داخل غرفته, كان رين يجلس على أريكته بينما ملامحه تملؤها الجدية, كأنه يفكر في شيء سيغير مجرى حياته تماما, أو على الأقل هكذا تظن الخادمة بعدما دخلت لغرفته

"ما الخطب؟ تبدو جادا جدا, هل هو بسبب تلك العاهرة (خطيبتك)"

قالتها أرييل بنبرة جادة تحمل بعضا من القلق

[هل لقاؤه معها جعله يتذكر شيئا ما؟ لم أره بهذه الجدية من قبل]

قالتها في نفسها بينما تنتظر رد رين على سؤالها

تنهد رين للحظة وكأنه يتسائل هل يجيبها أم لا, مما جعل الخادمة أكثر توترا فقط

"لا أعلم كيف أقولها...هناك أمر لازال يزعج رأسي منذ أن قابلت تلك الفتاة "

"مـ-ماهو هذا الشيء؟"

ردت الخادمة مقاطعتا رين بنبرة متوترة وكأنها لم تعد تتحمل الإنتظار

[هل تذكر شيئا ما أخيرا؟ لو كان كذالك يجب علي أن أبلغ سيدة المنزل بسرعة, أراهن أنها ستكون سعيدة بهذا]

قالتها أرييل في نفسها, نوعا ما كانت متحمسة

''لافائدة من التردد إذن...في الحقيقة, كنت أتسائل إذا ماكنت أملك طفلا أو طفلتا غير شرعية من فتاة ما''

"قالها رين ببتسامة محرجة"

"إيه؟"

"أعني... لقد فهمت أنني كنت شخصا سيئا يطارد النساء أو أي كان كما قلت...مما يعني أنه لابد بأني أقمت علاقة مع..."

"توقف توقف توقف...هل-هل أنت جاد؟؟ بالأحرى هل أنت بخير؟ هذا هو السبب الذي كنت تبدو جادا بشأنه؟"

"أجل...هل هناك سبب لأكون جادا بشأنه غير هذا؟ فهناك إحتمال أن إبنتي الصغيرة تعاني في الخارج بينما أنا كالغبي أنام مرتاحا هنا, لابد أنها تسأل والدتها كل ليلة, أين أبي؟ لما لاأملك أبا؟ والدموع في عينيها تكاد تشكل نهرا. فقط تفكيري بهذا يجعل صدري يتقطع, أتحبين رؤيتي أتألم أو ماشابه؟ لاتستهيني بضميري يا إمرأة"

قالها رين بلهجة عالية بعدما ضرب يده مع الطاولة بقوة وكأنه يستطيع تخيل إبنته تعاني أمامه

كان رين لايزال يتذكر الدراما التي شاهدها عن شاب ثري قام بغتصاب مع فتاة بينما كان ثملا لكنه لم يتذكر شيئا في الصباح وتابع حياته, إلا أنه بعد 10 عشر سنوات شائت الصدفة أن يرى الفتاة برفقة طفلة صغيرة مما نشط ذكرياته وجعله يتذكر تلك الليلة وكأنها وقعت أمس. مما جعل الشاب في ألم مع ضميره وما فعله وأخذ يسعى للتقرب لها ولإبنته كي يكفر عن خطيئته

نوعا ما كان الأمر مشابها لوضعه لذا كان بسيطا إتقان هذا الدور أمام الخادمة

"...."

لم ترد عليه بل كانت تنظر له بعيون فارغة

[لم يبدو جادا بعدما إستيقظ بدون ذكريات... لم يبدو جادا بعدما إكتشف أنه لايستطيع إستعمال السحر... ولم يبدو جادا حتى بعدما إلتقى بخطيبته التي كانت السبب في كونه طريح الفراش لثلاث سنوات وفقدانه ذاكرته...لكن جاد بشأن هذا؟؟؟؟]

"همم؟ ماالخطب أرييل؟ وجهك لايبدو بخير"

قالها رين بنبرة حائرة بعدما لاحظ الخادمة صامتة في مكانها

"سيدي الصغير...أتحاول السخرية مني؟ لا أنت بالتأكيد تفعل ذالك أليس كذالك؟"

قالتها بينما ظهرت ملامح غاضبة على وجهها إلا أنها تصارع نفسها لتبتسم

"مهلا...أتحاولين القول أنه لاتوجد لي أي إبنة أو إبن ؟"

قالها بنبرة مندهشة تحمل معها بعض من الإحباط

"أنت بالتأكيد تحاول أن تقودني للجنون...أتريد أن تعلم؟ الجواب هو لا لايوجد بالأحرى غير مسموح بذلك, والدتك تكفلت بهذا الأمر خصيصا, فبعدما لاحظت مدى إنحرافك سابقا, نشرت أوامرها في المدينة كالتالي, أي فتاة تجرأت على الإقتراب منك أو وحتى إقاامة علاقة معك سيتم إعدامها هي وجميع عائلاتها وبهذا حتى العاهرات قام برفضك

"..*تنهد*.."

تنهد رين بحسرة, كان نوعا ما حزينا لتحطم أماله مجددا تماما كما في ذالك المقهى

"فبالرغم من كونك غير قادر على إستعمال السحر إلا أنك الإبن الأكبر لعائلة ريدليك, أحد أكبر العائلات في هذا البلد, عليك أن تفهم قيمة مكانتك, فهناك العديد من الفتيات اللواتي هم مستعدات لرمي أنفسهم أمام أقدامك ليحظو بمثل هذه المكانة"

"..*تنهد*.."

[إذن لا أبناء...حسنا لابأس, هذا الجسد لايزال يافعا...لربما أحظى حتى بفرصة شعور بالحب الذي كنت أراه في المسلسلات الدرامية والرمنسية]

بعدما وصل وصل تفكيره لخذه النقطة إبتسم مجددا

"على أي حال... وبعيدا عن هذا الموضوع التافه, لقد أتيت لمناداتك فوالدتك تطلب حضورك"

قالتها الخادمة تحك جبهتها وكأن نقاشها مع رين أصابها بصداع

"أمي؟"

.............................................................

داخل غرفة مليئة برفوف الكتب كانت إريكا والدة رين جالستا على مكتبها بينما تحدق في الفراغ وكأن هناك ما يشغل تفكيرها

"دق دق دق"

صوت الطرق كسر الصمت في الغرفة وأيقظها من تفكيرها العميق

"أدخل"

قالتها بيتسامة خفيفة على ملامحها فقد كانت تعلم أن إبنها قد أتى بعدما طلبته

بعدما فتح الباب كان بالفعل كما هو متوقع رين هو من دخل مما جعل ملامحها أكثر حنانا وهي تنظر لإبنها إلا أنها سريعا ما وضعت نظرتا جادة على ملامحها

"أطلبتني يا أمي؟"

قالها رين وهو مبتسم تجاه المرأة التي يفترض بها أن تكون والدته

"أجل...أظنك تعلم السبب أليس كذالك؟"

قالتها بينما تحدق بدقة في ملامحه

"أتقصدين الأمر المتعلق بلقائي بخطيبتي؟"

قالها وكأنه أدرك الأمر...رغم أنه لم يعد يتذكر إسمها

[ بالمناسبة ما كان إسم تلك الفتاة العنيفة مجددا يا ترى؟...أعتقد شيء ما...موزان؟ لا مهلا هذا كان إسمها العائلي...]

قالها في نفسه بينما يحاول جاهدا تذكر إسمها بلافائدة

"أجل تلك الها- أحم أقصد فلورا موزان"

كانت تريد أن تلعن كما تفعل عادتا إلا أنها أوقفت نفسها خوفا من أن يكون إبنها وقع في حبها مجددا

[أه أجل هذا كان إسمها]

قالها في نفسه بعدما سمع إسمها

كانت والدته تنظر له بتفحص لترى إن كان قد أصبح يحبها مجددا كما كان في الماضي لكنها حقا لم تستطع أن تقرأ شيئا من ملامح إبنها لذا هي تنهدت فقط وتحدثت

"في الواقع لقد سمعت عما جرى من الخادمة...يبدو أنها تريد فسخ الخطوبة"

قالت جملتها الأخيرة مع نوع من الغضب في عينيها

[بعد كل ما قانمت به تتجرأ تلك الهاهرة على إعتباره لاشيء]

قالتها والدة رين في نفسها بغضب

أوه أجل تقصدين هذا...لقد وافقت على ذالك أيضا, لماذا؟ أهو أمر سيء أن أفعل ذالك؟

"و-و-و-وافقت؟؟؟ أنت؟؟؟؟"

قالتها بصدمة بدرجة أنه شعرت أنها كادت تسقط عن كرسيها إلا أنها ومجددا أصلحت ملامحها بسرعة

"لماذا؟ هل تسرعت بذالك؟"

قالها رين بحيرة كان حقا لايفهم سبب صدمتها

"أحم, لالا على الإطلاق, أنا فقط لم أتوقع أن تقوم بذالك"

"حقا؟, بما أنها من تريد فسخ الخطوبة فلا أرى أي مانع لعدم للقيام بذالك كما أن التحدي قبل ثلاث سنوات كان هذا هو هدفه وقد خسرت فيه"

قالها بلا مبالا وكأن الأمر لايعنيه

"*كحة* *كحة* لاترى أي مانع إذن"

مجددا وجدت نفسها مصدومة

"أجل في الحقيقة كان واضحا أنها تكن كراهيتا عميقتا نحوي وأنا لاأريد أن أجبرها على شيء لا تريده ,لذا من الأفضل أن أدعها تبحث عن سعادتها مع شخصا أفضل مني بما أنني لا أرى أن علاقتنا ستنجح في المستقبل على أي حال"

قالها بنبرة غير متحسرة بينما أكمل في نفسه بنبرة ساخرة

[أو بالأحرى لا أريدها أن تنجح مع فتاة عنيفة مثلها]

يالك من إبن طيب أصبحت رجلا حقا...إذا كان هذا ما تريده فلن أتدخل, سأدع الأمر لك بالكامل...أنا واثقة أنها ستعض أظافرها ندما في المستقبل للتخليها على شاب وسيم مثلك

قالتها بنبرة مثأثرة وفخورة

"أمي لقد أخجلتني"

قالها بنبرة محرجة

لاداعي للخجل فالأخريات تناسبك أفضل منها على أي حال

"همم؟؟؟ مـ-ماذا تقصد بهاذا؟؟؟"

قالها بينما يشعر بعرق بارد أسفل ظهره

"على أي حال لنترك هذا الموضوع ليوم أخر فهناك سبب أخر أردت رؤيتك لأجله"

قالتها بينما سحبت رسالة من درجها ووضعتها على مكتبها أمام إبنها

"لقد وصلتنا دعوة لحفل بلوغ الأميرة في القصر الملكي"

"هل تقصدين..."

"أجل الدعوة تشملك أيضا, لابد أن الإمراطور يريد إستغلال هذا الحفل لإصلاح علاقتنا مع عائلة موزان"

"أتقصدين أنه يعلم بالفعل عن إستيقاظي؟"

"أجل كنت قد أرسلت له رسالتا سابقا حول إستيقاظك, ففي نهاية الأمر من الأفضل أن يسمع ذالك مني بدل من جواسيسه كي لايعتقد أننا ندبر لشيء ما, لكن لاتقلق كنت قد شرحت له الأمر وطلبت منه أن يبقي الأمر سرا, لابد أن خبر خروجك من المنزل رفقة الخادمة وصل مسامع أذنيه وقرر دعوتنا بما أنه لم يعد سرا بعد الأن"

....

[يبدو أن الإمبراطور ليس شخصا بسيطا...سيكون من الحكمة أن أكون حذرا أمامه مستقبلا]

"إذا كنت لا تريد الحضور يمكنني أن أختلق عذرا لأجلك"

برؤيته صامتا إستنتجت أنه لربما لا يريد الحضور

"لا لا داعي يا أمي سأذهب, أعتقد أنه سيكون مكانا مناسبا لظهوري الأول"

قالها مقاطعا كلامها وأكمل في نفسه

[وأيضا أنا حقا أشعر بالفضول حول هذا الإمبراطور]

"حسنا,لن أوقفك إذا كان هذا ماتريده...الحفل سيكون بعد أسبوع من الأن"

.............................................................

بعدما خرج من مكتب والدته قرر العودة لغرفته

كان قد حان وقت بداية التدريب

[يجب علي أن أفتح البوابة الأولى قبل يوم الحفل لتفادي أي مفاجئات غير مرغوب فيها]

قالها وبتسامة واسعة تسيطر على ملامحه

"همم؟"

بينما كان متوجها نحو غرفته رأى أخته صغيرة شيلي تدخل إحدى الغرف ببتسامة سعيدة على ملامحها, ملامح لم تظهرها مطلقا أمامه

"إذن هي تستطيع الإبتسام أيضا"

بعد التفكير قليلا توجه نحو الغرفة التي دخلت لها أخته صغيرة, على ما يبدو أنها غرفتة نومها

"حسنا فيووه...لاأستطيع أن أتجاهل الأمر للأبد...يمكنني البدأ بتحية ودية اليوم كي لا أفزعها"

"دق دق دق"

طرق على الباب وبتسامة ودية على ملامحه منتظرا أن تفتح أخته صغيرة الباب

لكن من فتح الباب لم تكن أخته, بل فتاة ترتدي زي الخادمة, بشعر بني قصير وبشرة بيضاء وملامحها تحمل بتسامة ودودة ساحرة الجمال كان يمكن القول أنها تنافس الفتاة العنيفة في جمالها, إلا أن عينيها البنيتان تحملان نية قتل لسبب ما

"سيدي الصغير ما الذي تفعله هنا"

قالتها ببتسامة ودودة لكن عينيها مازالتا باردتين

"أنت...من أنت بالضبط؟"

قالها رين بحيرة غير معير أي نتباه لجمالها أو نظراتها الباردة

"أنا الخادمة الشخصية للأنسة الصغبرة, إسمي هو أوراهاكا"

كانت بالفعل تعلم بشأن فقدان رين لذاكرته لذا لم تكن متفاجئة

[أوراهاكا إذن... لم أرها من قبل أتسائل لماذا...حسنا ليس الأمر وكأنني أظل أتجول حول المنزل]

قالها في نفسه قبل أن تقاطعه فجأتا

"أهناك أمر تحتاجه مني سيدي الصغير؟"

"أه, أجل, في الواقع كنت أريد مقابلة أختي صغيرة أتمانعين لو ناديت عليها؟"

"لا لن أفعل ذالك"

قالت هذه الجملة ببتسامتها الودودة المعتادة

"همم؟ المعذرة؟"

كان رفضها مفاجئا لرين فبعد كل شيء أليست مجرد خادمة هنا؟

"أسفة يبدو أنني لم أكن واضحة في كلامي... لقد قلت أنني لن أنادي عليها لأجلك"

مجددا قالتها ببتسامة ودودة

"أيمكنني أن أعلم السبب"

"لأنني لا أريد أن أفعل ذالك"

"..."

[هـ-هل هي مجنونة أو ماشابه؟ تقوم بالرفض وبتسامة ودودة تعلو ملامحها]

"إذا كان هذا كل شيء سيدي الصغير فإعذرني فأنا مشغولة حاليا"

قالتها ببتسامة ودودة وأغلقت الباب في وجهه

"عظيم...عائق أخر يحول بيني وبين أختي الضغيرة قد ظهر"

قالها بنبرة مستسلمة ومحبطة بينما يتنهد وتوجه نحو غرفته

"سأجد فرصتا للتحدث معها لاحقا...سأركز على التدريب في الوقت الحالي"

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

نهاية الفصل



2020/08/20 · 818 مشاهدة · 1630 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024