رواية جنون العظمة

امسك ايلور بيدي اليمنى ، واغلق عيناه، ثم بدأ يرتفع عن الرمال الذهبية متجها الى السماء الفسيحة فوقنا ، نظرت للاسفل ، كانت قوقعة السلحفاة خضراء متيبسة ، عنقها الطويل المتصل بالجزيرة ، لم ارى رأسها بسبب الرمال الذهبية

قلت :" ايلور يكفي هذا الحد "

شكلت طبقة من الجليد تحتنا ووقفنا عليها ، فتح ايلور عينيه ببطئ

ابتسمت له وقلت :" ما شعورك وانت تقف لي متصف الهواء ؟" ، اجاب وهو يتنفس بصعوبة :" انه -هووف انه شعور مرعب حقا!"

ضحكت مستهزءا :" مرعب؟! هاها يا رجل اعتقدت ان الذين يرعبونك في هذا العالم يعدون على الاصابع ، لكنك -"

قاطعني :" همف ، هيا يا فتى ، بسرعة اخبرني بالخطة فانا لا استطيع الصبر اكثر "

لم اخطط لاجعل الامور صعبة عليه ، فهو فعل ما بوسعه وتخطى حدوده بطيرانه لهذا الحد ، بدأت اشرح الخطة له

" اسمع ايلور ، رغم ان رأس السلحفاة هشة الا انه يبقى وحشا من اقوى فئة SSS , لذا سنقوم بهجوم مشترك ، رغم ان قوتي ليست بالكثير الان ان ابسط قوة ستساعدنا على اختراق رأسه"

قال ايلور:" اذن كيف ؟"

قمت بمد يدي الى حلقة فراغي ، واخذت خنجري اليين واليانغ منه ، قال ايلور بنبرة تعجب:" هذا هو!، الخنجرين الذي عهد بهما هيلين اليك!"

قلت :" نعم ، ستستخدم رمح بوسايدون الخاص بك ، وانا خنجري الين واليانغ، لنقوم بهجوم مشترك "

مد ايلور يده الى حلقته الفراغية واخرج رمحا ذهبية ، ليست رمحا ، هناك حربة سوداء في اسفل الرمح وفي نهايته ثلاث شفرات حادة سوداء .

(لمن يريد تخيل السلاح فهو يشبه سلاح الشيطان الذي يظهر في صوره الكاريكاتورية ، لديه ثلاث حربات ، المهم رأو صور الشيطان في الميمز او الرسوم المتحركة أو الأنمي ،سيرون سلاحا معه لذا لن اصف اكثر من هذا)

قلت بنبرة تمجيد وتعجب :" انه هو ، رمح بوسايدون الذهبي !، مهما رأيته ، فهو لا يفقد بريقه في عيني "

قال ايلور:" لا تقلق سأقدمه لك عندما اموت ، لكن ستعيده لحفيدي عندما يصبح جاهزا لحمله "

قلت:" حسنا كما تريد ، لكن عليك ان تسرع وتموت فأنا لا اريد ان انتظر حتى اشيخ"

ضحك ايلور وقال:" لا تقلق يومي قريب بالفعل، اضافة عليك ان تربط خنجري الين واليانغ بك "

قلت :" نعم سأفعلها !"

قمت بوضع الخنجرين على قطعة الجليد امامي ، مددت سبابتي اليمنى وقمت بعضها حتى يخرج الدم ، سقطت قطرات من الدماء على الخنجرين وظهر خيط من الضوء ارتبط بي

بعد لحظات اختفى الضوء ، لكني احسست بالرابطة بيني وبين السلاح الاثري امامي ، حركت سبابتي اليمنى لجهة اليمين ، وتحرك الخنجر الابيض لليمين بسرعة ، هذا ما يسمى التحكم عن بعد انها خاصية لدى هذا السلاح وحده ولا يتميز اي سلاح اخر بها.

ادرت رأسي لايلور وقلت:" يبدو اننا مستعدان ، اترى الحفرة التي شكلتها قبل قليل في الجزيرة بسبب سقوطي ؟"

اجاب :" نعم ،هل ستكون تلك نقطة هجومنا ؟" ، اجبت:" أصبت ! سنبدأ قم بالهجوم بأقوى ما عندك ، ولا تقلق حول اصابتي بالمانا المتطايرة "

قال :" اعرف ، سأستخدم عنصر الرياح - نصل الموت وسأدمجه مع رمح بوسايدون "

قلت :" سأستخدم عنصر الضوء - اعمدة فالهالا و عنصر الظلام - ضباب الموت ، وسأدمجهما مع الخنجرين "

أعين ايلور توسعت وقال:" انه اول مرة تستعمل سلاحا للقتال ، هل انت واثق من انك تستطيع دمج عنصرين نبيلين-"

قاطعته:" فقط لنبدأ ! ، قال ايلور :" حسنا اذن "

قفزنا في الهواء في نفس الوقت ، احسست بتغير المانا وتشوه الفضاء حول ايلور ، قام بالصراخ:" عنصر الرياح - نصل الموت "

تشكل نصل رياح كبير حول نهاية رمح بوسايدون ، كان حادا للغاية وكمية المانا المركزة فيه مهولة ، الهواء الناتج من التعويذة ، كاد يدفعني في الهواء ، احسست بضغط هائل منه

لكن لم يكن بامكاني ان اتخلف عنه ، تلاعبت بالمانا في الجو باكبر قدر يمكنني ووجهتها نحو الخنجرين ، صرخت :" سحر الضوء - اعمدة فالاهالا ، سحر الظلام- ضباب الموت "

أشع الخنجر الابيض بالضوء من داخله ، كما أشع الخنجر الاسود بطاقة ظلامية نقية ، لم يخرج الظلام والضوء للخارج لكن احسست بوجودهما داخل الخنجرين

بدأنا انا وايلور نسقط من السماء في اتجاه الحفرة التي أنشأتها ، كنا كالقوسين الموجهان لاختراق الاعداء ، لم ننحرف عن طريقنا ، قربت الخنجرين لبعضهما ليشكلا حافة حادة

قطع الهواء حول رمح بوسايدون ، لم يبقى سوى صفيره ، أصل هجومنا كان هو ايلور ، هجمته التي تحتوي على عنصر الرياح ، كانت اقوى بمرات عدة من هجمتي ، ولكن كان هجومي قويا ايضا

اقتربنا من الحفرة صرخنا في نفس الوقت :" اخترااااق"

بوووووم! اصطدمنا بالرمال الذهبية ، في لحظة واحد اهتز كل شيء مخترقين الرمال نحو رأس السلحفاة ، بسيب قوة هجومنا المشترك في لحظة واحدة كل الرمال الذهبية واشجار جوز الهند اختفت من على رأس السلحفاة

وتم الكشف على رأسها الاخضر المتيبس ، لحظة اصطدامنا به ، انطلقت صرخة تصم الاذن من السلحفاة :" اووووووع "

لاحظت ان ايلور اخترق بالفعل الى داخل رأس السلحفاة وتناثرا الدماء لكن لم امن قد اخترقت بعد ، كان هذا الهجوم في الاصل يعتمد على قوة ايلور .

لاحظت انني استطعت ان اجرحه وتتناثر دماؤه ، لكن لم يكن كافيا

صرخت بقوة :" سحر الدم -الانتقال " ، فيوو! فجاة ظهرت على القطعة الجليدية التي كنا عليها سابقا ، مازالت بعض قطرات دمي موجودة هناك بسبب تشكيل رباط مع الخنجرين .

قفزت في الهواء مباشرة ، وارجعت الخنجر الابيض نحو حلقتي الفراغية ، امسكت بالخنجر الاسود بكلتا يدي ، املت رأسي للاسفل وانطلقت للاسفل بكل قوة كالقوس مجددا

بينما كنت في نصف المسافة رأيت الجرح الذي كنت قد سببته ، ورأيت الحفرة التي سببها ايلور ، كانت المانا لا تزال تتسرب من الحفرة ، ما يعني ان ايلور ما يزال يكافح ليشق طريقة للجهة الاخرى

كنت قد وصلت الى حدي في التلاعب بالمانا بالفعل من المرة السابقة لاستخدام عنصر الضوء و عنصر الظلام

لكن نواتي لا تزال ممتلئة بالمانا ، استنزفت كل المانا بداخل واخرجتها واحطتها بالخنجر وصرخت:" عنصر البرق - صاعقة ثور "

كانت هذه اقوى هجمة اعرفها في عنصر البرق ، لكن لم اكن استخدمها فأنا احتاج على الاقل ان اكون في ضوء العوالم .

تشكلت سحب سوداء في السماء ، لم اتمكن من رؤيتها ، كان البرق داخل السحب هائجا ، صوته كاد يفجر طبلة أذني

بقي أقل من ثلاث اقدام كي اصطدم بالجرح الذي كنت سببته في المرة الماضية ، عندها نزلت صاعقة بيضاء في لمح البصر من السماء وضربت الخنجر الاسود .

احترقت كل عضلة في جسمي ، لكنني تحملت الالم بطريقة او باخرى ، كان الخنجر مملوءا بالصواعق والافاعي تدور حوله ، احسست بقوة البرق لاول مرة ، كان مخيفا حقا

اصطدمت بالجرح بكل قوة ، لكن ليس كمثل المرة السابقة فهذه المرة اخترقت رأس السلحفاة الخضراء المتيبسة بسهولة ، تناثر دماؤها علي ، تقدمت كالقوس داخل رأسها بدون توقف ، لم الاحظ شكلها الداخلي ، كانت عيناي مغلقتان بالدم

بينما كان كل شيء اسود ، احسست بضوء مشع يداعب عيناي علمت حينها انني قد اخترقت رأسها

لعنت في نفسي :" اللعنة لم افكر بما سأفعله للهبوط ، سوف اسقط في المحيط و تنقض علي القروش "

سمعت اخر صرخة للسلحفاة :" اوووووعه " ، لقد ماتت ، من يهتم لها فحياتي في خطر الان

دعوت ان يكون ايلور قد اخترق السلحفاة من قبلي ويمسكني ، فتحت عيناي ورأيت انني اهوي الى المحيط تحتي

اما من الخلف كانت السلحفاة تسقط بجسمها الضخم ، لكن فجأة كل شيء اصبح مشرقا ضوء أبيض اكتنفني ، كان ساطعا للغاية اغلقت عيني

بعدها بلحظات سمعت صوت ايلور:" لقد فعلناها وعدنا ،فتحت عيناي لاجد ايلور امامي لم يكن مغطى بالدماء ، نظرت لملابسي ولم اكن مغطى بالدماء ايضا

لكن كان ذلك حقيقا فقد خارت قواي واحسست ان كل عضلة في جسمي سوف تتمزق في اي لحظة ، ملأتني الحروق من داخل ملابسي

كنا في كهف صخري ، أرضيتها ملأتها الصخور والحصى لم تكن مستوية ، كل شيء كان مكونا من الصخور ، سقطت على ظهري من شدة الالم والتعب

كم كان جميلا ، سقف الكهف ، المشكل من الكرستال الابيض المشع تتوسطه اضواء الوهم ، تارة تجد كرستالة بيضاء وداخلها لون ارجواني و أصفر ، واحيانا احمر مع اورق سماوي ولون البيج

في كل كرستالة اختلطت الوان مشعة ، مما منحه بريقا لامعا ، اغلقت عيني ببطئ

لم اعلم كم مر من الوقت ، اعدت فتح عيناي وتلاقت مع السقف مجددا والكرستالات البيضاء المشعة

سمعت صوت ايلور :" لحسن الحظ لدينا قنينات تحتوي على سحر العلاج ، او بحلول هذا الوقت كنت لتقابل هيلين في الجحيم"

أدرت رأسي نحو ايلور وجدته جالسا على صخرة ، قمت ومسحت الغبار من على ملابسي ،وسألته :" كن من قنينة كسرتها علي؟"

اجابني:" اربعة ، مازالت تتبقى لنا ست قنينات " ، قلت وانا اشعر بارتياح :" مازال بامكاننا الصمود ، هذا ان لم نقابل مخلوقا كتلك السلحفاة"

قال ايلور:" ما استخدمته هناك ، اهي صاعقة ثور ،التي حصلت عليها من تلك القطعة الاثرية قبل عام ؟"

قلت :" نعم انها هي ، لم اكن اعلم انها تستهلك هذا الكم من المانا !"

تحدث ايلور وهو يدير رأسه نحو باب الكهف :" مالذي تنتظره من هجمة يمكن استخدامها فقط في ضوء السماء "

قلت :" بسبب جسدي المتين ، احتاج ان اكون في ضوء العوالم لاستخدامها "

ايلور:" اترى ذاك الباب ؟، انه يؤدي للاسفل هناك درج يقود لقاعة ، لقد تفقدته ، هناك قاعة شبيهة بقاعة الانتقالات لكنها اكبر منها ، وفي وسطها وحش من فئة AAA، هناك باب خلفه يجب ان نهزمه لنخرج من هنا "