قبل بدء القراءة توجد ملاحظه بسيطه
في الفصل الأول كتبت اسم رودي بدل لودي
الأصل لودي سأقوم بتعديله للقراء الجدد اما بالنسبه لمن قد قرأها فهذا التنبيه مخصصٌ لكم ...........................................
" مرحبًا بِكم يا رِفاق "
قالها رجلٌ بِصوتٍ خشن وعالي ، استقبلَهم شخصٌ ما، عيناهُ بنية كلون القهوة الداكِنة تكادُ تُلامس السواد وبالرُغم من ان جُفونه كانت مُطبقة قليلًا حيثُ يِصلُ عمره الأربعون تقريبًا إلا أن لديه مظهر شاب بعمر الثلاثون
عندَ لَمحهِ لَهم كانتَ عيناهُ تنظُران بعيًدا ثُم ثبتت على اندرو الذي كان يَحملُ طِفلًا صغيرًا على حُجره، مائل الرأس وذابل الملامح، عينيه مغلقتان في نومٍ عميق حيثُ رقَبتهُ مائله قليلًا، للوهلة الأولى شعر بأنه يرى وهمًا
"أيها العجوزُ ليو كيفَ حالُكَ؟" قال سوفو وصوتهُ يقطعُ شروده كما لو انه يُعيد تركيزَهُ إليه بينما يرتجلُ من حِصانه لتهبطَ قدَمه على التُربه البارده وتُصدر صوتًا خافتًا
عند سماعِ الكلمات ، قطبُ السير ليو حاجبيه وبشيء مِن الاستياء قال وكأنما يُلقي بالحقيقة على وجهِ المزاح : " لستُ عجوز، لم ابلغ من العُمر خمسون حتى " ومعَ انتهائه مِن حديثه، خطا نحو حصان اندرو ببطء متجاوزًا سوفو ومدَ يدهُ بعرضٍ لا يقبلُ الرفض ليقول " هل أُساعدك في حَملِه؟ "
اندرو نظر اليه للحظة، قبل أن يجيب
" لا امانعُ في ذلك " بحلول الوقت امال جسده ومِن ثُم اخذ فيتاليس الذي غفى طوالَ المسير الذي دام لساعتين ونُصف ، يد ليو القوية احاطت بالطفل وثبتَهُ جيدا بين ذراعيه مُسندا رأسهُ على كتفِه الصلب
ترجل اندرو بعدهُ، يتبعهُ اغاثون الذي كان يقفُ على بُعد شِبر خلفه، يُراقب بهدوء سارحًا بعقله حول الإفطار الذي سيتناوله بعدَ قليل . . . . . في قَلبِ قرية إسبيرا تردد صدى خطواتُ حوافِر الاحصنة مختلطًا بصوت أقدامٌ بَشريه تسير ببطء، يخترقُ الصمت بينَ تِلك البيوتُ الخاويه مِن سُكانها، نباتاتٌ برية شاحِبه ومُتسلقة امتدت بجذورها بينَ شُقوق الجُدران،وكأنها تلتهم الحجارة الصامته
اندرو والجميع كانوا يسيرون بخطوات ثابته خَلف السير ليو الذي يحملُ فيتاليس على كَتفه وبينما يلتفت اغاثون بنظره فضوليه عن يمينهِ وشمالِه، عينيه تمسحان المكان
" لِما المكانُ شِبه خالي؟" سأل اغاثون بصوتٍ خافت، لم يخفِ فيه فضوله "بالكاد أرى أثرًا لأي أحد "
جملتهُ تركت في الهواء كنوعٍ من الأسئلة التي لا أجابة لها، ولم يكُن هناك سوى السُكون الثقيل الذي دام لبرهه حيثُ انكسر بِفضل أحدهم
" الا تعلم! " قال سوفو، كأنه لا يُصدق ما سمعهُ، لم يستطع اخفاء دهشتهِ التي رقصت على وجهه كأمواج مِن التعجب ثُم اضاف قائلًا : " حتى الأطفالُ المولودين حديثًا يعرفون بذلك، أشعُر وكأنني سأفقدُ عقلي اذا استمريت في بمرافقتك يا اغاثون! "
اندرو الذي بدت عليه علامات المفاجأة هو الآخر، ادارَ وجههُ نحو اغاثون وقال بِنبرة خالية من السخرية، لكنهُ اشبه بتذكيره بأمرٍ بديهي : " ستصبحُ ساحة قِتال بين مدينة نيرونيا التي تنالُ دعم امبراطورية تيراسيا و مملكة أُوُجُها "
ثم أعاد بَصرهُ للأمام مُتابعًا سيره بخطواتٍ ثابته خلف ليو الذي يبتعدُ عنهم بِضع خطواتٍ قليلة متظاهِرًا بعدم سماع سؤال اغاثون المُباغت
عادَ الصمتُ يغمرهم مره اخرى، مُستمرين بالتقدم نحو المكان
. . .
" تفضوا بالدخول" قال ليو بصوت منخفض وهو يُزيح قِطعة قُماش باليه كانت تتدلى أمامه كستارة امام البابِ المُحطم
دخل الجميعُ خلفه متخطين الكِساء الممزق، نظرَ الجميع مِن حولهم متفحصين المكان ، ستائرٌ ممزقة واثاثٌ رث طالَ عليهِ الزمن ومكانٌ مُظلم فقط أشعة الشمس التي أشرقت قبل سُويعات تتسللُ عبر النوافذ المُحطة و شُقوق الجُدران
" مِن المُفترضِ اننا سنحصلُ على طعامنا هُنا وملابس لفيتاليس اليس كذلك؟" قال سوفو ونبرة الاستياء تتسللُ عن استيائه لهذا المكان، لم يكنُ يتوقع ان تكون من كلماته ، بينما عيناهُ تجولان في المكان وكأنهما لا تصدقان، لم يكن يتوقعُ ان إسبيرا التي كانت ذات يوم قرية مُزدهره ان تُصبح رثه وتصل إلى هذا الحد من الخراب بهذه السُرعة
اغاثون الذي وقف بجانبه وهو يحدق بالغرفة بنظرة متوجسة، غمغم بهدوء بهز رأسه مُتفقًا على كلامِه: " حسنًا انا أُفضل النوم في الكهف على هذا المكان "
" اذا لم يُعجبك المكان هنا ، يوجد مكان لكما في الاسطبل يمكنكما الذهابُ اليه " قال ليو وهو يضعُ فيتاليس على اريكة ويضعُ بطانية عافَ عليها الزمن ثُم عِند انتهائه أشارَ نحو غُرفة مقابِله لهم وأضاف
" اورورا وصوفيا وباسيل سوفَ يصِلان بعد قليل لذا سننتظرهمُ هُنا "
بصق سوفو كلمات لا معنى لها وكأنما يتحدثُ مع نفسه، ضائق بعينيه بإشارة استياء في حين أشرقَ وجه اغاثون وابتسمتَ عيناه قَبل شفتاهُ ليقول بنبرة عادية مُخفيًا سعادتَه الغامره التي صُبت عليه " اعتقدُ أن المكان لا بأس به "
رمقه سوفو بنظره طويله، حاجباه مرفوعان بريبه وهو يراقب اغاثون الذي بدا وكأن الدنيا كُلها أُزهرت بِداخله وقال بريبه متسائلًا : " مــهلًا مالخطبُ معك؟"
لم يُجب اغاثون واخذ يتجولُ في المكان ثُم جلس اخيرا على إحدى الارائك المُهترئة والتي كستها طبقات من الغبار في حينه توجَه البقية نحو الغُرفة التي أشار إليها ليو مُسبقًا
انطلق صرير البابِ المُتهالك عند فتحه، خطوا جميعا إلى الداخل واختار كُل واحد منهم اريكة ليجلس عليها، بالرغم مِن كونها مُتآكله
" حـسنا بما أنك لم تتحدثَ عنِ الأمر فسأبدأ " عند جلوس ليو على الاريكة سأل وهو يُدير رأسه ناحية اندرو الذي جلسَ لتوهِ هو الآخر التفت اليه اندرو واجاب " إن كان عن لودي فنحنُ لم..... "
قاطعهُ ليو بنظرة قاطعة : " ليسَ هذا ما اريدهُ في الوقت الحالي "
في تلك اللحظة ارتفع صوت سوفو الذي بدا وكأنه فَهم تماما ما كان يدورُ في عقل ليو، واخذَ يُسند ظهرهُ ليسترخي وقال " وجدناهُ لوحدِه في كهفٍ ما وسط غابات مملكة أُوُجُها "
توجهت نظراتُ ليو نحوه وصفق بيديه مُعبرا عن إمتنانهِ وقد ارتسمت ابتسامة خفيفه على محياه : " قد تكونَ وقحًا في بعضِ الأحيان، إلا انك تفهمني جيدًا يا سوفو "
" لقدُ نسيتُ أمره بالفعل " قال اندرو الذي اندهشَ قليلا مِن نفسه لعدم اخباره عنِ فيتاليس حتى الآن، ثُم اضاف موجِهًا كلامهُ نحو سوفو الذي تجلَّى على وجهه عبوس طفيف " لقدَ انتصرتَ علي هذِه المره "
كان كلاُمه طبيعيًا إلى حد بعيد، حتى انه من الصعب على شخص ما ان يتلقط السخرية الخفيفه التي تتسللُ بين طيات حديثه
عبسَ سوفو قليلًا وقد فهمَ ما كان يقصِدُه ليتمتم بصوتٍ خافتٍ لا يكادُ يُسمع " حسنًا، عشتُ مع جدي لبعض الوقت لذا يُمكنني فهم كِبار السنِ"
أما ليو فقد ابتسم ببراءة حيثُ كان ينظرُ نحوهما وينتظرُ معرفة سبب وجود الطِفل ولِما هو عاريًا ونحيفًا جدا
<<كونهُ يملكُ عقلًا بسيطًا ونقيًا كالاطفال اليسَ هذا رائعًا لشخصٍ يبلغُ من العُمر أربعُ واربعون سنة؟ اريد ان امتلك عقًلا ونقيًا كعقله، رُبما سأعيش مِن دونِ قلق لآخر نفسٍ لي>>
كانت بعضُ الأفكار البسيطة تدور في عقلِ سوفو لبعضِ الوقت وهو يُحدق بوجه ليو، كأنها غيوم عابرة في ذهنه ثم حرك بيده في الهواء،وكأنما يطردُ تلك الأفكار الساذجه لتنحنح قليلا قبل أن يتحدث عن ما حدثَ لهم في الكهفِ
وعندما فرغ مِن حديثه، اتكأ اندرو لُيضيفَ على كلامِ سوفو ما حدثَ في مملكة أُوُجُها
مضت نصفُ ساعه مُنغمسون في حديثهم حتى صُدر صوتٌ مِن خلفِ قِطعة القُماش تِلك التي كانت تفصلهم عن الخارج
اغاثون الذي كان جالسًا في إحدى الارائك خارج الغُرفة نهضَ مُسرعًا نحوهم ليزيلَ السِتار ثم نظر نحو الثلاثة في الخارج ليقولَ بصوتٍ مرح " مرحبا صوفيا، اروروا و...حسنًا مَن انت؟"
" انتَ أيُها الوغد، إلا يمكنكَ تحيتي بِشكلٍ جيد كما فعلتَ معهما؟!"
في تلك اللحظه ركلَ باسيل قدم اغاثون ثُم دفعهُ ليسقط على الأرضِ ويتجاوزهُ غاضبًا
يدٌ فتاة ناعِمه مُدت نحو اغاثون لتقول " هل انتَ بِخير؟ "
فتاة بِشعرٍ احمرٍ قصير ذو عينان كلونِ الرمادِ الصافي، تمتلك بشرة ناعمة كالاطفال وخدود وردية منتثرٌ حولها نُجومٍ صغيرة تُسمى النمش وتملكُ غمازة صغيرة اسفلَ ذقنها
بالتأكيد مِثلُ تِلك الفتاة ستجعلُ قلبَ اي فتى ينبض
كانت تنظرُ نحوه بعيناها الرماديتان، تمدُ بيدها اليه بلطف لَكن اغاثون الذي شعرَ بأن قلبهُ على وشكِ السقوط من بين ضلوعه نهض بِسُرعة مُتداركًا وضعه
قال بِثقة من الفولاذ " آه نعم ، هذا الكل...اقصد باسيل لم يؤثِر علي بتاتًا شُكرا لسؤلك صوفيا "
" لم نأتي إلى هُنا لنقيمَ علاقة كما تريدُ يا اغاثون " الفتاه الأخُرى التي كانت تراقبُ بصمتٍ نحوهما سخرت مِنهما بلمحة استهزاء قبل أن تلتفت ثُم دخلت للداخل متجاوزة أياهما بلا اكتراث
نظرت صوفيا نحوها وصرخت بِحرج " اورورا!!" ثم اعادت بنظرها نحو اغاثون الذي بدا متوترًا قليلًا وقالت بإصرار " لا تهتم لكلام أُختي الساذج، هي دائما تُسيئ فِهم الموقف"
<< لا انها مُحقه >>
كونها ادركتَ ما يدورُ بعقله ثُم دخل هو التالي مع صوفيا التي لا تفهمُ نواياه، كانت الفتاة الأخرى قد أدركت تمامََا ما كانَ يدورُ في رأسه فما كان منه إلا أن دخل هو التالي، متبوعًا بصوفيا التي لا زالت غافِلة عن نواياه
بحلول الوقت خرج من كان بالغُرفة عندَ سماعِ بعضَ أثر الضجيج في الخارج
سأل اندرو الذي خرجَ لتوهِ من تِلك الغُرفة المُتهالكة مُستقبِلًا البقية " كيفَ كانتَ رِحلتكم يا رِفاق؟ "
نظرت إليه اورورا وهي تضعُ طعام الإفطار جانبًا " لَم تكُن بهذا السوء " ثم جلستَ على طرفِ مِنضدة، شعرها ينسدلُ على ظهرها متناثر بعض خصلاته على وجهها قبل أن تبدأ بربطه للأعلى، تابعت بينما ترفعُ شعرها للأعلى وتربطه بطريقة مُعتادة " وجدنا بعضَ قُطاع الطرق في الطريقِ وقد تكفل باسيل وحده في بتنظيف الفوضى وماذا عنك اندرو هل وجدتَ لوديبيكا؟"
أجاب اندرو ببساطة، مُعتادًا على نوعِ هذه الاسئله " لا "
اقتربَ باسيل من اورورا وقال وهو يوجهُ نظره نحو اندرو " ستكون بخير حتى إن لم تجدها بعد، ما يهمُ الان هو لم نجد اي مِن الحيوانات البرية في طريق مجيئنا إلى هُنا بالرغم اننا تجاوزنا غابتين او اكثر "
اومأت اورورا برأسها ثم اخذت الطعام ونهضت لتقوم بتوزيعه على الآخرين
" تفضل، اندرو " قالت وهي تُقدم له فطيره بشرائح اللحم، واكتفى اندرو ببتسامة آخذًا خذ قطعة الفطيرة من بين يديها
" مــهلًا، انا جائعٌ اكثر، من المفترض اعطائي اولًا " صرخ اغاثون عندما رأى ان اندرو يأخذ طعام الإفطار قبله، وتقدمَ خطوة للأمام نحو اورورا
" آخ "
قرصت اورورا يدَ اغاثون التي كانت تمتدُ نحو الطعام وقالت بصوت يتخللها الصرامة الخفيفه " عندما تُعيد مجد ستيفانيس، عليك بزج اغاثون الذي لا يملكُ لك ذرة من الاحترام بالسجن، يا اندرو "
ثم أخرجت فطيره أخرى واعطتهُ لأغاثون واردفت " لكن ليس الآن "
اخذ اغاثون الفطيره بعد مسح المنطقة المقروصة وغمغم بصوتٍ خافت " يدُ غوريلا وليست بشرية "
لحسن الحظ لم تسمع اورورا ما قاله اغاثون واكملت التوزيع على البقية وابتعد هو الآخر منها، يمضغُ فطيرتهُ بهدوء مُحاولاً الا يُثير اي حركة قد تكلفه قرصة أُخرى
يتبع
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
هنا نهاية الفصل، لا توجد به أحداث حتى الآن لكن مع استمرار الفصول ستبدأ الأحداث بالانكشاف شيئا فشيئا
بعض الاسئله حول الفصل اتقبل النقد بصراحه فهو يُساعدني في التحسن
كيف كان البارت؟
وكيفَ هي طريقة السرد؟
وبس اشوفكم في هذه الروايه يوم الخميس القادم