" هل ... هل تخرجي معي؟"
"هههههه"
"...؟"
" آه، أنت جاد! هل حقاً تظن أنني 'أميرة المدرسة ' قد أخرج مع شخص عادي مثلك؟؟!!"
"..."
ذهبت ' أميرة المدرسة ' شارلوت دون أن تهتم للفتى الذي تحطم قلبه للتو....
الفتى الذي تطلب منه الأمر ثلاث سنوات حتى تملك الشجاعة الكافية للإعتراف بحبه لجميلة المدرسة و طلب مواعدتها ...هو فتى عادي جداً ذو شكل غير مميز ، يدعى نورمان.
" آه ، لقد حطمتك ... كنت أعلم."
" آآآه "
" يا رجل تمالك أعصابك ."
بينما كان نورمان منهار على الأرض بيكي بحرقة و قف وراءه صديقه رون.
كان لرون منظر مُلفت للغاية.
الشعر الأحمر..
الأذن المثقوبة بعددت أماكن و في كل ثقب حلق ذو لون مختلف عن الآخر.
حتى زيه المدرسي كان فيه بعض الاختلاف.
حيث أنه قام بطي الأكمام و يوجد ما لا يقل عن عشرة حلقات جلدية لفت حول زراعه اليمنى.
أما نورمان...
شعر أسود مصفف بطريقة قديمة للغاية.
الزِّي المدرسي مزرر حتى أخر زر.
حتى ملامح وجهه تبدو مملة و خالية من الأمور المثيرة للإعجاب.
" س-سأقتلكم .. آهآهآه.."
" من ستقتل؟!"
" ك-كل الوسيمين في المدرسة.."
" أنت تعلم أنه بمقارنة بك حتى مهووس الدراسة أكثر وسامة و لفت للأنظار."
الدموع التي كادت أن تتوقف عادت لتتجمع بسرعة على طرف عيني نورمان و سكب الشلال مجدداً. حك رون خده و هو يبتسم بأسى لحال صاحبه.
****
بعد يوم مدرسي سيّء للغاية. و خصوصاً الاعتراف الفاشل.
" إلى الغد يا صاح. "" وداعاً. "
لوح نورمان يده لرون ثم دخل إلى المنزل.
" أمي. "
" أهلاً عزيزي "
" لماذا المنزل نظيف جداً و مزين؟ هل سيأتي أحد مهم لزيارتنا اليوم؟؟"
بما أن والدته أمرأة عاملة و والده موظف بدوام كامل ، فإن منزلهم يكون بالعادة مليئ بالفوضى غير الطبيعية.
" مالذي تقوله أيها الفتى؟؟!! متى كانت والدتك مقصرة بتنظيف المنزل؟ إن منزلنا دائماً هكذا""..."
بوجه غاضب و إحدى يديها على خصرها و الثانية كانت تأشر بها بغضب.
والدة نورمان ' ليا ' قامت بإلقاء محاضرة عن كيف أنهم عائلة مثالية و كيف أنها رغم كونها الأنثى الوحيدة في المنزل دائماً تعمل على إبقاءه نظيف رغم أن لا أحد يساعدها.
بقي نورمان صامت و هو يشتم نفسه لطول لسانه.
" إذهب الآن و غير ثيابك و نظف يديك و تعال لتساعدني في تحضير المائدة .. العشاء اليوم هو السمك بالكاري مع الأرز. "" السمك بالكاري مع الأرز!!"
تعابير الإشمئزاز رسمت بعمق على ملامح نورمان. بينما دارت والدته وجهها و أتجهت عائدة للمطبخ.
" أجل. لذيذ أليس كذلك. إنها مفاجئة بمناسبة عودة ' شون ' من الجيش. "
"...؟"
" ماذا؟ ألم تكن تعلم؟"
" لا ، لم يخبرني أي أحد بذلك. "
شون هو الشقيق الأكبر لنورمان.
كان شون دائماً الابن المثالي.
الأكثر وسامة.
المتفوق دراسياً.
كان نورمان دائماً يقارن بشون ، وهذا سبب الاحباط لنورمان ، لكنه لم يكن يكره شون بل العكس تماماً فهو يحب شقيقه الاكبر جداً فشون شقيق رائع.
' أنا سعيد بعودة شون لكنني حقاً حقاً أكره السمك بالكاري مع الأرز. '" همم"
تنهد نورمان.
بعد بضع دقائق. داخل المطبخ.
" هل رأيت أندي و أنت في طريقك للمنزل. "
" لا. "
" كان يجب أن يكون في المنزل الآن. "
" أنا لا أعلم شيءً. ربما يجب أن تتصلي به أمي. "
" لا ، لن أفعل و أحرجه أمام أصدقائه. "
' لكنك لن تتواني أبداً بإحراجي لو كنت مكانه! ذلك المدلل الأحمق الصغير . فقط لماذا يجب على المرء أن يكون له شقيق أصغر ؟ بل لماذا يجب أن يكون الأشقاء الصغار هكذا؟؟..'
تابع نورمان تذمره بينه و بين نفسه من شقيقه الأصغر أندي.
أندي أصغر من نورمان بأربع سنوات ، و هو يحب نورمان جداً لدرجة تدفع نورمان للجنون أحياناً.
أندي هو أكثر أفراد العائلة دلالاً.
إنه بالعاشرة و له غرفته الخاصة و هاتفه المحمول الخاص. و كذلك يتم إرساله لمدرسة ابتدائية خاصة و مكلفة.
كرك.
صوت فتح الباب الرئيسي و إغلاقه.
" ماما ، نورمان أنا عدت. "
" أهلاً عزيزي ، كيف كان يومك؟"
" أهلاً ، أين كنت حتى الآن؟"
أجاب أندي السؤالين بسؤال.
" أممم، هذا ليس مهم. المهم هو لماذا المنزل نظيف جداً و مزين؟ هل سيأتي أحد مهم لزيارتنا اليوم؟؟"
تشنج وجه ليا و هي تنظر لعيون إيدي.
" حبيب الماما ، مالذي تقوله الآن؟ متى لم يكن بيتنا نظيفاً؟....."'هههه'
بدأت ليا بإلقاء محاضرتها عن كونها لم تقصر يوماً بواجبها في تنظيف المنزل و عن كيف هي مظلومة من قبلهم ووو....بينما قام نورمان بصعوبة بحبس ضحكته.
*****
في ذلك المساء عاد الوالد ' ستيف ' و معه ابنه شون الذي كان قد لا يزال بزيه العسكري.
" آه، شون عزيزي ! و أخيراً ألتم شم العائلة.."
كادت ليا أن تخنق شون و هي تحضنه و تبكي. كان العشاء لذيذاً بالنسبة للجميع ، خصوصاً أن شون قد أحضر معه البيتزا عندما علم ما طبخته له والدته ، لكي يأكل نورمان شيء يحبه و يكون العشاء عشاءً ممتعاً للجميع.
لكن و للأسف الأمور الجميلة لا تستمر طويلاً.
رجل و أمرأة كانا في تلك الأثناء يتجهان نحو منزل عائلة نورمان و في حوزتهما ما سيغير كل شيء.....
لمحة من الفصل القادم...
