لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

"أووه, لقد استيقظتِ حقًا!" أمسك رايكارد قضبان الزنزانة ونظر إلى سيرافينا بابتسامة واسعة. بدا سعيدًا لدرجة غريبة.

بعد صدمة كتلك, يحتاج غالبية الناس إلى ما لا يقل عن أسبوع للاستيقاظ, بينما فعلتها سيرافينا في يوم تقريبًا.

قد يبدو الأمر بسيطًا, ولكنه ليس كذلك على الإطلاق.. بغض النظر عن الألم, فإن أستيعاب المرء لفقدان يديه لا يتم في يوم أو اثنين, أما بالنسبة للتفكيك.. إنه قصة مختلفة.

"علي أن أعترف, هذا مثير للإعجاب.." دلك ذقنه بيده, ثم فتح بوابة الزنزانة بسهولة.

"أوه.." أبدا تعبيرًا متفاجئًا فجأة, "الباب مفتوح.. منذ متى؟" نظر إلى الحارس الموجود خلفه.

تذكر أنه أوصى الحراس بمراقبتها جيدًا, وقد وجد الباب غير مغلق الآن مما يخالف كل ما قاله. "في الواقع.." تحدث الحارس بقلق.

حتى مع أنه يعرف السبب, لم يكن التحدث أمام أحد الأمراء الأسطوريين مهمة سهلة له, خاصة عند التفكير بسمعة رايكارد.

هذا الأمير المجنون لم يكن حول البشر كثيرًا, لذا فإن أغلب من أستخدهم للتنفيس عن "هواياته" هم بني جنسه لا غير.

[Dismantle | تفكيك]

لطخة حمراء غطت جدار الزنزانة في اللحظة التالية, لم يكلف رايكارد نفسه عناء سماع الحجه حتى.

"لا يهم.." تنهد, فتح البوابة كاملة وترك سيليت يدخل, بالطبع لن يقوم الأمير بالعمل القذر,

وقفت سيرافينا فور رؤية سيليت يدخل, ورفعت حذرها إلى القمة, على الرغم من ختم أغلب قوتها, لا تزال بعيدة عن الإستسلام.

إنها الشخصية الرئيسية بحق… لن تستسلم حتى لو نزل ملك الشياطين إلى هنا بنفسه..

رأى سيليت محاولاتها البائسة للمقاومة ولم يبطئ من حركته, بالنسبة له فإن ما يحدث هو أحد المهام المعتادة, لقد فعل نفس الشيء مع الآلاف من قبل.

لخدمة رايكارد, فان الأعتياد على هذه الأشياء وتقبلها هو الحد الأدنى, بالنسبة له فإن سيرافينا مثل الخروف الخائف.

تحرك ببطء ليمسك يدها, ردت على الفور بركلة سفلية, لم يحاول التجنب أو الصد حتى.

التحمت الركلة مع ذقنه مباشرة, والنتيجة هي… لا شيء, حرفيًا. لم يتحرك رأسه إلى الخلف حتى.

دون الزين أو المهارات, كيف يمكن لمجرد بشري أن يضر مساعد الأمير الشخصي؟ ناهيك عن سيليت, حتى شيطان متوسط المستوى في الجيش الرسمي لن يعاني كثيرًا من ضربة نقية كهذه.

أكمل سيليت عمله, استقبل جميع ضربات سيرافينا دون أي مشاكل, بدأ بإمساك كلتا يديها, ثم طرحها أرضًا وربطها ببطء, جميع محاولاتها للمقاومة كانت عقيمة.

لو لم يتم ختم قدرتها, لسارت الأمور بطريقة مختلفة كليًا..

****

في أحد المكاتب الرسمية لعمدة المدينة, (ذلك الذي تم رميه في مفاعل نووي منذ بعض الوقت), جلس رايكارد فوق الطاولة الخشبية, ونظر إلى سيرافينا التي تم إلقائها على كرسي خشبي بينما لا تزال مُقيدة.

لسبب ما, يبدو هذا الأمير معارضًا تمامًا لفكرة الجلوس على الكراسي..

"ما يحدث ممتع للغاية, لا أعرف من أين أبدًا حتى.." أفتتح رايكارد كلامه بجملة لم تتوقعها سيرافينا أبدًا.

"أوه, عرفت." نظف حلقه ثم بدأ يتحدث.

"صديقكِ من ذلك القتال, عندما تدخلتِ أثناء ضربي له حتى كاد يموت, هل تتذكرينه؟"

نظرت سيرافينا إلى وجه رايكارد لبضع ثوان, كما لو أنها تُحلل كل قطعه منه.

"لا أعرف نوع الألعاب التي تحاول أشراكي فيها, ولكن تأكد من أني لن أكون مصدر ترفيه لك على الإطلاق.. " أظهرت تعبيرًا متقززًا وهى تتحدث معه, كما لو أنه قطعة قذارة متحركة.

استطاعت رؤية مشاعره, هذا الشخص حثالة كاملة… أنه ليس شريرًا بسبب ماضي أو عقدة معينة, تستطيع التفريق بين أنواع الناس.

هذا الطفل قد وُلد شريرًا.. لم تتم تربيته بشكل خاطئ, لم يتعرض لأي صدمة, إنه فقط على طبيعته بهذا الشكل,

شخص مثله لا يستحق الشفقة على الإطلاق… لو سنحت لها فرصة قتله لفعلت, حتى وإن كان طفلًا.

قلت سعادة رايكارد قليلًا, "عنيدة العقل…" تنهد قبل أن يقف. "سأكمل كلامي, أنا متأكد من تذكركِ لذلك المهرج." بدأ يمشي في دوائر حولها.

"عند رؤية تدخلكِ في ذلك اليوم لإنقاذه, توقعت انكِ من ذلك النوع السطحي.. بطلة على ما أظن."

توقف خلفها, ووضع يديه على كتفيها. "ولهذا, فقد أرسلته في مهمة معينة… مهمة خاصة وفريدة جدًا." بدأ يُحرك الكرسي وسيرافينا عليه نحو النافذة الضخمة.

لم يبخل عمدة هذه المدينة على نفسه مطلقًا, بل أنه قد صرف ميزانيه مخيفة لإنشاء هذا المبنى.

عبر النافذة, يُمكن رؤية ساحة واسعة, فيها نافورة جميلة, وبستان فيه كل انواع الورود, منحوتات والكثير من المعالم السياحية. بمجرد النظر يمكن تخمين أن الرائحة جميلة حقًا هناك.

هراء… كل ذلك مجرد مشهد من الماضي, البستان, النافورة والرائحة, كلها تغيرت بالفعل.

حشر الشياطين مجموعة بشر عند النافورة, قطعوهم وأسقطوا الرؤوس والأطراف في المياه التي أصبحت حمراء منذ وقت طويل, تم حشر البعض وهم أحياء في المداخل ليخرجوا من الجهة الأخرى, ممزقين بالكامل.

المحظوظون منهم كانوا يموتون فورًا, إما تعيسي الحظ فقد تم إجبارهم على تكرار الرحلة مرارًا وتكرارًا.

سيرافينا استطاعت الشعور بمشاعر الجميع, اليأس والخوف والقلق… كل تلك الأشياء جعلتها تصر على اسنانها بغضب.

هذه ليست المرة الأولى لها, لقد رأت مثل هذا المشهد الدموي من قبل.. الدماء القرمزية تصبغ الأزهار, رائحة المعدن تُخدر الأنف, والمشاعر متحجرة.

تستطيع منع هذه المشاعر من الوصول إلى عقلها, ولكنها لم تملك القلب لفعل ذلك…

"إلا تملكين أي فضول في عقلكِ؟ عن المهمة التي أرسلت صديقكِ فيها؟" بدأ يلعب بالكرسي بطرف قدمه, يُحركه كما يشاء.

أغمضت سيرافينا عينيها وحاولت تجاهله. لم يتوقف وأكمل الكلام.

"أفتحي عينيكِ, عليكِ رؤية المشهد التالي حتمًا."

بالطبع, تجاهلت كل ما قاله واستمرت بإغلاق عينيها, الخطوة الاذكى حاليًا هي عدم اللعب معه, ستلاقي مصيرًا أسوأ من الموت أن سايرته.

يد قوية أمسك نصف رأسها فجأة, وشعرت بضغط كبير, صدى صوت تشقق العظام في الغرفة.

"أرى ما تحاولين فعله.. عليكِ إدراك انكِ لستِ أول من حاول المقاومة بهذه الطريقة.. وأضمن لكِ أيضًا أن الأمور لن تصبح أسهل عليك إن استمررت هكذا… بل أسوأ بكثير.."

"تقبلي الفكرة بالفعل.. تقبلي انكِ قد وقعتِ في قبضتي بالفعل.. لا يوجد مهرب, لا توجد طريقة لتخفيف الأمر.."

في النهاية استسلمت وفتحت عينيها, كان ليكسر فكها حقًا أن لم تفعل.

"انظري لماذا يحدث عندما تُعاندين.. أكل الطعام سيصبح مشكلة كبيرة الآن…" تنهد وهو يتظاهر بالحزن.

في اللحظة التي تليها عادت تعابيره كما كانت, فرقع أصابعه لتظهر عدة أشكال مُقززة.

أول شيء كان وعاءً مليئًا بالدم, والثاني رئتين. كل شيء لا يزال في حالة جديدة وجيدة.

"لقد أخذت هذه الأشياء كرهينة.. كما ترين, فإن الأنسان الطبيعي لن يعيش طويلًا دون هذه الأشياء, ولكني تكرمت بإعطائه شهرًا, شهرًا لأداء مهمة معينة."

فرقع أصابعه لتختفي الأعضاء مجددًا, "مهمة للذهاب إلى قرية, وقتل جميع سكانها البالغ عددهم 140, اكثر او اقل."

تغيرت تعابيرها, لأول مرة شعرت بالحيرة وخيبة الأمل, ولكن غرابة معينة ضايقتها, هناك شيء غير منطقي ولكنها لم تستطع وضع إصبعها عليه.

أنه يعبث معها بالتأكيد, مجرد طريقة نفسيه لعقابها.. حاولت التبرير لنفسها هكذا.

ولكنها عرفت, تستطيع معرفة ما أن كان الشخص يكذب عليها أم لا, ورايكارد الآن لا يفعل…

نقر على جبينها لقطع خط أفكارها وإعادة تركيزها.

"لا تسافري بعيدًا بخيالكِ, أبقي هنا. معي." ضحك ثم أكمل.

"في كل لحظة, إنه يشعر كما لو أن كل جسده مخدر, الحر والبرد معًا, مشاعر متحجره, عندما يتعب لن يستطيع التنفس, عندما يشعر بالألم, لن يستطيع, وعندما يريد النوم, سيكون الإزعاج أكثر من اللازم عليه.

سيتراكم الأمر ببطء على مدار شهر.. لن ينام, لن يرتاح.. جحيم, أليس كذلك؟

وهل تعرفين سبب حدوث كل هذا له؟"

توسعت ابتسامته اللاذعة أكثر… اللعبة على وشك البدء.

"لأنه وقع عقدًا, عقدًا لينقذ حياتكِ التعيسة." ضرب جبينها مرة أخرى بأصبعه, ثم غادر الغرفة وتركها لوحدها مع افكارها.

تعابير وجهها أصبحت قبيحة, بدأت تتلعثم, حاولت قول أي شيء ولكنها لم تستطع.

"كل شيء, كل شيء… كل شيء! كان بلا فائدة؟" انهارت دون سابق إنذار.

ما قاله رايكارد للتو.. إن كان صحيحًا فإنه ينافي كل ما بُنيت شخصيتها عليه..

الوعود التي قطعتها, كل لحظة تفكير وتأمل, وهذا ما حدث في النهاية؟

"ليس منطقيًا…"

****

"اسلوبك تغير." تحدث سيليت بمجرد خروج رايكارد من الغرفة.

"الجانب النفسي مثير ولكنه يحتاج إلى الكثير من العمل والصبر.. خاصة للناس مثلها."

أظهر رايكارد بعض الانزعاج لأول مرة.

"ولكن النتائج لا تُخيبك أبدًا, أليس كذلك؟"

لم يرد رايكارد, استمر بالمشي وسيليت خلفه.

"بدأت أندم قليلًا على توقيع ذلك العقد مع الغر.. ستصبح الأمور معها أبطأ بكثير الآن" شد قليلًا على لسانه, "ولا يمكنني رؤية أولئك الكشافة الذين أرسلتهم بعد.."

توقف سيليت مكانه, "توقيع عقد؟ مع غر؟"

مجددًا, لم يرد رايكارد واستمر بالمشي, لم يتبعه سيليت هذه المرة.

"عقد؟ توقيع عقد؟ متى حدث هذا؟" بدأ يهذي لوحده في الممر.

"ماذا تفعل؟" عند نهاية الممر توقف رايكارد, ونظر إلى خادمه الخاص بعين غير صبورة.

"أوه آسف.. أعذرني." سرع خطواته وعاد إلى مكانه مجددًا, خلف الأمير تمامًا.

"إلى أين وصلت تجهيزات الحلبة؟"

"يجب أن تكون قد انتهت بالفعل, لقد قررت وضعها هناك." توقف سيليت بجوار نافذة, وأشار نحو مبنى بعيد, ضخم جدًا.

بدا مثل برج شاسع, والطابق الاخير بدا مثل حلبة دائرية تستطيع الاتساع للمئات أو حتى الآلاف.

"مفاعل طاقة الزين؟ أختيار مثير للاهتمام ولكنه خطير أيضًا." أبتسم رايكارد, يبدو أن خادمه قد طور عقلًا أخيرًا.

"الأسرى والجنود البشر ليسوا بالمستوى للاسف, لذا فقد قررت وضع الحلبة هناك لتتضاعف فعالية طاقتهم. وفي حالة انفجار المفاعل لسبب ما, فإن النتيجة بسيطة حقًا.."

توقف للحظة, ثم أكمل: "سيموت الجميع, أنا والجنود.."

قاطعه رايكارد وضحك بصوت عالي قليلًا, "أنت تعرف أني سأشاهد كل المعارك هناك, هل تحاولت قتلي يا سيليت؟"

تجمد سيليت في مكانه فجأة, عندما يناديه رايكارد بالأسم فإنه يكون جادًا تمامًا. بدأ يبرر فورًا.

"لا سيدي, ولكني متقين إنه حتى انفجار بذلك الحجم لن يؤثر عليك مطلقًا.. أعني, حتى العمر لا يستطيع قتلك! رأيت جسدك يتفجر لألف قطعة عندما قاتلت الأمير الثاني عشر ولكنك لا تزا-"

تمت مقاطعة سيليت عندما التقطه رايكارد من الحنجرة. "ماذا قلنا بشأن الكلام عن بقية أخوتي؟"

ارتجف جسد سيليت, أراد الرد ولكنه لم يستطع.

"أ-أ-س-"

[Dismantle | تفكيك]

=====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/06/22 · 65 مشاهدة · 1535 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024