا بوجودكِ جلالتك ، مالذي تودين استخدامهُ هذه المره؟"
" هل يوجد عِطر البنفسج والزعفران؟" سألت بينما تذهبُ في رُكن ما وتخلعُ ملابسها وتضع المِنشفه على جسدها العاري
" بالطبع يوجد جلالتك " اجابت بصوتٍ هادئ وهي تنظرُ إلى سيدتها التي تقتربُ تجاهها مُبتغية حوض الاستحمام، بعد أخذها لِعطر الزعفران والبنفسج بدأت بوضع بعضًا من قطرات العطر في الماء الدافئ قبلَ دخول سيدتها
" عُذرا جلالتك هل ستكونين بخير معَ هذا؟ لاحظتُ قدمك قبل قليل، سيكون من الصعبِ ان تستحمي بها،" سألت وهي تُشير لقدم سيدتها
انتبهت رنيا التي نست لوهله ذلك الجُرح العميق لِتنظر نحو قدمها، لم تُجب رينا بل ظلت تُحدق نحو جُرحها حيث بدى على وجهها انها لا ترغبُ بوضع قدمها على الماء الساخن، تنهدات مُستسلمة انطلقت ما بين شفتيها
"هل يُمكنني جلبُ إحدى الخادمات لتقم برفع قَدمك عن الماء؟"
لحظةُ صمت مرت بينهما، وعندما أدركت ما قالتهُ الخادمة رفعت رأسها متفاجئة قليلًا مِن كونها فهمت ما كانت تشعرُ به قبل قليل
اجابت بخفوت " افعلِ ما ترينه مناسبًا " ابتسمت الخادمة قليلا ثُم خرجت لتُحضر خادمة وما هي الا بضع دقائق حتى عادت ومعها خادمة أخرى
في لحظةٍ من الهدوء، استقرّت رينا في الحوض الدافئ، بينما الخادمة تُمسك قدمها بحذر لتُبقيها بعيداً عن الماء الساخن، محاولة تخفيف الألم عن سيدتها..والأخرى تُفكرك يدها بالصابون المُعطر،كان عبير البنفسج والزعفران يملأ أرجاء الحمام، ممزوجاً بخيوط البخار الصاعد، ما منح الجو سكينةً خافتة.
بينما كانت رينا تسترخي، أخذت الأفكار تتسرب إلى ذهنها
لمّا أجوش ارسل شخصًا ليتجسس علي؟ ام هل هُو شخصًا مِن بلادٍ أُخرى كمملكة (فاروس -varros) التي سقطت قبَلَ مُدة بواسطة زوجي أُجوش؟ ام هي مدينة (نيرونيا - nironia) التي تقعُ في امبراطورية ( تيراسيا - terassia) والتي على وشك شن حربٍ قريبه مع مملكة أُوُجُهَا؟
لم تستطع فهم سبب وجود ذلك المتجسس لكنها اغمضت عينها حتى انتهتا الخادمتان مِن مهمتها °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
" اندرو، سوفو استيقظا هــيا لقد أشرقت الشمسُ بالفعل " صوتٌ صاخبا تردد في ارجاء الكهف ،كان اغاثون يصرخُ وهو يقفُ على مقربة منهما، يركلُ اندرو ويمدُ يده لِهز كتف سوفو حيثُ ضوء الصباح الباكر تسلل مِن بين أوراق الشجر لينتشر داخل الكهف في حدود أمتارٍ قليلة
تمتم اندرو وهو يفتحُ عيناهُ ببطء ويمسح بكف يده وجهه المتعب "هل استيقظ ذلك الصغير؟" حدق بوجه اغاثون لفتره ثُم استدارَ في الارجاء باحثًا عن المكان الذي وضعه بالأمس
" اجل لقد استيقظ وهو هُناك خارج الكهف قليلا يعبثُ في الارجاء" تحدث اغاثون وهو يشير نحو الخارج
بحلول الوقت الذي رفع فيه اندرو جسده العلوي لينهض سأل بقليل من الفضول " اذن هل قال شيئًا ما؟"
أجاب اغاثون " بخصوص ذلك ...." صمتت قليلاً ليقوم بهز وركل سوفو الذي لم يستيقظ بعد ثم اضاف " حاولتُ التحدث معه بالفعل لَكنهُ بدى خائفًا جدا لذا حاولتُ تهدئته قبل ذلك"
" جيدٌ ما فعلته " قال بهدوء مُتجها نحو مخرج الكهف بينما استمر اغاثون بمحاولة ايقاظ سوفو الذي بدا وكأنه حيواناً بريًا دخل في سباتٍ عميق
" هل انتَ بخير، أيها اللطيف؟" اقترب اندرو من الطفل الذي لا يزالُ عاريًا حيثُ وجده يُراقب الخيول بتمعن،جلس القرفصاء بجانبِه واخذ يربُت على رأسه مما جعلهُ يجفلُ للحظة ثم اضاف لكلامه السابق "مُنذُ متى وانتَ هُنا؟"
" ........." لم يقُل شيئًا او حتى يُبدي ردة فِعل لكلامه فقد ظلت عيناهُ مثببتان على الخيول
" أذن هل تُحب الخيول؟" مرةً أخرى سأل اندرو وهو ينتظِرُ بفارغ الصبر أن يجيبَ عليه لكن لم يكن هُناك اي جواب لتساؤلاته سوى بضع نظرات من الطفل
شعرَ اندرو بقليلِ من الاحباط وهو ينظرُ إلى الطفل الذي لم يتجاوز سوى بضع سنوات،حيثُ انه لا يعلم ما يفعله به
"هل هو لا يُمكنهُ التحدُث؟ او رُبما يكون أصم؟" صوتٌ مِن الخلف صُدر، كان سوفو الذي لتوه استيقظ يتثآءب بينما يقتربُ منهما ويَحمل ملابِسَهُ الذي تركها بالأمس لِتجف
امال اندرو جسده للخلف لينظر نحوه وقال " حسنًا لا أعلمُ كثيرًا بشأن هذا الأمر هل يُمكنك المُحاولة؟" ثم أعاد نظره نحو الطفل واردف " مالذي يفعله اغاثون الآن داخل الكهف؟"
أجاب سوفو وهو يضعُ قطعة القماش على جسده " قال لي انه يودُ ان يتأكد اننا لن نترك شيئا خلفنا " ثُم جلس القُرفصاء بجانبهما واخذ يتحدثُ مع الطفل عن طريقِ الإشارة حيثُ كان بارعًا جدا بالتحدثُِ بها
لكن لا توجدُ اي ردةُ فعل حيثُ ظل ينظُرُ اليه وعلاماتُ الارتيابِ بدأت تكسُ وجهه، توقفَ سوفو عن التحدث بالإشارة عندَ مُلاحظته لتعابيرَ وجهه ثُم وضع يده على الأرضِ ونهض مُتجهًا نحو إحدى الأشجار "رُبما بتحدثُ بِلغة أخرى لا نعلمها او هُناك احتمالٌ آخر "
" ماذا يكون؟ " سأل اندرو واضًعا يده على رأس الطفل لتخفيف خوفِه قليلًا
أجاب " اعتقدُ انه لا يعرفُ كيف يتحدث بالأساس او رُبما تعرض لصدمة ما"
بحلول الوقت التي انتهى سوفو من كلامِه خرَج اغاثون وهو يحملُ حقيبة على ظهره وسأل بينما يُلاحظ الصمت الذي يخيمُ على المكان "مالذي حدث؟"
أجاب اندرو وهو ينهضُ مِن مكانه حامًلا الطفل مِن تحت ذراعيه " سنتحدثُ في طريقنا لاحقًا علينا البدء بالتحرك الآن " ثُم وضع السرج على حِصانه وثبته جيدًا ليضعهُ فوقه
باللحظه التي انتهى من وضع الطفل وقفزَ للصعودِ على جوادِه مُبتغيًا التحرك امسكهُ اغاثون مِن لجام حصانه
" مـهلاً، الن نتناول الفطور؟" سأل وهو ينظرُ بعيدًا عن أعين اندرو
استهزأ به قليلًا وهو ينظرُ اليه بينما يضحكُ بسُخرية عالمًا بما يُفكر بِه الآن حيثُ يشعرُ الجميعُ بالمثل ليقول وهو يُبعد يده عن لِجامه حِصانه " هُناك قرية قريبة من هُنا يمكننا أن نأكل الإفطار والمبيت بها الليلة وايضًا شراءُ بعض من الملابس للطفل" عند اجابته تملل اغاثون وهو يصعدُ على حصانه حيثُ أراد أن يتناول على الأقل بعضًا من الحليب بينما سوفو الذي كان يُحدق بِهم نهض ثُم صعد على حصِانه هو الآخر
° ° °
كانت خيولهم تتقدمُ بخطوات متوازنة، تُراقب عيونهم الافق البعيد، ومع كُل خطوة تخطوها الخيول تترددُ حوافُرها مَع صوتِ الرياح الخافتِه والشلالِ الذي بالقُرب مِنهُم
سوفو الذي كان يتبعُ كلُ من اندرو واغاثون بكثب رفعَ صوته ليخترق صوتَ الرياح الخافتِه " اندرو هل يمكننا تسمية الطِفل ان لم يكُن لديهِ اسم؟" سأل بفضول وهو ينظرُ نحو حِصان اندرو الذي يترأسُ في المُقدمة
توقف اندرو لحظه ليلفُ نحوه واجاب " قد اخترتُ اسمًا لهُ بالفعل " ثمُ استدار مُتجاهلًا تعبيرات اغاثون وسوفو المتفاجئة
علق اغاثون الذي تفاجأ مِن كلامه واقترب بجواده بالقرب منه "حسنا وما يكون هذا الاسم؟" كانت نبرةُ صوته أقرب للسُخرية من الفضول
اندرو الذي استمر بالتحرك على جواده دون أن ينظُرَ اليه قال بِثقة "فيتاليس - vitalis"
هربت ضحكة من بين شفتا سوفو بينما اغاثون كادَ ان يسقطَ من سِرجه عند سماع الإسم
" هـ..هـل هذا تَيمنً بالحيـاه؟هاهاها" قهقه بقوه وهو يضعُ يدِه على بطنه مِن فِرط ضحكه لكن تلك القهقه التي دامت لثوان كُسرت بواسطة نكزة من اغاثون القريب منه
" فالتخرس الاسمُ يُناسبه جيدًا" تحدث اندرو حيثُ شعر بأنه أصبح محطة للسُخرية مرة أخرى
" آه اه اجل بالفعل " اضاف سوفو بينما يُمسك بمفه كي لا يضحك
"حسنا اعتقدُ ان فيتاليس يُفهم انك تسخر مِنه بالفعل" قال اغاثون وهو ينظر اليه توقفت ضحكاتهُ فجأه وظهر الارتباك على كُل مِن سوفو واندرو عندما تذكروا ان الشخص المعني لا يزالُ في حُجر اندرو
سَعُل سوفو قليلاً ليقول " احم، حسنا أيها الصغير، لديكَ اسمٌ جميلٌ جدا لذا تمسك بالحياه جيدا وعش حياه طويله" ثُم امال بجسده نحو اندرو وبهمسه خفيفة اضاف " هل يُفترض بنا ان نُعلق لوحة عل باب منزلك تُعلن ان فيتاليس افضل مُسمى لك حتى الآن؟"
أجاب بهمس هو الآخر " بِحق الإله، اصمت، كيف يُمكنك ان تكون آخر من استقيظ وتسخرُ مِني بِكل ثقة؟ الا تعتقدُ ان لديك ثقة زائدة بنفسك؟ "
" يارفاق انا هُنا، مالذي تتهامسون بِه؟" جاء صوت واضحًا من الخلف ، نظر كليهما نحو اغاثون الذي شعرَ بالفضول حول همسهما
تبادلا النظرات ثُم قال له " انه يسخرُ من الاسم مجددا ليس إلا "
" هكذا اذًا "
استمرت بعض الأحاديث حتى وصلوا إلى قرية تُسمى إسبيرا وهي تكونُ المحطة بين مملكة أُوُجُها ومدينة (نيرونيا - nironia) حيثُ يبدوا ان مصيرَ هذهِ القرية ستكون ساحة للقتال في المدى القريب
يُتبع ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
واخيرا انتهيتُ من كتابة الفصل لدي عدة أسئلة لكم يُرجى المشاركة من فضلكم ان كُنتم تُقدرون مجهودي وتعبي
والان نحو الأسئلة
ماهو رأيك تجاه الأحداث؟
مالذي تتوقعه من رينا؟
والطفل فيتاليس؟
مالذي تتوقعون ان يحدث في الفصل الثاني القادم؟
هل يوجد أخطاء في سرد القصة او حتى من ناحية الثروة اللغوية؟
أحداث القصه هل اعجبتك ام لم تعجبك حتى الآن؟
وبس هنا نوقف اتمنى تكون القصة عجبتكم ودُمتم سالمين ❤️❤️