بعد وصولي لوطني أخذت أولا نزهتا في مدينتي القديمة, أردت أن أحظى بجولة سياحية وأتذكر الماضي...

حسنا, أعترف لقد كنت متوترا نوعا ما, لهذا السبب لم أذهب إلى منزل عائلتي مباشرتا

فأخذت ألهو وألعب هنا وهناك...بدون أن أدري مر أسبوع كامل على هذا المنوال

[تبا, هل أنا فتاة عذراء ستحظى بليلتها الأولى؟...تشجع قليلا!]

قلتها لنفسي بنية التشجيع, لكن لايمكن المساعدة فقد كنت متوترا وفي نفس الوقت متحمسا

[هل سيتذكرونني؟...هل إفتقدوني؟]

في عقلي فكرة توترني وأخرى تحمسني

تشجعت وذهبت لشراء بعض الحاجيات...أعني لايمكنني الزيارة بدون أي شيء أليس كذالك؟

لكن ما إن وصلت حيث يفترض أن يكون منزلي القديم,وجدت فقط مطعما ضخما حديث الطراز والبناء

"هل أخطئت الطريق؟"

قلتها وأنا أنظر من حولي

[هناك بعض التحسينات هنا وهناك لكن الشوارع ما تزال نفسها لذا الخطئ لم يكن واردا]

[مهلا...أنا حقا غبي...لقد مرت عشرون سنة, لربما إنتقلو لمكان أخر...لكن أين؟]

بينما أفكر مع نفسي رأيت سيارة شرطة مارة في الجوار

[أجل, هذه هي...الشرطة تملك جميع البيانات الخاصة بالسكان...إيجاد مسكن عائلتي لايفترض أن يكون صعبا عليهم]

بهذه الفكرة توجهت نحو أقرب مركز للشرطة

بختصار وبدون الدخول في التفاصيل المملة حول جمعي للمعاملات الورقية وما إلى ذالك

دخلت مركز الشرطة وسلمت ملفي داخل أحد المكاتب

"همم...رين هارفيلد؟"

قرأ ملفي ثم نظر نحوي وكأنه يريد التأكد

لم أعلم إذا كان سؤاله موجها لي أم مجرد سؤال بلاغي...لكنني أجبته على أي حال

"آه..أجل, هذا أنا"

وأجل أنا لم أغير إسمي...لكن ليس لأنني كنت متعلقا به, بل فقط لأنني لم أرغب بإزعاج نفسي في تغييره

"قلت أنك كنت خارج البلاد...ألاتملك رقم هاتفهم؟"

لم يبدو سؤاله جادا بل فقط لتضييع الوقت بينما يبحث في السجلات...إلا أنني أجبته على أي حال

"أجل, لكن على ما يبدو لقد غيرو رقمهم مؤخرا"

"هكذا إذن..."

رد علي بينما يبحث في حاسوبه

"آه.."

فجأتا أظهر ملامح متفاجئة

"ماذا؟...هل وجدتهم!؟"

كنت متحمسا لدرجة أنني وقفت ووضعت يدي على مكتبه...كنت على إستعداد لأنطلق للمكان الذي سيذكره

لكنه لم يقل شيئا لفترة... حتى أنه حاول التحاشي النظر في عيناي وأخذ ينظر لحاسوبه...إلا أنه بعد فترة وكأنه كان يستجمع شجاعته قال بنبرة مترددة ومتأسفة

"لا أعلم كيف أخبرك بهذا...لكن..."

[ما الذي يفترض أن يعنيه هذا؟...لما ينظر نحوي بتلك الملامح المتأسفة؟]

"عائلتك...عائلة هارفيلد...ماتت في حادث قبل ثلاث سنوات"

إرتجفت

[ما الذي قاله...؟]

بدون أن أشعر توجهت داخل مكتبه...أردت أن أرى بنفسي, لم أصدق ما قاله بل لم أرد التصديق

"ما الذي تفعله؟, لايحق لك أن..."

قبل أن يكمل جملته سحبته بقوة من كرسيه...لأنني لم أسيطر على قوتي, أرسلته محلقا حتى إصتدم بالجدار وسقط فاقدا وعيه

بدون أن أهتم بحالته أخذت أنظر لشاشة الحاسوب

القضية : 33458 (مجزرة عائلة هارفيلد)

الصور : 7

الدلائل : لاشيء

المشتبه بهم : لا أحد

حالة القضية : مغلقة

حتى بعد قرائتي لهذا كنت لاأزال غير مصدق, كان لدي أمل أن هناك خطأ ما لهذا ضغطت على الصور...ويا ليتني لم أضغط

لقد كانت جثث لأربعة أشخاص, رجل وإمرأة عجوزين وشابين متزوجين...أجل العجوزين كانو والداي...أما الاخرين فأحدهما كان أخي أما الفتاة فلم أتعرف عليها, لكن من السجلات يبدو أنها زوجة أخي...

[هاه ماذا؟ ماهذا؟...لما أصبحت رؤيتي ضبابية]

قلتها وأنا أحاول التحديق جيدا لكن كل شيء ضبابي...لذا أخذت أحك عيناي

[لما أنفي يحرقني...]

لسبب ما أخذ شعور حارق يرتفع مع أنفي..

[والأن...لما عيناي يدمعان...]

[صدري يؤلمني...لما لم أعد أستطيع سماع دقات قلبي...؟]

[ماهذا الشعور؟...ما هذا الإحساس...؟]

بينما أفكر في ماهية هذا الشعور, أمطرت دموعي فجأتا مشكلتا نهرا على خدودي, وبدأت بالسقوط على الأرض الجافة...دمعة خلفها دمعة أخرى مندثرتا على الأرض

"أنا...أبكي؟؟"

لم أصدق ما يحدث

طعنت وجرحت ومع ذالك لم أبكي

خلعت عظامي وتكسرت ومع ذالك لم أبكي

"لكن...لماذا الأن؟"

لم أعلم السبب...أخذت أحك عيناي بكلتا يداي...أردت أن أوقف نهر الدموع هذا, لا بل أردت أن أوقف هذا الشعور...ما كان مجددا؟

أكانت الحسرة؟...أكان الندم؟...أكان الحزن؟...لا مهلا...اليأس....أجل هذا هو..لقد كان اليأس

لقد كنت يائسا

ذالك الشعور عندما تدرك أن جهودك لانفع لها...عندما تدرك أن أمنياتك لايمكن أن تتحقق

لقد كان شعورا قبيحا وكريها...ومعه تراكم شعور أخر...الغضب

"بااااخ!"

من شدة الغضب ضربت المكتب ليرسل محلقا نحو السقف ثم سقط محطما على الأرض

أردت فقط فقط شيئا أفرغ فيه هذا الشعور

"لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذاااااااااا"

أخذت أصرخ حتى أنني بدأت بلكم الجدار...

[لاأحب هذا الشعور]

[أريده أن يتوقف]

بعد فترة من الهيجان هدأت أخيرا, ومعه بدأ ذهني يصفى ويسترجع ما قرأته في الحاسوب

الدلائل لاشيء

المشتبه بهم لاأحد

حتى القضية كانت مغلقة

[هناك شيء خاطئ]

في ظل هيجاني حضرت مجموعة من رجال الشرطة

"ما الذي يحدث هنا...هاي أنت توقف"

أخذت نظرتا نحوهم...هناك بعض الأمور تحتاج بعض الأجوبة

"أين المدير!؟"

سألت بلهجة غاضبة...لاأحد غيره سيمتلك الأجوبة التي أحتاجها

"إركع على الأرض وضع يديك فوق رأسك"

لم يهتمو بما قلته, وأخذو يلقون بتهديداتهم الفارغة

حسنا... تعلمين إلى أين أدى هذا...

"بوووم!"

ركلت شاشة الكمبيوتر بقوة لتنطلق وتضرب صدر أحد رجال الشرطة...وبالضبط ذالك الذي كان يتحدث كثيرا

"سأسأل للمرة الأخيرة...أين المدير؟"

سألت بلهجة غاضبة وتهديدية...لم أعد أتحمل الصبر أكثر من ذالك

"ما الذي يحدث هنا؟...ما سبب كل هذه الضوضاء؟"

"سيدي إنه..."

قبل أن أقوم بأي شيء حضر شخص في منتصف الخمسينات ببذلة مختلفة عن البذلة الرسمية التي يرتديها الجميع...يعطي إنطباعا على أنه الرئيس

"آه...ر..رين هارفيلد؟...نصل الشيطان"

ما إن وقعت عيناه علي حتى أخذ يرتجف...يبدو أنه يعرفني

"هل.. هل قال توا...نصل الشيطان"

"هل هو حقا ذالك الوحش؟"

أخذ رجال الشرطة بالتراجع بملامح قلقة

حسنا هذا جعل الأمر أسهل بالنسبة لي

"أنت هو المدير, أليس كذالك؟"

"آه..لا..أعني أجل, أ..أنا هو..ما سبب زيارتك..سـ..سيد رين"

بالرغم من إرتجافه إلا أنه يحاول أن يبدو هادئا...على الأقل لقد حاول

لم أهتم بما يشعر به تجاهي وأخذت أقرب منه بخطوات بطيئة

"قبل ثلاث سنوات...القضية رقم 33458...مجزرة عائلة من أربعة أفراد...لما القضية مقفلة؟...ولما لايوجد أي مشتبه به؟...أجب!"

ما أنهت كلامي كنت أمامه تماما بالرغم من أنه حاول التراجع للخلف قليلا ألا أنه وجد نفسه محاصرا بسبب الجدار

"قبل ثلاث سنوات؟؟ آه...آه"

أخذ يعتصر دماغه ويتذكر فهو لايريد إغضاب هذا الذي أمامه...لكنه وجد نفسه محظوظ فالمجازر لاتحدث كل يوم..لذا إستطاع التذكر بسرعة...لكن بعد التفكير قليلا ربما هو غير محظوظ لذالك

"عائلة...هارفيلد؟...لاتقل أنك..."

"أجل...أنا الإبن الثاني..."

أخذ العرق يتصبب من رأسه وكأن شخصا ما سكب عليه دلوا من الماء...لم يستطع وقف نفسه عن الإرتعاش بعد الأن

"طااخ!!"

"تكلم!!"

ضربت الحائط الذي في جانبه بقوة حتى ظهرت شقوق كثيرة فيه...كان واضحا أن صبري يكاد على النفاذ

"هذا...هذا ليس خطئي...القيادات العليا أمرت بقفل القضية...وأنا..."

أخذ يعترف ويروي كل ما حدث...على ما يبدو أخي إقترض قدرا هائلا من المال بسبب إدمانه على القمار ولم يتمكن من التسديده, مما أغضب العصابة وإقتحمت منزلهم وأجبرتهم على توقيع عقد يقضي بإعطائهم المنزل وكل ممتلاكاتهم...وبعدما أخذو مايريدون قامو بقتلهم...حتى أنهم قامو باللهو مع زوجة أخي قبل قتلها

سبب إغلاق القضية هو بسبب أن أحد رؤساء في القيادة العليا أمر بإغلاقها...على مايبدو هو متورط معهم

"غيييه!"

سماع كل هذا رفع غيظي وغضبي, مما أدي بي لخنق هذا مدير ورفعه عن الأرض بذراع واحدة ثم ثثبيثه مع الجدار

حاول التملص لكن بلافائدة

"من هم...أحتاج الإسم والمكان...."

"غغه شـ..شركة زاو...إنها شركة زاو..."

"طاااخ!"

"*كحة*...*كحة*...*كحة*"

تركت عنقه ليسقط على الأرض محاولا إلتقاط أنفاسه...وأخذت طريقي مغادرا...طوال طريق خروجي لم يعرقل طريقي أحد كما أنهم أفسحو لي المجال...يبدو أن سمعتي سبقت إسمي

لم أهتم بردة فعلهم كثيرا, لأن في عقلي شيئا واحدا فقط...الإنتقام

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

إنتهى الفصل الرابع~~

تأليف Satou

2018/02/03 · 1,324 مشاهدة · 1138 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024