لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

======

بعض الناس مستعدين لفعل أي شيء للأستمتاع, وأن عنى ذلك الوقوع في الخطر.

وبالطبع, أنا لست منهم…

—----------

<الحصن>, الأكاديمية التي شكلت أمل الجنس البشري الأكبر, المكان الذي يفترض به تنمية شباب هذا الجيل وجعلهم ركائز المجتمع بعد سنوات من الآن.

تقع هذه الاكاديمية في مركز المجال البشري, ويتم حماية حدودها كما تتم حماية حدود دولة عظمى.

تقع فوق أرض مساحتها مثل مساحة مدينة صغيرة, فيها كل مستلزمات الحياة الضرورية أو الترفيهية, وذلك لكي لا يحتاج الطلاب إلى الخروج كثيرًا.

متوسط المدة التي يقضيها التلميذ الواحد في حدود الأكاديمية دون الخروج هي 4 أشهر, دلاله على مدى أتقان صنع <الحصن>.

الطلاب هنا يتعلمون كل ما هو مهم, وكل ما يعتمد عليه الجنس البشري لكي يمتاز على الأجناس الأخرى.

لولا هذه الأكاديمية والطلاب المتميزين الذين يتخرجون منها كل عام, لأصبحت مقاومة البشر لجنس الشياطين والأجناس المعاديه الأخرى أضعف بكثير, وربما يتم الأستيلاء على بعض المدن الحدودية.

في أحد مهاجع هذه الاكاديمية, كان هناك طالب معين أستطاع الدخول على الرغم من عدم نبله أو ثراءه.

أستراح هذا الطالب في غرفته, وبدا أنه يواجه صداعًا حادًا, بالكاد أستطاع أن يثبت في مكانه دون أي صراخ.

أسمه هو بيرين ثورن, أبن مرتزق بمهارات أعلى من المتوسط, وموهبة ليست بالأمر الكبير.

لم يتم أختيار بيرين للمنحة بسبب وجود من هم أكثر أستحقاقًا, لذا فقد أضطر والده أن تحمل دين ضخم لأدخاله بدون توصيات.

كل هذا من أجل أن يكون أبنه أمل فرقة المرتزقه الوضيعة لديه, وهل أراد بيرين هذا؟ لا.

ولكن هل سيفعل كل ما يقدر عليه ؟ نعم.

مهما كان جبانًا او وقحًا, التضحيات التي بذلها والده لكي يضعه في هذا المسكن داخل حدود الأكاديمية لا تحصى, عدم بذل أقصى جهده سيجعله عاجزًا عن النوم في المستقبل.

وحاليًا, كان بيرين يواجه ألمًا كبيرًا, ألم كاد يجبره على أطلاق صرخة عالية.

ذكريات غريبة كانت تغزو عقله, ذكريات لشخص ليس من عالمه ولا علاقه له به.

شخص من مكان بعيد لدرجة جعله يشك في واقعه, وأهمية حياته في هذا الكون.

ولكن لم يكن هذا هو التأثير الأهم حاليًا, وضع بيرين يدًا فوق رأسه, والأخرى كانت حول عنقه محاولة أن تخنقه.

"لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا.. لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا!"

الذكريات في عقله كانت لشخص بمتوسط عمره في كوكب يدعى : "الأرض", شخص عاش حياة عادية في ذلك المكان ومات أثر حادث طرق.

عمل ذلك الشخص في مجال أخراج الألعاب أو أخراج الأبداع, الأسم ليس مهمًا حاليًا.

ذلك الشخص كان مشرفًا على عدة أقسام لفرق مسؤوله عن إنشاء قصة معينة للعبة.

فريق كتابة القصة, فريق التصميم و فريق الفن…

كل هذه الفرق عملت بجد لأنشاء لعبة واقعية تهدف إلى أمتاع الجمهور, وكسب بعض المال طبعًا.

ودارت تلك القصة عن.. هذا العالم..

حياة بيرين, جميع المشقات التي مر بها هو ووالده, ملايين الضحايا من كل الهجمات الشيطانية…

كل شيء في هذا العالم من أنجازات وآلام وتضحيات وتعب وعرق ودم!.

كل شيء كان مجرد لعبة لشخص عشوائي!

لعبة يلعبها ويستمتع بها ويمل منها, ثم ينساها إلى الأبد, متعة مؤقته لشخص واحد قائمة على عَرَقّ ودم مليارات البشر الموجودين في هذا العالم.

عرق ودم!

خرجت رغوة غريبة من فمه بعد فترة قليلة, وشعر بنفسه يختنق.

لم يستطع أن يتنفس, كيف يفعل وقد هاجمته تلك الذكريات للتو؟

ركض على الفور نحو الحمام القريب, وفتح الصنبور لتنظيف حلقه والتنفس مجددًا.

أثناء فعل ذلك, كان ضائعًا في أفكاره, جميع همومه قد أختفت بالفعل وكل ما تبقى هو أفكار نكران الذات.

ردة فعله الأولية كانت أنكار هذه الذكريات, ولكنه وجدها مفصلة لدرجة أستحالة كونها وهمًا.

ذكريات شخص عاش حوالي الأربعين سنة تدفقت إلى عقله للتو, رأى فترة شباب ذلك الشخص ودخوله إلى الجامعة.

رأى ذلك الشخص يكتب قصة هذا العالم في أحد مذكراته قبل النوم, ثم ذلك الوقت عندما جعل ما في تلك المذكرات لعبة.

ومن المثير للسخرية أن بيرين كان نكره حتى في اللعبة, بل أكثر من ذلك حتى, لم يكن له أي وجود!

مجرد شخصية تم تصميمها لوضع سكان في اللعبة, حشو لجعل اللعبة تبدو مفعمه بالحياة ولكي يتفاعل معها اللاعب.

تقيأ بيرين العشاء الذي تناوله قبل النوم الليلة السابقة, وبدأ يشعر بالجنون.

"لن أسمح بهذا.. لن أسمح بهذا.." كان صوته مرتجفًا, غير متقبل لما يحدث.

لتقبل الأمر أكثر لو كان بطل اللعبة على سبيل المثال, أو شخصية رئيسية, لكنه لم يكن كذلك.

لا معنى لوجوده, أنه مجرد بيانات مكونه من أصفار وواحد في مخزن معلومات عشوائي.

كل شيء حوله مكون من أصفار وواحد, كيف يستطيع أن يأخذ أي شيء بجدية بعد معرفة هذا؟

عند مراجعة الذكريات في دماغه مرة أخرى, أصبح موقن تمامًا أن ما تعرض له ليس وهمًا.

أنه شعور غريب, أراد أن يرفض ولكن جميع الدلائل أثبتت العكس.

أراد أن ينسى, ولكن لا توجد طريقة ممكنة لفعل ذلك.

"لا يمكن.. لا يمكن.."

أرتجف أثناء التفكير بما يجب أن يفعله مستقبلًا.

كيف يمكن أن يكمل حياته بشكل عادي بعد كل هذا؟ مستحيل.

لم يعد يفكر برغباته السابقة بعد الآن, أراد أن يثبت فقط أنه مهم, ليس شخصًا موجود فقط لهدف ليس حتى بثانوي.

شخص حقيقي برغبات لم يتم فرضها عليه..

في اللعبة نفسها, هناك ثلاث نهايات.

'أن أردت أثبات وجودي.. ورفض هذه الذكريات الغريبة, علي إنشاء نهاية رابعة بنفسي..'

شخص بلا أي قوة يحاول تحدي السياق الذي يمر به العالم, يا للسخرية..

من هذه النقطة وصاعدًا, لا يوجد توقف.. هناك نقطة يجب الوصول اليها..

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

طول الفصول بيتضاعف بعد نهاية المقدمة.

2024/04/22 · 454 مشاهدة · 870 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024