مملكة بون...

غرفة نوم الملك.


" ليحيى الملك. "

" سيزار يا مستشاري العزيز مالذي أتى بك؟"

" يجب أن توقف هذه المهزلة يا مولاي. "

" عن ماذا تتكلم؟"

" لا تدعي الجهل يا مولاي. أتكلم عن أحفادك ، أبناء الأمير ستيف. "

" ما بهم؟"

"ما بهم؟! هل حقاً لا تعلم عن ما أتكلم عنه؟ الصحافة تنفذ أوامرك و تنشر الإشاعات لإثارة الشعب و جعل القانون الملكي قيد التطبيق ... و الضحية هي أحد أبناء ستيف..."

" أهداء أهداء ، ماذا في ذلك؟ القانون مطبق منذ أيام جدي الملك رحمه الله ، لقد وضع القانون مع ظهور الإعلام في مملكتنا و أنا ببساطة أتابع التقليد و أمشي على القانون. لا أفهم ما مشكلتك؟"

" المشكلة هي أن وضع أبناء ستيف لا يشبه وضعك أنت و شقيقك رحمه الله ، أو وضع ألبرت رحمه الله و ستيف بل إنه بشبه وضع والدتك الملكة العظيمة رحمها الله و شقيقتها الأميرة سنثيا. "

" لم أفهم. "

" أنت يا مولاي و شقيقك كُنتُم أنصاف أشقاء حيث أنكم من الأم نفسها لكن من والدين مختلفين ، أما ألبرت و ستيف فهمًا من والدتين مختلفتين. العلاقة بينكم كانت أقرب للعداوة من الأخوة و لذلك لم يشعر أي منكم بالحزن أو الغضب للتضحية بشقيقه بل نظرتم للموضوع كأنه واجب على هذا الشقيق أن يضحي بنفسه .. بخصوصيته .. بحريته. "

" إذن؟ ما مشكلتك؟"

" المشكلة ليست عندي بل عندك يا مولاي. بصفتي صديق طفلتك يا إدوارد أنا أنصحك بإلغاء ما تفعله. العلاقة بين أبناء ستيف هي علاقة إخوة حقيقية. و أنا تأكدت من ذلك من خلال التحقيق بالأمر. إنهم مقربون من بعضهم البعض..."

" إذاً أنت تقول لي أن الأخوين سيحزنا على شقيقهما الذي يعاني من مراقبة الصحافة له؟ ما دخلي في ذلك؟"

" ما أقوله هو أن حالتهم كحال والدتك وخالتك. الجيل الأول الذي طبق القانون عليه. أتذكر ما حدث؟ والدتك وقفت مع شقيقتها ضد والدها الملك ، رغم أنها لم تستطع في ذلك الوقت إلغاء القانون إلا أنها ساعدت شقيقتها لدرجة أنها وظفت أناس للعمل لمساعدت شقيقتها و بفضلهم أصبحت شقيقتها أحد أهم الشخصيات في تاريخ مملكتنا. "

" لا زلت لا أفهم ما علاقتي أنا؟"

" حسناً ، دعني أسألك من الشخص الذي بغضته أمك حتى مماتها ؟ لا بل من الشخص الذي تشوهت صورته للأبد لأنه جعل من محبوبة مملكتنا ' سنثيا ' عدوته الأولى؟"

" جدي! ... أنت تقصد أنهم سيحاربونني كما حاربت كل من أمي و خالتي ضد جدي؟ ... ههه هذا لا يمكن أن يحدث. في النهاية أن جدهم. "

" و جدك بالنسبة لأمك و خالتك يكون والدهما. كما أنني واثق أنهما كانتا قريبتين منه أكثر من قرب أبناء ستيف لك. أنا حتى لا أظن أن أبناء ستيف يعلمون بوجودك حتى الأن. "

" أسمع يا سيزار ، صحيح أنك صديقي و أنك مستشاري الوفي لكنني لا أتراجع عن قرار سبق أن أخذته. كما أنني أشك أن هذا الأمر قد يأثر علي شخصياً بأي شكل. لذلك أطمأن يا صديقي و عد لأعمالك و دعني أرتاح فأنا مريض كما تعلم. "

" آه! لك ذلك يا مولاي. وداعاً."


******

في كافتيريا المستشفى.


" أجل يا سيدي. حسناً. سأخبره الآن. أجل. أجل. لقد أجريت الاتصالات و حجزت جناح فخم في أحد الفنادق العريقة. بالتأكيد. نحن في انتظارك يا سيدي. وداعاً. "


أنهت جينا المكالمة الهاتفية و عادت نحو الطاولة التي يجلس عليها شون و باترك ، يتبادلا الحديث بهدوء لأن نورمان و أندي نائماً على المقعد الذي بجوار شون.


" من كان ؟"

" إنه العميل الذي قام باستخدامنا. "


مباشرة سأل باترك ، و أجابته جينا في لحظة.


" هل هناك ما يجب أن تخبراني به؟"


سأل شون.

نظر كل من باترك و جينا لبعضهما ثم تحدثت جينا.


" إنه قادم إلى هذه البلاد لمقابلتك و التحدث معك. و قد قمت بحجز الجناح الرئيسي في فندق الزهرة الذهبية ، لذلك علينا مغادرت المستشفى. "

" ماذا؟ هو يكون أجنبي؟ و ماذا تعنين بالجناح الرئيسي ؟ هل تعلمين كم تكلف غرفة في فندق الزهرة الذهبية؟ إنه أغلى فندق في البلاد! ثم كيف سنغادر ؟ ماذا عن أمي و أبي؟"

" هذا صحيح؟ ماذا عن أمه و أبيه؟"

" أصمت باترك أنت لا تساعد. أهداء شون. كل من والدك و والدتك في العناية المركزة و لا يسمح برأيتهما ، كما أن شقيقك يحتاجان لسرير مريح بدلاً من كراسي المستشفى ليناموا عليه. إما بالنسبة لذلك الشخص فأنا لست مؤهلة لإخبارك أي شيء سوى بأنه شخص مقرب من والديك. "


*****

مساءً ، في جناح الفندق.


" هل ذهبا للنوم مجدداً؟"

" أجل. "

" إنهما حقاً مجرد طفلين. "

" أجل إنهما كذلك. "

" إهداء. أنا أعلم ما كان يقوله لك باترك في المستشفى. لا تستمع له. إنه غبي جداً و متشائم أيضاً. والدتك و والدك سيكونا على خير ما يرام. سترى. "

" شكراً إيتها المحققة. "

" لا بأس يمكنك أن تناديني بجينا فأنك تذكرني بشقيقي الأصغر ، إنه في مثل سنك شون. "

" شكراً جينا على لطفك معنا. إين ذهب المحقق..."


قاطعته جينا بغضب.


" باترك الأحمق من محبي بيوت الدعارة رغم أنه متزوج، لعله الأن يقضي الليلة هناك. "

" هههه ، لقد أتعبناكما معنا فأنتما برفقتنا منذ يوم أول أمس. أظن أنه يجب عليك أنت أيضاً الذهاب لقضاء أمورك الخاصة. "

" لا بأس ، فأولاً إنه عملنا ، ثانياً زوجي في رحلة عمل هذا الأسبوع و لن يعود حتى الاسبوع القادم ، كما أن ابني و ابنتي في المدرسة الخاصة و لا يأتيان للمنزل حتى موعد حلول العيد. لذلك منزلي فارغ بكل معنى الكلمة. "

" على الأقل لزوال لديك منزل. "

" آه! أسفة لم أقصد..."

" لا بأس. "


دق .

دق.


في تلك الأثناء قرع الباب.

فتحت جينا الباب و خرجت قبل دخول الضيف.

ثم دخل رجل كبير في العمر و أغلاق الباب وراءه.


" عفواً. لكن جين.. أعني المحققة لاتزال خارجاً."

" آه ، لا عليك. أعتقد أنها سوف تتوجه لبار الفندق و تشرب فنجان قهوة بينما نحن نتكلم. "

" أعذرني يا سيد و لكنني لا أعلم من تكون. "

" أنا أحد المقربين من والدك و أعمل لدى جدك. "

" جدي؟ إن كل أجدادي موتا. "

" حسناً ، في الحقيقة جدك من طرف والدتك ميت رحمه الله ، لكن جدك من طرف والدك لايزال على قيد الحياة رغم أنه ليس تماماً بصحة جيدة. "

" أنا لا أفهم .. أعني أن والدي قد أخبرني بغير ذلك. "

" لدى والدك أسبابه و إذا سمحت لي سأخبرك بكل شيء الآن. "

" حسناً ، سيد؟"

" يمكنك أن تناديني بالعم سيزار ، هيا لنجلس و نتحدث فإنه يجب علي العودة بأسرع ما يمكن ...."


****

صباح اليوم التالي.


" سمو الأمير شون يجب أن تطلعني على ما تنوي فعله. هل ستخبر شقيقيك؟"

" أجل ، أعني أنه لا يوجد طريقة للتهرب من هذا الأمر كما فعل والدي من قبل ، صحيح؟"

" للأسف الظروف اليوم ليست كما كانت عليه في ذلك اليوم حين ساعدت والديك بالهرب. الأن جدك يعرف تماماً كيف يجدك أنت و أشقاءك. "

" لكن ما العمل ؟ أعني بخصوصهما؟"

" إنهما أميران أيضاً و يحق لهما معرفة ذلك. "

" لكنه يريد إبعادنا عن بَعضنا. ماذا عن نورمان ؟ ما الذي سيحدث له؟"

" سموك ، إن الأمير الصغير سيكون دائماً معك فإنه في النهاية سيسافر معك الفرق الوحيد هو أنه سوف يغير مدرسته فحسب لا شيء كبير ستغير ، لكن نورمان سيعاني بعض الصعاب و الحل الوحيد هو أن تساعده طبعاً إذا كنت ترغب بذلك. "

" بالتأكيد أرغب بذلك. "

" إذا لا تقلق و أخبارهما. و بالنسبة لنورمان فأنا سأرسل إليه كل الأشخاص الذين سيحتاجهم لمساعدته. "

" أيها المستشار سيزار"

" نعم؟"


انحنى شون.


"شكراً لك على مساعدتنا. "

" العفو يا سمو الأمير. "


غادر السيد المستشار ....


بعد ساعتين أستيقظ كل من نورمان و أندي.

و بينما كانوا يتناولون طعام الإفطار، أخبرهم شون كل شيء... حسناً ، تقريباً كل شيء.

شون لم يطلعها على القانون الملكي.

فقط أخبارهما أنه يجب أن يسافر هو و أندي برفقة أمه و أباه إلى مملكة بون حتى يتلقا والديهما العلاج المناسب هناك ، بينما يجب على نورمان البقاء لإكمال العام الدراسي.


" هل سمعت يا أندي!!"

" أجل أجل ، و ما المفاجئ بذلك ؟ أنا دائماً كان لدي شعور بأن دمائي ملكية. "

" آه أندي ، مهما قلت لن تأخذ سعادتي مني . أنا ! أنا نورمان ... في الحقيقة أمير! هوري!"


قفز نورمان سعيداً من الفرح دون أن يعلم ما كانت الأيام تخبيء له .....


لمحة من الفصل القادم...




2017/11/27 · 563 مشاهدة · 1365 كلمة
M.G.D1
نادي الروايات - 2024