عندما قام العجوز برفع رأسه للسماء عاليا
رأى النجوم و شيئا أبيض يشق طريقه حول النجوم ، فتح العجوز عينيه بذاك المشهد العظيم امامه ، وكانها لوحة مقدسة ، حينها اكتشف كل شيء
(ملحوظة : اعتقد ان بعضكم فهموا من هي الشلالات ، انها درب اللبانة ، ما ندعوه بدرب التبانة ، لكن اسمه الحقيقي درب اللبانة لانه خط أبيض يشبه اللبن يشق طريقه في الكون )
الشلالات لم تكن سوى ذاك الخط الابيض في السماء ، اما عن قوة الشلالات تلك فتتجلى في اوراق تلك الشجرة نفسها ، تستطيع شق الجبال والصلب .
=======
تفاجأت سيليا كيف يمكن لذاك المراهق امامها ان يمسك بنصل الخريف ، من كان امامها هو شقيق ويليام من أم اخرى لايس .
(ملحوظة : اظنكم فهمتم من ما صنع نصل الخريف ، من اوراق تلك الشجرة ، انها قطعة اثرية ، المهم اتمنى ان تعجبكم تلك القصة التي كتبتها حول العجوز)
أما بالنسبة لأوليفر وجد ان يدا نحيلة بيضاء تمسك بعنقه وهو ملقى على الارض في حالة يرثى لها، اما في الغرفة طرأت عدة تغييرات من بينها ظهور اشخاص غرباء .
في الحقيقة ليسوا غرباء لقد ظهروا في الفصول السابقة في الفيلا التي كان يسكن بها ويليام .
" فيون ايها الزنديق ، كان معك اشخاص اخرون!" ، تحدث العجوز ليون .
حاليا أذهان الجميع كانت فارغة ، لم يعد أحد يدرك ما يحدث ، او لما يحدث ، ولأجل مذا يحدث ، فقط الاشخاص الذين ظهروا من بينهم فيون لديهم الاجابة عن كل ما يجول في خواطرهم .
حينها جال صوت فيون على مخارج مسامعهم :" لنقل فقط أن عهدا جديدا قد بدأ "
==================================
خارج العاصمة أوراكون كان ويليام يقف في وسط طريق يمر بين المروج الخضراء اللامتناهية ، مروج مترامية يسارا و يمينا ، فقط ذاك الطريق كان يقطع في أوسطها ويمر بينها بخط متموج.
خُطَّ الطريقُ بفعل مرور العربات من هن وصولا للعاصمة ، بالطبع فقد هذا الطريق أهميته من زمن ، بسبب مداخين النقل السحرية ، لكن الحرب اعادت الاعتبار له ولكل شيء تقليدي ، لم يكن مسموحا استخدام مواقد النقل السحري ، فقط الجيش و السلاح الثقيل من سمح لهم بذلك، المغامرون و التجار بدؤوا باستخدام الطرق التقليدية للتنقل
بالفعل كانت هناك عدة اضطرابات مع غلق هذه الطريقة السهلة للتنقل ، اصبحت أوراكون تعج بالناس مؤخرا، الفقراء تم القاؤهم على قوارع الطريق ، أطفال شردوا من منازلهم ، أسر فقدت كل ما لديها بفعل اجتياح الوحوش للمدن .
أبرياء اعتقدوا انها مصيبة حلت فوق رؤوسهم و يجب ان يتحلوا بالصبر حتى يتجاوزوا هذه المحنة ، ويضعوا الثقة في النظام الحاكم ليخلصوهم ، لكن يبدو ان صبرهم يكاد يصل لحده ، قد تقوم حرب اهلية داخل هاته المدينة، مع عدد السكان الهائل في داخلها ، مجرد تخيل حرب يوحي الينا بأهوال المجزرة الجماعية التي ستحدث ، وما سينتج عنها من امراض .
بالطبع العائلات الكبيرة والقوية، لديها منافذ هرب ، لكن اين سيهربون ؟ مملكة الجان ؟ ملكة الجان نفسها هربت مع عائلتها للاختباء هنا .
هذا يترك لنا منفذ واحدا وهو مملكة الاقزام دورودريا، لكن من سيود الفرار الى بؤرة تمرد الوحوش ، حاليا في قارة ألارياس لم يعد هناك مكان امن واحد ، لربما ان تواجدت قارات اخرى او اراضي اخرى خارج ألارياس سيتواجد نوع من الامان
حتى لو كانت موجودة فكيف سيصل شخص هناك؟ قد يضيع فب المحيط الكبير ؟ ربما لدى القارات الاخرى امكانية التواصل معنا ،ولكن هل لدينا هنا ، نحن في ألارياس امكانية التواصل معهم، بالطبع لا
ربما البعض لهم طرق للتواصل معهم لكنهم يعدون على رؤوس الاصابع.
في الوقت الحالي ، اخترقت نظرة ويليام الأفق ، تلك الغيمة بجانبه التي بدت انها حية وتتنفس نظرت اليه بتمعن ، كان أوربان يعرف ما دار خلال الزمن القاتل من الماضي ، ويليام خرج من عقر داره ، تخلى عنه والده ، لكن من يهتم كان من الاصل متعودا على العيش بدونه.
ربما ستكون هذه فرصة له ليطور من نفسه ويستكشف العالم ، في ظل هذه الظرفية من الواضح ان اي شخص ينجو سيعتبر شخصا ذاق الأمرين
بحكم وصوله لضوء العوالم، استطاع ويليام الطيران ، طاف في الهواء وارتفعت قدميه من على الارض شيئا فشيئا وشق طريقه نحو الغرب .
ذهن ويليام كان فارغا ، اشياء مثل ما يجب عليه فعله الان ؟كيف يعيش ؟ هل يتوجب عليه العود ليحصل على اجابة من والده ؟ كل هاته لم تكن في عقله وكانه ورقة بيضاء لم يلمسها حبر قلم من قبل .
شق طريقه غربا كلما نظر تحته يجد تجمعا للوحوش من كل الاصناف و الاشكال و الدرجات ، بعضها ضعيف و اخر قوي ، ويليام لم ينمي حبا تجاه هاته المخلوقات ،كلما صادف واحدا انهال عليه وقتله ، تابعه أوربان بدون قول اي شيء .
بينما كان ويليام يقف على جثة وحش يشبه الجاموس ، نطق أوربان :" ويليام ، اظننا ذهبنا بعيدا لنعد للمنزل .."
مال إليه ويليام بنظرة ساخرة واجابه:" اي منزل؟ لا تضحكني أوربان ، الا ترانا مطرودان منه ، ساشق طريقي غربا حتى نهايته ،و ساشقه شرقا حتى نهايته، ومن ثم جنوبا وشمالا، يجب علي جمع قدر كبير من المعلومات حول ما يحدث على هاته الارض اللعينة صرت لا افهم شيئا "
تمتم أوربان قائلا :" لكن ، الا يجب علينا العودة الى المدينة، اعني انه والدك ، بالتاكيد كان هناك شيء وسوف يقوم ب..."
قاطعه ويليام مرة اخرى ضاحك بقوةا :" ههاهاها ، الم تقل انك قوي وعشت قدرا كبيرا ورأيت العديد ..."
" بالطبع شيء كتخلي أب عن ابنه بدون سبب ليست احدى الاشياء التي نصادفها كل يوم او سنة لو قرن " قاطع أوربان ويليام
أخذ ويليام نفسا عميقا وزفره خارجا
" لا أحد يهتم أوربان .."
" انا أهتم بك ويليام "
ضغط ويليام وقال بصوت بارد :" لا أحد ، لا أحد يهتم بنا أوربان"
لم يعد أوربان يعرف ما يقول سوى تذكر وتأمل اشياء من الماضي ، ربما ما قاله ويليام صحيح، لكن وكانه شيء لا يستطيع ان يطيقه ، احيانا علينا ان ندرك شيئا ، لا أحد حقا يهتم بما نفعله ما دام لم يلمس حقوق شخص اخر .
واصل ويليام طريقه نحو الغرب ، مدمرا كل وحش يعتدي على خط نظره ، فقط عندها ظهرت غابة في الأفق .
تمتم ويليام لنفسه بينما توقف في الهواء :" كان علي ان اصادف مقاطعة ميدستالين ، لم يذكروا ان هناك غابة هل تهت يا ترى؟
كاد الليل ان يحل بينما كان أوربان الى جانب ويليام ولاحظ ان ويليام يدقق في شيء ما ، تشكل لديه فهم حول وجود خطأ ما ، مما اجبره على الاستجواب :" اهناك خلل ما ؟ هل تهنا ام مذا؟"
رد ويليام :" لا فقط لم اكن اعلم ان هناك غابة هنا ، الليل يكاد يخيم، دعنا نبيت هنا في العراء الليلة ، غدا نقطع طريقنا من خلال الغابة الى مقاطعة ميدستالين "
اومأ اوربان بالفهم .
نزل الاثنان على تلك الارضية الخضراء ، و ما تزال المروج ترتمي يسارا و يمينا ، كلها اراضي صالحة للزراعة، تعد هاته ثروة لألارياس .
(ملحوظة : قد لا يتذكر البعض اشياءا بسبب توقفي عن النشر وعودتي ، المهم لمن لا يتذكر ألارياس اسم القارة وهي أيضا اسم مملكة البشر)
اخذ ويليام يستعمل سحر الارض سرعان ما تشكلت جدران من العدم ، كان هذا بسبب تحكمه في المانا الجوية ، ترك بضعة فتوحات وكانها نوافذ ، في الداخل كانت طاولة و سريرا ، السرير تشكل بفعل عنصر الخشب ، واضيف اليه طبقة ناعمة للنوم عليها ماخوذة من سحر النباتات
ربما اكبر موهبة لويليام هو انه قادر على استخدام شتى انواع السحر ، وضع نفسه على السرير بينما ينظر للسقف الحجري .
سأل أوربان :" انت واثق ان هاته الجدران لن تقع علينا ونحن نائمون"
اجابه ويليام :" من يدري ! ، نوما هنيئا انا متعب من كثرة الطيران هنا و هناك ، غدا نكمل خذ قسطا من الراحة "
نظر اوربان في ظهر ويليام مكثفا، لكنه سرعان ما اختفى وسقطت قطعة اثرية من العدم الى الارض .
لقد عاد اوربان للقطعة الاثرية ليرتاح.