الفصل 277: الاستيقاظ (1)

كانت أصوات النقر على لوحات المفاتيح تملأ أذنيه وهو يحدق في الشاشة الموضوعة أمامه بلا تعبير. كانت إحدى جداول البيانات التي كان يعمل عليها منذ شهور تسخر منه بسبب صيغها المعطوبة ومجموعات البيانات الفاسدة.

جلس كين أمام حاسوبه وهو يشعر بأن روحه قد استنفدت بسبب وظيفته المكتبية المملة التي عمل بها لأكثر من عامين. أربع سنوات من الجامعة ضاعت على وظيفة ذات أجر متوسط في شركة سلع استهلاكية.

كان رأسه ينبض بقوة وهو يحاول إصلاح الفوضى التي أحدثها الرؤساء أثناء استخدامه لجدول البيانات الخاص به. ومن باب العادة، فرك كتفه الأيمن محاولاً تخفيف الألم.

'هاه؟'

كاد يتراجع من الصدمة عندما أدرك أن كتفه اليمنى لم تكن تؤلمه على الإطلاق. فقد ظل يعاني من آلام مستمرة لمدة سبع سنوات، لدرجة أنه كان يعذبه في كل لحظة كان يستيقظ فيها.

حاول كين أن يفكر في ما يمكن أن يشفيه، ولكن في اللحظة التي فعل فيها ذلك، بدأ الصداع الذي كان يعاني منه ينبض استجابة لذلك.

*دينغ*

سمع تنبيهًا قادمًا من الكمبيوتر، مما لفت انتباهه.

"مقال؟"

فتح البريد الإلكتروني الذي ظهر أمامه بالصدفة والذي كان مكتوبًا فيه، "اللاعب المعجزة دايتشي سوزوكي يفوز بكأس سلسلة اليابان لفريق هانشين تايجرز بفوزه بضربة جزاء في بطولة جراند سلام".

عبس عندما رأى الاسم المألوف، ومع ذلك ملأته موجة من السعادة.

"ربما كان ينبغي لي أن أذهب إلى المباراة." تمتم، وشعر بالذنب قليلا.

وضع كين رأسه على الأرض بعد أن أصيب بموجة أخرى من الألم بسبب الصداع الذي كان يعاني منه. كان الألم شديدًا لدرجة أنه كان يجد صعوبة في تذكر اليوم الذي كان فيه.

هل أحتاج إلى العودة إلى المنزل؟

ومن الغريب أنه عندما قال كلمة الوطن ظهرت وجوه أمه وأبيه في ذهنه، مما جعله يشعر بغرابة.

"لكنني لم أعيش مع والدي منذ المدرسة الثانوية." فكر وهو يشعر بالصداع ينبض في رأسه مرة أخرى.

*دينغ*

قبل أن يتمكن من متابعة هذا الخط من التفكير أكثر، سمع كين إشعارًا آخر عبر الكمبيوتر. هذه المرة كانت رسالة فورية من أحد زملائه.

[ميكا: تم اكتشاف ضرر كبير في الفص الصدغي. أوصي باستخدام إكسير التعافي]

"هاه؟ الفص الصدغي؟ إكسير التعافي؟"

نظر إلى المصطلحات التي كتبها زميله المحروم من النوم بوضوح، وفكر في تجاهلها تمامًا. ومع ذلك، كان يحتاج إلى هذه الوظيفة، لذا لم يكن يريد أن يضع نفسه في موقف سيئ مع الرؤساء.

[كين: بالتأكيد. أنا لست متخصصًا في تكنولوجيا المعلومات، ولكن هل حاولت إيقاف تشغيله وتشغيله مرة أخرى؟]

تنهد الصعداء، على أمل أن ينتهي الأمر بهذا.

"ما هو الوقت؟" تمتم وهو يخرج هاتفه من جيبه.

"هممم؟ هل هذا هاتفي القديم؟" عندما رأى الهاتف المحمول الذي كان يحمله دائمًا في المدرسة الثانوية، شعر بالدهشة.

كانت الأمور تصبح غريبة للغاية في هذه اللحظة، مما جعله يشعر بنوع من القلق يتسلل إليه. وقف ونظر حوله، فقط ليرى مكتبًا فارغًا حوله.

كان الأمر أكثر إزعاجًا لأنه كان لا يزال يسمع نقرات لوحات المفاتيح من حجرات المكتب غير المراقبة. وبينما كان عقله يحاول معالجة ما كان يحدث، كان رأسه ينبض باستمرار.

كان الألم شديدًا لدرجة أنه جعله يشعر بموجة ضخمة من الغثيان تهدد بالتغلب عليه.

*دينغ*

[ميكا: الوقت ينفد، يرجى التأكيد على رغبتك في استخدام إكسير التعافي]

[نعم/لا]

رأى كين رسالة ميكا تظهر على شاشته، تطلب منه إجابة. أمسك برأسه بينما كان الألم لا يطاق.

"اللعنة! ماذا تريد مني؟" صرخ وهو على وشك فقدان الوعي.

كان هناك شعور بالغرق في معدته وهو يحدق مرة أخرى في الشاشة الساطعة أمامه. كان لديه شعور بأنه إذا فقد وعيه، فلن يستيقظ مرة أخرى.

سيطر الخوف على حواسه على الفور وهو يضرب رأسه بلوحة المفاتيح أثناء محاولته البقاء مستيقظًا. حاول أن يفكر في أوقات أكثر سعادة، لكن الألم الشديد في ذهنه منعه من ذلك.

[تحذير: ارتفاع الضغط داخل الجمجمة. يرجى استخدام إكسير التعافي]

[نعم/ لا]

هذه المرة، جاء الصوت من داخل عقله، صوت رتيب يبدو أنه لا يحمل أي مشاعر على الإطلاق. أمسك كين بكلا جانبي رأسه، وشعر وكأنه على وشك أن يتمزق من الداخل.

"نعم! نعم! فقط من فضلك أوقف ذلك"

صرخ من الألم، متوسلاً أن يختفي الألم.

[تم التأكيد. استخدام اكسير التعافي]

عند سماع هذه الكلمات، هدأ الألم على الفور، حاملاً معه موجة من الدفء لم يختبرها قط في حياته. كان الأمر كما لو أن كل آلامه وهمومه قد اختفت، وولد من جديد.

"هل هذا هو شعور الموت؟" تساءل.

لكن في اللحظة التالية أصبح وعيه مظلما.

***

امتلأت الغرفة الصغيرة الواقعة في جناح الأطفال بمستشفى أوساكا بأصوات صفارات إنذار إيقاعية. وعلى السرير يرقد شخص ملفوف الرأس بالضمادات، ويبدو هادئًا وكأنه نائم بعمق.

دخل كريس الغرفة ورأى ابنه الذي كان يلعب البيسبول قبل ساعات قليلة فقط، طريح الفراش الآن. كان دايتشي الذي كان يمسك بيد أخيه نائمًا في تلك اللحظة، مستريحًا برأسه على جانب السرير.

أحس بغصة في حلقه عندما رأى المشهد أمامه.

لم تكن النتائج الأولية جيدة. فلم يتعرض كين لإصابة دماغية طفيفة فحسب، بل ألمح الأطباء أيضًا إلى احتمال وجود نزيف في دماغه. وإذا لم تسير الأمور على ما يرام، فقد تتكون جلطة دموية وتزيد الضغط على الدماغ.

لم يكن يتوقع أبدًا أن تنتهي مباراة أبنائه التي طال انتظارها بهذه الطريقة.

ألقى كريس نظرة على ساعته قبل أن يغادر الغرفة بسرعة. من المفترض أن تصل زوجته إلى المستشفى في أي لحظة.

بمجرد أن شاهدت الحادثة على شاشة التلفزيون، سارعت إلى منزلها وأخذت بعض الأشياء قبل اللحاق بالرحلة الأولى إلى أوساكا. لن يتمكن أي والد من الجلوس مكتوف الأيدي عندما يحدث شيء كهذا لطفله.

2025/01/22 · 15 مشاهدة · 851 كلمة
1VS9
نادي الروايات - 2025