"لقد أردت الاستمتاع معكم قليلاً، لكنّكم تريدون إفساد مُتعتي، لذلك.. لن يُغادر أحدٌ منكم هذا الحاجز حتى يقوم بإمتاعي"
شعر جميع الشيوخ بقوة الحاجز وعلِموا بأنها مصفوفة قوية ولن يستطيعوا الخروج منها، لكنّ بعضهم صرخ
"إنه محجوزٌ معنا، دعونا نقتله ونُلغي المصفوفة"
في هذه اللحظة.. انطلق خمسة شيوخ أقوياء من كل جانب بينما كان يستعدّ الآخرون للانقضاض على شوفين ورِفاقه، عبس شوفين ولم يقُل شيئاً، وكان الخمسة جميعاً في منتصف مرحلة التألق، وقبل أن يصلوا إلى شوفين.. ظهرَت هالةٌ قوية وضغطَت على جميع الحاضرين فسقطوا أرضاً ولم يستطيعوا الحراك، بدأت الصرخات تأتي من كل مكان
"مرحلة المجال"
"إنه حقاً في مُنتصف مرحلة المجال"
"العفو أيها السيد العظيم، لقد كنا عمياناً لأننا لم نستطع رؤية عظَمتِك"
"اغفر لنا أخطاءنا أيها السيد العظيم وسنكون خدماً لك من اليوم فصاعداً"
ابتسم شوفين ثم أشار لِزنهار أن يرفع هالتَه، نظر للجميع وهم مُلقَون على الأرض وقال لهم
"ستكون عشائركم تحت حكمي من اليوم، هل لديكم أي اعتراض ؟"
صمت الجميع لِبعض الوقت قبل أن يقول أحدُهم
"لا نستطيع الاعتراض لكن.."
قاطعه شيخ آخر
"لكن.. نحن سبق وقدّمنا الولاء للسيد سفيار، وهو أيضاً في مرحلة المجال"
في هذه اللحظة.. اهتزّت الأجواء بِقوة حتى كاد الحاجز ينفجِر، ارتعَب الجميع وسقطوا أرضاً بِسبب الخوف، قال شوفين عبر التخاطر
"اهدأ حتى لا يعرفوا هويتَك الحقيقية، هل سفيار هذا هو عدوك ؟"
أجابه
"يبدو أنه قد التقى مع حظ عظيم واخترق مؤخراً إلى مرحلة المجال، لأنه لم يكُن قد اخترَق بعدُ أثناء زيارتِه لي قبل سنتَين، في هذه الحالة.. سنقوم بِتأجيل مهمة توحيد العشائر، لأني لن أرتاح حتى أقتُله"
تنهد شوفين ثم قال بِأسف
"سيكون الأمر أكثر إزعاجاً مِما توقعت"
حوّل نظرَه مرة أخرى إلى الجميع ثم قال
"أرسِلوا إلي ممثلاً واحداً مِن كل عشيرة، وليتراجع الآخرون"
بعد دقائق.. كان أمام شوفين مجموعة من كِبار الشيوخ مع رؤوسٍ مُطأطئة، نظر إليهم باستهجانٍ ثم قال
"المنطقة الشرقية ستكون تحت حِمايتي من اليوم فصاعداً، أنا لا أهتمّ بأنشِطتِكم ما دمتُم تدفعون جيداً"
عبس الجميع لِأن شوفين يُريد سرِقتَهم تحت دعوى الحِماية، لكنهم يعلمون بأنهم في عالمٍ حيث القوي هو الذي يحكُم، وما عليهم سوى تقديم الجِزية لِشوفين رغم شعور بعضِهم بأن الشخص الغريب الواقف خلفه هو الأقوى وليس شوفين نفسُه، لكن لا فرق بين هذا وذاك، وما عليهِم غير الاستماع إلى طلباتِه، خاصة أنهم هُم الذين أزعجوه أولاً وأرادوا أخذ كنوزِه منه.
وافق الشيوخ مع عبارات الاحترام فقال لهم شوفين
"أرسِلوا مَن يأتي بِمستحقّاتي مُقابل الحماية، ومَن يرفُض فسيكون عليّ زِيارتُه بِنفسي"
نظر نحو شيخ عشيرة الرمح الناصع وسأله
"ماذا حلّ بِعشيرة الرمح الشمسي القديمة ؟"
ارتجف الشيخ وأجاب بِسرعة
"لا تزال موجودة، لكنها انتقَلت إلى مكانٍ آخر"
أومأ شوفين ثم قال
"والمكان الذي كانت العشيرة فيه، مَن يملِكه الآن ؟"
كان يتحدث شوفين مع زِنهار عبر التخاطر ويأخذ منه المعلومات التي يحتاجها، أجاب الشيخ بِعبوس
"إنهـ.. عشيرتنا.. الرمح الناصع"
قال شوفين مباشرة
"جيّد، أخرجوا منها قبل مجيئي لأخذ الوريد الروحي الأحمر القابِع تحتها"
ارتجف الشيخ وكاد يُغمى عليه، الوريد الروحي الأحمر نادر جداً في المنطقة الشرقية، وقليل من العشائر التي تملكه، وهي في العادة عشائر قوية بِسبب نوعية الطاقة التي فيه حيث يمكن رفع قوة المقاتلين بِسرعة، لذلك ستكون خسارة كبيرة إذا أخذَه منهم.
صمت الشيخ قليلاً قبل أن يقول
"ربما لستَ بِحاجة إليه.. أيها السيد العظيم، دعني أرجِع إلى رئيس عشيرتي وأناقِش معه مسألة داخلية، وربما ستهتمّ أكثر بِشيءٍ آخر نعرِفه"
كان الشيخ يتحدث بالألغاز حتى لا تعلم باقي العشائر عمّا يتحدث، أومأ شوفين ثم قال للشيخ عبر التخاطر
"ماذا لديكم ؟"
ارتجف الشيخ وعلِم بأن شوفين ليس بالشخص الهيّن لأنه يستطيع استخدام التخاطُر أيضاً، ردّ قائلاً
"قبل بِضعة أشهُر.. وجدنا مكاناً قديماً فيه وريدٌ صلب أحمر اللون، لكنّه مختوم ولا نستطيع استخراجَه بِقوّتِنا"
يبدو بأنهم كانوا ينتظرون عودة سفيار لاستخراجِه، لكنّه سيكون هدية جيدة للتقرّب من شوفين والحفاظ على وريدهم الأصلي، ابتسم شوفين لِأن الوريد الصلب أفضل بِكثير من الوريد السائل، التفت للآخرين وقال
"بِما أنكم قد أفسَدتم عليّ مُتعتي في المسابقة القتالية فعليكُم تعويضي، قدّموا لي بعض المقاتلين للقتال مع رِفاقي الثلاثة، ولا تنسوا إرسال رِجالِكم لِجلب مُستحقاتي مُقابل حمايتِكم"
--------------
سؤال الفصل:
في رأيك.. متى سيلتقي شوفين مع عدوٍّ قوي يستطيع تمريغ أنفِه بالتراب ؟