سمعت العجوز يناديني مجددا :" تعال يا فتى لنكمل ما بدأناه "
احتسيت اخر رشفة من النبيذ ، وعدت اليه
قلت :" امتلاك حفيدة كتلك ، يبدو انك تبذل ما لديك لتبقيها بعيدة عن أيدي الرجال "
ابتسم العجوز نحوي وقال:" الامر كما قلت انت ، لا أحد يستحق آلين خاصتي ، لكنك حالة خاصة ان اردتها يمكنني ان اقوم ببعض الاستثناءات "
ارتعشت فجأة عند سماعي لاسم الفتاة لكن سرعان ما تحدثت :" اذن الملك السابق ليون نفسه أخذ محادثة معي ، يا رجل حتى انك مدحتني ،ومستعد لاعطائي حفيدتك ، لكن يبدو انه هناك بعض الشروط التي يتوجب تحقيقها اولا ، اليس كذلك؟
ضحك ليون :" هاهاه ، حتى بعد معرفتك بي ، لم يتغير اسلوبك ،انت مختلف يمكنني رؤية ذلك، كما قلت آلين تنتمي إليك ، عليك ان تصبح من الكورز في خمس سنوات ، ويمكنك الحصول عليها ، طبعا عليك ان تكسب قلبها "
قلت :" يا رجل لنتوقف عن هذا ، انت وانا نعلم انني لا استحقها ، فأنا كما قلت مجرد شخص من الطبقة الوسطى ، كما انها تكبرني بثلاث سنوات"
تنهد العجوز وقال بعدما نظف حلقه:" احم ، حسنا ان كنت تريد ذلك ، لكن مستقبلا سأراقبك ، فمثلك يجب الا يغيبوا عن البال"
تراجعت قليلا وقلت باستغراب :" ارحمني ليس بهذه الطريقة ، يعتريني احساس مشؤوم وكاني سأكون مجرما"
فجأة رايت الكل يتهافت نحو المقدمة ، رأيت اشخاصا يتقدمون ، كانوا العائلة الملكية ، بجانبها عائلة مايبورن ، ما يميز العائلة الملكية هي شعرهم الابيض وعيونهم الزرقاء وكانك ترى السماء فيهم ، الحاكم كان يشد ظفيرة شعره الى الوراء ، هالة نبل تحوم حوله ، يلبس بذلة بيضاء ناصعة ، كان نحيفا قليلا ، من الواضح ان شؤون الدولة اثقلت كاهله،زوجته كانت ذو شعر ابيض ايضا مائل للرمادي ، تلبس مثل ابنتها آلين ، كانت مشرقة ،كان هناك طفل يشاركهم نفس لون العينين والشعر يجري هنا وهناك ، كان ولي العهد تمت تسميته ليون مثل جده الذي بجانبي ، كان يلبس قميصا ابيضا وحسب اما بالنسبة لسرواله فقط وصل الى نصف رجليه وحسب يعني نصف السروال وحسب ، يتبعهم أخ الحاكم مع عائلته ايضا ، لكنهم ذو شعر أسود داكن راجع للون شعر زوجته ، كان أخ الحاكم بوند يلبس مثل أخيه بذلة بيضاء ناصعة و زوجته وابنتها مثل زوجة الحاكم ليان وابنتها آلين ، لقد اتخذوا مفهوم النساء مثل النساء و الرجال مثل الرجال .
ادرت نفسي للحاكم السابق ليون :" يبدو انك تعيش أيام تقاعدك والدفئ يحوم حولك ، ان تمتلك عائلة كبيرة مثل هذه في اواخر حياتك ، انت الاوفر حظا"!
قال ليون:" الامر كما قلت ، بالاخص حفيدي ليون، يا رجل سأدعوك الى القصر لتتعرف عليه ، اتمنى ان يكبر ليصبح مثلك ، يستحسن الا ترفض طلب هذا العجوز مع انني فقدت صلاحياتي كملك مازال لدي بعض النفوذ"
اجبت بسرعة:" لا لا ، كيف ارفض انا فقط سيء في التعامل مع الاطفال"
ضحك ليون:"هاها ليست مشكلة فمزاج حفيدي يستطيع ان يساعدك لتندمج بسرعة مع الجو "
لم يكن لدي خيار لذا قلت بنبرة تدل على انني لست مجبرا على ذلك:" اذن حسنا سأنتظر دعوتك "
أمال ليون رأسه وسألني:" ماهو اسمك؟"
اجبته وقدمت يدي لاصافحه :" ويليام .. ويليام ألاين "
مد يده وصافحني أيضا وقال:" ليون ... ليون سيفينيا الثالث عشر متشرف بلقائك في حياتي ويل "
مناداته لي بويل اعادة لي ذكريات من صغري ، شردت قليلا واعادني صوته للحفل :" اذن ويليام ، ألست مهتما بالقاء التحية على الطبقة المالكة"،
قلت :" لا لا بالتأكيد انا مهتم لكن كيف يمكنني ان ازعجهم "
قال العجوز :" انا افضل ان تبقى معي هنا ، اعرف انني اناني لكن التحدث معك حقا لمتعة اخرى "
بعد ما قاله ، جلست مجددا على الكرسي ، سكبنا النبيذ وبدأنا نتحدث ولم نهتم بالوقت
مع مرور الوقت ، رأيت آلين تتقدم نحونا .
قال ليون مبستما :" اييه انها آتية لالقاء التحية ، عاملها بلطف "
ابتسمت له ، في لحظة وصلت الينا ، كما يبدو ان مجيئها الينا لفت انتباه الحشد ، حيث لاحظوا ان الملك ليون يجلس بجواري ، ربما كانوا يتساءلون عن مكانه ، للحظة بدأ الحشد يتقدم لالقاء التحية عليه .
قال ليون :" مذا بحق ألارياس ، كنت اود ان ابقى مختفيا حتى انني دفنت هالتي كي لا يلاحظها أحد "
قلت وانا اضحك على موقفه :" هاهاه آلمتني مؤخرتي معك هنا ، من الافضل هكذا ، لامتع عيني ببعض الجمال "
لعن العجوز ليون قائلا :" كسه، يا فتى انت مخادع، الا تشفق على هذا العجوز ، لو اردت الاخذ في الاحاديث معهم حول شؤون الدولة لبقيت ملكا او رئيس مجلس الاتحاد "
قلت بينما اقوم من على الكرسي لاحيي الاميرة التي وصلت:" اصبر وحسب ، انها ليلة واحدة "
تقدمت للامام والتقت أعيني بالاميرة آلين ، كنت اطول منها بقليل ، ابتسمت لها بينما مدت يدها الي ، امسكت يدها وانحينت واعطيتها قبلة على ظهر يدها ، كنوع من الاداب المتبعة
رمقتني بنظراتها ، وبقينا نحدق ببعضنا ، لحسن الحظ وصل ليون وساعدني
قال :"آلين ، هذا ويليام انتي تكبرينه بثلاث سنوات ، اهتمي به جيدا ،فقد يصبح شريك حيات-"
صرخت آلين كما انها غطت وجهها بيدها :" جدي مذا تقول همف"
نظرت الى العجوز الذي كان يبتسم نحوي بابتسامة نصر ،لعنت في نفسي وقلت :" اللعنة فعلها هذا العجوز بي كي يمكنني مواجهتها الان "
لاحظت انني مازلت ممسكا بيدها ، تركتها على الفور وعدت نحو العجوز وقلت :" الاميرة آلين اتشرف بك ، اتمنى ان تعذريني ان لم ارحب بك بشكل جيد ، فكما تعلمين كعوائل متوسطة ، ادابنا رثة مقارنة بكم "
ابتسمت نحوي وقالت :" انا ايضا متشرفة بك ويليام ، ليس الامر كذلك ، فأنت رحبتني كما تحب أي آنسة او اميرة اخرى لذا اعتبرها كاعتذار لما قاله جدي من قبل "
ابتسمت لها ، ورأيت ان بعضا من الضيوف بدؤوا يتقدمون .
قلت :" انا لا احب الاختلاط ، لذا ساترككما مع الضيوف "
استدرت ، وامسكت بكأس النبيذ الذي كنت قد ملأته منذ لحظات لا اتذكر متى لكنني ملأته نعم لقد ملأته من قبل ، فجأة امسكتني ذراع من الخلف ، أدرت رأسي لاواجه وجه الاميرة على مقربة مني
كم كانت جميلة ، داعب أنفي عبير عطرها المنبثق من بشرتها ،فجأة ادركت انني اسرفت في التحديق بها ،قمت بتغطية وجهي بيدي اليمنى ونظرت لها من جانب عيني وانا اميل رأسي.
سألتها :" الاميرة آلين ، اهناك شيء تريدينه مني ؟"
قالت :" انا أتيت اليك راغبة في التحدث معك ، وها أنت تتهرب وتتركني خلفك كما انه ناديني ألين "
قلت بسرعة :" الاميرة اقصد آلين ، لم اتهرب فقط انا غير راغب بازعاجك اكثر ، لديك الكثير من النبلاء الذين يريدون مناقشة امور هامة معك ، كما ان بعضا من اصدقائك هنا ايضا لذا اعتقد-"
قاطعتني قائلة :" من اريده هو أنت ، لذا اتريد مرافقتي والتعرف على بعضنا البعض ام انك تريد تركي هنا لاواجه ذاك الحشد "
قلت :" اذا كانت الاميرة أعني آلين تريد ان ترافقني فأنا مستعد ، فقط اقول انه لا يجب عليك التحدث مع شخص من الطبقة المتوسطة مثلي ، فقد اكون غير عالم بالاداب التي ينبغي التحلي بها ورب-"
قاطعتني مجددا :" لا تحتاج لأي اداب فقط هيا معي "
قامت بلف ذراعها حول يدي اليسرى ونظرت لجدها وابتسمت :" جدي اخشى انه عليك التعامل مع الحشد وحدك هيهي"
نظر الي ليون بنظرة عاجزة ، لعنت في السر وقلت :" اعرف ما تعانيه جيدا "
جرتني الاميرة بينما نبتعد عن ليون ، اخذت اشرب النبيذ واتجنب النظر اليها ،قالت مجددا :" مذا بك ، أانت متوتر ؟ ام انني لست جميلة بما يكفي لشخص بمثل وسامتك ؟
كاد النبيذ ان يهرب من فمي ، فقط عندها جمعت شتات نفسي وركزت،
نظرت اليها وقلت :" بالطبع انا متوتر قليلا ، كما انه آلين انتي جميلة اخشى انني من لا يكفي ليرافقك ف-"
قاطعتني مجددا وقالت :" اذن تظن انني جميلة وحسب ؟"
كل ما ركزت عليه تلاشى في ثانية ،لعنت في سري :" ما هذا التعذيب العقلي ؟ اللعنة اخشى انني سوف انهار ان طرحت سؤالا اخر "
بعدها ، بلحظات اعدت النظر اليها وكل ثقة وقلت :" لم اقصد ابدا هذا ، انتي لست جميلة وحسب ، الاميرة جذابة ومثيرة ، ملامحك توضح مدى ذكائك ، كما ان اسئلتك قبل قليل ،كانت موجهة لتفقدني التركيز ، استطيع القول انك نجحتي في ذلك "
ضحكت ويالها من ضحكة :" حقا ، يبدو ان جدي لم يمدحك بدون سبب ، اعجبني ما ناقشته معه من قبل ، تحليلاتك سيتم اخذها بعين الاعتبار وربما اذا تم التأكيد على صحتها ، فسوف يتم اكرامك كمساهم في ارساء الامن والامان في الارياس "
تنهدت :" هكذا اذن ، وهل اسال عن جذبك لي معك ، الكثير يحدقون بنا ، لا اريد ان اكون مثيرا للانتباه ، وانتي تعلمين هذا "
قالت وهي تبتسم :" أميرة بلادك الجميلة ، تمنحك وقتها وهي من تدعوك ، وانت ترفض مرافقتها "
دحضتها قائلا:" من قد يرفض دعوتك, فقط هذا المكان -"
قالت :"انت تريد اخذي الى مكان اخر "
رددت بسرعة داحضا:" لا ، فقط لا اريد ان ابرز في هذا المكان ، انتي تعلمين، كيف لشخص من الطبقة المتوسطة ان يقف على حد سواء معكم ، لذا انا لا اجرؤ على رفض دعوتك ، فقط هذا المكان-"
اقتربت من كتفي واسندت رأسها علي وقالت بنبرة رقيقة:" فقط قلها ، انت تود دعوتي الى منزلك ، او انك تريد اكثر من ذلك ، ويليام يا لك من م ن ح رف "
ابتسمت لها وقلت :" نعم ، هذا ما اريده ، ان كانت الاميرة موافقة "
يبدو ان الاميرة فوجئت بردي وقالت :" يا لك من حاذق ، تريد ان تدعوا أميرة بلدك الى السرير ، انا لست سهلة كما تعرف ، قد تكون وسيما لكن لا تظن انني امنحك نفسي بسهولة "
ابتسمت ببرود نحوها وسألت :" اذن كيف احصل عليك ، كيف اجعلك لي "
كان بامكاني رؤية الاميرة تحمر خجلا ، لا اصدق انني قلت شيئا كهذا ، واكثر لأميرة بلد "
أدرت رأسي لأرى احد الكورز يتقدم نحونا كانت سيليا أقواهم .
لاحظتنا الكورز القادمة ، أدرت رأسي لآلين ورأيتها تضحك ، علمت منذ مدة انها تمزح معي ، لكن هذا كان بعيدا عما اتصور .
وقفت سيليا امامنا مباشرة ، لم اعرف ما افعل كي ارحب بها ، بالاحرى كنت اريد ان اتقدم لها لكن هي لم ترمقني بنظرة قط ، اتجهت نحو آلين التي كانت رفقتي .
ادركت انها الفرصة المثالية لترك هذه الاميرة ، انحنيت ومشيت نحو اطراف الحديقة مرة اخرى ، كانت آلين تناديني لكنني اخترت عدم الانصات لها ، حتى احسست بضغط ونية قتل موجهة لي أدرت رأسي لأرى نورن أحد الكورز .
ركزت على انفاسي ، نظمتها وحدقت به مرة اخرى وجدت ذاك الشاب من الدانجون يرافقه
تحدث نورن غيلبرد :" لقد تحدث لي أخي حولك ، مذا لو مات في الدانجون بسبب افعالك؟
قلت ببرود :" أي افعال ؟لي الحق في اختيار مساعدتهم أو لا، كان هناك قطيع من الوحوش يطادرهم ، أي شخص عاقل سيرمي نفسه امام كومة الوحوش تلك ؟
تحدث نورن وهو يدحضني :" لقد سمعت من ليدر والاخرين انكما قضيتما عليهما بسرعة ، لا تنكر هذا ايضا "
قلت :" صادف انني طورت نواتي الى ضوء الجمع بعد مدة من تركهم ، لذا كنت في أوج قوتي "
نورن بتعبير يدل على شكه:" طورت النواة لمرحلة الجمع؟"
اجبت:"نعم ، يمكنك ان تتأكد ، وسترى انني اخترقت بوقت ليس بطويل "
بدا ضغطه يخف وابستم نحوي وقال :"اسف لشكي فيك، وهنيئا لتطورك ، ما هو اسمك يا فتى ؟
اجبت :" ويليام ألاين "
ابتسم نحوي ، وغادر مع اخيه ، قلت في نفسي اذا كان ذلك هو نورن غيلبرد ، فيستحسن ان يكون الاخر هو ، اونيس غيلبرد ، هيه هو سيدخل الاكادمية معي هذا العام ،جيد جيد
بقيت وحدي مرة اخرى على الاطراف.
}| شعرت بها ، نعم لقد فعلت ، بمعدل صغير لكنني شعرت بها |{
ضخمت المانا ساقاي ، تلاعبت بالمانا في الجو باحترافية لتشكيل درع بسبع طبقات ، لاحظني الكورز والاخرون ، قفزت للاعلى بحوالي 30 قدم ، كان يتقدم بسرعة كبيرة ، كاد يغفل عن عيناي لكنني امسكت به، كان موجها نحو الملك الحالي لألارياس ، قوس أطلق من طرف خبير محترف ، مزق كتفي الايمن لكنني امسكت به
صرخت :" هناك العديد منها قادمة احموا الملك"
حتى الكورز كانوا متفاجئين ، لم يدركوه ولم يحسوا بها حتى امسكته في يدي ، كان قوس ذو علامة مميزة
مباشرة بعض صراخي ، ظهرت المئات من رماح برقية امامي شكلتها بفعل تلاعبي بالمانا ، دفعتها بكل ما املك الى الغطاء الليلي الباهت في السماء كان هناك اكثر من قناص يستهدف الاسرة الحاكمة وبعض الاشخاص ، مع ارتفاع رماح البرق التي استحضرتها كانت كخيوط ضوء ارجوانية في المساء ، اخترقت الرماح اشخاصا كانوا يختفون بفعل ستار الليل مع ملابسهم السوداء ، لكن الخبير الذي اطلق القوس الاول لم يكن هناك
مباشرة بعد تحطم أول جثة سقطت من السماء على الارض قرب الضيوف ، بدأت الجثث الاخرى التي اخترقتها الرماح تسقط ، اكثر من 13 جثة سقطت ، لم اكن لادع مخاطرتي بذراعي اليمنى تذهب سدى كنا نحتاج شخصا على قيد الحياة كي نستخرج منه معلومات ، لم أرى أي مساعدة من أي كورز او أي أحد اخر ، ربما مازالوا يبحثون عن اشارات للاعداء او مكانهم ، في هذه اللحظة لعنت نفسي :" اللعنة فقط لو كنت في ضوء العوالم كي اخترق القوانين واستطيع الطيران ،
ظهرت فكرة في عقلي مباشرة ، الطيران - اختراق الجاذبية ،
سأستعمل سحر الجاذبية لجذبهم ، مع تلاعبي بالمانا غيرتها مباشرة لصيغة سحر الجاذبية ، أمامي بدأ مجال أسود يظهر ، ضخخت كل المانا داخلي و المانا في الجو لهذا المجال ، وكأن ضغطا رهيبا بدأ يلقى على الارض ، رأيت شخصيتين باهتتين يتم سحبهما للاسفل بفعل مجال الجاذبية الذي انشأته ، ابتسمت في السر ، بعدما وصلوا الي بسرعة ألغيت المجال وامسكت بهم بطبقات الجليد التي كنت انشأتها خلفي من الاول كي لا اسقط من الهواء ،
كان على محيى الجميع نظرة عدم تصديق مما يحدث ، مع وصولي للارض قطعت اطراف الرجلين بيدي ، احسست بها مرة اخرى لم اكن سريعا كفاية، وانفجر احدهما بفعل سهم تم اطلاقه من السماء ،
احسست بالسهم الثاني ، تلاعبت بالمانا بسرعة وفي نفس الوقت سربت جزءا من المانا في نواتي ، لتتخذ شكل درع ارضية حول الشخص الاخر كي لا يقتله السهم ،لكنني استهنت بذاك القوس ، حطم درع الارض ، كان قريبا من ان يقطع رأس رفيقه الاخر ، فعل كل هذا حتى لا نحصل على معلومات ، لكنني استجبت بسرعة ، ركزت المانا حول الدماء التي على الارض
وتمتمت : سحر الدم - الانتقال
سحر الدم ، هو من الفوائد التي حصلت عليها اثناء ضياعي في الدانجون في صغري ، لكن استخدامه يؤثر علي لذا لا استخدمه
بفعل مهارتي تلك انتقلت آنيا الى المكان الذي توجد به تلك الدماء، مع الوقت والاحتمالات في عقلي ، واتخاذ الوضعية المناسبة في جزء من الثانية ، ضحيت بمرفقي الاخر حيث استقبلت القوس في ذراعي .
كان مؤلما بحق ، من الواضح انه مسموم ايضا ، احسست بهالة سهم اخر ، لكنني قد تجاوزت حدودي بالفعل عندما اطلقت 100 رمح رعدي كل ما فعلته بعد ذلك كان تجاوزا لحدودي .
التقت نظرتي مع الحشد وصرخت بسرعة :" مذا تفعلون ؟ علينا ان نمسكه حيا كي نحصل على معلومات منه ، اذا تم قتله هنا سينتهي كل شيء ."
مباشرة بعد صراخي ، ثلاث شخصيات ارتمت حولي ، كانوا من الكورز ، نورن و هيلين و سيليا ، بعد ان احسست بالقوس دخل مجالنا ،تم قطعه في جزء من الثانية ، كانت هذه مهارات أقوى كورز سيليا أولوف ، يقال انها اقوى سيافة في القارة بأكملها ، كانت في سنتها الخامسة والعشرون وحسب وقد حققت انجازات خرافية في مسيرتها كمغامرة و الان اصبحت احد اعمدة الجيش العسكري لدولتنا.
كل الاسهم التي تلت هذه اللحظة ، كانت عديمة الفائدة وتم اسقاطها
سمعت نورن يقول :" اكتشفت مكانه "
ظهر رمح برقي في يده وكانه كان يمسكه من الاول لم أرى حركته من الاصل ، لكن لحدود هذه اللحظة كان الرمح البرقي في السماء متجها نحو ستار الليل الذي كان يغطي حضور هؤلاء المغتالين، رأيت شخصية تتساقط من ستار الليل ذاك ، وكان الرمح قد اخترق قلبه ، ذاك الخبير مات في هجمة واحدة ، ارتطم رأسه بالارض وتهشم .
نظرت للثلاثي الذي كان يقف امامي ، قمت من على الارض ، بدؤوا يوجهون نظرهم لي
قلت :" لقد قطعت اطرافه كي لا يهرب او يقوم بأي شيء مجنون كتفجير حياته ،يستحسن ان يتم اغلاق جروحه قبل ان يموت بفقدان دمه "
اعدت نظري لفسي وجدت كتفي تنزف بشدة ، كان القوس يؤلمني بحق ، لقد اخترق كتفي من الجهة الامامية وخرج من نقطة تقاطع ظهر مع الكتف ، قطعت الجزء العلوي من بذلتي وكشفت على صدري ، كان دمويا حقا ، السم انتشر ، امسكت السهم ،وسحبته بكل قوة للخارج
سمعت صوت انثى من الخلف تقول :" مهلا-"
لكن قبل ان تكمل كنت قد سحبته ، يا لغبائي وتسرعي ، علمت لما قالت لي ان اتوقف ، لقد جرحت عظمي وقطعت الالياف الملتصقة به ، عملت يدي كسكينة حيث قطعت اللحم حول الجرح الذي سببه القوس ، وضعت فمي حول الجرح وسحبت بكل قوة املك ذاك الدم الملوث بالسم وبصقته خارجا ، كان اسود اللون .
بدأ الحشد في الاقتراب وبعضهم يتهامسون ، العائلة الملكية استدعت بعضا من حماتهم وحراسهم ، تم أمرهم للقيام بدوريات ، كنت ما ازال اسحب الدم الاسود ، وجهت نظري للكورز ، وقلت :" اهناك من يجيد اي سحر علاج بينكم ؟
قال هيلين:" يا فتى حقا ، ما فعلته كان بطوليا ، اقدر ذلك"
قلت ببرودة ولكن تعبيري عن الالم الجاد ظهر :" ليس بالامر الجلل ، ما احتاجه حاليا عناية طبية لذا سأ-"
مثل الجنية ظهرت أمامي ، كان بصري معلق على شيء واحد ، صدرها الكبير ، يا رجل كرتان تتدحرجان داخل ثوبها الابيض الخفيف
سمعت صوتها الملائكي :" قلت لك ان تتمهل ، مذا سيحدث لو تضررت عظامك ولم تكبر بشكل جيد "
اخرجني صوتها وغضضت بصري عن صدرها بسرعة ، كانت هذه احد الكورز نارين ،شعرها الاشقر المائل للون الليمون الاخضر في أول مراحل نموه ، عيناها الخضراوان و مفاتنها ، كانت تضع احمر شفاه وبدت رائعة حقا
قلت بينما اغمض عيني :" لم اكن اعرف لذا اردت سحبه كي اقوم بامتصاص السم خارجا مع الدم الملوث "
قالت بنبرة لينة :" لقد خسرت الكثير من الدم ، وها انت تريد امتصاص الدم الملوث ايضا ، لو صبرت وحسب كنت سوف اطهر الدم من السم ، لكنك اخرجته سلفا"
عند علمي بهذا لعنتها في نفسي :" اللعنة لديك الوقت لتكبير صدرك ومفاتنك ، وانا اموت هنا، وانتي باقية في الخلف تشاهدينني "
بينما كانت تعالجني ، كان الحشد يتعافى مما حدث واصبحت نقاشاتهم حادة ، بعضههم يصرخ ، فزع اخترق قلوب الكل ولم يتعافوا من الصدمة بعد .
احدى الاناث صرخت : " هووياااع، انجوا بحياتكم هناك من يريد قتلنا نحن النبلاء "
بدأت بعض الاناث تصرخن ايضا بانهن نبيلات ولا يردن الموت
رد عليهن رجل في مقتبل الاربعينيات قائلا:" اصمتن يا كتل الشحوم و مساحيق التجميل من سيريد قتلكن "
بعد كلامه بدأ البعض يضحك سرا و احمرت وجوه الاناث .