الروح

نعلم جميعا أنها موجودة بداخلنا, بل ربما لانستطيع العيش بدونها, لكن ماذا تكون؟ ما فائدتها؟

وهل يمكننا أن نعتبر شيئا كهذا موجودا رغم أننا لم نراه بأعيننا من قبل؟

بعض الديانات تتحدثت عنها على كونها جسدنا الحقيقي

من جهة أخرى هناك إشاعات أو خرافات عن أناس يبيعون أرواحهم للشياطين سواءا كان السبب الحصول على الثروة أو القوة بل حتى المجد

ماهي قيمة هذه الروح التي حتى الشياطين الذين يمتلكون كل هذا يريدونها؟ هل ما تحصل عليه في المقابل هو حقا الثمن المناسب لهذه الروح؟

هل سبق وسألت نفسك هذه الأسئلة؟

لأن الإجابة موجودة بين يديك في هذا الكتاب

كانت هذه هي الاسطر الاولى التي قرأها رين في كتاب البوابات الثلاثة عشر كانت أسطر لاتنسى بسبب غرابتها

"كنت في البداية أعتقد أنها نوع من الروايات خيالية القديمة لكنها كانت شيء أبعد من ذالك بكثير"

[الروح التي تحدث عنها في البدابة, شرح أنها تتمثل على شكل طاقة مجنونة تتحدى السماوات, لكنها مسجونة داخل الجسد بثلاثة عشرة حاجزا يمنع تسربها, سمى الكتاب هذه الحواجز بالبوابات الثلاث عشر, بصراحة لا أزال لا أفهم الأمر تماما لكن حسب ما فهمته يمكن أن تثمثل الروح علميا في شيء أشبه بالأندرينالين حيث بعدما يستسلم الجسد للموت أو الإجهاد المطلق يضعف الجسد و السجن لهذه الطاقة ومعه تتزحزح البوابة الأولى قليلا فقط, لكنه كاف لتتسرب قليل من طاقة الروح للخارج, مما بجعل الجسد أسرع وأقوى لبضع لحظات قبل أن تقفل البوابة مجددا]

[لكن التقنيات في الكتاب كانت تمكنك من إبقاء البوابات مفتوحة قدرما تشاء]

[لايمكنني حتى تخيل مقدار الجنون الذي سيسبه هذا الكتاب للعالم لو تم نشره]

تنهد رين بينما يتذكر كلمة الإجهاد المطلق, فهذه الطريقة لاتنفع مع جسده الحالي جسد الشيطان الدامي لأنه جربها سابقا بالفعل لذا الأن عليه تجربة الخيار الثاني عندما يستسلم الجسد للموت

كانت طريقتا مجنونة بالأحرى يجدر تسميتها بالإنتحارية, لكن عليه القيام بها, فقد أصبح الأن في عالم يقدس القوة

قرر أنه سيبدا خطته ليلا لذا قرر الإنتظار حتى يحل الظلام ويذهب الخدم للنوم بعدها تسلل للمطبخ للحصول على سكين حادة وكثير من الثلج كان قد أعده مسبقا

رغم عدم تواجد ثلاجة أو أي نوع من المبردات في هذا العالم إلا أن هناك سحر الذي يستبدلها بالطبع

أخذ ما يحتاجه ثم بعدها توجه بهم إلى الحمام وأغلق على نفسه تجنبا لأي تدخلات أومفاجئات

غرفة الحمام كانت فسيحة بأرضية رخامية وزينة فاخرة في الجدران على طراز شبيه بالروماني مع حوص إستحمام في المنتصف

بالطبع لم تكن أول مرة يرى فيها هذا الحمام بما أنه إستحم فيه عدة مرات بالفعل سابقا لذا باشر بالعمل مباشرتا

كبداية ملئ حوض الإستحمام بالماء ثم رمى بعدها الثلج

سريعا ما أصبحت الغرفة باردة

كان رين يعلم أن الماء البارد سيجعل العملية مؤلمتا جدا لكن كان هذا هو المطلوب تماما, فقط بعد دفع جسده لأقصى الحدود سيتمكن فتح البوابة, على الأقل هكذا قال الكتاب

"بالنظر للأمر من منظور أخر ألا أبدو وكأنني أحاول الإنتحار؟ حسنا إذا لم ينجح هذا فهذا ما سيبدو عليه الأمر للجميع على أي حال"

كان مترددا للحظة بسبب تفكيره بوضعه السخيف قبل أن يهز رأسه بحزم مبعدا كل تلك الأفكار ورمى نفسه في حوض الإستحمام

بعدما غطس داخله إنتابته موجة شديدة من القشعريرة فجأتا جعلته غير قادر على تحكم بتنفسه وأيضا بجسده الذي أخذ يهتز بدون توقف في محاولتة منه لتدفئة نفسه, لم يكن هذا نهاية الأمر فقد شعر بالبرودة تخترق عظامه ببطئ كأنها إبر معدنية

"تبا هذا الجسد لايستطيع حتى مقاومة شيء بسيط كهذا؟ "

قبل أن يفقد اللإحساس بأطرافه أمسك سكينه بذراعه المرتعشة وببطء غرسها في بطنه بدون أدنى تردد

"أغغففف سسهف سسهفف هفسسف"

تنفسه أصبح مضطربا, شد على أسنانه بقوة بينما يخرج الهواء بصعوبة من بين أسنانه

رغم أنه طعن بعيدا عن أي عضو حيوي لكن هذا لايعني أن الألم سيكون أخف, بالأحرى الثلج جعل ألمه مضاعفا لدرجة ستجعل الشخص الطبيعي قريبا من الجنون, كل نبضة من الالم تضرب حواسه مرارا وتكرارا بقوة, كان الأمر مرهقا حتى رين شعر أنه كان على وشك أن يفقد الوعي لكثه شد على أسنانه بقوة مصمما على صد الألم أو على الاقل تجاهله وطعن مجددا بينما يحاول العودة لتنفسه الطبيعي

أخذت الدماء الدافئة تتدفق بغير توقف تملأ الحوض وتغير لون الثلج إلى الأحمر, كان هذا النزيف المستمر هذا كافيا ليجعله يشعر بالدوار

"إذن.... لايزال هذا....غير كافيا... لفتحها هسسف هفف"

قالها بصعوبة بينما جسده يرتعش بجنون

لكن من الناحية الإيجابية, كان قريبا, كان يستطيع الشعور بإهتزاز البوابة بداخله

"تبا إنفتحي...إنفتحي...إنفتحي"

أخذ البخار خفيف يخرج من جسده ببطء

"إنفتحي"

طعن مجددا ومجددا, أصبح جسده شاحبا وكأنه قريب من الموت

"

دوم

...

دوم

...

دوم

...

دوم

...

دوم

"

فجأتا أخذ قلبه ينبض بقوة لدرجة أنه بستطاعتك سماعه بوضوح داخل الغرفة وكانه نوع من المحركات ومعه أخذ بخار أحمر غريب يخرج من جسده بجنون, الجروح التي تسبب بها في بطنه أخذت تنغلق ببطئ

"إنفتحي"

"

دوم

.

دوم

.

دوم

.

دوم

.

دوم

.

دوم

"

شعر بإنتشار طاقة غريبة في كافة أنحاء جسده

الحوض المليء بالثلج سابقا أخذ يذوب ويختفي

"

كراك

كراااك

"

أخذت شقوق تظهر في حوض الإستحمام وكأن هناك قوتا خفيا تضغط عليه

"

بااام

"

فجأتا إندلع صوت قوي داخل جسد رين معلنا على لأن البوابة الأولى قد فتحت أخيرا ومعه تفتت حوض الإستحمام لقطع على أرض ومعه إنتشر الماء حول المكان

"

هففف

هففف

هففف

هففف

هففف

هففه

ه

ففففهفه

"

لكن رين لم يكن في المزاج المناسب للإحتفال بهذا الأمر, فقد كان على جالسا ركبتيه بسسب الضغط الهائل على جسده, حتى عيونه تحولت للأحمر تماما وأخذ ينزف كأنه يبكي دما منهما, كما أخذت العروق تظهر في كامل جسده وتنتفخ وكأنها على وشك الإنفجار

كان هناك شيء خاطئ

[ماهذا؟ أتمزح معي ؟ ما كل هذه الطاقة المجنونة؟ أليست البوابة الأولى فقط؟ إذا إستمر الأمر على هذا المعدل لن يصمد هذا الجسد اللعين أكثر ]

قالها في نفسه بغضب, شعر وكأن جسده على وشك الإنفجار بسبب إندفاع الطاقة المستمر لجسده

"فتتتشش"

تشقق جلده فجأتا وأخذ نهر من دماء يتسرب منه إلى الأرض

بعدما رأى الوضع يسوء إلى الأسوء أغلق عينيه وأخذ يباشر بغلق البوابة مجددا

الشعور بالطاقة تبدد في لحظات بعدما أغلقها تاركا جسده خائرا ومتعب بلا قوى

هاااه, كان هذا وشيكا

قالها رين بعدما تمدد على الأرض

غلق البوابة لم يكن بالأمر الصعب أو المستحيل, كما أن فتحها مجددا لن يتطلب منه تلك الطريقة المجنونة مجددا, فالأن الأمر وكأنه يمتلك المفتاح بعد فتح البوابة لمرة واحدة, أي سيصبح بإمكانه غلقها أو فتحها متى أراد مجددا

نظر حوله للحظة, المكان عبارة عن فوضى

"والأن كيف سأنظف كل هذا قبل بزوغ الفجر "

كانت بقع الدماء المختلطة مع الماء تملء المكان بالإضافة لفقطع من حوض الإستحمام المحطة مثناثرة في الأنحاء

"حسنا على أي حال تمكنت أخيرا من فتح البوابة الأولى, لكن المشكلة الأن هي أن هذا الجسد لايتحمل قوتها"

"

تنهد

سيتعين علي البدأ بحصص تدريبية منتظمة لهذا الجسد إبتدائا من الغد"

...........................................................

في صباح اليوم التالي وبداخل مكتب والدة رين, كانت والدته تنظر من النافذة ببتسامة دافئة تخفي حزنا باهتا

كان في مجال نظرها إبنها يركض مجددا حول المنزل بملامح حازمة وجدية

"يبدو السيد الصغير نشيطا اليوم أيضا"

قالتها إمرأة ترتدي زي الخادمة في أواخر الثلاثينيات بشعر بني ملتف حول رأسها بشكل جميل, بالفعل كانت خادمتها الشخصة أولينا

"أجل, لكنني لاأزال قلقة بشأنه"

قالتها بنبرة مرتبكة ففي نظرها كان يقسو على نفسه بمثل هذه التدريبات

"لايجب أن تقلقي عليه سيدتي فالسيد الصغير الأن يبدو ناضجا أكثر مما سبق"

"أجل معك حق, رغم أنني لاأعلم ما الذي يفكر به إلا أنني سعيدة أنه غير محبط من عدم إمتلاكه أي موهبة "

لم تعلم بما الخادمة بما تجيبها إذا وافقت على كلامها فربما ستغضب مجددا لذا قرت تغيير الموضوع

"بالمناسة هناك شيء غريب حصل أمس"

"غريب؟"

"أجل, لكن ليس بالأمر الجاد, إنه بشأن الحمام في الجهة الشرقية, وصلني تقرير غريب من إحدى الخادمات, على ما يبدو أن حوض الإستحمام هناك قد إختفى بين ليلة وضحاها"

فقط إستبدليه, هل تحتاجين إذني لفعل ذالك؟

قالتها بنبرة باردة مما جعل الخادمة متوترتا قليلا إلا أنها أجابت بسرعة

"أعتذر, سأقوم بذالك حالا"

قالتها بنبرة معتذرة بعدما إنحنت ثم إلتفتت مغادرة إلا أن والدة رين نادت عليها فجأتا

"وأيضا أولينا, تذكري المرة القادمة ألا تخبريني بتقارير بهذا المستوى من التفاهة مجددا"

قالتها إيريكا دون أن تلتفت لها بنبرة هادئة إلا أن الخادمة علمت من نبرة صوتها أنه كان إنذار

"حـ-حاضر سيدتي"

عاد الهدوء والصمت للمكتب مجددا بعد مغادرة الخادمة إلا أن والدة رين ظلت تنظر من النافذة

.....................................................................................

في الخارج كان الجو جميلا مع قليل من الرطوبة إلا أن أشعة الشمس الساطعة جعلته دافئا, كان رين يقوم بتمارين الضغط تحت ظل أحد الأشجار ومعالم وجهه واضحة عليها الإجهاد, كانت إستراتيجيته هي الركض حول المنزل بضعة لفات ثم القيام بتمارين الضغط ويليها الركض مجددا بحلقة متكررة حتى يصيبه الإجهاد لدرجة لايستطيع تحريك اطرافه بها

"

هفف

...إذا تابعت على هذا النحو... بعد شهر... سأكون قادرا على فتح البوابة بدون مشاكل طوال اليوم"

قالها ببتسامة على وجهه بينما يصر على أسنانه أثاء تدريبه وكأنه يحاول تشجيع نفسه

أما بالنسبة للخادمة أرييل فقد كانت في الجانب تجلس وظهرها على شجرة, تراقب رين يقوم بتمارين الضغط بفضول

"ماذا... هناك؟"

وسط تحديقها المستمر لم يستطع رين سوى لأن يسأل

"سيدي الصغير, هل أنت ماسوشي؟"

(تعني شخص يستمتع بالألم)

'

بام

"

ما إن سمع سؤالها حتى إرتخت ذراعه وسقط وجهه على العشب مباشرتا

"

كحة

كحة

مـ-ماذا؟ هل سمعتك خطئا؟"

"أعنى أنت تستمر في تعذيب نفسك مثذ الصباح ببتسامة على وجهك, إذا كنت حقا تستمتع بالألم يمكنني أن أحضر سوطا من إسطبل الأحصنة وأجلدك به أو ربما على أن أربطك أولا بالحبل وبعدها....

قالتها بينما تبتسم وتنفسها أصبح ثقيلا وكأنها متحمسة قبل أن يقاطعها رين فجأتا

"هل أنت مجنونة؟ "

همم؟ أوه هل أنت قلق بشأن والدتك, لاتقلق سابقي الأمر سرا عنها"

قالتها ببتسامة غريبة على وجهها

"....."

بصراحة لم يجد رين ما يقوله

هذه الخادمة... لم أعلم أنها تملك شخصية كهذه, بدأت اشعر أنه من الخطر ان تكون بقربي وأنا أتدرب

قالها في نفسه بنبرة قلقة بينما صعدت قشعريرة خفيفة أسفل عموده الفقري

ومن هذا اليوم فصاعدا قرر رين أنه سيرسلها بعيدا عنه بينما يتدرب مستقبلا

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

أعتذر على التأخير الخارج عن إرادتي

تأليف satou

2021/03/07 · 401 مشاهدة · 1603 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024