في تلك الليلة.

أمام المدخل المؤدي لمنزل عائلة نورمان.


" ما الأمر؟ باترك إنزل و تحقق من ما يحدث."

" جينا! أنا السائق! كيف ستحركين السيارة إذا ما نزلت و طلبت منهم فتح الطريق؟"


بعينين نصف مغمضتين أجابت جينا.


" أيها الأحمق. لا أصدق كيف أصبحت محقق!! لماذا قد نحرك السيارة و أحدنا ليس فيها؟! إذا نزلت أنا فأنت ستنتظرني حتى أعود قبل أن تتابع القيادة... آآآه !"

"..."


توسعت عيني باترك كما لو أنه قد أنتبه للتو على الموضوع.


"آه، هههه صحيح. "


بينما نزل باترك للتحقق من السبب الذي من إجله تم إغلاق الطريق ، رِن هاتف جينا.


" المحققة تيرنر تتكلم. "

" هل وصلتم؟"

" لا سيدي. إن الطريق مقطوع لسبب ما المحقق سيندمان نزل ليتحقق من الأمر. "

" عليكما الأستعجال. إن حياة خمسة أشخاص على المحك ، مع أخذ بعين الأعتبار أن إحداهم إمرأة و إثنين منهم مازالوا أطفالاً. "

" أجل سيدي. لا تقلق. كل شيء سيكون منتهي بأسرع وقت. و سنتأكد من سلامة الجميع. "


" قد لا يكون هذا ممكناً. "


عاد باترك أثناء محادثة جينا ، مقاطعاً حديثها و حاملاً أخباراً سيئة.


****


قبل بضع ساعات.

منزل عائلة نورمان.


" كان عشاءً لذيذاً. "

" أنا لا أصدق أنك أحضرت البيتزا معك. لماذا سمحت له بإحضارها؟"

" آه ، عزيزتي كيف يمكنني أن أرفض طلبه الأول بعد عودته؟"

" هيا ، أمي ، أبي إن الأمر لا يستحق الجدال. أنا سعيد أن الجميع أستمتع بالعشاء. "

" آه ! حبيب أمه. ( تحضنه و تقبله) كم أشتقت لك. "

" أمي هل تشمي؟"

" أجل !"

" تبدو كما لو أنها رائحة دخان؟!"

" داخل المنزل؟ مستحيل. أنا شخصياً أتأكد من جهاز الكشف عن الدخان. لو كان الدخان من المنزل لتم إطلاق الإنذار. "

" لكن يا ستيف إن الرائحة قوية حقاً. "

" إنه تبدو كما لو كانت قادمة من العلية؟! هل غيرتم في ديكور المنزل خلال سفري ؟ كوضع مطبخ في العلية مثلاً ؟؟!!"


بعبارة شون الساخرة تحرك كل من ستيف و ليا نحو الدرج المؤدي للعلية....


'بوم!'


*****


الوقت الحالي.

المستشفى.


" يا حضرت الضابط أنا أقسم لك بأن والدي لا يمكن أن يهمل شرطان الكهرباء. أقسم لك. الرجل مدمن على إجراءات السلامة. "

" وفقاً لمعلوماتنا الأولية ، أنت لم تكن متواجد في المنزل منذ فترة. لعل والدك أقلع عن هذه العادة و أهمل بعض الأشياء. "


بينما كان شون يتشاجر مع الشرطي.

كان نورمان و إيدي يجلسان على المقاعد في الردها أمام غرفة العمليات.

الإنفجار ...

الحريق...

كل من ستيف و ليا في حالة حرجة الأن.


" سيد شون كيم إن ما توصلنا له هو أن طبيعة ما أصابكم عبارة عن حادث. مَس بين شرطان الكهرباء. لذلك و بما أنك ولي الأمر القانوني لشقيقيك. أنصحك بأن تهتم بهما الأن بدل من تأليف المأمرات و البحث عن شخص ما لإلقاء اللوم عليه."

" لكن....حسناً. فهمت. شكراً لك سيدي الضابط و أسف على إزعاجك. "

" أنظر ... إن الأمر ببساطة مجرد صدفة و حادث بمحض الصدفة. أتمنى أن يتعافا أهلك بسرعة. "

"حسناً. شكراً. "


' صدفة مؤخ#$@£ ، أي صدفة هذه التي تتحدث عنها؟؟!! شرطي كسول أحمق عديم الملاحظة. أجل .. أجل عد إلى سيارتك و إلى قطع الدونت العزيزة على قلبك. شرطي! هههههه إن حجمه يكف لجعله اب@£€$## و ليس شرطي! '


" ماذا حصل؟ هل أخبرك الشرطي بشيء؟!"

" لا ، للأسف. السيد الشرطي لم يخبرني بشيء. "

على عكس ما بداخله حيث أنه يشتم و يلعن إلا أنه من الخارج لا يزال بصورة الشاب المثالي شون ، حيث أجاب نورمان بهدوء و لطف و وصف الشرطي بطريقة محترمة كما لو أنه يحترمه حقاً.


في هذه الأثناء دخل كل من باترك و جينا إلى المستشفى.

بعد الاستعلام عن مكان أفراد عائلة كيم [ عائلة نورمان] أتجها لمقابلة الأبناء.


" مرحباً. أنا المحقق سيندمان و هذه المحققة تيرنر. "

" نحن هنا لنتحدث معكم عن والدكم و والدتكم. "

" أهلاً. أنا شون كيم. هل لي أن أعلم ما الأمر؟"

" ربما يجب أن نذهب لمكان آخر. لنتحدث. "


تبادل شون النظرات مع شقيقيه ثم أومئ برأسه دليلاً على موافقته لفكرة جينا.


****


في كفترية المستشفى.


" ما الذي حدث بالضبط؟ إن كنت لا تمانع إخبارنا."

" لقد أخبرنا الشرطة لكنهم لم يهتموا للأمر..."

"كن واثقاً بأننا لسنا مثل الشرطة العاديين. "

" هل لي بأن أعرف من تكونا بالضبط على الأقل؟"

" حسناً. هذا عادل. أنا جينا تيرنر و هو يكون باترك سيندمان و كلانا يعمل كمحقق خاص لشركة تحقيق عالمية خاصة"

"... شركة تحقيق عالمية خاصة؟ ما معنا ذلك؟"

" كما قالت جينا. إننا في الواقع شركة تحقيق تعمل على مستوى الدول و العائلات الغنية حول العالم و في نفس الوقت لا علاقة لهم بأي دولة معينة. أي أننا لا نعمل مع الحكومة مثل الشرطة بل إننا نع...."

" حسناً باترك. أظنهم فهمو ما نقصده. "

" حسناً. لا زال لدي الكثير من الأسئلة لكما لكن مبدأياً سأخبركما بما أخبرته للشرطة... شممنا رائحة دخان قادم من العلية. و هي المكان الوحيد في المنزل الذي لا نضع فيه شيء لأن والدي مهوس بأجهزة الأمان لذلك هو يستعمل العلية كطريق سهل لوصل تمديدات الأجهزة الجديدة كما و أنه يحب فحصها و صيانتها بنفسه. سخر أبي منا عندما أخبرنه عن رائحة الدخان فهو كان متأكد من كاشفات الدخان المركبة بكامل المنزل. في النهاية حتى هو لم يستطع تجاهل الرائحة لذلك أتجه و من خلفه والدتي صعوداً على الدرج نحو العلية للتحقق من الأمر. بمجرد أن فتح والدي الباب حدث أنفجار أدى إلى رميهما نحو الأسفل إي نحو الطابق الثاني. بينما كنت مع شقيقي في نهاية الدرج في الطابق الأول...."

" منزلكم من طابقين للسكن و العلية تحتل الطابق الثالث؟"


قاطع باترك شون بسؤاله.


" أجل. لكن لا يمكن إعتبار العلية طابق كامل. حيث أنه أصغر حجماً و أقل أرتفاعاً من الطابق الأول أو الثاني. "

" حسناً. ما الذي حصل بعد ذلك؟"

" بما أننا كنّا في الطابق الأول. لم نتأثر بالإنفجار. بل صعدنا لنرى ما حصل. في تلك اللحظة حدث شيء غريب.."

" ماذا حصل؟"

" في البداية كان صوت تحطم زجاج ، ثم صوت سيارة تنطلق بعيداً. "

" لا أفهم ما الشيء الغريب؟ أعني ألا يعقل أن تنكسر النافذة من الانفجار؟ و ربما صوت السيارة هو لسيارة تمر بالجوار لا غير. "

" هذا ما قاله الضابط الذي كنت أتحدث معه منذ قليل. لكن ألا ترى؟ النافذة تحطمت بعد الانفجار و ليس أثناءه. كما أن منطقتنا لا تمر منها السيارات بعد حلول الليل فإن المباني المجاورة معظمها مباني مدارس و هي مغلقة في الليل. أعني من سيزور حضانة أطفال بعد حلول الليل؟ و لماذا قد يقود مسرعاً من قرب منزلنا بعد حدوث مثل هذا الانفجار؟ مصادفة؟ أشك في ذلك. كما أننا حصرنا بالنار القادمة من الأسفل. أعني لو كانت فعلاً حادثة مَس كهربائي من أشرطة الكهرباء في العلية لكانت النار قد أنتشرت من العلية نحو الأسفل لبقية المنزل و ليس من الطابق الأول كما حدث. "


بعد القليل من التفكير تحدثت جينا.


" إذاً و وفقاً لما قلته للتو فإن التفكير المنطقي يدل على أن ما حدث كان بفعل فاعل. حيث أنه أراد أستدراجكم للأعلى بواسطة الدخان ثم إلهائكم بالانفجار حتى يتأكد من أنكم ستحاصرون وسط النار إذا ما أشعل الطابق الأول. لقد قلت أن صوت التحطم جاء بعد الانفجار و بعد أن صعدتم للطابق الثاني للتحقق من ما حل بوالديك. ربما الفاعل أستخدم نوع من الأدوات المشتعلة حيث رماها للنافذة محطماً إياه و مرسلاً النار لداخل المنزل. لكن لفعل ذلك أنت تحتاج لشخص يمكنه الدخول لمنزلكم لبضع ساعات. على الأقل لوقت كافاً يسمح له بصنع الفخ لأستدارجكم إلى العلية لتنجح خطته. "

" أجل. هذا صحيح. لكن من؟"


لمحة من الفصل القادم....



2017/11/25 · 605 مشاهدة · 1221 كلمة
M.G.D1
نادي الروايات - 2024